أوباما يتراجع عن السلام الموعود

الصراع العربي الإسرائيلي والتصعيد المتوقع

شبكة النبأ: في الوقت الذي تنفسوا الصعداء، عاد الفلسطينيون الى حالة الإحباط بعد ما اعتبروه تراجعا كبيرا لموقف أوباما إزاء أملهم في إعلان الدولة الفلسطينية التي طال انتظارها.

فبعد ان طالب الرئيس الأمريكي إسرائيل بالانسحاب الى حدود 67، والعمل جديا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، عاد في كلمة أخرى ليخفف من غضب إسرائيل ويتراجع بشكل غير مباشر عن تصريحاته السابقة، في موقف يدل على حجم الضغوط السياسية التي تعرض لها مؤخرا بسبب موقفه شبه المحايد.

فيما يرى بعض المحللين للشؤون السياسية في الشرق الاوسط ان طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي سوف يتخذ منحى جديد بعد رياح التغير التي اجتاحت المنطقة، وسقوط ما يسمى الحرس القديم وارتقاء الديمقراطيات الى المشهد السياسي في مصر وبعض الدول المؤثرة الاخرى.

الأمم المتحدة دولة

حيث يقول مراقبون في رام الله ان الخطب التي ألقاها الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تضع عملية السلام في مأزق اكثر من قبل ولا يرون بديلا لان تسعى القيادة الفلسطينية من جانب واحد للحصول على اعتراف بالدولة.

وسيكون تراجع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الان بعد أن تضاءلت احتمالات استئناف المحادثات بشروط يقبلها بمثابة انتحار سياسي لزعيم يسعى الى أن يخلف وراءه تركة ما.

وبنى عباس (76 عاما) حياته السياسية على فكرة التفاوض لاقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل على أراض تحتلها -حل الدولتين- بدعم من القوى العالمية لكن تحويل هذا الحلم الى حقيقة بات أبعد من أي وقت مضى.

وفي ظل تعثر عملية السلام انتقد كل من أوباما ونتنياهو على مدى الاسبوع الاخير خطته للسعي للحصول على اعتراف من الامم المتحدة بدولة فلسطينية في سبتمبر ايلول. وأبدى مراقبون فلسطينيون تشككا اكثر من قبل في فرص استئناف محادثات السلام.

وقال سمير عوض المحاضر في جامعة بير زيت بالضفة الغربية "يجب ان يذهب الفلسطينيون الى الامم المتحدة." وأضاف "انا متاكد ان ابو مازن (عباس) سيتعرض لضغط كبير جدا ولكن امل الا يستجيب ابو مازن للضغوط ويذهب الى الامم المتحدة رغما عن اوباما ونتنياهو والاخرين." بحسب رويترز.

وقال عباس الذي يأمل استغلال الدعم للفلسطينيين من الكثير من الدول أعضاء الامم المتحدة انه سيذهب الى الجمعية العامة للامم المتحدة اذا لم يتم احراز تقدم في عملية السلام.

وعلى الرغم من أن من المؤكد أن توقف الولايات المتحدة الخطة في مجلس الامن الدولي فان مؤيدين يقولون ان مجرد اظهار دعم الجمعية العامة غير الملزم يمكن أن يعزز مسعى الفلسطينيين لاقامة دولتهم ويساعد في عزل اسرائيل.

ويأمل عباس أن يسفر خطاب أوباما عن سياسته في الشرق الاوسط الذي ألقاه الاسبوع الماضي واجتماعه في واشنطن مع نتنياهو عن تقدم كاف يسمح باستئناف المحادثات.

وفي تلك الكلمة أعطى أوباما درجة من الامل حين عبر عن دعمه لفكرة قيام الدولة الفلسطينية على أساس الحدود التي يتصورها الفلسطينيون على أن يتم تبادل الاراضي بالاتفاق المتبادل مع اسرائيل.

لكن خيبة الامل حلت محل الامل في نفوس الفلسطينيين في كلمة ثانية ألقاها أوباما واعتبرها الفلسطينيون مؤيدة لاسرائيل بشدة.

وقال بسام الصالحي الشخصية البارزة بمنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها عباس انه في الملخص الاخير لم يحقق أوباما متطلبات استئناف المحادثات.

وتجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم الاربعاء لبحث الخيارات الفلسطينية قبل اجتماع للجنة المتابعة العربية في قطر.

وقال صالحي ان على الرغم من تحذيرات أوباما فان على الفلسطينيين الا يتراجعوا عن خطوة السعي لاعتراف الامم المتحدة.

وزادت كلمة نتنياهو امام الكونجرس الامريكي من التشاؤم. وفي حين قال نتنياهو انه مستعد لتقديم "تنازلات مؤلمة" من أجل السلام فانه أكد مجددا الافكار التي رفضتها القيادة الفلسطينية منذ زمن بعيد. وقال مسؤولون فلسطينيون انه ألقى المزيد من العقبات في طريق المحادثات.

وقال المعلق السياسي الفلسطيني هاني المصري ان هذا يؤكد مرة أخرى أن المساحة المتاحة للقيادة الفلسطينية للمناورة ضئيلة للغاية.

وهو يشجع تبني استراتيجية جديدة تنطوي على ممارسة ضغوط دبلوماسية على اسرائيل وممارسة النشاط السياسي غير العنيف او "المقاومة الشعبية" على الارض. وأضاف أنه اذا لم تسلك القيادة مسارا سياسيا جديدا فانها بهذا ستنتحر سياسيا.

مدير جماعة ضغط يحذر اسرائيل من الخسارة مالم تتحرك بشأن السلام

في سياق متصل قال مدير جماعة ضغط يهودية أمريكية انه يتعين على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعرض خطة محددة لتسوية الصراع مع الفلسطينيين تقوم على حل الدولتين والا واجه احتمال تجدد العنف.

وقال جيريمي بن عامي مدير جماعة (جيه ستريت) التي توصف بانها النسخة اليسارية من لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية (ايباك) المؤيدة لاسرائيل انه "يحاول تكوين قوة دافعة" لعرقلة خطة فلسطينية ترمي الى الحصول على تأييد الامم المتحدة لاعلان دولة فلسطينية في سبتمبر ايلول المقبل.

وقال بن عامي انه يعتقد أن السبيل الوحيد لتعطيل الخطة بفاعلية وتخفيف التوتر الذي تؤججه الانتفاضات في البلدان العربية هو أن يرسم نتنياهو مسارا واضحا للوصول الى اتفاق يقوم على خل الدولتين.

وأضاف بن عامي انه يخشى ألا يكون من شأن وصف نتنياهو لاتفاق المصالحة بين حركتي فتح حماس بأنه ضربة للسلام سوى الحاق مزيد من الضرر بالعمل الدبلوماسي المتوقف بالفعل.

وقال "أعتقد الان في اعقاب المصالحة أن هناك احتمالا ان تكون قضيته بكاملها امام الكونجرس... هي عدم طرح أي شي على الطاولة."

وتابع "في اجتماعاتنا هنا نحن نحث من وجهة نظرنا على أن تكون مبادرة رئيس الوزراء خطة جادة" مضيفا أنه يعتقد أن على اسرائيل أن تنتظر لترى سياسات اي حكومة فلسطينية جديدة قبل أن تدينها.

وقال بن عامي انه يتعين على نتنياهو أن يطرح صفقة تنسجم مع الخطوط المتفق عليها في مفاوضات السنوات السابقة بما في ذلك اقتراح مقايضة اراض بالكتل الاستيطانية التي ستحتفظ بها اسرائيل. واضاف بن عامي "ضع اقتراحا على الطاولة يفي بمعيار المصداقية ليس دولة مؤقتة على 30 او 40 في المئة من الارض وانما دولة حقيقية ودعهم يقررون ما اذا كانوا جادين بشأن السلام أم لا."

وقال بن عامي انه اذا مضى الفلسطينيون قدما بخططهم للسعي للحصول على اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة بدولة في سبتمبر ايلول دون الاتفاق على حدود الدولة الجديدة مع اسرائيل فقد يؤدي ذلك الى اندلاع العنف ما أن يتضح أن الصراع لم ينته. بحسب رويترز.

واردف "سيكون الاحباط أشد" مضيفا أن مثل هذا الشعور "سيؤدي الى انفجارات وكل ما ستحتاجه هو عود ثقاب في الهشيم ونحن قلقون للغاية بشأن ما سيؤدي اليه ذلك."

