المهاجرون ورحلة البحث عن وطن

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: ومازال مسلسل المهاجرين والهجرات غير الشرعية مستمراً ودون حل، حيث يهاجر مئات الاف كل عام في رحلة نحو المجهول يقطعون فيها مئات الاميال عبر البحار والمحيطات والجبال والصحارى هرباً من موت يطاردهم او سعيأ لطلب الرزق الذي جف او انعدم في وطنهم الام، وبينما يموت الالاف منهم قبل ان يصل الى غاية المنشودة يصل الاخرون وهم متعبون منهكوك من طول السفر وقلة الزاد وكثرة المعوقات، ليفاجئوا بعد ذلك برفض طلباتهم في منح الاقامة لهم واعادتهم الى بلدانهم بالقوة.

ورغم ان العديد من الدول توفر الالاف من فرص الاقامة ضمن برامجها الوطنية الا ان هذه الفرص لاتنطبق على كل المهاجرين، حيث يجب توفر بعض الشروط التي تختلف بحسب الدولة صاحبة العرض، يذكر ان المفوضية العليا لشئون اللاجين والتابعة للأمم المتحدة قد اشارت الى تراجع عدد طالبي اللجوء في العالم الى النصف في العام الحالي مقارنة بعام 2010 برغم استمرار الاوضاع المضطربة في بعض البلدان العربية.

تراجع طلبات اللجوء الى النصف

فقد اعلنت المفوضية العليا للامم المتحدة لشئون اللاجئين مؤخراً ان عدد الاشخاص الساعين للجوء في الغرب تراجع العام الماضي الى نحو نصف المستوى الذي كان عليه في بداية هذا العقد، وقالت المفوضية في احدث تقاريرها السنوية بشأن اتجاهات اللجوء ان نحو 358800 طلب لجوء قدم في الدول الصناعية العام الماضي وهو ما يقل بنسبة خمسة في المئة عن العام السابق واقل بنسبة 42 في المئة عن عام 2001 الذي وصلت فيه الطلبات الى الذروة، وكان نصيب اوروبا نحو 270 الف طلب بتراجع نسبته ستة في المئة وذلك بشكل اساسي بسبب تسجيل اعداد اقل بكثير من الطلبات في ايطاليا ومالطا واليونان، وقالت المفوضية ان"الاهمية النسبية لاوروبا كمنطقة يقصدها (اللاجئون) تراجعت"، نحتاج لدراسة الاسباب الاساسية لمعرفة مااذا كان هذا التراجع بسبب تراجع عوامل النزوح في مناطق المنشأ او تشديد قيود الهجرة في دول اللجوء"، ولا يعكس تقرير المفوضية التي تتخذ من جنيف مقرا سوى طلبات اللجوء الجديدة فقط وليس عدد الاشخاص الفارين من العنف او سوء المعاملة والذين منحوا وضع لاجيء بشكل فعلي بموجب معاهدة دولية. بحسب رويترز.

وقالت المفوضية انه في داخل 38 دولة باوروبا جاء اكبر تراجع في جنوب اوروبا حيث هبطت طلبات اللجوء بنسبة 33 في المئة العام الماضي مقابل عام 2009، وقالت "هذا بشكل اساسي لان عدد اقل من الناس طلبوا الحماية في مالطا وايطاليا واليونان"، واضافت "منذ التوصل لاتفاق في 2009 بين ايطاليا والجماهيرية الليبية لاعادة السفن الى الاخيرة تراجع بشكل ملحوظ عدد الاشخاص الذين يطلبون حماية دولية"، واشارت الى ان الطلبات في ايطاليا تراجعت الى 8200 العام الماضي بعد ان وصلت الى ذروتها في عام 2008 عندما سجلت 30300 طلب، وقابل ذلك زيادات في مناطق اخرى في اوروبا ولاسيما في المانيا(49 في المئة) والسويد (32 في المئة) والدنمرك (30 في المئة) وبلجيكا (16 في المئة) وفرنسا (13 في المئة)، وسجلت استراليا 8250 طلبا بزيادة 33 في المئة ولكن رغم ذلك فان هذا يقل باكثر من الثلث بالمقارنة مع عام 2001، وظلت الولايات المتحدة اكبر بلد يتلقى طلبات لجوء للعام الخامس على التوالي بتلقيها 55500 طلب ومن ثم كان نصيبها طلب من بين كل ستة طلبات في الدول الصناعية الاربعة والاربعين التي شملها التقرير بما في ذلك اليابان، وقالت المفوضية ان الزيادة في الطلبات المقدمة في الولايات المتحدة يرجع الى حد ما نتيجة لزيادة في عدد الصينيين والمكسيكيين الساعين للجوء للولايات المتحدة.

