مبدعون يتجاوزون حدود اللغة واللون والجنس

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: إنهم مبدعون حملوا يراعهم ونونهم وسطروا أجمل كلماتهم في افق الابداع والبلاغة بحس الشاعر المرهف وبلاغة الخطيب المفوه ورومانسية الروائي الحالم، حتى تجاوزوا حدود الزمان والمكان الى عالم جميل لا يدخله الا نبلاء الكلمة والباحثين عنه، وهم ايضاً اصحاب موهبة تتلألأ في سماء المواهب الانسانية الصادقة والتي اغنت الثقافات العالمية وميزتها بحسب لغتها وبلاغتها وجوها الثقافي الخاص بها.

نظرة على اجواء البوكر

ففي هذه السنة أيضا ساد ردهات الفندق الذي شهد إعلان لجنة تحكيم الجائزة الدولية للرواية العربية (البوكر العربية) جو من الترقب، وحضر العديد من الصحفيين والنقاد والأدباء الى فندق انتركونتننتال أبو ظبي ليشهدوا إعلان الفائز، ولا بد أن للكثيرين منهم مرشحهم الخاص، ولديهم أسبابهم، كما ضمت اللائحة القصيرة هذه السنة امرأتين (السعودية رجاء العالم والمصرية ميرال الطحاوي) لذلك ربما كان البعض يتوقع فوز إحداهما، حيث لم تفز امرأة حتى الان، وقد لوحظ حضور الأدب المغربي للمرة الأولى في اللائحة القصيرة، في شخص الروائيين محمد الأشعري وبنسالم حميش، ويذكر ان أمير تاج السر هو السوداني الأول الذي يصل الى اللائحة القصيرة، وخالد البري اذا فاز سيكون المصري الثالث الذي يحظى بالجائزة، إذن هناك أكثر من اعتبار والعديد من الملامح المشتركة بين المرشحين، وان كانت لجان التحكيم تؤكد كل مرة أن اعتبارات اختيار الرواية الفائزة مهنية محضة، ولا علاقة لها بجنسية الكاتب او جنسه أو سنه.

هذه السنة كان الإعلان مفاجأة للجميع، ليس بسبب شخص الفائز ولكن لأن رئيس لجنة التحكيم فاضل العزاوي أعلن فوز روايتين، لا رواية واحدة وبناء عليه سيتقاسم كل من رجاء العالم ومحمد الأشعري الجائزة عن روايتيهما طوق الحمامة و القوس والفراشة على التوالي، وحين سؤل العزاوي عن هذا القرار غير المسبوق في تاريخ الجائزة، اجاب ان الروايتين كانتا متشابهتين من حيث القيمة الادبية ولم يكن من العدل اعطاء الجائزة لواحدة منهما دون الاخرى، على الرغم من اختلاف أجواء ومواضيع الروايتين الفائزتين إلا أن بهما سمات مشتركة، فطوق الحمام هي رحلة روحية عبر الزمان والمكان، محاولة لكسر الجدران المادية عبر خلق فضاءات روحية تارة وتارة افتراضية، وأخرى ذهنية، شخصيات الرواية محاصرة بالجدران والقيود والأساطير، وبعضها يلزم موقعه من الخريطة القسرية، بينما يحاول البعض الاخر الانعتاق عبر خلق علاقات خارج المكان، وأحيانا خارج الزمان.

ان الانسان في الرواية ليس محكوما بإعاقة الجسد وقسرية القوانين الطبيعية والاجتماعية التي تحكم حركته أو سكونه، ولكن حدوده تضعها قدرات الروح على التحليق وعبور الفضاءات والانعتاق من الأبعاد الزمانية والمكانية.هي إذن، رحلة نحو حرية الروح وإمكاناتها اللامحدودة، اما القوس والفراشة هي رحلة أيضا، وإن من نوع آخر، تأمل في الماضي، بمواقفه وأحداثه وعلاقاته، يلجأ إليها بطل الرواية بعد أن فقد حاسة الشم، بالمفهوم الطبيعي والمجازي، فقد أدى حدث مأساوي في حياة هذا اليساري المخضرم (مقتل ابنه الشاب المتفتح على الحياة في أفغانستان وهو يحارب في صفوف طالبان) ادى الى فقدانه حاسة الشم من جهة، وكذلك فقدانه الاهتمام بما يجري في العالم من حوله من أحداث يعتبرها الآخرون حساسة وجوهرية، الأشياء فقدت إثارتها ونكهتها بالنسبة له، في رواية القوس والفراشة نرافق البطل في رحلته لإعادة بناء حياته انطلاقا من إعادة تقييم تجاربه السابقة وعلاقاته الأسرية والعاطفية والاجتماعية والسياسية، لنصل في النهاية الى نقطة تعتبر نقلة معقولة، فقد استعاد البطل حاسة الشم، واتجه الى الحسم (الإيجابي؟) في علاقته بصديقته، رغم أنه لم يتخلص تماما من إحساسه بالمرارة والسلبية نوعا ما في معايشته للمسرات الصغيرة والأحداث الكبيرة في حياته وحياة مجتمعه.

