المرجع الشيرازي يؤكّد على اهمية الاعلام في التغيير والاصلاح

 

شبكة النبأ: أكد المرجعَ الدينيَ سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي على اهمية العمل الإعلامي ودوره المهم والمؤثر في تغيير الناس وإصلاحهم، أو بالعكس وبات اليوم أكثر أهمية وتأثيراً من الماضي، واشار الى ضعف الاعلام الشيعي وان الشيعة لا يصرفون على الإعلام إلاّ واحد بالمائة من إمكاناتهم وقدراتهم المالية، وهذا ما يبعث على الأسف والأسى. ودعا سماحته الى ضرورة عالمية الاعلام الشيعي والبث باللغات المتعدّدة بالأخصّ العالمية من اجل تغطية فكر اهل البيت عليهم السلام فان تعريفه سيغيّر التاريخ كلّه.

جاء ذلك حين زار المرجعَ الشيرازي دام ظله جمع من المؤمنين من دولة الكويت، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم السبت الماضي الموافق للعاشر من شهر جمادى الآخرة 1432 للهجرة، واستمعوا إلى إرشادات سماحته القيّمة التي تحدّث فيها عن الإعلام ودوره المؤثّر، فقال سماحته:

إن العمل الإعلامي ـ منذ القدم ـ له الدور المهم والمؤثر في تغيير الناس وإصلاحهم، أو بالعكس. واليوم بات دور الإعلام أكثر أهمية وتأثيراً من الماضي.

وقال سماحته: إنّ الله تعالى اعتنى بالإعلام كثيراً، حيث إنّ الحكمة من الكثير من المستحبّات كالأذان وصلاة الجماعة وزيارة المشاهد المشرّفة، هي أنها مظهر من مظاهر الإسلام، أي المعلنة بالإسلام والدالة عليه. فإذا رفعت هذه المستحّبات وأمثالها، فسوف لا يبقى مظهر للإسلام.

وأشار سماحته إلى الجهود والإمكانات الكثيرة التي يبذلها الأعداء على الإعلام، وعدم اهتمام المؤمنين بشكل جيّد وواقعي بالعمل الإعلامي، فقال: إن الأعداء يصرفون الكثير من إمكاناتهم المالية وغيرها على الجانب الإعلامي، وليس من المبالغة أن نقول: إنهم يصرفون 90 بالمائة من إمكاناتهم المالية على العمل الإعلامي.

أما الشيعة فإنهم لا يصرفون على الإعلام إلاّ واحد بالمائة من إمكاناتهم وقدراتهم المالية، وهذا ما يبعث على الأسف والأسى.

وحول ضرورة بذل الجهود والقدرات في سبيل العمل الإعلامي والثقافي لأجل هداية الناس، ذكر سماحته القصّة التالية، وقال:

إن المرحوم الشيخ محمد جواد البلاغي قدّس سرّه كان من العلماء الأعلام، وكان أحد أساتذة والدي قدّس سرّه. وقد صرف هذا العالم الجليل عشرات السنوات من حياته لأجل تأليف كتابين، هما: «الرحلة المدرسية»، و«الهدى إلى الدين المصطفى صلى الله عليه وآله»، وذلك في بيان التناقض الموجود في العهدين: التوراة والإنجيل.

نقل والدي رحمه الله عن هذا العالم الجليل وقال: نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها الشيخ البلاغي رحمه الله في تأليف الكتابين المذكورين، فقد ابتلي رحمه الله بأمراض عديدة ومات إثر ذلك، حيث كان فقيراً من الناحية المادية ولم يتمكّن من علاج نفسه. وقد اطّلع أحد القساوسة في بريطانيا على واحد من هذين الكتابين، فقرأه بتمعّن، فأسلم وتشيّع، وكتب رسالة إلى الشيخ البلاغي كتب فيها: أنتم الشيعة جناة على الإنسانية! لأنكم تملكون مثل هذه العلوم الثمينة والقيّمة ولا تنشرونها في العالم ولا تعرّفونها للبشرية.

وأضاف سماحته: وذكر والدي رحمه الله عنه أيضاً أنه: كان الشيخ البلاغي يريد أن يقابل العهدين بين اللغات المختلفة كالعربية والألمانية، ومنها العبرية. فصمّم على تعلّم اللغة العبرية كي يبحث في العهدين باللغة العبرية، ليعرف النقيصة والزيادة الموجودة في العهدين. فكان حينها يسكن في مدينة سامراء، ومن المعروف أن مدينة سامراء صيفها حارّ جدّاً كصيف مدينة النجف الأشرف، فكانت شوارع سامراء وأزقّتها تخلو من المارّة من الساعة الواحدة بعد الظهر تقريباً إلى الساعة الرابعة عصراً، إلاّ الأطفال حيث كانوا يلعبون في الطرقات، وكان فيهم أطفال لليهود الذين يسكنون في سامراء. فكان الشيخ البلاغي يحمل معه مقداراً من الحلوى والشوكولاته ويخرج في ذلك الوقت الحار إلى الأزقّة وكان ينادي أطفال اليهود ويلاطفهم ويعطيهم الحلوى ويسأل منهم عن معنى كلمة من كلمات العبرية، واستمر على هذا المنوال حتى أتقن رحمه الله اللغة العبرية.

وشدّد سماحته بقوله: مع احترامي أقول: إن الإعلام عند الشيعة ضعيف جدّاً، وبحاجة إلى أمرين:

الأول: التغطية الواسعة.

الثاني: البث باللغات المتعدّدة بالأخصّ العالمية.

وأكّد المرجع الشيرازي دام ظله: إنّ فكر أهل البيت صلوات الله عليهم فكر فريد، فإذا تم تغطية هذا الفكر وعُرّف للعالمين فإنه سيغيّر التاريخ كلّه. ففي زمن النبي صلى الله عليه وآله عندما رأى الناس الإسلام الذي طبّقه رسول الله صلى الله عليه وآله في المدينة دخلوا في الإسلام أفواجاً، واليوم إذا عرف الناس الإسلام فسيدخلون فيه أفواجاً أيضا وبمئات الملايين، وهذا لا يتمّ إلاّ ببذل الجهود الحثيثة في العمل الإعلامي الجاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/آيار/2011 - 18/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م