تعهدات برلسكوني

الى ذلك وعد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني باجلاء الاف المهاجرين التونسيين غير الشرعيين من لامبيدوسا بعد احتجاج بشأن أزمة انسانية في الجزيرة الصغيرة التي تقع في جنوب البلاد، وقال برلسكوني الذي زار لامبيدوسا ان اجراء نقل نحو 6000 مهاجر يعيشون في معسكر خيام مؤقت الى مراكز اخرى في ايطاليا بدأ بالفعل على متن ست سفن تبلغ سعتها الاجمالية عشرة الاف راكب، ولامبيدوسا في الاحوال العادية جزيرة سياحية هادئة وميناء للصيد تبعد نحو 225 كيلومترا من ساحل تونس لكنها تحولت الى مخيم يعج بالنفايات حيث يصل مئات المهاجرين من تونس على متن زوارق صيد كل يوم، وقال برلسكوني في اجتماع مع سكان الجزيرة الذين شهدوا وصول 19 الف تونسي منذ الاضطرابات الشعبية التي أطاحت برئيسهم في يناير كانون الثاني "من هذه اللحظة وخلال 48-60 ساعة ستصبح لامبيدوسا مأهولة فقط بسكانها"، ومع نقل مهاجرين من لامبيدوسا ظهرت مشاكل في مخيمات في اماكن اخرى في ايطاليا وتكافح الحكومة للتوصل الى حل بعيد المدي، ويطالب حلفاء برلسكوني في رابطة الشمال باعادة المهاجرين الى تونس على الفور لكن رئيس الوزراء نفسه انتهج خطا أكثر حرصا.

وقال "سنتمكن من أخذ بعضهم مرة اخرى من الاماكن التي غادروا منه، لن يكون الامر سهلا لكنه سيكون اشارة قوية الى ان الامر لا يستحق المخاطرة ثم اعادتهم مرة اخرى الى اوطانهم"، ووصل عدد صغير جدا من المهاجرين الاخرين أغلبهم من الاريتريين قادمين من ليبيا الى شرق تونس حيث تقاتل قوات معمر القذافي المعارضين منذ ستة اسابيع والتعرض لضربات جوية غربية تستهدف حماية المدنيين في الصراع، وبعد ان واجه انتقادات مريرة لتقاعسه عن اتخاذ اجراء مع تفاقم الازمة منذ بداية العام قدم برلسكوني سلسلة من الوعود التي تراوحت بين المساعدة في انشاء ملعب جولف في لامبيدوسا الى اقتراح ترشيح الجزيرة للفوز بجائزة نوبل للسلام، وقال ان شبكة راي وميدياست (وهي اكبر شبكة بث خاصة في ايطاليا يمتلكها هو)  ستبث برامج بشأن جمال جزيرة لامبيدوسا لتشجيع السياحة الى الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها خمسة الاف نسمة. بحسب فرانس برس.

