
شبكة النبأ: تسائل محللون سياسيون عن
طبيعة الثورات العربية وهم يحاولون مقارنتها بثورات أخرى حدثت في
التاريخ. فأن الثورات الديمقراطية في العالم العربي تحمل جميع عناصر
الأحداث في الثورات التي سبقتها، فان الحكام العرب استخدموا القوة
لإرغام الشعوب على الطاعة، لكن أغلب هؤلاء الحكام يتجهون إلى السقوط،
لأنهم فقدوا شرعيتهم عندما لم يترددوا في قتل المواطنين
يقول الكاتب ديفد إغناتيوس أن وراء هذا السعي المحموم للحفاظ على
الذات يتجلى تفكك إمبراطورية أميركية مترددة. فالملوك والرؤساء ناهيك
عن الناس في الشوارع رأوا كيف لم تنقذ أميركا عملاءها في مصر. فأميركا
المنهكة في العراق وأفغانستان والتي ربما أصبحت أكثر حكمة بسبب هذه
الحروب لم تجد مجالا لإنقاذ الطغاة المستبدين.
واعرب محللون سياسيون من إن تخلي واشنطن عن مبارك في مصر صدم
الإسرائيليين والسعوديين وبعض القوى التقليدية الأخرى، لكنه في الحقيقة
كان اعترافا بالواقع، إذ لا توجد قوة داخلية أو خارجية يمكنها قمع
مليون شخص في ميدان التحرير مستعدين للموت في سبيل قضيتهم.
ويعتقد خبراء ان هذه اللحظات التي تشهد تفكك التحالفات، تجد البلدان
المحررة حديثا بعض المعالم المرجعية؛ فبعد 1989، استطاع شرق أوروبا أن
ينظر إلى الاتحاد الأوروبي من أجل نموذج سياسي واقتصادي، فيما اتجهت
منظمة حلف شمال الأطلسي إلى الضمانات الأمنية. وبعد انهيار
الإمبراطورية العثمانية في عام 1918، حكم البريطانيون والفرنسيون لفترة
وجيزة أجزاء من الأراضي التي كانت بأيدي العثمانيين، وعندما انتهت تلك
السيطرة بعد عام 1945، جاءت الهيمنة الأميركية وتم فرض وجود إسرائيل.
أن البلدان العربية تشهد وضعا بين نظامين. انتهاء القديم الذي جسده
مبارك والقذافي، ولكن بدون وجود خليفة حتى الآن. وفي هذا الفراغ
السياسي يتنافس الزعماء السياسيون من أجل الحصول على مواقعهم فيه، وفي
كثير من الأحيان يتحركون باتجاهين في آن واحد. فالملك الأردني مثلا
تعاطف مع المحتجين في البحرين، لكنه يتحرك أيضا للانضمام إلى السعودية
التي تقود توجه دول مجلس التعاون الخليجي الذي أرسل قوات إلى البحرين.
وطالب محللون سياسيون الرئيس باراك أوباما بأن يأخذ موقعا مؤثرا في
الموضوع، فإن البيت الأبيض استغرق ستة أشهر ليجد انسجاما بين المصالح
الأميركية في الثورات العربية وبين القيم الأميركية، حيث سعى الرئيس
باراك أوباما لوضع تغييرات العالم العربي في الإطار التقليدي للثورة
الأميركية وحركة الحقوق المدنية.
فأنه رغم مناشدة أوباما شعوب المنطقة لتبني تقرير المصير وسيلة
لضمان السلام والازدهار، فإنه ترك الباب مفتوحا للمدى الذي يمكن أن
تذهب إليه الولايات المتحدة في توفيق حماسها مع دعم مالي ملموس للتحول
المستمر في منطقة تعرف أن القمع كان دائما مدعوما بالفقر والإحباط.
وأوضح محللون سياسيون أن المشكلة تصبح أكثر تعقيدا لأنه لا توجد مؤسسات
في العالم العربي. |