في يومهم العالمي... آلاف الأطفال لا زال مصيرهم مجهولا

تقرير: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: تشكل الحروب والنزاعات ومشاكل اجتماعية واقتصادية أخرى اسبابا عديدة لفقدان الاطفال واختفاؤهم كل عام وفي جميع بلدان العالم تقريبا، يستذكر العالم كل عام هؤلاء الاطفال المفقودين ومصائرهم المجهولة وترقب ذويهم لعودتهم الى منازلهم وأحضانهم.

وطبقا للمركز القومي للأطفال المفقودين والذين يتعرضون للاستغلال، وهي جماعة من المدافعين عن حقوق الأطفال مقرها ألكزاندريا في ولاية فرجينيا، فإن 797,500 طفل يُبلغ عنهم بوصفهم مفقودين كل سنة- نصفهم من الأولاد والنصف الآخر بنات.

ورغم أنه يتم العثور على 46 في المائة من الأطفال المفقودين دون أن يلحق بهم أذى، إلا أن 45 في المائة من الأطفال يهربون من منازلهم في حين يتم اختطاف 7 في المائة من قبل أفراد في الأسرة. ويتم اختطاف ما قد يصل إلى 2 في المائة من قبل معارف أو أغراب. ونصف الأطفال البالغ عددهم 16,000 الذين يتم اختطافهم من قبل أغراب هم ضحايا عمليات اعتداء جنسي. وتتعرض نسبة صغيرة- حوالي 100 طفل سنويا- للقتل على يد مختطفيهم.

ووفقا لمكتب التحقيقات الفيدرالي ومقره واشنطن العاصمة فإن متوسط عمليات الاختطاف من قبل أغراب بلغ 300 حالة في السنة في عقد الثمانينات، غير أنه تراجع منذ ذلك الحين إلى ما بين 100 و150 حالة سنويا.

في شهر أبريل 2003، أقر الكونغرس تشريعا لمساعدة الولايات في تطبيق خطة آمبر (مفقودي أمريكا: إذاعة الطوارئ للمفقودين) وهو نظام إنذار قومي يبث أوصاف الأطفال المفقودين على شبكات الإذاعة والتلفزيون. وبفضل هذا البرنامج تم العثور على أكثر من 100 طفل مختطف دون أن يلحق بهم أذى. بيد أن الخبراء يقولون إن أعدادا أكبر من الأطفال المفقودين تم العثور عليها بفضل الإجراءات التعليمية والوقائية المختلفة للأمهات الناشطات اللاتي يعملن لمواجهة هذه الأزمة.

وتشمل هذه الإجراءات صور أطفال مفقودين تُطبع على علب الحليب منذ عام 1985 (من قبل المجلس القومي للسلامة، وهو منظمة غير ربحية للمدافعين عن حقوق الأطفال مقرها بلدة إيتساكا في ولاية إلينوي). إن عمل هؤلاء النساء هو عمل خلاّق وواسع التأثير.

في ايطاليا كشف ميكالى بينتا مسئول اللجنة الحكومية للمفقودين هناك، عن وجود مافيا لتجارة الأعضاء البشرية وللجنس والعبودية تستهدف المهاجرين غير الشرعيين، وخاصة القصر من دول شمال ووسط أفريقيا، وأن إيطاليا أصبحت مركزا لتلك التجارة غير المشروعة.

وأضاف بينتا، في ندوة عقدتها منظمة (الهاتف الأزرق) للإبلاغ عن العنف ضد الأطفال، بمناسبة اليوم العالمي للأطفال المفقودين، أن العديد من الأطفال المهاجرين الذين يهربون من مراكز الإيواء للالتحاق بمواطنيهم يقعون في أيدي تلك العصابات الإجرامية.

مشيرا، إلي أن المخاطر تزداد في حالة القصر الأجانب الذين يصلون إلي إيطاليا من دون هوية أو مرافق أو أي مركز قانوني.

في المانيا ذكر مصدر في الشرطة أن حالات فقدان الأطفال تتجاوز كل المعطيات المعقولة لأنها كانت ترتفع وتنخفض يوميا في السنوات الماضية، ما بين 200 ـ 300 حالة. ويجري التبليغ عن آلاف الحالات شهريا في عموم المدن الألمانية، وتنتهي هذه القضايا أحيانا بالعثور على جثث الأطفال في مكان ما، ولكن غالبية الحوادث تنتهي بالعثور على الطفل وقد ضاع في الطريق إلى المدرسة أو نام في دولاب المدارس.

وسجلت الإحصائية لعام 2006 وجود 476 ملفا لأطفال مفقودين من أعمار تقل عن 14 سنة، و1177 قاصرا يقل عمره عن 18 سنة. وتصنف الشرطة ملفات هؤلاء الأطفال، في الغالب، كأطفال مفقودين نتيجة أعمال جرمية.

أما ملفات الأطفال المخطوفين فتنقسم بين جزء صغير داخل البلاد وجزء اكبر اختطفهم أحد الوالدين إلى الخارج بعد خلاف حول حق الرعاية أمام المحاكم. والملاحظ هو ان غالبية القاصرين المفقودين هم من البنات، الأمر الذي يشي بوجود دوافع إجرامية جنسية حول الموضوع.