اثر الثورة على المشهد الثقافي

فقد اكد متحدثون في ندوة خصصتها الدورة الحادية والعشرون لمعرض ابوظبي الدولي للكتاب للفائزين بجائزة بوكر العالمية للرواية العربية على ان ثورة مصر وتونس ستترك اثرا عميقا على المشهد الثقافي العربي، واكد الفائز بالجائزة هذه السنة الروائي المغربي محمد الاشعري صاحب رواية "القوس والفراشة" ان "ما يجري الان في العالم العربي هو انتصار للجمال على القبح وتحقيق للانسانية بعد ان استطاع الشعبان المصري والتونسي كنس اعتى نظامين في المنطقة العربية"، وتابع وزير الثقافة المغربي السابق ان "ما حصل في تونس ومصر هو نوع من إنتاج الجمال الانساني العميق حيث قامت الجماهير بانتفاضات سلمية وخرجت الجماهير للمرة الاولى لمهاجمة قيم الفساد والديكتاتورية وليس لمهاجمة عدو خارجي، في محاولة شجاعة لتطوير الشأن الداخلي".

واوضح الاشعري ان "التأثير المباشر لهذه الاحداث على الوضع الثقافي سيكون مؤكد، فالتطور الثقافي لا يمكن له ان يتطور الا في اطار ديمقراطي يعترف بالانسان وحريته في التفكير والتعبير عن رايه"، ومن جهته قال مدير الندوة الكاتب والصحافي الاماراتي حبيب الصايغ ان "سقف حرية التعبير تغير ليس في الدول التي شهدت ثورات لكن ايضا سحبت نفسها على بقية دول المنطقة وهذا بحد ذاته جيد لان هذه الاحداث اثبتت اننا ايضا قادرون على التغير"، وضمن سياق حديث الاشعري عن روايته التي يكتشف فيها اب يساري ان ابنه يقتل خلال مشاكرته في القتال في صفوف حركة طالبان في افغانستان اكد على ان "التيار الديني الاصولي اليميني تم ترسيخه باموال الرجعية العربية بالتنسيق مع اميركا وتصاعد دوره في ظل تراجع دور اليسار لاسباب تاريخية متعددة". بحسب فرانس برس.

واكدت رجاء العالم الروائية السعودية صاحبة رواية "طوق الحمام" الفائزة مناصفة بجائزة البوكر للرواية العربية مع الاشعري، على الرؤية التي قدمها وزير الثقافة المغربي السابق مضيفة ان "روايتي ايضا ركزت على العالم الانساني الواسع الذي تنتمي اليه بكل الجماليات التي يمثلها"، وقالت العالم عن روايتها انها "تعاملت مع مكة الجبل والانسان والمحيط والقدسية الخاصة بالمكان على اعتبار انها كائن واحد وهذا ما اشعر به اتجاه المكان"، واشارت الكاتبة السعودية وهي اول امرأة تفوز بجائزة بوكر العربية الى انها "تربت في بيئة دينية، فجدي كان عالما يحصل رزقه من علمه وكان بيت جدي المكان الذي اتأمل فيه ما يدور من حولي حيث كانت الحياة الدنية والقدسية ايضا العزف على العود والغناء، فالحالة التي عشتها في مكة حالة من التسامح الديني والاتساع في الرؤية الانسانية".

