مصر... هل استبدلت ديكتاتورية مبارك بطغيان الإخوان؟

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يرى بعض المصريين ان ما يجري من حراك سياسي يستبق الانتخابات الديمقراطية القادمة بات يمثل غبن ملحوظ بالنسبة لمن صنع الثورة او ساهم في نجاحها، خصوصا التيارات الليبرالية والعلمانية وبعض أحزابها.

ويعزو الكثير منهم حالة الإحباط المتنامية في تلك الأوساط الى نجاح الأخوان المسلمين في ركوب الموجة حسب ما يعتبرون، وذلك لاستطاعة ذلك التنظيم -الموغل في تاريخ سياسة الدولة المصرية الحديثة- على اكتساح معظم المنافسين من بقية الأحزاب العلمانية الناشئة حديثا، سيما انه يتمتع بشبكة عريضة من الممولين والداعمين في مختلف أنحاء مصر الى جانب تميزه بالتنظيم الحزبي المحكم، على العكس من منافسيهم المفككين، والذين لا يتمتعون بالخبرة الكافية.

فيما تجاهر العديد من الشخصيات والتكتلات السياسية بخشيتها من تحول خطير في هوية الدولة العلمانية، في حال هيمنة الإخوان على مقاليد السلطة في مجلس النواب أو الرئاسة.

قلق ليبرالى

فقد أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الليبراليين والعلمانيين الذين "شكلوا قلب الثورة المصرية" على ما يبدو، دخلوا فى نضال واسع النطاق للتصدى للمكاسب السياسية التى بدأت تحققها جماعة "الإخوان المسلمين"، المنظمة المحظورة سياسيا قبل ذلك، لاسيما بعدما بات من المتوقع أن تكون القوة المهيمنة فى البرلمان الجديد.

وأضافت الصحيفة فى تقرير إن المخاوف بشأن طموح الجماعة السياسى ظهرت جليا مؤخرا، عندما أشار عضو بارز فى الجماعة إلى أنه سيترشح للرئاسة كمرشح مستقل، وهى الخطوة التى تلقى ظلالا بالشك على نية الجماعة بعدم المشاركة فى السباق الرئاسى هذا العام. ونقلت الصحيفة عن ليبراليين وعلمانيين بارزين قولهم إنهم قلقون للغاية حيال إمكانية تحقيق الجماعة لمكاسب لا يستطيعون المنافسة معها وبعضهم يحاول إجراء بعض التغييرات، مثل تأجيل الانتخابات البرلمانية حتى يتسنى للأحزاب الأخرى أن تحصل على مزيد من الوقت لتنظيم صفوفها.

ونقلت "واشنطن بوست" عن نجيب ساويرس، ثانى أغنى رجل فى مصر، وأحد مؤسسى حزب "المصريين الأحرار" الذى يروج للسياسات الليبرالية والعلمانية، قوله "هذه ليست معركة عادلة".

وأضاف أن حزبه الممول جيدا لا يمكنه أن يتنافس مع الإخوان المسلمين، التى تمكنت على مدار 80 عاما من بناء شبكة من العملاء والمؤيدين فى شتى أنحاء مصر، وأكد أن المستثمرين شديدو الحساسية حيال احتمال تشكيل حكومة جديدة يكون للإخوان المسلمين دور قيادى بها "لقد استبدلوا ديكتاتورية مبارك بديكتاتورية الإخوان المسلمين، وهذا الطريق الذى تسلكه مصر الآن"، هكذا أضاف ساويرس.

ومن جانبه، قال عمرو موسى فى حوار أجرته "واشنطن بوست" إنه "يوجد وقت كاف لإعادة النظر" فى برنامج الانتخابات الحالى، وأضاف أن الانتخابات الرئاسية ينبغى أن تجرى قبل الانتخابات البرلمانية، حتى يتسنى للرئيس أن يحصل على مزيد من النفوذ على وضع الدستور.

يتهيئون للنهوض

والمتوقع ان تدخل جماعة الاخوان المسلمين سباق الانتخابات النيابية والرئاسية، في وقت استحوذت مجموعات راديكالية اخرى على مكاسب سياسية، كما تقول صحيفة "ذي غارديان" البريطانية في مقال للمحلل الصحافي إيان بلاك في تحقيق بعث به من القاهرة. وفي ما يأتي نص التحقيق:

"يصعب على المرء ان يخطئ في التعرف على المقر الرئيس للاخوان المسلمين في منطقة المقطم في العاصمة المصرية – انه بناء من ستة ادوار تصل اليه عبر طريق مغبر ويدل عليه شعار من كتاب الله وسيفان متعارضان، يزين واجهة المبنى. اما الديكور الداخلي فانه خليط من أرضيات من خشب الباركيه المزركش وثريات الكريستال والستائر المخملية والاثاث المذهب.