وتشكلت مبادرة «الأطفال المفقودين» قبل عشر سنوات بنشاط من أهالي الأطفال المفقودين في ألمانيا. وتم من خلال شبكة الانترنت مد الشبكة وتوسيع عضويتها على المدى العالمي. وينشط أعضاؤها على الانترنت في محاولة للكشف عن مصائر الأطفال. ويعتقد مؤسسو المبادرة أن الانترنت صارت توفر فرصا اكبر للخاطفين للكشف عن مصائر الأطفال المفقودين بدون أن يكشفوا عن هوياتهم. وأطلقت المبادرة يوم 25 مايو (أيار) عام 2003 كأول يوم للأطفال المفقودين على المستوى العالمي.

 في الصين فقد تصاعدت ظاهرة تهريب البشر بما فيها سرقة وبيع الاطفال، وتبدو قوات الامن عاجزة عن منع هذه الظاهرة، كما ان حالات الفساد تسهل القيام بهذا النوع من التجارة.

وتعتبر سرقة الأطفال مشكلة شائعة في الصين، الامر الذي يفسر السبب الذي يجعل الآباء والأجداد ينتظرون اطفالهم امام المدارس لاصطحابهم الى البيت في جميع انحاء الدولة، وهم مصممون على مقاومة هذه المعضلة التي تعتبر من السمات الاكثر حزنا في الصين الحديثة.

ويقدر خبراء انه ما بين 30 الى 60 ألف رضيع وطفل ومراهق يختفون عن عائلاتهم سنويا، إذ يتم خطفهم بهدف بيعهم، وعادة ما ينتهي بهم المطاف لأن يصبحوا عبيدا في ورش العمل أو يجبرون على ممارسة الرذيلة.

وخلال توجههم نحو المشترين يقوم خاطفو الاطفال بتخديرهم لمنعهم من الصراخ وفي بعض الاحيان يمكن ان تسوء حالة هؤلاء المخطوفين، إذ اشار بعض الادلة التي نشرتها وسائل الاعلام الى العثور على اطفال ميتين في الحافلات والقطارات.

ولا تعوق سياسة الدولة القاضية بإنجاب طفل واحد هذه التجارة لا بل على العكس لأن العائلات التي تملك طفلا واحدا تحاول احيانا شراء ابن آخر أو ابنة. وهي تجارة مربحة بالنسبة للخاطفين، الذين يمكنهم أن يحصلوا على نحو 4000 يورو ثمن الولد، ونصف هذا المبلغ ثمن البنت، وأحيانا تتم صفقات خاصة، إذ يتم بيع الرضيع بـ80 يورو فقط.

ولطالما تم خطف الاطفال الصغار في الصين من اجل بيعهم. وفي السنوات الاخيرة، ادت قوانين تنظيم الاسرة الصارمة الى حدوث تباين بين تعداد الأولاد والبنات في الدولة وذلك نتيجة اجهاض بعض العائلات للجنين البنت لأنهم يريدون ولداً. وأشار تقرير نشرته «بريتش ميديكال جورنال» الى انه امام كل 100 بنت يولد هناك 124 ولداً، وارتفع هذا الرقم في بعض المقاطعات الصينية الى كل 100 بنت تولد هناك 192 ولداً.

وبناء عليه اصبح خطف البنات من السلعات الثمينة في هذه التجارة الوحشية. ويجري شراء هؤلاء الفتيات من قبل المزارعين الذين يريدونهم زوجات لاطفالهم عندما يصلن الى سن الزواج، او من قبل الرجال الذين يريدون زوجة طفلة كي يتزوجوها من دون ان يدفعوا لها مهراً، كما تقول الشرطة ووسائل الاعلام الحكومية.

وتقول وزارة الأمن العام إنه ما بين 2000 الى 3000 طفل وامراة شابة يتم خطفهم سنويا، ولكن الصحف التي تديرها الدولة قالت إن هذا الرقم يمكن ان يصل الى 20 الفاً، ولا يتم حل الا بضع حالات قليلة من اعمال الخطف هذه.

 في (المنتدى الدولي للشباب)، أشارت مديرة «المركز الدولي للأطفال المفقودين والمستغلين» ليلى بن دبا إلى مخاطر من نوع آخر على الشبكة العنكبوتية يتعرض لها الأطفال حيث باتوا يُفقدون راهناً لأسباب كثيرة، فمنهم من يختفي أو يُنقل الى أماكن بعيدة من مسكنه بسبب الحروب، ومنهم من يختفي بسبب الاتجار، وأطفال الشوارع غير معروفي الإقامة، إضافة إلى اختفاء الأطفال نتيجة اختطافهم على يد أحد الأبوين والهرب بهم نتيجة انفصال الوالدين وخلافاتهما.

وفي سياق الأسباب عينها، يمكن ذكر الأطفال الذين يستغلّون على الشبكة الإلكترونية من خلال جذبهم للإتيان بأفعال ذات طابع جنسي، وكذلك استعمالهم لإنتاج مواد إباحية وعرضها على الشبكة، وأحياناً إغرائهم لمقابلة المستغلين جنسياً ومن ثم تعرضهم للخطف ومن ثم يصبحون في عداد المفقودين. كما أوضحت بن دبا أن المركز الذي ترأسه ينشط في إطار العمل على تعزيز الأمان على الشبكة الإلكترونية بالنسبة الى المستخدمين الصغار السن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 25/آيار/2011 - 21/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م