علينا الا نستغرب ما حدث يوم أمس في قاعة عبدالله السالم طالما أن
النفوس مشحونة بالكراهية والعداء حتى وصلت الحالة الى الخروج من
الأخلاقيات الذاتية!.
فكيف هي السلوكيات المهنية لبعض الأعضاء التي ذكرنا عنها مرارا أنها
انحرفت عن الأداء البرلماني فأنتجت هذه «البلطجة» التي أساءت لتاريخ
هذا الشعب؟ حيث يبدو أن جميع محاولات تعطيل الدستور باءت بالفشل، وكما
كنا نتوقع فان هناك من يريد إسقاط النظام الديمقراطي وإعدامه، ولم
يجدوا سبيلا إلا بالاعتداء بالضرب على زميلهم بأسلوب بعيد عن معاني
الرجولة والفروسية التي يتغنون بها!.
لا نرغب أن نوسع نطاق العداء بين الأعضاء حتى لا تتحول القضية لأزمة
وطنية بعد أن أفرغت تلك الشحنات في أرضية قاعة عبدالله السالم، ونتمنى
الا يعود الأعضاء الى شحن القلوب مرة أخرى!.
ولكن علينا أن نسأل بعض الأعضاء سؤالا واضحا صريحا على أن تكون
إجابتهم أيضا واضحة وصريحة وهو: «هل فعلا تريدون النظام الديمقراطي؟
وهل أنتم مستعدون للتقيد بروحه وبمبادئه وأسسه وكل ما ينتج عنه»؟!. ومن
لا يملك الاجابة أعتقد ان عليه أن يرحل فورا! فهذا النظام لا يمكن أن
يتضمن عنصرا مغايرا لآليته وبروتوكولاته ليعطل حركته أو يحدث فيه
الخراب والدمار!.
كما أجد نفسي مضطرا لأن أتوجه الى النائبين الفاضلين أحمد السعدون
وعبدالرحمن العنجري بالسؤال التالي: «بماذا يفيدنا استجوابكما لو أن
مثل هذا العنصر متوغل في النظام الديمقراطي؟ وهل ضاقت بكما السبل
والآمال وفقدتما دليل الرشاد في العمل الديمقراطي الحضاري الراقي حتى
تكونا بحاجة الى مثل هذه العناصر التي تعتمد أسلوب «الفزعة» و«الهواش
الصبياني» لتحقيق ما يسعون إليه!.
لا نريد صب الزيت على النار، ولكن حان الوقت لنقولها بملء الفم لكل
من جعل من نفسه عنصرا مخربا للنظام الديمقراطي «ارحلوا عن مجلسنا» !.
والله لقد ملأتم قلوب الشعب قيحا، ولم ننل منكم إلا الارهاب الفكري
والطائفية والقبلية والفئوية.. فنحن نستنكر وجودكم في مجلسنا الذي كان
نظيفا طاهرا مقدسا، وإن إرادة الشعب فوق رغباتكم الرخيصة التي لا تمت
بصلة لهذا الشعب ودستوره ونظامه. وإن النظام الديمقراطي باقٍ رغم أنف
كل عنصر دخيل عليه؟!
[email protected]
|