وفي القاعة يقوم فريق من محطة تلفزيون الاخوان ياجراء لقاء مع شخصية مهمة فيما كان مساعد له بملابس انيقة وذقن محلوقة يحوم حوله بصورة ملفتة.

قال عصام العريان، المتحدث الخبير والناطق اللبق بلسان الاخوان: "بعد مرور 100 يوم على الثورة، نشعر باننا واثقون من ان الثورة تسير في الطريق السوي. فخلال بضعة اشهر سيكون لنا برلمان جديد وبعد ذلك دستور جديد لمصر جديدة".

يعتبر المقر الرئيس للاخوان في منطقة المقطم تطورا كبيرا مقارنةً بالمقر القديم المهترئ في ضاحية قريبة من السوق على ضفاف النيل، وهو يعيد الى الذاكرة التاريخ الطويل الذي مضى على الحركة عندما كانت محظورة، وغالبا ما تعرض نشطاؤها الى المضايقة والاعتقال والمحاكمة امام القضاء العسكري وأجبر النواب الطامحون الى عضوية مجلس الشعب لان يرشحوا انفسهم بصفتهم مستقلين.

اما الان فان الثقة بالنفس تملأ كل شيء، وهناك شعور بان اقدم الحركات الاسلامية في العالم التي تبنت الديمقراطية وتخلت عن عنف الماضي، تعد نفسها للنهوض بعد فترة مبارك. بل انها تخطط ايضا لتشكيل فريق لكرة القدم للمشاركة في منافسات دوري الفرق الرسمية في البلاد، ما اثار نكتة عن فرض عقوبة البطاقة الصفراء لكل حالة من حالات شد اللحى.

وكان العريان واثنان من كبار زعماء الحركة قد استقالوا من القيادة لتأسيس حركة الحرية والعدالة للدخول في سباق انتخابات أيلول (سبتمبر) – وهي اول انتخابات حرة في مصر منذ ثورة 1952. وقال ان الحزب الجديد وجماعة الاخوان المسلمين التي مضى عليها 83 عاما "تعملان لنفس الاهداف والمهام، ولكن بادوار مختلفة".

وتفيد التكهنات بان يتمكن حزب الحرية والعدالة من الحصول على دور رئيس في البرلمان الجديد بحيث يستولي على 20 في المائة من المقاعد، لانه – حسب ما يقال – فان التوجه السابق لمواجهة النظام سيصيبه الضعف في ديمقراطية الاحزاب المتعددة.

ولم يقم الاخوان بتنظيم احتجاجات ميدان التحرير، ولكنهم ايدوها عندما بدأ النظام يترنح. وهم حريصون على تحاشي ان يُنظر اليهم على ان لهم مطامح واسعة او انهم مصدر تهديد. ويقولون ان حزب الحرية والعدالة سيرشح افرادا في 50 في المائة من المناطق الانتخابية، ولكنهم لن يرشحوا احدا لانتخابات الرئاسة المقبلة (وان كان المرشح المستقل عبد المنعم أبو الفتوح يأتي من خلفية الاخوان الاصلاحية). واضاف العريان "الوقت غير مناسب لاتخاذ قرارات، انه للوقوف صفا واحدا ودفع مصر من الدكتاتورية الى الديمقراطية".

لكن منتصر الزيات، وهو محام اسلامي مرموق، يعتقد ان الامر سينتهي بالاخوان وقد سيطروا على ما يصل الى 60 في المائة من المقاعد النيابية، لان منافسيهم العلمانيين والليبراليين منقسمون واقل خبرة من الاعضاء القدامى من الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يرأسه مبارك والمنحل حاليا، الذين قد يرشحون انفسهم كمستقلين في مناطقهم الانتخابية السابقة.

ويقول المعارضون انهم يتوقعون نتائج ضعيفة بسبب الانقسامات الداخلية للاخوان وهوة الجيل الواسعة، ولان النظام القديم والحكومات الاجنبية بالغوا في ما يتعلق بتماسكهم واهميتهم والاخطار التي يمكن ان تؤدي الى قيام دولة اسلامية على غرار ايران على ضفاف النيل. كما تعتبر اعمال نشطائهم المتواصلة – بتوفير خدمات اجتماعية وعيادات ومدارس لملء الفراغ الذي أوجدته دولة متداعية الى حد كبير – اكثر اهمية من اي نشاط سياسي علني.