وقال ان اسرائيل نفسها قد تتعرض لموجة دبلوماسية عاتية على النطاق العالمي تشمل حملة مكثفة لفرض عقوبات عليها لاستمرارها في احتلال الاراضي التي استولت عليها في حرب عام 1967. وكانت محادثات توسطت فيها الولايات المتحدة قد انهارت العام الماضي بسبب قضية البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وتعترض اسرائيل على اي اتصالات مع حماس التي ترفض الاعتراف بها او باتفاقات السلام السابقة.

املاءات الامم المتحدة

فيما رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في باريس "املاءات الامم المتحدة" حول الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدا ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يدعم الطلب الاساسي بالنسبة اليه في ان يعترف الفلسطينيون باسرائيل "دولة للشعب اليهودي".

وقال نتانياهو للصحافيين اثر لقائه الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه ان "السعي جديا لتحقيق السلام لا يمكن ان يتحقق الا عبر المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، وليس عبر املاءات من الامم المتحدة".

وينوي الفلسطينيون الحصول على اعتراف بدولتهم المستقلة من جانب واحد في الامم المتحدة قبل التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل. وينوون التقدم بهذا الطلب في مجلس الامن الدولي، اولا حيث يتوقعون فيتو اميركي، ثم امام الجمعية العامة، حيث لاتملك الدول الكبرى حق النقض.

واضاف نتانياهو ان "السؤال الاول هو معرفة ان كان الحصول على الاغلبية مضمونا في الامم المتحدة، الجواب هو نعم. يستطيعون القول ان الطريق سالك، يستطيعون تبني" هذا القرار.

وقال نتانياهو في ما بعد للقناة الاولى في التلفزيون الفرنسية "يمكن للامم المتحدة ان تتبنى الف قرار، هذا لن يحقق السلام". بحسب فرانس برس.

والمح الرئيس الفرنسي في مقابلة مع مجلة "اكسبرس" الفرنسية الاسبوعية الى ان فرنسا يمكن ان تعترف بدولة فلسطين في الخريف المقبل، مؤكدا انها "ستتحمل مسؤولياتها" اذا لم تستأنف عملية السلام من الان حتى ذلك الموعد.

وفرنسا التي تريد اقناع اسرائيل بامكانية الخروج من الوضع الراهن تسعى الى تحويل مؤتمر للدول المانحة للمساعدات للفلسطينيين يعقد في باريس نهاية حزيران/يونيو المقبل الى مؤتمر لاحياء عملية السلام. وهي تريد عمل كل شيء قبل حلول الخريف المقبل الموعد المحتمل للاعتراف الدولي بدولة فلسطينية.

من جانبه، اكد نتانياهو ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يدعم الطلب الاساسي بالنسبة اليه في ان يعترف الفلسطينيون باسرائيل "دولة للشعب اليهودي".

وقال نتانياهو في قصر الاليزيه "ان ما سمعته من الرئيس ساركوزي هو ان على (الفلسطينيين) الاعتراف باسرائيل دولة للشعب اليهودي". واضاف "سمعت امورا مماثلة امس في بريطانيا، واعتقد ان هناك تفهما في باريس ولندن ايضا بان من يريد السلام ينبغي ان يلتزم من اجل السلام وليس العكس".

ويعتبر الفلسطينيون الاعتراف باسرائيل كدولة "للشعب اليهودي" تعديا على حق العودة بالنسبة للاجئين الفلسطييين الذين طردوا من اراضيهم عند اقامة الدولة العبرية في عام 1948، وتعد هذه المسألة من ابرز مشاكل النزاع.

وكرر نتانياهو معارضته لاتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس الذي تم توقيعه في القاهرة. وقال "الفكرة هي ليست اقامة دولة فلسطينية من اجل استمرار النزاع كما تريد حماس. الفكرة هو اقامة دولة فلسطينية من اجل وضع حد للنزاع كما تريد اسرائيل او كائن من كان يهتم بالسلام". وتابع "مع الاسف، حماس لازالت مصممة على تدميرنا وتريد استمرار الحرب".

وبدورها طلبت فرنسا توضيحا من الفلسطينيين بشأن التصريحات التي ادلى بها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وقال فيها ان "معركتنا الوحيدة هي مع اسرائيل".

وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية "ان المسالة تكمن في معرفة ان كان يمن استئناف عملية السلام مع حكومة تكنوكراط يراسها عباس وتضم فتح، هذه ليست مشكلة، وحماس، التي ادلت حتى الان بتصريحات تتطلب توضيحها".

وبالتزامن مع زيارة نتانياهو قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة الى برلين الخميس للقاء المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي اكدت على سياسة بلادها التقليدية الداعمة لاسرائيل والرافضة في الوقت ذاته الاعتراف بدولة فلسطينية.

وقللت المستشارة الالمانية من اهمية الاختلافات مع فرنسا حول الاعتراف بدولة فلسطينية. وصرحت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع عباس في اعقاب لقاء بينهما انه من غير البناء الاعتراف بدولة فلسطينية الا انها اضافت ان الجميع يعتبر ان استئناف المفاوضات امر "اساسي". وقالت ميركل "لا نعتقد ان الاجراءات الاحادية الجانب مفيدة".

مثقفون اسرائيليون يقرون إقامة دولة فلسطينية

الى ذلك وسط الهتافات المتعالية التي تصفها بالخيانة قرأت ممثلة اسرائيلية فقدت ساقها في هجوم فلسطيني بصعوبة بيانا يعلن فيه مثقفون اسرائيليون تأييدهم لقيام الدولة الفلسطينية.

وعقد الاحتفال الذي حضره عشرات من الفنانين والاكاديميين اليساريين خارج قاعة تجمع فيها اسرائيليون عام 1948 لاعلان قيام دولة اسرائيل. وبعد 63 عاما تجلت الخلافات بشأن مستقبل اسرائيل في هذا المكان التاريخي.

وكان المتظاهرون اليمينيون حاضرين بقوة وهم يقاطعون ويطلقون الابواق بينما كانت هانا مارون الممثلة المسرحية التي تبلغ من العمر 87 عاما تحاول بصعوبة اسماع صوتها في شارع روتشيلد في تل ابيب.

وقرأت مارون من بيان "اعلان الاستقلال من الاحتلال" الذي وقعته مع ما يقرب من 50 من الناشطين الاسرائيليين المؤيدين للسلام قبل محاولة فلسطينية متوقعة للحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر ايلول.

وفي عام 1970 اصيبت مارون المولودة في المانيا عندما هاجم نشطاء فلسطينيون مسافرين ينتظرون ركوب طائرة اسرائيلية في مطار ميونيخ. وبترت ساقها لكنها ظلت تؤدي ادوارها على المسرح وفي التلفزيون. بحسب رويترز.

وقال البيان "نحن نجتمع هنا... للترحيب بالاعلان القادم عن استقلال الدولة الفلسطينية" التي دعا الى قيامها الى جانب اسرائيل على اساس ما "يعرف اليوم بحدود 67".

وتعارض اسرائيل اي خطوات من جانب واحد وقالت انه لا يمكن التوصل الى اتفاق للسلام الا من خلال المحادثات المباشرة.

ويقول قادة السلطة الفلسطينية بعد توقف عملية السلام التي انهارت العام الماضي بسبب مسألة المستوطنات اليهودية انهم سيسعون للحصول على اعتراف الامم المتحدة بقيام دولة فلسطينية على الاراضي التي استولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967.

وتتضمن هذه الاراضي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس الاسلامية والذي لا تملك السلطة الفلسطينية اي سلطة عليه. وسحبت اسرائيل جنودها ومستوطنيها من غزة عام 2005 لكنها ما زالت تسيطر بشكل كبير على حدود القطاع.

وقالت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان ان اعلان المثقفين الاسرائيليين من شأنه ان يساعد على استئناف عملية السلام ويدحض مزاعم الاجماع الاسرائيلي على "انكار حق الفلسطينيين في التخلص من الاحتلال الاسرائيلي."

وقالت اكثر من 100 دولة انها تعترف بفلسطين كدولة. لكن كما يقول دبلوماسيون فعضوية الامم المتحدة تتطلب موافقة مجلس الامن الدولي وهو تطور يعتبرونه غير محتمل بسبب تحفظات الولايات المتحدة على الخطوات التي تتخذ من جانب واحد.