من جهتهم اعلن خفر السواحل الايطالي ان احدى مروحياته التي تقوم بعملية لانقاذ مهاجرين غير شرعيين غرق زورقهم قبالة جزيرة لامبيدوزا، رصدت 15 جثة تطفو على سطح البحر، بينما لا يزال هناك 130 آخرين في عداد المفقودين، وقال الكابتن فيتوريو اليساندرو المتحدث باسم خفر السواحل لفرانس برس "لقد انقذنا من البحر 48 شخصا في حين رصد طاقم المروحية 15 جثة"، وكان هؤلاء الاشخاص ضمن مجموعة من 200 مهاجر على متن قارب غرق عندما كان على بعد 70 كلم جنوب غرب الجزيرة الايطالية الصغيرة، كان 130 مهاجرا غير شرعي لا يزالون في عداد المفقودين، واضاف الضابط في البحرية "ما زال لدينا امل لان زوارقنا ومروحياتنا القت سترات نجاة وزوارق مطاطية للسماح للناجين بالتمسك بها"، وكان الزورق بعث برسالة استغاثة الى السلطات المالطية بواسطة هاتف نقال وعلى الفور ارسلت مديرية مرفأ لامبيدوزا "زورقين ومروحية" الى الموقع، بحسب بيان لخفر السواحل الايطالي، واكد خفر السواحل الايطالي في وقت سابق ان المهاجرين "قد يكونون اتوا من تونس" وذكروا لاحقا انه يرجح ان يكون القارب ابحر من ليبيا.

فرنسا وايطاليا

من جهتها أغلقت فرنسا حدودها أمام قطارات قادمة من ايطاليا تقل مهاجرين افارقة مما دفع روما للاحتجاج رسميا واتهام باريس بانتهاك المبادئ الاوروبية، وقال مسؤولون بالسكك الحديدية الايطالية وشرطة الحدود ان فرنسا تمنع كافة القطارات من المرور بمعبر فينتيميليا – مينتون، وذكر بيان لوزارة الخارجية الايطالية أن وزير الخارجية فرانكو فراتيني طلب من سفير ايطاليا لدى باريس الابلاغ "باحتجاج الحكومة الايطالية الشديد على (تصرف) السلطات الفرنسية"، وجاء في البيان "تبدو أفعال فرنسا غير شرعية وتنتهك بوضوح المبادئ العامة الاوروبية"، وشكت ايطاليا من ان شركاءها في الاتحاد الاوروبي "تخلوا عنها" وتركوها تواجه الاف المهاجرين غالبيتهم من تونس وصلوا الى جزيرة لامبيدوسا في جنوب البلاد خلال الاسابيع القليلة الماضية هربا من الاضطرابات السياسية في شمال افريقي، وبدأت ايطاليا في اصدار تصاريح مؤقتة للمهاجرين تسمح لهم بمغادرة أراضيها والسفر الى جهات أخرى في اوروبا وهو ما انتقده شركاء اوروبيون اخرون من بينهم فرنسا والماني، وتشعر بعض الدول في الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة بالقلق من أن يؤدي توفير مأوى للكثير من المهاجرين الى تشجيع المزيد على محاولة دخول اوروبا بطرق غير مشروعة، وقالت وزارة الداخلية الفرنسية ان رحلات القطارات استؤنفت عبر الحدود مجدد، وقال متحدث باسم الوزارة ان التوقف اجراء مؤقت اتخذ بسبب مظاهرة "غير مصرح بها". بحسب رويترز.