وقالت منى مكرم عبيد، عضو البرلمان سابقا عن حزب الوفد الليبرالي: "لا اود ان ارى الاخوان يمسكون بزمام السلطة، وان كان من الامور الطيبة انهم دخلوا المعترك السياسي. ومن المضحك ان ندعوهم "الحزب المحظور" عندما فازوا بـ88 مقعدا في انتخابات العام 2005. وقد اضفى عليهم ذلك هالة من القدسية. وما ان يسمح لهم بالمشاركة فان تلك الهالة ستختفي".

ويعرب الصحافي المخضرم في "الاهرام" هاني شكر الله عن اتفاقه ويقول: "الاخوان لن يعودوا بعد الآن كما كانوا. المناخ المثالي بالنسبة اليهم كان الحكم المتسلط. اما في المجال السياسي التعددي فسيكون الامر صراعاً بين برامج واجندات، وليس صراعاً بين الايديولوجيات والدين".

ومع ذلك، فان المصريين الليبراليين، واليساريين والمسيحيين قد يواجهون مشكلة اكبر بكثير من الاخوان مع الظهور الجديد للسلفيين الاصوليين الذين يسميهم احد المفكرين من دون تردد "طالبان مصر". بالإضافة إلى ذلك، فإن الليبراليين يدعون أن الجيش سعى لمساعدة السلفيين القياديين، مثل الشيخ محمد حسن، من أجل الترويج للتعايش المشترك والتصالح بعد العنف الطائفي بدلا من مواجهتهم.

وفي نيسان (ابريل)، ألقي اللوم على السلفيين في قطع خطوط السكك الحديد خلال مظاهرات احتجاجا على تعيين محافظ قبطي في محافظة قنا جنوب مصر. وقد اتخذت الحادثة التي وقعت في حي امبابة الذي تسكنه الطبقة العاملة بالقاهرة، حين قتل 12 شخصا في هجوم على كنيسة قبطية، سببا لإثارة ردة فعل قاسية.

ويشكو الإسلاميون من أنهم يتعرضون للتجريح المتعمد. وقال الزيات: "لقد أصبح السلفيون مثل "الفزاعة". كان الإخوان المسلمون هم "الفزاعة" في الماضي، والآن يستخدم العلمانيون السلفيين لمهاجمة الإخوان". وتتهم جماعة الإخوان المسلمين بدورها خصومها بالإساءة إليها من خلال الدمج بينها وبين السلفيين. وقال علي عبد الفتاح، وهو قيادي في الإخوان من الاسكندرية: "أولئك الذين يخشوننا لا يعرفوننا، وبعض الصحافيين يحاولون الخلط بيننا وبين جماعات دينية أكثر تشددا".

ويؤكد السلفيون أن اولويتهم هي الدعوة، بمساعدة الدعاة الشعبيين، والبرامج التلفزيونية ومواقع الانترنت التي تمولها السعودية، موطن المذهب الوهابي المقارب للسلفية. وحتى وقت قريب، كان السلفيون في مصر أقرب إلى مدرسة فكرية من منظمة- ويصفهم أحد أشد منتقديهم العلمانيين مدحت الخفاجي بأنهم "جهلاء لا يعرفون شيئا عن العالم الأوسع". لكنهم يتكيفون مع الأضواء وبدأوا يتركون هدوءهم التقليدي لصالح النشاط السياسي. وقد اعتبروا ان نتائج الاستفتاء على الدستور في آذار (مارس) الماضي "انتصار للدين". وهم يخططون الآن لتشكيل حزبين جديدين "الفضيلة" و"النور"- للمشاركة في الانتخابات البرلمانية في أيلول (سبتمبر) المقبل.

وقال الشيخ عبد المنعم الشحات، وهو ناطق بارز باسم السلفية في الاسكندرية: "لقد فرض النظام السابق ضغطا شديدا علينا لوقف انتشار أفكارنا لكن الناس يرون الآن عدد السلفيين الموجودين"، وكان الشحات قد حذر من أن دستورا ليبراليا لفترة ما بعد مبارك سيكون "كارثة" بالنسبة الى مصر. وأضاف: "نريد دستورا ديموقراطيا لكنه يجب أن يكون متوافقا مع الشريعة الإسلامية. لن نقبل بمسيحي أو امرأة في منصب رئيس مصر. الليبراليون يريدون دستورا ديموقراطيا لكن بعضه سيكون معارضا للشريعة، خاصة في القضايا الأخلاقية الشخصية".