جائزة بوكر العربية مناصفة

بدورها منحت جائزة بوكر العالمية للراوية العربية للعام 2011 في ابو ظبي للمرة الاولى مناصفة لروايتين هما "القوس والفراشة" للكاتب المغربي محمد الأشعري و"طوق الحمام" للروائية السعودية رجاء عالم وهي اول امرأة تفوز بالجائزة، وقال الناقد والشاعر العراقي فاضل العزاوي رئيس لجنة تحكيم الجائزة "إن الروايتين رائعتان ومبدعتان وتناقشان بشكل عقلاني ومنطقي مسائل وقضايا حساسة تخص منطقة الشرق الأوسط وهي مشاكل شوهدت مكتوبة على اللوحات خلال التظاهرات الأخيرة التي هزت المنطقة العربية بأسرها مطالبة بالتغيير، واشار العزاوي الى ان اختيار الفائزين لهذه السنة "جاء من بين ست روايات ترشحت للقائمة القصيرة، وتم الاختيار بناء على القيمة الأدبية للرواية دون النظر إلى جنسية كاتبها أو ديانته أو اقليمه أو عمره أو جنسه وغيرها من الامور. بحسب فرانس برس.

وضمت لجنة التحكيم اضافة الى العزاوي كلا من الأكاديمية والباحثة والناقدة البحرينية منيرة الفاضل والأكاديمية والمترجمة والناقدة الايطالية ايزابيلا كاميرا دافليتو والكاتب والصحافي الأردني أمجد ناصر والكاتب والناقد المغربي سعيد يقطين، وقال جوناثان تايلور رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية ومؤسسة جائزة بوكر البريطانية "إنها المرة الأولى التي تقرر فيها لجنة التحكيم أن تمنح الجائزة لروايتين بدلا من واحدة تتفرد كل منهما بطرح مبهر"، لكن الناقد المصري جابر عصفور انتقد منح الجائزة مناصفة وقال في تصريحات له ان "منح الجائزة مناصفة بين كاتبين يضعف قيمة الجائزة الى جانب ان الروايات الستة التي شاركت في القائمة القصيرة لجائزة البوكر تستحق الجائزة فكان ضروريا اختيار احد هذه الروايات دون ان تكون مناصفة"، وقال المنظمون إن رواية الأشعري تتناول قضيتي "التطرف الديني والإرهاب من زاوية جديدة، وتستكشف تأثيرات الإرهاب على الحياة العائلية" مع اكتشاف والدين التحاق ابنيهما بتنظيم القاعدة.

اما "طوق الحمام"، "فتكشف عما تخفيه مدينة مكة المكرمة من عوالم سرية تنضوي على المظاهر السلبية في حياة البشر، وخلف ستارها كمدينة مقدسة تقبع مدينة عادية تحدث فيها الجرائم وتعاني من الفساد والدعارة والمافيا التي يقودها المقاولون الذين يدمرون المناطق التاريخية في المدينة، وبالتالي يقضون على روحها، وذلك فقط من أجل الكسب التجاري"، وقد حصل كل الروائيين الستة الواصلين الى القائمة القصيرة على مبلغ عشرة الاف دولار فيما تقاسم الفائزان مبلغا اضافيا قدره خمسون الف دولار، والروايات الاربع الاخرى التي كانت مرشحة للفوز، من مصر "بروكلين هايتس" لميرال الطحاوي و"رقصة شرقية" لخالد البري ومن المغرب "معذبتي" لبنسالم حميش وزير الثقافة، ومن السودان "صائد اليرقات" لامير تاج السر.وتهدف الجائزة التي منحت للمرة الرابعة الى "مكافأة الامتياز في الكتابة العربية الإبداعية المعاصرة، إلى جانب توفير أكبر عدد ممكن من القراء العالميين للأدب العربي الجيد" وفق المنظمين، وكانت الروايات الفائزة في السنوات الماضية ترجمت الى الانكليزية فضلا عن اللغات البوسنية والفرنسية والالمانية والنروجية والاندونيسية وهي "واحة الغروب" لبهاء طاهر من مصر (2008) و"عزازيل" ليوسف زيدان من مصر (2009) و"ترمي بشرر" (2010) للسعودي عبده خال، الى جانب ذلك، حظيت مجموعة من الكتب التي وصلت الى اللوائح القصيرة بعقود ترجمة، آخرها رواية "الحفيدة الأميركية" لإنعام كجه جي التي صدرت بالانكليزية عن مؤسسة بلومسبيري – قطر، والجائزة التي تمنح سنويا لرواية مكتوبة بالعربية اطلقت في أبو ظبي في نيسان/ابريل 2007، بالتعاون مع جائزة بوكر البريطانية، وبدعم من مؤسسة الإمارات.