ودعت الجماعة اليسارية التي تضم مجموعة من الكتاب والفنانين والاكاديميين الذين فاز بعضهم بجائزة نوبل والوزيرة السابقة شولاميت الوني للانهاء "الكامل للاحتلال" مشيرين الى الخطوط التي كانت موجودة قبل استيلاء اسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة قبل نحو 44 عاما.

وقالت ليمور ليفنات وزيرة الثقافة والرياضة والعضو في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انها تحترم المفكرين الاسرائيليين الذين وقعوا على البيان لكنها لا تتفق مع "ارائهم المتطرفة." وقالت لاذاعة اسرائيلية "هذه مجموعة تعمل من اجل نشر رسالة خاطئة وتسبب لاسرائيل ضررا كبيرا على المستوى الدولي."

50% من الإسرائيليين

على صعيد متصل أظهر استطلاع للرأى فى صحيفة يديعوت أحرونوت، أن غالبية نسبية من الإسرائيليين يعتقدون أنه يتوجب على إسرائيل "الاعتراف بدولة فلسطينية بشرط الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية فى الضفة الغربية".

وقال 48% من المستطلعين إنهم يؤيدون مثل هذا الاعتراف، بينما يعتقد 41% إن إسرائيل "يجب أن تعارض بشدة أى إعلان لدولة فلسطينية حتى لو كان يعنى ذلك مواجهة مع الأمم المتحدة"، فيما يؤيد غالبية من الإسرائيليين تؤيد قيام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بـ"مبادرة" سلام تقدم "تنازلات كبيرة".

ورأى 53% من أفراد العينة أن نتانياهو يجب أن "يقدم خطة لحل الصراع مع الفلسطينيين مقابل تنازلات كبيرة"، بينما عارض 42% منهم ذلك.

انتفاضة ثالثة حتمية والسلام بعد الاعتراف بيهودية "إسرائيل"

من جانبه رأى محلل إسرائيلي أن اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة باتت حتميا وأنه لا يمكن لـ"إسرائيل" منعها فيما اعتبر محلل آخر أنه يحظر على تل ابيب التوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين من دون الاعتراف بيهودية "إسرائيل".

وجاء التحليلان على خلفية التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل على اعتراف دولي بدولة فلسطينية بحدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وكتب المحلل السياسي في "هآرتس" ألوف بن أن "الانتفاضة الثالثة حتمية" وأنها ستندلع في حال اعترفت الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية "لأن القرار لن ينفذ من تلقاء نفسه وسيشن الفلسطينيون حربا للمطالبة بحقوقهم السيادية وطرد الجيش ال"إسرائيل"ي من أراضيهم".

وتابع انه حتى لو "ارتدعت" الأمم المتحدة عن الاعتراف باستقلال فلسطين أو تتحفظ في قرارها من أجل إرضاء "إسرائيل"، واعتبر أنه "في هذه الحالة سينتفض الفلسطينيون بسبب إحباطهم من فقدان التأييد الدولي".

وأضاف أن توقيت الانتفاضة الثالثة والسبب المباشر لاندلاعها غير معروفين بعد "لكن ليس مؤكدا أن ينتظر الفلسطينيون الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر".

ورأى بن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقع في فخ وأن أي شيء يمكن أن يفعله بإمكانه منع الانتفاضة المقبلة، وهو لن يستسلم لمطالب الفلسطينيين بتجميد الاستيطان والموافقة على الانسحاب إلى الخط الأخضر.

وأكد بن على أن هذه المطالب تتعارض مع المنطق الإستراتيجي الذي يوجه نتنياهو فهو يرى أن "الثورات في الدول العربية ستؤدي إلى القضاء على الأنظمة التي يرعاها الغرب واستبدالها بأذرع إيرانية، وتسليم الضفة الغربية والقدس الشرقية للفلسطينيين سيحولهما إلى 'قاعدة إرهابية إيرانية' وستصبح الحياة في "إسرائيل" غير محتملة". بحسب يونايتد برس.

واستبعد الكاتب أن يتمكن نتنياهو من إقناع الزعماء الأوروبيين خلال جولته الأوروبية بمعارضة الاعتراف بالدولة الفلسطينية لكن حتى لو تمكن من إقناع قسم منهم فإن "القرار سيمر بأغلبية كبيرة والانتفاضة ستندلع في الغداة".

