قراءة في كتاب: اللاجئون العراقيون في أزمة الشرق الأوسط

 

 

 

 

الكتاب: اللاجئون العراقيون .. الازمة الجديدة في الشرق الاوسط

الكاتب: يوسف ساسون

الناشر:  صدر الكتاب عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر

عدد الصفحات: 321 صفحة كبيرة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: يرى الكاتب العراقي يوسف ساسون ان ازمة اللاجئين العراقيين سيكون لها انعكاسات مختلفة لا تقتصر على العراق داخليا بل على ما هو ابعد منه اي على مناطق انتشارهم المتعددة.

جاء ذلك في كتاب "اللاجئون العراقيون .. الازمة الجديدة في الشرق الاوسط". ويمكن اختصار رؤية ساسون في ما حمله الكتاب على دفته عن محتواه ومنه "في السنوات التي تلت الاجتياح الامريكي للعراق اجبر اربعة ملايين عراقي على الفرار من بيوتهم في ما اصبح احدى اكبر حالات انتقال الناس في العصر الحديث وبما تجاوز كثيرا تدفق الفلسطينيين بعد عام 1948

"وعلى الرغم من التقارير الاعلامية حول تحسن الوضع الامني في العراق فان اغلب اللاجئين العراقيين ما زالوا غير مستعدين للعودة الى ديارهم. وثمة تبعات اجتماعية واقتصادية وسياسية وامنية هائلة لهذه التحركات السكانية. وفي هذا الكتاب المفصل يتحرى يوسف ساسون النزعات الكامنة لتدفق اللاجئين العراقيين..

"فأي طبقات وأي جماعات اثنية وطائفية غادرت (وما زالت تغادر) والى اين وكيف؟ ويتفحص الكاتب استنادا الى ابحاث واسعة جديدة اجراها التأثير الاقتصادي لهذا الخروج على العراق نفسه وعلى البلدان المضيفة في المنطقة وهي الاردن وسوريا ولبنان كما يحلل السياسات الدولية بشأن قضية اللاجئين ويقيم الخيارات المتاحة للعودة واعادة التوطين. ويمثل هذا الكتاب الدليل الارشادي الاول والحاسم لما سيحدث في هذه القضايا التي سينظر اليها على انها اهم القضايا التي تؤثر على الشرق الاوسط."

صدر الكتاب عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في 321 صفحة كبيرة القطع. وكان المؤلف قد اصدره بالانجليزية سنة 2009 . بحسب رويترز.

ويوسف ساسون الذي ولد في بغداد هو زميل متقدم في كلية سانت انتوني في جامعة اوكسفورد حيث كان قد حصل على شهادة دكتوره وهو محاضر غير متفرغ في جامعة جورجتاون وباحث في السياسة العامة في معهد ودرو ويلسون في واشنطن العاصمة.

وقال الكاتب في المقدمة "لم تكن ازمة اللاجئين العراقيين والاشخاص المشردين داخليا مفاجئة.. فقد حذرت الوكالات الانسانية وبعض وسائل الاعلام قبل اشهر من بدء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة من حدوث تهجير كبير في صفوف سكان العراق ومن ازمة انسانية ستنفجر مباشرة جراء الحرب او نتيجة لصراع عرقي وكلا الامرين من شأنه ان يفضي الى اساءات واسعة النطاق لحقوق الانسان."

اضاف يوسف ساسون يقول بعد ان اشار الى الحصار الذي فرض على العراق "لقد نبهت وثائق الامم المتحدة قبل غزو عام 2003 الى ان نحو 60 بالمئة من السكان كانوا يعتمدون على الحصص الغذائية وحذرت من ان النظام المركزي القائم على توزيع الغذاء والماء وخدمات الصرف الصحي قد يتعطل بشدة جراء شن الحرب.

"وقد نقل تقرير صحفي امريكي قبل خمسة اشهر من الحرب عن مسؤولين من الامم المتحدة قولهم ان العراق كان اضعف بكثير مما كان عليه عام 1991 وانه قد تحدث موجة هجرة كبيرة الى البلدان المجاورة وانهم حذروا من ان معظم سكان بغداد لن يتمكنوا من الحصول على الماء النظيف او الكهرباء.

"وللاسف لم تلتفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الى هذه التحذيرات. ونتيجة لذلك تم تشريد 2.7 مليون شخص داخل العراق وغادر البلاد اكثر من مليوني شخص بحثا عن ملاذ. ويعتبر المهجرون العراقيون وعددهم 4.7 مليون -اكبر الجماعات المهجرة داخليا على مستوى العالم وثالث اكبر تعداد للاجئين في العالم (بعد الافغان والفلسطينيين) ويعني ذلك ان اكثر من 15 في المئة من سكان العراق قد شردوا اي بنسبة مهجر واحد من كل ستة اشخاص."

ورأى ان زوال نظام حزب البعث الذي كان حاكما في العراق "هو وحده ما اذن بانهيار الدولة وتفكك مؤسساتها. وقد فاقم من حدة هذا الانهيار ضعف التخطيط المسبق من قبل الولايات المتحدة قبل الغزو وسوء ادارة الدولة بعد ابريل نيسان 2003 .

"وقد كانت نتيجة ذلك وجود حكومة تعاني خللا في قدرتها على القيام بوظائفها ونظاما سياسيا يكافيء السياسة القائمة على الهوية. وبالتالي شاع عدم التسامح والطائفية والعشائرية وبدأت تكتلات قليلة تتمتع بالنفوذ تسيطر على البلاد."

اضاف "لقد تم استخدام الطائفية والعشائرية كأدوات سياسية في اوقات مختلفة على امتداد التاريخ المعاصر للعراق ولكنها نادرا ما استخدمت الى الحد الذي شهدناه بعد الغزو. فخلال الانتداب البريطاني كان اعطاء امتيازات لطائفة على حساب اخرى يشكل جزءا من استراتيجية فرق تسد.

"اما العنف فهو ليس بجديد على العراق فقد شهدت البلاد العديد من الانقلابات الدموية قبل وصول صدام حسين الى السلطة ومن ثم اصبح العنف خلال عهده جزءا لا يتجزأ من ادارة البلد."

وقد جاء الكتاب في سبعة فصول وتمهيد ومقدمة وخاتمة وملحق. ولعل في العناوين الرئيسية للفصول ما يلقي ضوءا على المحتويات. وقد جاءت على الشكل التالي: التهجير الداخلي. اللاجئون العرقيون في الاردن. اللاجئون العراقيون في سوريا. اللاجئون العراقيون في بقية دول العالم. دور المنظمات الانسانية. الاقتصاد العراقي وهجرة العقول. العودة والعائدون.

ولعل في العناوين الفرعية الثلاثة في الفصل الاخير اي العودة والعائدون ما يوحي بالكثير. العنوان الفرعي الاول كان "اسطورة العودة" والثاني "من سيعود ولماذا" والثالث "حقوق استعادة الاراضي والممتلكات". اما الملحق ففيه "العراقيون والبلدان المضيفة - جدول مقارنة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/آيار/2011 - 14/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م