جائزة الشيخ زايد للكتاب

الى ذلك تسلم أربعة كتاب عرب من المغرب ولبنان وسوريا ومصر جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الخامسة التي منحت مستشرقا صينيا جائزتها الكبرى وهي (شخصية العام الثقافية)، والفائزون بالجائزة هم المغربي محمد مفتاح في فرع الاداب عن كتابه "مفاهيم موسعة لنظرية شعرية، اللغة-الموسيقى-الحركة" واللبناني عبد الرؤوف سنو في فرع (التنمية وبناء الدولة) عن كتابه "حرب لبنان 1975- 1990، تفكك الدولة وتصدع المجتمع" والسوري محمد زياد يحيى كبة في فرع الترجمة عن ترجمة كتاب "الثروة واقتصاد المعرفة" والمصرية عفاف طبالة في فرع أدب الطفل عن كتابها "البيت والنخلة"، أما جائزة شخصية العام الثقافية فذهبت للمستشرق تشونج جي كون الذي نالها "تقديرا لما قدمه لاكثر من نصف قرن في حقل تعليم اللغة العربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة العربية في دول الشرق الاقصى، انجازات الاستاذ تشونج تشهد له بأحقيته باللقب" كما قال كتيب خاص بالجائزة في دورتها الاخيرة. بحسب رويترز.

وقام الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة بتسليم الجوائز في حفل بقصر الامارات سبقه عرض فيلمين وثائقيين أولهما عن مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان والثاني عن حصاد الدورات السابقة للجائزة، وكانت الامانة العامة للجائزة أعلنت قبل أسبوعين أسماء الفائزين في خمسة فروع هي (شخصية العام الثقافية) و(التنمية وبناء الدولة) و(الاداب) و(الترجمة) و(أدب الطفل) في حين حجبت الجائزة في أربعة فروع هي (المؤلف الشاب) و(النشر والتوزيع) و(الفنون) و(أفضل تقنية في المجال الثقافي) نظرا لان الاعمال المرشحة "لا ترقى لمستوى الجائزة" بحسب بيان الامانة العامة للجائزة، وشدد الامين العام للجائزة راشد العريمي على أن لجان التحكيم في الفروع التسعة راعت اشتراطات صارمة في الفائزين بالجوائز التي يعتبرها كثير من الحاصلين عليها "نوبل العربية"، ويحصل الفائز بلقب شخصية العام الثقافية على جائزة قدرها مليون درهم اماراتي (نحو 272 ألف دولار) ويحصل كل فائز في الفروع الاخرى على 750 ألف درهم اماراتي.

معرض أبوظبي للكتاب

في سياق متصل استبعدت اللجنة المنظمة لمعرض أبوظبي للكتاب 69 دار نشر من المشاركة في فعاليات الدورة الجديدة للمعرض لعدم التزامها بحقوق النشر والملكية الفكرية وقال محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث المنظمة للمعرض إن الدورة الجديدة هي رقم 21 من عمر المعرض وأشار الى ان المعرض يتصدر المشهد الثقافي في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط ، ويعد جزءا أساسيا من استراتيجية شاملة تبنتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لجعل العاصمة الاماراتية ملتقى لثقافات الشعوب وأفكاره، وأضاف، «تزدحم قاعات المعرض بمشاركات اكثر من 875 دار نشر عربية وعالمية في هذه الدورة، وهذا يعني أن عدد المشاركين قفز إلى ثلاثة أمثال ما كان عليه عام 2006 الذي فيه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث»، وتابع بالقول، «يعرض الناشرون هذا العام ما يزيد عن نصف مليون عنوان لكتاب، وهو رقم ضخم في عالم المعرفة والثقافة والفكر»، مشيرا الى ان عدد فعاليات المعرض تزيد علي 196 فعالية، في حين يبلغ عدد ضيوف المعرض من الأدباء والمؤلفين والناشرين والإعلاميين وغيرهم حوالي 1250 ضيفا.

