يـا أوّلَ نـورٍ قـد صُـوِّرْ
وبِــهِ كـلُّ نـبيٍّ بَـشَّرْ
إنّـا أعـطيناكَ « الزَّهْرا »إنّا
أعطيناك الكَوثَرْ »
أبـناءُ الـزهرا والـزهرا وأبـوها
والـمَولى حَـيدرْ
مـا يـبدو خـيرٌ في الدنيا إلاّ
وهُـمُ كـانوا الـمَصدرْ
ومَـكارمُها تـبدو عَـرَضاً وهُـمُ
كـانوا نِـعْمَ الجَوهَرْ
فَـهُمُ أوّلُ مَـن قـد صَلّى أوّلُ
مَــن هَـلَّلَ أو كَـبَّر
الـجنّةُ أكـبرُ مِـن وَصْفٍ
وفـواكِـهُها حُـسْناً أكـبرْ
والـزهـرا فـاكهةٌ مـنها ولِـذا
فـيها سِحْرٌ يُؤثَرْ1.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): «فاطمة بضعة منّي، مَن سرّها فقد
سرّني، ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعزّ البرية عليَّ»2.
تعريف الزهراء: الزهراء ممدود تأنيث الأزهر، وهو الابيض المشرق
والمؤنثة زهراء، والازهر: النيّر ومنه سمي القمر الازهر. 3.
ولدت السيدة فاطمة الزهراء (ع) بعد مبعث الرسول (ص) بخمس سنين4
في بيت الطهارة والإيمان لتكون رمز المرأة المسلمة وسيدة نساء
العالمين وأم الأئمة حيث كانت القطب الجامع بين النبوة والامامة. فاطمة
وأبوها وبعلها وبنوها. فهي أُمّ الحسن، أُمّ الحسنين، أُمّ أَبيها...
أُمّ الريحانتين، أُمّ الأئمّة، هذه بعض الكنى التي تكنى بها السيدة
البتول فاطمة الزهراء (عليها السلام ). وتلقب بعدة القاب البتول
والزهراء والمرضية والمحدّثة الصدّيقة والمباركة والطاهرة والزكية،
والراضية،.
فاسمها الكامل:ـ السيدة فاطمة بنت رسول الله محمد (صلى الله عليه
واله وسلم) بن عبد الله بن عبد المطلّب.
و أُمّها السيّدة خديجة بنت خويلد(عليها السلام)، بن أسد بن عبد
العزى بن قصي وهي تلتقي بالنسب مع النبي، وكلهم من قريش ويرجعون للنبي
إبراهيم عليهم السلام.
وزوجها وليد الكعبة المشرفة ووصي رسول الله وخليفته امير المؤمنين
الامام علي بن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ). وهي سيّدة
نساء العالمين من الأوّلين والآخرين, فقد أخرج النسائي وأحمد بن حنيل
عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: خطب أبو بكر فاطمة، فقال رسول الله صلّى
الله عليه وآله: إنّها صغيرة، وإنّي أنتظر بها القضاء. فلقيه عمر
فأخبره، فقال: رَدَّك، ثمّ خطبها عمر فردّه، ثمّ خطبها عليّ عليه
السّلام فزوّجه إيّاها، وقال: إنّ الله أمرني أن أزوّج عليّاً فاطمة.5.
قال أبو عبد الله عليه السلام:: لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام
تزوجها لما كان لها كفؤ إلى يوم القيامة على وجه الأرض، آدم فمن دونه6.
و أنّ الزهراء (عليها السّلام) كانت أصغر بنات النبيّ صلّى الله
عليه وآله 7. وروى ابن عبد البرّ في « الاستيعاب »، وابن حجر في «
التهذيب » أنّ عليّاً تزوّج فاطمة في السنة الثانية من الهجرة، وأن سنّ
الزهراء عليها السّلام يوم تزويجها كان 15 سنة وخمسة أشهر ونصف 8.