واحتشد مئات المتظاهرين الايطاليين عند محطة فينتيميليا للاحتجاج على تصرفات فرنسا ورددوا هتافات مناهضة لها وحاولوا اقناع الشرطة بالسماح لهم بالتظاهر أمام القنصلية الفرنسية في مينتون، وقال وزير الداخلية روبرتو ماروني ان موقف فرنسا "غير مفهوم" و "متصلب وغير مبرر تجاه ايطاليا"، واتفق وزيرا داخلية فرنسا والمانيا هذا الشهر على تسيير دوريات مشتركة قبالة السواحل التونسية لردع الراغبين في الهجرة كما تعهدت روما بمساعدة تونس على وقف تدفق المهاجرين، بينما اعلن وزير العمل الفرنسي كزافييه برتران نيته تقليص عدد المهن التي تسمح بالاستعانة بيد عاملة اجنبية لصعوبة توظيف فرنسيين فيها، محددا الاولوية في "تدريب طالبي الوظائف لشغل هذه المواقع"، وكان قرار رسمي صادر في كانون الثاني/يناير 2008 حدد لائحة بثلاثين مهنة يمكن الاستعانة بموظفين من بلدان اخرى لمزاولتها بسبب صعوبة توظيف فرنسيين فيه، وقال برتران خلال برنامج مشترك تنظمه اذاعة "ار تي ال" وقناة "ال سي ايه" وصحيفة لوفيغارو "الا تعتقدون ان مسؤوليتي هي تدريب طالبي العمل لشغل هذه المناصب؟"، وردا على سؤال عما اذا كان ينوي تعديل القرار الصادر عام 2008، اجاب الوزير "نعم، لكنني سأغير خصوصا سياسة التوظيف من خلال جعل الوظائف التي تعاني صعوبات في التوظيف اولوية للعمل"، ولم يعط الوزير تقديرات لمعدل انخفاض الاعتماد على اليد العاملة الاجنبية، واوضح ان "الهجرة المرتبطة بالعمل" تمثل "نحو 20 الف شخص".

المهاجرون الى اليمن

في سياق متصل ارتفع عدد المهاجرين الوافدين إلى اليمن من القرن الإفريقي منذ بداية عام 2011 على الرغم من الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد حالياً، مما يثير مخاوف من أن تجد الحكومة صعوبة في توفير احتياجاتهم، وقد قامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتسجيل21،577 لاجئ في الربع الأول من عام 2011، مقارنة بـ 9،439 خلال نفس الفترة من عام 2010، و16،932 في 2009، أما الأرقام التي سجلت هذا العام فهي الأعلى منذ عام 2008، وقد وقعت اليمن منذ فبراير الماضي في قبضة الاحتجاجات التي اندلعت على الصعيد الوطني ضد الرئيس اليمني على عبد الله صالح الذي دامت ولايته لفترة طويلة، حيث لقي أكثر من 100 شخص مصرعهم على إثر تلك الاحتجاجات، وقال محمد الفقمي، مقرر اللجنة الوطنية لشئون اللاجئين، "لا ادري كيف تستطيع الحكومة توفير الحماية لهذا العدد المتزايد من المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين الوافدين من القرن الإفريقي في حين أنها تكافح من أجل حماية مواطنيها"، وقد أظهرت التقارير أنه في حين انخفضت أعداد الصوماليين، زادت أعداد الإثيوبيين في المقابل، وطبقاً لما ذكره حمد عكام، المسؤول بخفر حرس السواحل بميناء مدينة المخاء فإنه "على عكس المهاجرين الصوماليين الذين يميلون إلى القيام برحلة محفوفة بالمخاطر لمدة 35 ساعة من الميناء الصومالي الشمالي بوساسو إلى الساحل الجنوبي لليمن، يصل غالبية الإثيوبيين إلى اليمن عبر جيبوتي خلال رحلة أقصر بكثير تصل إلى 10 ساعات". بحسب ايرين.

