
شبكة النبأ: لاشك ان ما حدث في
البحرين من زيادة حركة الاحتجاجات هو نتيجة طبيعية لما رافق هذه
الاحتجاجات من عنف حكومي تجاه المدنيين، ليزداد الأمر أكثر سوء عندما
اقدمت بريطانيا بتدريب الحرس الوطني السعودي الذي نشرت قواته مؤخرا
خلال الاحتجاجات الأخيرة في عمليات مكافحة الشغب واستخدام بنادق القنص
مما أثار غضب الجماعات المعنية بحماية حقوق الإنسان.
ودلت وثائق معتبرة لدى الجمعيات الخاصة بمراقبة حقوق الانسان من أن
وزارة الخارجية البريطانية تعترف بأن سجل السعودية في احترام حقوق
الإنسان يثير القلق الشديد.
ويعتقد محللون سياسيون بأن علاج الأزمة السياسية بإعلان حالة
الطوارئ لم يقدم للبحرين حلا وإنما عمق الجراح وخلف الكثير من الضحايا
والخسائر وأساء إلى سمعة البحرين في الخارج بحسب الكثير من المنظمات
الحقوقية مثل هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية وغيرها من المنظمات
العالمية. وهناك تجاوزات في البلاد وأن الوضع يحتاج إلى معالجة وكل هذه
الأوضاع، والتي أساءت إلى سمعة البحرين في الخارج، لن تقدم حلا سياسيا.
وبعد رفع حالة الطوارئ يتوقع خبراء أن تتواصل الاحتجاجات السلمية.
وقد أصدرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بيانا حول المرحلة القادمة
وأعربت فيه عن تمسكها بالمطالبة بالملكية الدستورية والحكومة المنتخبة
التي تمثل الإرادة الشعبية وبرلمان كامل الصلاحيات وقضاء مستقل وأن
الشعب البحريني مستمر في نهجه السلمي للتحرك في الحصول على كل هذه
المطالب وأنها على استعداد للدخول في حوار جدي مع السلطة ينتشل البحرين
من هذا الواقع الذي أساء إلى سمعتها في الخارج وإلى اقتصادها واللحمة
الوطنية.
ويؤكد خبراء أن التدريب الذي يتلقاه الحرس الوطني السعودي من
بريطانيين يتركز في حفظ النظام في المملكة السعودية، وكشف ذلك في نهاية
ألاسبوع حيث أقرت فيه قمة الدول الصناعية الثمانية تمويل دول تتجه نحو
الديمقراطية في أعقاب بزوع الربيع العربي يدفع البعض إلى اتهام السياسة
الخارجية للحكومة البريطانية بالتناقض مع نفسها.
يقول نيكولاس غيلبي من الحملة ضد تجارة السلاح قوله إن دور بريطانيا
الهام على مدى سنوات في تدريب الحرس الوطني في السعودية في ضمان الأمن
الداخلي قد مكنت أفراد هذه الحرس من تطوير تكتيكات لمساعدتهم في إخماد
الانتفاضة الشعبية في البحرين.
ويعتقد محللون سياسيون من ان اعتراف وزارة الدفاع البريطانية بان
بعض القوات السعودية التي دخلت البحرين قد تكون تدربت على يد القوات
البريطانية قد يذكي الاتهامات بان التحالف الغربي يوجه رسائل متباينة
بشأن الديموقراطية في الشرق الاوسط.
فقد اعربت الحكومة البريطانية عن قلقها العميق بسبب انتهاكات حقوق
الانسان في البحرين، التي استقدم حكامها السنة قوات سعودية لقمع
المظاهرات التي كان اغلب المشاركين فيها من الشيعة.
الا انه رغم الانتقادات البريطانية للمارسات البحرينية فقد استقبل
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ولي عهد البحرين في مقر رئاسة
الحكومة في داوننغ ستريت ما اثار انتقادات من جماعات حقوق الانسان.
وفي رد مكتوب على استجواب برلماني قال وزير القوات المسلحة
البريطاني نك هارفي ان الحكومة لا يمكنها استبعاد احتمال ان قوات
سعودية دربها البريطانيون شاركت في عملية البحرين.
وقال هارفي لوزارة الدفاع ارتباط كبير وواسع النطاق مع السعودية
لدعم اهداف السياسة الخارجية للحكومة. ويتضمن ارتباط وزارة الدفاع
بالسعودية تدريب الحرس الوطني السعودي، والذي تقوم به البعثة
البريطانية.
واضاف من الممكن ان بعض عناصر الحرس الوطني السعودي التي تم نشرها
في البحرين تلقت بعض التدريب الذي تقوم به البعثة العسكرية البريطانية.
ويصنف مؤشر السلم العالمي 153 دولة على اساس 23 عاملا تتعلق بالسلم
والامان، ويقدر ان كلفة الحرب وانعدام السلم على الاقتصاد العالمي بلغت
5 تريليون دولار.
ومن بين الدول الاكثر تراجعا في التصنيف على المؤشر حيث هبطت
البحرين 51 مرتبة لتصبح رقم 123 وهبطت مصر 24 مرتبة الى رقم 73.
ويتوقع محللون سياسيون من ان بدون وجود حل سياسي لن تهدأ البحرين.
وقد عبر الشعب إنه دون وجود حل سياسي لا يمكن أن يتحقق الاستقرار وخاصة
بعد كل هذه المعاناة التي عانى منها ووجود ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص
مفصول من عمله أو من الجامعة أو المدارس وهناك أكثر من ألف معتقل بعضهم
مازال داخل السجون حوالي 600 معتقل وهناك أطباء يحاكمون وهناك مساجد
هدمت، كل هذه محفزات ليخرج الناس إلى الشارع للمطالبة بتصحيح الأوضاع. |