وفي مشهد سياسي سريع التغير، لا يبدو أي من ذلك سيطرة إسلامية مثلما يخشى العلمانيون. لكن من الواضح أن دور الإسلام في الحياة العامة في مصر سيكون أكبر في الفترة التي سماها العريان "الانتقال من حكم الفرعون إلى حكم الشعب".

انتخابات الرئاسة

وكان عبد المنعم أبو الفتوح القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين قد اعلن أنه سيترشح لخوض انتخابات الرئاسة المصرية كمستقل في خطوة قد تجذب أصوات مؤيدي الجماعة التي قالت انها لن تتقدم بمرشح للرئاسة.

وقال أبو الفتوح القيادي في الجماعة انه سيترشح كمستقل في انتخابات الرئاسة المقبلة وانه ليس عضوا في أي حزب. لكن أبو الفتوح قال ان قراره الترشح للرئاسة لا يعني أن الجماعة غيرت وجهتها. وأضاف في اشارة الى حزب الحرية والعدالة الجديد الذي أسسته الجماعة ان الاخوان كجماعة لن يخوضوا انتخابات الرئاسة وهم الان يفصلون بين الاختصاصات وهو أمر دعا اليه قبل أربع سنوات.

وذكر استطلاع للرأي نشرته صحيفة الاهرام القومية يوم 22 ابريل نيسان أن أبو الفتوح وعمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية والمرشح المحتمل لرئاسة مصر يتمتعان بأكبر نسبة تأييد وتصل الى 20 في المئة بينما بلغت نسبة التأييد لمحمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للرئاسة 12 في المئة.

وذكر عضو بارز في الاخوان أن ترشح أبو الفتوح للرئاسة قرار شخصي وأن الجماعة لن تدعم ترشحه. وأضاف صبحي صالح العضو البارز في الجماعة بمدينة الاسكندرية أن قرار أبو الفتوح يتعارض مع القرار الرسمي للاخوان. بحسب رويترز.

وقال أبو الفتوح انه سيتمكن من رأب الصدع في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر. وكانت اشتباكات طائفية في القاهرة قد أسفرت الشهر الحالي عن مقتل 12 شخصا. وأضاف أبو الفتوح أن هذا التوتر الطائفي يزيد من عزمه على المضي في الترشح للرئاسة. وقال انه ومع ظهور عناصر دينية متشددة على الساحة خلال هذه الفترة الانتقالية فان مصر بحاجة الى شخص تربطه صلات جيدة بالاطراف الاسلامية والمسيحية والليبرالية في الطيف السياسي. وأوضح أن المصريين هم من سيحددون مستقبل مصر وليس أي مخاوف غربية.

وقال ان المصريين استعادوا بلادهم التي سرقت منهم وانهم وحدهم يمكنهم تحديد مستقبلها. وذكر أن المصريين هم من سيحددون من يرأسهم وأنه لا يمكن لاي ضغط خارجي أن يحدد من يقود مصر الجديدة. وأضاف أن المهم هو وجود علاقات ثنائية جيدة مع الاطراف الدولية لكن الغرب لن يحكم مصر.

وأبو الفتوح عضو في مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين لكنه ليس عضوا في مكتب الارشاد الذي يضم 16 عضوا. وقال أبو الفتوح ان نشاطه يتركز على الشؤون الاجتماعية والدينية.

نصف مقاعد مجلس الشعب

من جهتها قالت جماعة الاخوان المسلمين انها ستتنافس من خلال حزبها الجديد على نصف مقاعد مجلس الشعب المصري في الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر أيلول. وقالت الجماعة في بيان صدر بعد اجتماع نادر لمجلس شورى الجماعة انها حددت "نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية من 45 بالمئة الى 50 بالمئة".

وتتوقع جماعة الاخوان المسلمين الفوز بنسبة 30 في المئة من الاصوات اذا اجريت انتخابات حرة. وكانت الجماعة قد فازت بنسبة 20 في المئة من مقاعد البرلمان في انتخابات عام 2005 لكنها لم تفز باي مقاعد في انتخابات عام 2010 التي شابتها مزاعم بالتزوير.

وقال محللون ان الجماعة بامكانها الفوز بنحو ثلث الاصوات في الانتخابات التي تجرى في سبتمبر ايلول وان تصبح الكتلة الاكبر في البرلمان. وقال مصطفى السيد المحلل السياسي والاستاذ الجامعي "الاخوان بالتأكيد سيكون لهم تأثير حاسم في نقاشات مجلس الشعب وقراراته ووضع الدستور الجديد.