وأعلن المزروعي أن عدد الدول المشاركة في المعرض يصل هذا العام الى 58 دولة بينها 41 دولة أجنبية، وكان العدد في عام 2006 حوالي 19 دولة، و توقع ان يتجاوز عدد الزائرين لهذه الدورة 200 ألف زائر وتقدم هذه الدورة برنامجا ثقافيا حافلا، وبرنامجا مهنيا للناشرين، وفصولا تعليمية، وركنا للإبداع والنشر الرقمي وأفاد المزروعي بان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ستنظم اليوم مؤتمرا صحفيا يحضره ممثلون لمئات المؤسسات الاعلامية، للكشف عن تفاصيل المعرض الذي يقام هذا العام على مساحة تقدر بـ22 الف متر مربع، واضاف المزروعي ان "المعرض سيشهد هذا العام قفزة كبرى مقارنة بالعام بالاعوام السابقة حيث قفز عدد دور النشر المشاركة في المعرض ثلاثة اضعاف الى جانب مضاعفة الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض عدة مرات حيث وصل هذا العام الى اكثر من 200 فعالية ثقافية وبحضور ما يقارب 1250 ضيفا يشارك من بينهم 312 شخصية في الفعاليات الثقافية المصاحبة". بحسب فرانس برس.

ومن جهته قال مدير معرض ابو ظبي الدولي للكتاب جمعة القبيسي ان "المعرض يشهد هذا العام ركنا خاصا للنشر الرقمي وضمن هذا الركن سيتم اطلاق مشروع (مكتبتي) وهو مشروع مكتبة رقمية انجز بالتعاون مع شركة ابل ويوفر المشروع منشورات المكتبة الوطنية، سواء قسم النشر في المكتبة او منشورات مشروع (كلمة) للترجمة والذي استطاع ان يقدم ترجمات لخمسمئة كتاب خلال اربع سنوات وكذلك مشروع (قلم) للكتاب الاماراتيين الشباب"، وتابع "تقدم هذه الكتب عبر تطبيقات الاي فون والاي باد وسوف تكون هذه العناوين متوافرة للقراء عبر الاي بوكس ضمن باقة ابل ستور المعروفة".ويقدم المعرض كذلك ركن الابداع للناشئة حيث يقدم 25 فعالية بمشاركة 41 شخصية يوفرون تجارب حية للقراء الصغار، وتحدثت في المؤتمر الصحفي ايضا مونيكا كرواس مديرة شركة كتاب التي تنظم المعرض عن الفعاليات التي سيشهدها المعرض هذا العام وابرزها "احتفال الدورة الحادية والعشرين بالثقافة الفرنسية والكورية الى جانب تكريم الفائزين بكل من الجائزة الدولية للرواية العربية البوكر وجائزة الشيخ زايد للكتاب"، واضافت "سيشارك المرشحون للجوائز في المعرض الى جانب عدد كبير من المؤلفين والكتاب العالميين في فعاليات المعرض".

جائزة محمود درويش

من جهة اخرى منحت جائزة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش للثقافة والابداع لكل من الكاتب الاسباني خوان جويتيسيلو والاديب الفلسطيني محمود شقير، وجاء في بيان لجنة التحكيم التي يرأسها الكاتب والناقد الفلسطيني المقيم في سوريا فيصل دراج وقرأه الشاعر محمود ابو الهيجاء "قررت لجنة التحكيم الخاصة بجائزة محمود درويش للحرية والابداع في دورتها الثانية التي عقدت في عمّان مؤخراً منح الجائزة هذا العام الى الكاتب الاسباني خوان غويتيسيلو والى الاديب الفلسطيني محمود شقير"، وأضاف البيان "يلبي هذا الخيار الذي وصلت اليه لجنة التحكيم معنى الجائزة ووظيفتها ويتفق مع المعايير الادبية الموضوعية في ان ذلك أن جائزة الشاعر الفلسطيني التي تمنح في يوم ميلاده ترجمة للقيم الانسانية الطليقة التي صاغها شعراً والتي جعلت منه شاعراً كونياً وعربياً وفلسطينياً مع، "وأوضح البيان اسباب منح الجائزة للكاتب الاسباني (80 عاما) "انطلاقاً من قيم محمود درويش تذهب الجائزة الى الاسباني خوان غويتيسيلو احتفاء بجهده الكبير الذي امتد في قرابة (50 مؤلفاً) تضمنت الرواية والسيرة والمقالات الصحفية وأدب الرحلات وعبّر عن مقت لكل أنساق القهر والاضطهاد والتزام بالقضية الفلسطينية وجميع القضايا الانسانية العادلة". بحسب رويترز.