عن ام المؤمنين السيدة خديجة -سلام الله عليها- قالت: »لمّا حملتُ
بفاطمة حملتُ حملاً خفيفاً وكانت تحدّثني في بطني«9.
وروى ابن شهر آشوب عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال النبيّ
صلّى الله عليه وآله: إنّما سُمّيت ابنتي « فاطمة »، لأنّ الله فطمها
وفطم محبيّها عن النار 10.
وُلادَتها في العشرين من جَمادي الآخرة، من سنة خمس من البعثة،
والنبي ( صلى الله عليه وآله ) له من العمر خمسة وأربعين عاماً،فأقامَتْ
( عليها السلام ) بمكة ثمان سِنين، وبالمدينة عشر سنين11.
قال الامام علي بن الحسين(عليه السلام)في حديث طويل: ولم يولد لرسول
الله(صلى الله عليه واله وسلم)من خديجة(عليها لسلام ) على فطرة الإسلام
إلا فاطمة(عليها السلام)، 12.
يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وأمّا ابنتي فاطمة (عليها
السلام) فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين. وهي بضعة
منّي وهي نور عيني وثمرة فؤادي وهي روحي، وهي الّتي بين يدي ربّها جلّ
جلاله زهر نورها للملائكة في السّماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض،
فيقول الله عزّ وجلّ للملائكة يا ملائكتي اُنظروا إلى أمتي فاطمة سيّدة
نساء خلقي قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على
عبادتي، اُشهدكم أنّي قد آمنت شيعتها من النّار وإنّي لمّا رأيتها
تذكرت ما يصنع بها بعدي وكأنّي بها وقد دخل عليها الذلّ في بيتها
وانتُهكت حرمتها وغصب حقّها ومُنعت إرثها وكُسر جنبها وسقط جنينها وهي
تنادي: وامحمّداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة
مكروبة باكية فتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرّة وتذكر قرابتي اُخرى
وتستوحش إذا جنّها اللّيل لفقدي وفقد صوتي الّذي كانت تأوي إليه إذا
لَهِجْتُ بالقرآن، ثمّ تُرى ذليلة بعد أن كانت عزيزة فعند ذلك يؤنسها
الله تعالى ذكره بملائكته فتناديها بما نادت مريم ابنة عمران: يا فاطمة
إنّ الله اصطفيكِ وطهّركِ على نساء العالمين، يافاطمة اقنتي لربّك
واسجدي واركعي مع الرّاكعين.
ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض ويبعث الله عزّ وجلّ إليها مريم ابنة
عمران فتمرضها وتؤنسها في علّتها، فتقول عند ذلك: يا ربّ إنّي قد سئمت
الحياة وتبرمت بأهل الدّنيا فالحقني بأبي فيلحقها الله عزّ وجلّ بي،
فتكون أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فتقدّم عليّ محزونة مكروبة مغمومة
مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك: اللّهمّ العن ظالميها وعاقب من غصبها
حقّها، وأذلّ من أذلّها، وخلّد في النّار من ضربها على جنبها حتّى ألقت
ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك: آمين. 13..
و عن أبي عبد الله -عليه السلام- عن آبائه -عليهم السلام- قال: »قال
رسول الله صلّى الله عليه وآله: »خُلق نور فاطمة -عليها السلام- قبل أن
تُخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبيّ الله، فليست هي إنسية؟!