وأردف بن أن "نتنياهو محق في تقييمه أن أميركا و"إسرائيل" في حالة تراجع إستراتيجي في أعقاب خلع حليفهما "الرئيس المصري السابق" حسني مبارك".

ورأى أن نتنياهو وقع في فخ نصبه الرئيسان، الفلسطيني محمود عباس والأميركي باراك أوباما وبعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الاستمرار في عملية أنابوليس وخريطة التسوية التي رسمها سلفه ايهود أولمرت.

وخلص بن إلى أن "الوقت الآن بات متأخرا والعالم ينظر إلى نتنياهو كرافض للسلام وعنيد ويتمنى سقوطه، وهو لن يتمكن من منع الانتفاضة الثالثة، ومثل سابقتيها ستكلف "إسرائيل" ضحايا أكثر وستقود إلى الانسحاب الذي سعى نتنياهو إلى إحباطه".

من جانبه أشار رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق والباحث في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند إلى أنه إضافة إلى الضغوط الخارجية على "إسرائيل" للاعتراف بدولة فلسطينية أخذت تتعالى أصوات من داخلها تطالب بذلك وبينها مجموعة المثقفين التي وقعت على عريضة قبل أسبوع تطالب بدعم قرار يصدر عن الأمم المتحدة بهذا الصدد.

لكن آيلاند اعتبر أنه لا يمكن لـ"إسرائيل" أن توقع على اتفاق سلام من دون أن يعترف الفلسطينيون بيهودية "إسرائيل" بادعاء أن الفلسطينيين لا يطمحون إلى إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط ولذلك فإنهم يفضلون اعترافا دوليا على اتفاق يوافقون فيه على التنازل عن قضية اللاجئين ونهاية الصراع وعدم الاعتراف بيهودية "إسرائيل".

وكمطلع على تقارير استخبارية كثيرة خلال توليه مناصب أمنية حساسة كتب آيلاند إن "الرواية "التاريخية" الفلسطينية مختلفة وتستند إلى الرغبة في الانتقام و'العدل' وفوق كل ذلك إلى حق العودة، وبالنسبة لهم فإن هذا الحق ليس حق شعب بالعودة إلى وطنه وإنما حق الفرد بالعودة إلى بيته في حيفا واللد ورمات أفيف" وهو حي راق في شمال تل أبيب أقيم على أنقاض قرية الشيخ مونس المهجرة.

ووصف آيلاند إصرار "إسرائيل" على ثلاثة شروط لاتفاق مع الفلسطينيين تتمثل بالتنازل عن حق العودة للاجئين ونهاية الصراع ويهودية "إسرائيل" بأنها "مصيرية" لأنه في حال تنازلت عن الشرط الثالث فإن الأقلية العربية في "إسرائيل" ستطالب بالاستقلال في منطقتي تجمعها في الجليل والمثلث أو المطالبة بالاعتراف ب"إسرائيل" كدولة ثنائية القومية أو على الأقل ب"دولة جميع مواطنيها".

واعتبر أن الدولة الفلسطينية ستعمل بكل القوة ضد "إسرائيل" "التي تقمع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي". ورأى آيلاند أن "السبيل لتخفيف هذا الخطر هو وثيقة دولية توقع عليها دولة فلسطين أيضا وتعترف بدولة "إسرائيل" أنها دولة يهودية ولذلك فإن من حقها السماح لليهود بالهجرة إليها ومنع هجرة الآخرين، وسيتم منع هذا الخطر إذا نص الاتفاق على منع الفلسطينيين من حيازة جنسية مزدوجة، "إسرائيلية وفلسطينية".

وشدد على أن "من يدعو إلى إعلان استقلال فلسطيني أحادي الجانب فإنه يشجع الفلسطينيين على الامتناع عن الموافقة على تلك القرارات "أي الشروط الثلاثة" الهامة للغاية لمستقبلنا ويزيد بذلك الخطر بأن إقامة تلك الدولة الفلسطينية سيكون مرحلة في الطريق للسيطرة على كل أرض "إسرائيل"".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/آيار/2011 - 24/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م