وتابع ابو الهيجاء قائلا في اسباب منحها لشقير "تتكشّف فلسطين في مأساتها وصمودها وافاقها في كتابات محمود شقير فهي ماثلة في حكايات الانسان المقهور الذي يستولد الامل وفي التمسّك بعالم القيم وفلسطين ماثلة في المجاز الجمالي الذي بنى عليه شقير كتابه (القدس وحدها هناك حيث القدس هي فلسطين) وحيث فلسطين هي الانسان البسيط المدافع عن ماضيه ومستقبله معاً"، وقال جويتيسيلو في كلمة له بعد تسلمه الجائزة تحدث في جزء منها بعربية ركيكية "لقد رفضت تسلم جائزة من مؤسسة (الزعيم الليبي معمر) القذافي لاني ارفض ان اتسلم جائزة من دكتاتور وطاغية ولكن يشرفني ان اتسلم جائزة محمود درويش، "فيما قال شقير "علينا عدم الاكتفاء بالاحتفاء بالثقافة في المناسبات بل التعاطي معها باعتبارها رؤية ومرشدة واسلوب حياة وتمكينها لتصبح بحق مكونا رئيسيا من مكونات هويتنا الوطنية، ما زال لدينا عمل كثير في بلادنا كأن يحرس شاعر الطرقات القديمة ونبع الماء لكي نظل اقدر على مجابهتنا للاحتلال الاسرائيلي ولمحاولات الادارة الامريكية كسر ارادتنا."

وتوفي درويش في التاسع من اغسطس اب 2008 اثر مضاعفات لعملية جراحية في القلب اجريت له في هيوستون بالولايات المتحدة، وقررت الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض اعتبار يوم الثالث عشر من مارس اذار من كل عام الذي يوافق مولد دوريش يوما للثقافة الفلسطينية، وفي عام 2008 اصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما قرر بموجبه انشاء "مؤسسة محمود درويش" ويرأسها حاليا ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأعلنت المؤسسة في عام 2010 عن جائزة سنوية باسم جائزة محمود درويش للثقافة والابداع منحتها للمرة الاولى العام الماضي لكل من الكاتبة المصرية أهداف سويف والكاتب الجنوب افريقي برايتن برايتنباخ، وترأس دراج لجنة الجائزة لهذا العام، والقى عبد ربه خلال الاحتفال الذي تخللته مجموعة من الفقرات الغنائية والموسيقية لعدد من الفرق المحلية الفلسطينية كلمة توجه فيها الى "سيد الكلمة محمود درويش لو انتظرت واجلت الرحيل عامين او ثلاثة فقط حتى ترى كيف يستيقظ الحلم، في بلادنا من اقصاها الى اقصاها"، وأضاف "يا سيء الحظ نحن كنا ننتمني الى جيل تكسرت اماله في تحقيق حرية شعوبنا وانعتاقها التام، هي الحرب ياصديقي يخوضها ملايين الشباب الذين يزدهر نداء سلمية سلمية في حناجرهم، فالوطنية المصرية تشمخ وتصل ذروتها ومعها التونسية واليمنية والليبية وفي كل بلد صغير او كبير من بلادنا ترفع قامتها وكل منها يغذي الاخر وتنتشر العدوى فيما بينها وحولها".

"مترو" ترى النور

على صعيد اخر وبعد أن تم مصادرتها من قبل نظام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، واتهام مؤلفها بـ"خدش الحياء العام"، وجدت رواية "مترو" لرسام الكاريكاتير مجدي الشافعي، طريقها لمزيد من الانتشار على مستوى العالم، بعدما أعلنت شركة "متروبوليتان" الأمريكية، أنها بصدد ترجمتها للغة الإنجليزية، ورغم أن الرواية لم يتم يتداولها في الأسواق المصرية، إلا أنها وجدت منفذاً لها في عدد من الدول العربية، من بينها لبنان والإمارات العربية المتحدة، كما تمت ترجمتها إلى اللغة الإيطالية، وسعى الشافعي إلى نشر روايته عام 2008، ولكن تم حظرها في مصر، كما تم تقديمه للمحاكمة، إلى جانب ناشر الرواية، وصدر بحقهما حكم بتغريمهما مبلغ قدره خمسة آلاف جنيهاً مصرياً، أقل من ألف دولار، كما أصدرت المحكمة قراراً بمصادرة النسخ المضبوطة من الرواية، بدعوى "احتوائها على ألفاظ خارجة."