وأكد محمود حسين الامين العام للجماعة في مؤتمر صحفي ان الجماعة لن تقدم مرشحا للرئاسة المقررة بعد الانتخابات البرلمانية. لكن محمد مرسي الذي انتخب مؤخرا رئيسا لحزب العدالة والحرية المنبثق عن الاخوان رفض استبعاد فكرة المنافسة على منصب الرئاسة وقال ان من السابق لاوانه مناقشة خطط الحزب. وقال ان جماعة الاخوان المسلمين عندما تقول ان حزبها مستقل فهي تعني ما تقول. وقال ان الجماعة ستعلن برنامج ولوائح الحزب الجديد.

نبذ التشدد

الى ذلك تابعت وكالة الأسوشيتدبرس إعلان جماعة الإخوان المسلمين عن رفع نسبة مشاركتها فى السباق الانتخابى البرلمانى المقبل إلى ما بين 45 و50%، من مقاعد مجلس الشعب، مما يشير إلى رفع سقف المقاعد التى أبدى بعض قياديها نيتهم المنافسة عليها مسبقا، ورغبة الجماعة فى لعب دور سياسى أكبر.

وأشارت الوكالة، إلى أن الإنتفاضة الشعبية التى أطاحت بنظام مبارك فى فبراير الماضى كان يقودها قطاعات عريضة من المجتمع المصرى والشباب العلمانى، الذين راقبوا بقلق انضمام أنصار الإخوان المسلمين للثورة بمجرد أن وضح زخمها.

وأضافت، أن هؤلاء الشباب يخشون الآن من تشكيل تحالفات بين الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإسلامية مثل السلفيين، للسيطرة على البرلمان وفرض الشريعة الإسلامية فى جميع مناحى الحياة، مما يحد من حرية التعبير، ويدفع بوصف معارضيهم بالكفار.

لكن ترى الوكالة الأمريكية، أن حزب العدالة والحرية الذى يؤسس له الإخوان، سيمثل اختبارا لمدى استعداد الجماعة لجعل خطابها الدينى المتشدد أكثر اعتدالا، فى محاولة لكسب دعم سياسى أوسع.

وأشارت أنه فى بادرة من الجماعة، وبسبب شعورها بمخاوف الكثيرين، فإنها تبنت شعار "الشراكة وليس السيادة"، كما أن قادتها حريصين على استخدام لغة سياسية شاملة حينما تتحدث عن المستقبل فى مرحلة ما بعد مبارك، هذا بالإضافة إلى تعهدها بعدم خوض الانتخابات الرئاسية.

وختمت الأسوشيتدبرس أن الناشطين الشباب الذين دفعوا بالانتفاضة فى الشارع المصرى لازالوا يحاولون اللحاق بالركب، ويخشون ألا يكونوا جاهزين لخوض الشباب البرلمانى بحلول سبتمبر لحشد أعداد كبيرة من الناخبين.

لن يفوزوا

فيما قالت صحيفة وول ستريت جورنال إنه حتى فى ظل انتخابات حرة ونزيهة، من غير المرجح أن يفوز الإخوان بأكثر من 20% من المقاعد والتى فازت بها فى 2005. ويرى بعض المحللين والسياسيين أن خطوة الإخوان بالإعلان عن مشاركة أكبر ليس أكثر من استعراض قوة. وقال ضياء رشوان، المحلل السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: "إنها كذبة طموحة من الإخوان".

وترى الصحيفة أن الخطوة تعد أيضا مؤشرا على اللياقة البدنية للجماعة كمنظمة سياسية بالمقارنة بمنافسيهم. وفى محاولة لمواجهة الإخوان وغيرهم من الجماعات الإسلامية، فإن مجموعة غالبيتها من الأحزاب العلمانية تقوم بتشكيل قائمة مشتركة للمرشحين. هذه القائمة من شأنها أن تقسم مجال المنافسة بين الأحزاب وتحد من منافسة السياسيين البارزين لبعضهم البعض.

وقال د. ممدوح حمزة، المهندس وأحد النشطاء السياسيين المنضمين للقائمة المشتركة، إن جماعة الإخوان المسلمين غازلت فكرة الانضمام إلى القائمة، لكن إعلانها هذا يؤكد أنها ستعمل وفق قائمة خاصة بها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/آيار/2011 - 19/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م