فقال: فاطمة حوراء إنسية. قالوا: يا نبيّ الله، وكيف هي حوراء إنسية؟
قال: خلقها الله عزّ وجلّ من نوره قبل أن يخلق آدم، إذ كانت الأرواح،
فلمّا خلق الله عزّ وجلّ آدم عرضت على آدم. قالوا: يا نبيّ الله وأين
كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقّة تحت ساق العرش. قالوا: يا نبيّ الله فما
كان طعامها؟ قال: التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد، فلمّا خلق الله
عزّ وجلّ آدم وأخرجني من صلبه، وأحبّ الله عزّ وجلّ أن يخرجها من صلبي،
جعلها تفّاحة في الجنّة، وأتاني بها جبرئيل -عليه السلام- فقال لي:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام. قلت:
منه السلام وإليه يعود السلام. قال: يا محمّد، إنّ هذه التفّاحة أهداها
الله عزّ وجلّ إليك من الجنّة. فأخذتها وضممتها إلى صدري، قال: يا
محمّد! يقول الله جلّ جلاله: كلها. ففلقتها، فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت
منه، فقال: يا محمّد ما لك لا تأكل؟! كلها ولا تخف! فإنّ ذلك النور
للمنصور في السماء، وهي في الأرض فاطمة« 14.
و عن ابن عباس قال: كان النبي(صلى الله عليه وآله) يُكثر القبل
لفاطمة، فقالت له عائشة: إنّك تكثر تقبيل فاطمة!! فقال(صلى الله عليه
وآله): «إنّ جبرائيل ليلة أسري بي أدخلني الجنّة فأطعمني من جميع
ثمارها، فصار ماءً في صلبي، فحملت خديجة بفاطمة، فإذا اشتقت لتلك
الثمار قبّلت فاطمة، فأصبت من رائحتها جميع تلك الثمار التي أكلتها.
15.
وعن سعد بن مالك قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «أتاني
جبرائيل(عليه السلام) بسفرجلة من الجنّة، فأكلتها ليلة أُسري بي، فعلقت
خديجة بفاطمة، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رقبة فاطمة»16..
وعن عمر بن الخطّاب قال: »قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لمّا
أنّ مات ولدي من خديجة أوحى الله إليّ أن أمسك عن خديجة وكنتُ لها
عاشقاً، فسألتُ الله أن يجمع بيني وبينها فأتاني جبرئيل في شهر رمضان
ليلة جمعة لأربع وعشرين ومعه طبق من رطب الجنّة فقال لي: يا محمّد كلْ
هذا وواقع خديجة الليلة ففعلت فحملتْ بفاطمة فما لثمتُ فاطمة إلاّ وجدتُ
ريح ذلك الرطب وهو في عترتها إلى يوم القيامة« 17..
زَهْــرَاءُ يااُنـسَ الوجُودِ ورُوحِهِ.. غَـنّـتْـكِ أسْـرَابُ
البَـهـاءِ تعـلُّـقا
وتلمْلمَتْ زُمَرُ الحُروفِ لتَحْتفي.... في يَــومِ ميـلادِ
البـتـولِ تنمُّـقا
لتُغـرِّدَ اللحـنَ الرّخـيمِ بمحفلٍ... جُمِعتْ بها الأنوارُ عندَ
المُلتقى
.......................................
المصادر
1. للشيخ محمّد حسين الأنصاري.
2. الأمالي للمفيد: 260.
3. معجم البلدان ج 3 / ص 161.
4. الكافي |حديث 10 صفحة 457 الجزء 1 ـ المناقب لابن
شهر اشوب ج 3 ص 357
5. فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل حديث 1051 ج
2ص614.وخصائص امير المؤمنين (عليه السلام ) للنسائي 31.وتذكرة الخواص
لسبط ابن الجوزي ص 206 و207.
7. الاستيعاب ج4 ص 373.
8..التهذيب لابن حجر ج12ص441 و الاستيعاب لابن عبد
البر ج 4ص 274..
9. ينابيع المودّة ص189.
10. المناقب لابن شهر اشوب ج3 ص 330..
11. بحار الأنوار 43 / 9 ح 16
12. روضة الكافي حديث 536 ص 240..
13. غاية المرام: 48.
14. العوالم ج11، ص39 - 40
15. ذخائر العقبى: 36..
16. مستدرك الصحيحين 3/156..
17. مقتل الحسين للخوارزمي ج1، ص68. |