اليتيم هو الطفل الذي فقد أباه أو أمه قبل أو بعد ولادته، ولليتيم
مكانة خاصة في الدين الإسلامي وأولى له رعاية تامة وقد خص القران
الكريم اليتيم بقوله تعالى {ألم يجدك يتيما فآوى} الضحى- 6. وقال
تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ
وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ
مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة: 220). وقال أيضا : {فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلا تَقْهَرْ} (الضحى: 9).
وقد أوصى نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقوله (((أنا
وكافل اليتيم كهاتين في الجنة". وأشار بالسبابة والوسطى))...
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: (ما من مؤمن ولا مؤمنة
يضع يده على رأس يتيم ترحما له، إلا كتب الله له بعدد كل شعرة مرت
عليها يده حسنة)).
وما أشير أعلاه من آيات قرآنية مباركة وحديث نبوي شريف هو بمثابة
دلالة كبيرة ذات معنى وهدف اجتماعي عميق، فاليتيم ضعيف وما علينا إلا
نصرته وإيصاله الى بر الأمان لئلا يكون عرضة للانحراف، فرعاية اليتيم
واجبة من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي والأخلاقي له وتربيته تربية
اسلامية كي يصل الى مرحلة يعتمد بها على نفسه.
وكم أسعدني وجود العديد من المؤسسات الخاصة برعاية الأيتام في
العراق والدول الأخرى التي ترعى الأيتام وتهتم بإطعامهم واكساءهم
وتعليم مبادىء الإسلام والأخلاق الحميدة، إن تلك المؤسسات تخفف وبشكل
كبير عن عبأ بعض الأخوة الذين يرغبون برعاية الأيتام ولكن ظروفهم
الاجتماعية والعائلية الخاصة تحول دون ذلك فأفضل شيء هو دعم المؤسسة
التي ترعى الأيتام وبذلك قد وصلنا الى الهدف المنشود، ومن خلال متابعتي
المستفيضة في هذا الميدان وجدت ان بعض المؤسسات بدأت تأخذ منحى
ستراتيجي كبير وتخطيط فاعل لتنمية قدرات الأيتام فبدأت بإعداد برامج
خاصة للعناية بالأيتام الموهوبين ودعمهم ليكونوا مبدعين في المستقبل
ومنهم من دخلوا دورات تدريبية لتعلم المهن منذ الصغر لتكون لهم عونا في
الكبر.
ومن هنا يجب ان نوصي جميع المؤمنين بضرورة العناية بالايتام ودعمهم
لان في ذلك عملا صالح في الدنيا والآخرة لان رعاية وتربية اليتيم
مسؤولية الجميع، وكذلك ندعو الآباء والأمهات الى توعية أبناءها بضرورة
حسن معاملة الأيتام من زملائهم في المدرسة أو جيرانهم وعدم إحساسهم
بفقدان ذويهم كي تكون عندهم عقد نفسية جراء ما حدث له وبذلك قد نكون
ساهمنا ببناء جيل صالح وهادف بدلا من تركه على قارعة الطريق ويكون لقمة
سائغة بيد أصحاب المنكر والرذائل، فاليتيم كأساس المنزل ان كان بناءه
صحيحا كانت ثمرته مثمرة وناضجة، فلنعمل على نضوج الوعي الفكري
والاخلاقي لهذه الطبقة الفاعلة في المجتمع وجزاء الله المحسنين.
* كاتب عراقي
abbasmajedy@yahoo.com
|