وأضاف أن "الرحلات البحرية التي يقوم بها الإثيوبيون تعد أقل خطورة مقارنة بالرحلات التي يقوم بها القادمون من بوساسو"، من جهته أرجع آمي عبده شابو، رئيس مجتمع لاجئي الأورمو في اليمن، السبب في زيادة تدفق الإثيوبيين إلى الصراع القائم في منطقة أورومو، وأضاف أن بعض الوافدين الجدد تعرضوا إلى مضايقات من قبل يمنيين مسلحين يطالبون بالحصول على المال في قرية دباب التي تقع بالقرب من الساحل الجنوبي الغربي في محافظة تعز، وأوضح آمي قائل، "اكتشفنا أنه قد تم اختطاف أربعة نساء ورجل من مجتمع الأورومو على يد مسلحين ببلدة دباب، وقد طُلب من كل واحد منهم دفع فدية قدرها 300 دولار، كما اشتكى المختطفون من تعرضهم للتعذيب والضرب على يد مختطفيهم يومياً لعدم تمكنهم من الدفع"، وقال جمال النجار، وهو مساعد بقسم المعلومات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الوكالة تتابع هذه القضية مع السلطات في تعز، وتشير التقديرات الرسمية الصادرة عن الحكومة اليمنية إلى أن العدد الإجمالي للاجئين الأفارقة والمهاجرين غير الشرعيين في البلاد يصل إلى أكثر من 700،000 شخص، الى ذلك وقال حسن عبد المنعم مصطفى وهو مستشار اقليمي في منطقة الشرق الأوسط لمنظمة الهجرة الدولية ان أزمة اليمن تعقد من جهود تقديم المساعدة للمهاجرين الافارقة والنازحين اليمنيين الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب حرب أهلية متقطعة في الشمال، وقال في مقابلة أُجريت بالهاتف "التحديات التي تواجهنا في اليمن هي تدفقات من جيبوتي، من اثيوبي، من الصومال، في مارس 2011 كان هناك تسعة آلاف وافد جديد على ساحل اليمن، أعتقد أن العدد يزيد كل شهر".

وحاول حلفاء لليمن من الدول الغربية ودول الخليج التوسط في حل الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أشهر اذ يطالب المحتجون بانهاء حكم صالح القائم منذ 32 عام، والى جانب الاضطرابات الاقتصادية والسياسية فان اليمن يستضيف مئات الالاف من اللاجئين والمهاجرين من منطقة القرن الافريقي الذين يخاطرون بأرواحهم للوصول الى اليمن الذي يعتبرونه نقطة الانطلاق الى دول الخليج الأكثر ثراء، وقالت منظمة الهجرة الدولية ان عدد المهاجرين الذين يصلون الى اليمن من القرن الافريقي خاصة من اثيوبيا بحثا عن العمل وطالبي اللجوء من الصومال زاد بشدة خلال الاشهر القليلة الماضية مع استغلال مهربي المهاجرين الاضطرابات السياسية في البلاد.وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ستستأنف إجلاء المهاجرين الاثيوبيين الذين تقطعت بهم السبل في اليمن ومساعدة نحو 2400 اثيوبي على العودة لبلادهم خلال الاسابيع المقبلة، وذكر مصطفى أن برنامج المساعدة الغذائية التابع لمنظمة الهجرة في محافظة الجوف في شمال اليمن توقف نتيجة توترات بين قبائل متناحرة والقتال بين الحكومة والحوثيين، وقال مصطفى "شاركنا أساسا في توزيع المواد الغذائية لكن هذا توقف في شمال اليمن، نحن نشارك بشكل مكثف في المساعدة الطبية في الشمال، في الجوف، يستمر هذا بالتعاون مع الحكومة"، وأردف قائلا "امدادات الغذاء تضررت بشدة، نعتزم استئناف المساعدات الغذائية في الشمال خلال الاسابيع القليلة القادمة، أتمنى هذا"، ولا يتوفر لنحو ثلث سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة ما يكفي من المواد الغذائية كذلك فان الاضطرابات تجعل من الصعب على هيئات الاغاثة الوصول اليهم، وكانت الامم المتحدة قالت في مارس/اذار الماضي ان اليمن سيحتاج الى 224 مليون دولار في 2011 للمساعدات الانسانية لتحسين الغذاء والماء والخدمات الصحية للنساء والاطفال، وأردف مصطفى قوله "نتمنى أن نتمكن من بناء القدرة الدولية لليمن بمجرد أن يصبح الوضع أكثر هدوء، لاننا لا يمكننا حقا أن نستمر في ظل هذه البيئة."