وتُعد "مترو" أول رواية مصرية مصورة، تدور أحداثها حول شاب متخصص في برمجيات الحاسب الآلي، يتعرض للإفلاس بسبب فساد وتسلط بعض رجال الأعمال والحكومة، فيقرر هو وصديق له سرقة أحد البنوك، فيكتشف أن القائمين على البنك فاسدون أيض، وتسلط الرواية الضوء على الكثير من مناحي الحياة في مصر، إضافة إلى مواقف ساخرة من الأوضاع السائدة في فترة حكم الرئيس مبارك، وكيفية تعامل الشرطة مع الاحتجاجات السلمية، وبعد نجاح "ثورة 25 يناير"، وجه الشافعي نداءً إلى وزير الثقافة بحكومة "تسيير الأعمال"، يطلب إعادة إصدار الرواية وتداولها في مصر، غير أن الوزير قال إن الرواية تم وقفها بواسطة السلطات القضائية، ولابد من العودة إلى المحكمة للسماح بإصدارها من جديد، وبينما أعرب صاحب الراوية "المحظورة" عن أمنيته بأن يحصل على "اعتذار لائق"، يرى الشافعي أنه "من غير المعقول أن تتم محاسبة أي كاتب أو مبدع بسبب شيء نسجه من خياله"، معتبراً أن السبب الحقيقي وراء مصادرة الرواية ليس خدش الحياء العام، بل احتوائها على بعض المواقف الساخرة من رموز سياسية في مصر. بحسب رويترز.

وعن الأسباب التي دعت "متروبوليتان" للموافقة على ترجمة رواية "مترو"، قالت ويل ليبنكوت، الوكيل الأدبي للشافعي في الولايات المتحدة الأمريكية، إن "الثورة المصرية جعلت الرواية مناسبة جداً للنشر بالإنجليزية الآن، فنحن نعمل مع مجدي من قبل الثورة، لكننا قررنا بيع الكتاب بعد تنحي مبارك."وكان قد تم نشر بعض المقتطفات من رواية "مترو" بالإنجليزية بواسطة مجلة words without borders المتخصصة في الأدب العالمي عام 2008، وأشارت مديرة تحرير المجلة الإلكترونية، سوزان هاريس، إلى أنها "سعيدة جداً، ومتحمسة لفكرة نشر الكتاب باللغة الإنجليزية، ومتفائلة بإعادة نشره في مصر مرة أخرى، لأن الأحداث الجارية مناسبة جداً لذلك"، من جهتها قالت مسؤولة بدار نشر مصرية ان ادارة الرقابة على المطبوعات أبلغت الدار بمصادرة كتب منها رواية للمخرج السينمائي المصري رأفت الميهي والاعمال الكاملة لجبران خليل جبران.

وقالت فدوى البستاني رئيسة مجلس ادارة دار البستاني التي تعد من أقدم دور النشر المصرية ان الاعمال المصادرة خرجت من مصر للمشاركة في معرض أبوظبي للكتاب ولكنها صودرت ومنعت من دخول مصر لاسباب مختلفة، وأوضحت أن الجهة التي صادرت هذه الكتب -وهي تابعة لوزارة الاعلام التي ألغيت في التشكيل الوزاري الاخير- أبلغتهم أن رواية الميهي (هورجادا) ممنوعة بقرار من وزارة الاعلام عام 2009 "بحجة تضمنها عبارات اباحية على الرغم من أن الرواية مطبوعة ومتداولة في مصر منذ سنوات ولم يبلغنا أحد بهذا القرار"، وقالت ان ادارة الرقابة اعترضت على كتاب (النبي) لجبران - وهو من ترجمة صديقه أنطونيوس بشير- لان لديها بيانا بأرقام صفحات من طبعات قديمة تحمل لوحات رسمها جبران نفسه برغم ان الطبعة الجديدة المصادرة تخلو من هذه الرسوم.ولم يتسن على الفور الاتصال بادارة الرقابة للتعليق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/آيار/2011 - 22/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م