شبكة النبأ: بعد خمس سنوات على
إطلاقها ورق مراحيض باللون الاسود، باتت شركة رينوفا موضع دراسات
اكاديمية، باعتبارها نموذجا يسطر نجاح الصادرات البرتغالية، مفتاح
النهوض بالاقتصاد المتعثر.
يوميا، تتوافد الى مقر هذه الشركة العائلية، التي تأسست في 1939 في
توريس نوفاس، على بعد حوالى مئة كيلومتر شمال لشبونة، مجموعات من
الطلاب، من مختلف أنحاء البلاد، يرتدون سترات واقية صفراء ويجولون في
أروقة الشركة.
ليس هذا فحسب، فقد كان ورق "بلاك لايبل" في العام الماضي موضع
"دراسة حالة" أجرتها كلية "انسياد" الدولية لإدارة الأعمال، ومقرها
فونتينبلو في فرنسا.
في مقر رينوفا، لفافات أوراق مراحيض بكل الالوان، من الأسود الى
الوردي الفاقع او الأصفر اللماع، معروضة "بكل فخر"، فقد باتت "علامة
مسجلة" استحوذت على اعجاب اكبر المعارض الدولية للهندسة الداخلية
والديكور، فارضة نفسها في أسواق اكثر من 50 بلدا، بينها فرنسا واليابان
والولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.
وقال مدير الشركة باولو بيرريرا "اضفنا الألوان والبهجة في قطاع
ثقيل وكئيب وقلما يشهد انبثاق سلع مبتكرة". فبعد ثلاث سنوات من نجاح
ورق المراحيض الاسود، اطلقت الشركة ورقا بألوان فاقعة.
واضاف هذا الرجل الخمسيني "فجأة، صار لكل واحد رأي في هذا الموضوع
المحرم حتى الآن: ورق المراحيض!".
بفضل نجاح سلعتها الفريدة، ضاعفت رينوفا، التي يبلغ عدد موظفيها
اكثر من 600، أرباحها، مع مبيعات تقدر ب135 مليون يورو، نصفها تباع في
الخارج.
خصوصية هذه المجموعة الرائدة في البرتغال تكمن في أنها تستثمر في
افكار تجارية جديدة، وتطرح سلعها المبتكرة مدعومة بحملات إعلانية جريئة
ومثيرة.
بعد ورق المراحيض الفاخر، استهدفت المجموعة المستهلكين الاكثر بساطة،
بمجموعة "اوراق مراحيض متدنية السعر".
وقال مدير الوكالة البرتغالية للتجارة الخارجية بازيليو هورتا
"رينوفا التي استثمرت في الأفكار والانتاج والتكنولوجيا، باتت نموذجا
يحتذى لشركاتنا".
وسجلت صناعة الورق التقليدية في البرتغال، في العام 2010 ارتفاعا في
صادرتها باكثر من 40 في المئة، على ما قال هورتا، الذي اشاد ب"نجاح
الشركات المبدعة"، التي حولت المشهد الصناعي البرتغالي في السنوات
الاخيرة، بما في ذلك في مجال صناعة النسيج والاحذية والفلين.
وتابع هورتا ان "كل هذه الصناعات التقليدية تغيرت كليا الان.
اقتصادنا يعتمد على منتجات بتقنية متوسطة وعالية، تمثل راهنا 63 في
المئة من الصادرات".
ورغم التقدم، يقر هورتا بالجهود التي يتعين بذلها، بما ان نمو
الصادرات بنسبة 15 في المئة لم تكف لتجنب عودة البلاد الى حالة
الانكماش.
واعتمدت البرتغال، التي أصبحت ثالث دولة في منطقة اليورو تستفيد من
مساعدة مالية دولية بسبب ديونها الضخمة، سلسلة اصلاحات هيكلية لتحسين
قدرة شركاتها على المنافسة، في الاسواق الاجنبية.
حاليا، تمثل الصادرات اكثر من 30 في المئة من إجمالي الناتج المحلي،
ولكن يبقى الهدف هو "بلوغ نسبة 40 في المئة في نهاية 2012"، كما يؤكد
هورتا، واصفا ذلك بأنه "ضرورة حتمية نظرا الى ضيق سوقنا المحلية (10
ملايين نسمة) التي لا تكفي لضمان النمو الاقتصادي". |