استراليا وعدد قياسي

بدورها تعتزم استراليا اصدار عدد قياسي من تأشيرات الدخول للمهاجرين المهرة في عام 2011 - 2012 بينما تهدد سوق العمل التي تعاني من نقص العمالة باشعال تضخم الاجور لكن هدفها الجديد لا يزال يقصر عن تلبية بعض طلبات الصناعة.وتهدف الحكومة تسليم 125850 تأشيرة دائمة للمهاجرين المهرة بزيادة نسبتها 10.5 في المئة بفضل خطة هذا العام بينما تمنح ما اجماليه 185 الف تأشيرة للمهاجرين، وقد تراجعت البطالة بالفعل دون خمسة بالمئة وستبلغ نحو 4.5 في المئة قريبا وهو ما يعتبر بشكل عام عمالة كاملة.لكن مجموعة (استراليان اندستري جروب) وهي منظمة ضغط في مجال الاعمال ذكرت في وقت سابق ان المستوى الاجمالي للهجرة يجب الا يقل عن 190300 للمساعدة في التعامل مع نقص يتزايد في العمالة الماهرة، وحدت استراليا بشدة من الهجرة الوافدة في اعقاب الازمة المالية العالمية بعد قبولها عددا قياسيا من المهاجرين الدائمين بلغ 315 الفا في 2008 (وهو رقم يساوي نحو 1.4 في المئة من اجمالي السكان) لكنها لا تخطط الاسراع في وتيرة قبول المهاجرين بينما تسعى الحكومة لابقاء نمو السكان عند مستوى اكثر اعتدال، وقال وزير الهجرة كريس بوين في بيان "هذا (الخفض) يوفر مجالا لزيادة معتدلة في برنامج الهجرة في عام 2011- 2012 في حين يحافظ على مستوى اكثر استدامة يتراوح بين 170 و 180 الفا على مدى السنوات القليلة المقبللة، "لكن ذلك ربما لا يكون كافيا في الوقت الذي تتوقع فيه الحكومة نفسها انها ستحتاج الى نحو 1.3 مليون عامل جديد بحلول 2015- 2016 للوفاء بالطلب المتنامي. بحسب رويترز.

وكان البنك المركزي الاسترالي قد رفع بالفعل معدلات الفائدة سبع مرات منذ اواخر 2009 حيث يهدد ازدهار في قطاع التعدين وقفزة قياسية في التجارة بحدوث نمو تضخمي وتغذية التضخم واستيعاب جميع الايدي العاملة المتاحة، وبالفعل وفر الاقتصاد العام الماضي اكثر من 300 الف وظيفة في بلد يبلغ عدد سكانه 22.5 مليون نسمة فحسب ويصل معدل المشاركة فيه مستوى قياسيا نسبته 66 في المئة، بينما توفي طالب لجوء إيراني احتراقا بعدما أضرم النار في نفسه في وسط أمستردام، وفق مصادر الشرطة الهولندية، ونقل الإيراني البالغ من العمر 36 عاما إلى المستشفى بعد إصابته بحروق شديدة بعدما عمد إلى إضرام النار في جسده بالميدان الرئيسي في مدينة أمستردام، ورفضت السلطات الهولندية طلبه الأولي للحصول على حق اللجوء لكن طلب استئنافه للسماح له بالبقاء في هولندا كان قيد الدرس، وفق تقارير، وتفيد تقارير في وسائل الإعلام الهولندية أن الرجل دخل في مشادة مع مجموعة قبل أن يضرم النار في جسده، ويبدو أنه صب سائلا شديد الاشتعال على ملابسه قبل إضرام النار فيه، وتقول التقارير إنه وقف دون حركة وظل صامتا عندما حاول المارة وأصحاب المحلات القريبة إطفاء ألسنة اللهب التي اشتعلت فيه باستخدام المعاطف وسطول الماء، وقالت الشرطة إنها لم تحصل على تفسير فوري لما أقدم عليه الرجل، مضيفة أنها بصدد التحقيق فيما حصل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/آيار/2011 - 15/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م