تقرير (شبكة النبأ) الدوري حول الحريات الصحفية في العالم العربي

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: مهنة لطالما جلبت المتاعب والمشاكل لاصحابها ومن الطرفين المتنازعين، وبرغم ان عمل الصحافة هو نقل الحقيقة الإعلامية كما هي على ارض الواقع وبدون رتوش او تجميل، الا ان البعض لا يعجبهم ذلك ولا يروقهم هذا العمل، بل ويؤدي هذا الأمر بهم الى جعل الإعلاميين في خانة أعدائهم كما ويستهدفونهم سراً او علانية، مما يودي الى سقوط المئات منهم بين قتيل وجريح في كل عام لكونهم هدفاً سهلاً للقتل.

وقد زادت في الآونة الاخيرة الهجمات على الصحفيين بشكل ملحوظ بعد الأحداث الاخيرة في الوطن العربي وخصوصاً الصراع المسلح بين كتائب القذافي والثوار في ليبيا حيث تعرض العديد منهم الى القتل والجرح اثناء العمليات القتالية والغارات التي يشنها نظام القذافي على المدن المحررة من قبضته، اضافة الى اعتقال العديد منهم واقتيادهم الى جهات مجهولة.

يذكر ان الصحافة وحرية الإعلام في الوطن العربي تعاني من التضييق عليها بشكل يتنافى وابسط الحقوق المتعلقة بحرية الكلمة والتعبير عن الرأي، ويساق العديد من الصحفيين والاعلاميين في اغلب دول الوطن العربي الى السجن والنفي والاعدام بحجج مختلفة ومطبوخة في اروقة الاجهزة الامنية لهذه الدول كتهمة زعزعة استقرار امن الدولة والمواطنيين والتجسس لصالح جهات اجنبية وتعريض مصالح الدولة العليا للخطر وغيرها من التهم البالية التي اضافت متاعب اخرى لمتاعب اصحاب هذه المهنة الجميله.

الهجمات على الصحفيين

فقد قالت منظمة معنية بمراقبة حرية الاعلام ان الصحفيين تعرضوا للقمع في الانتفاضات الشعبية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في أكثر من 500 هجوم بعضها كان مميت، وقال محمد عبد الدايم منسق البرنامج بلجنة حماية الصحفيين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان عدد الهجمات على رجال الاعلام في المنطقة منذ بداية العام "لم يسبق له مثيل"، واضاف مشيرا الى الهجمات "هذا لم يحدث من قبل لا بهذه الكثافة ولا بهذه الوتيرة"، وقال عبد الدايم ان 14 صحفيا قتلوا في انحاء العالم هذا العام بينهم عشر وفيات في الشرق الاوسط وشمال افريقي، وشملت مئات الهجمات على الاعلام في المنطقة اعتقال افراد وتدمير معدات وتهديدات بالقتل، وقالت اللجنة ان حرية الصحافة تحسنت في مصر وتونس منذ الاحتجاجات التي أطاحت برئيسي البلدين هذا العام لكنها وصفت الوضع بأنه تطور فقط من "مروع الى سيء"، ويقول خبراء ان الدخول الى مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك سيساعد في تقويض الرقابة الصارمة بشكل تقليدي في المنطقة لكن من غير المؤكد ما اذا كانت الاضطرابات في البحرين وسوريا واليمن وليبيا والسعودية ستؤدي الى مزيد من الديمقراطية. بحسب رويترز.

وقال عبد الدايم "ليس من الممكن تكميم كل هذه الافواه، كان من المعتاد وجود عدد محدود من الافواه (الناقدة) ومن ثم تستطيع (الحكومة) تكميمها كلها طوال الوقت، هذا النموذج لم يعد موجودا"، ودعت لجنة حماية الصحفيين السلطات في اليمن الى شرح أسباب احتجازها الصحفي علي صلاح احمد منذ مدة دون الكشف عن مكانه او اتهامه بجريمة، وقال جو ستورك نائب مدير قسم شمال افريقيا بمنظمة هيومان رايتس ووتش ان الانتفاضات التي اندلعت في الاونة الاخيرة أدت الى تحقيق "مكاسب صافية" لحرية الاعلام في المنطقة، وقال ستورك "من الممكن نشر معلومات من اماكن مثل البحرين أو سوريا بطريقة لم تكن ممكنة قبل عشر سنوات، انها مقارنة بين الليل والنهار"، وقال "في المحصلة النهائية يوجد بالتأكيد تبادل أكثر حرية للمعلومات لكن ليس لان الحكومات تسمح بذلك، بل لانها لا تعرف كيف تسيطر عليها"، وقال اليوت ابرامز زميل قسم دراسات الشرق الاوسط بمجلس العلاقات الخارجية انه سيكون من الصعب استمرار القيود على وسائل الاعلام في المستقبل لاسباب منها امكانية استخدام الهواتف المحمولة وشبكة الانترنت بدرجة اكبر.

وقال ابرامز "وأيضا لان (الثورات العربية) نزعت الشرعية عن الرقابة مثلما نزعت الشرعية عن سرقة الانتخابات وسرقة الاموال العامة"، وقال "العديد من الحكومات ستستمر في محاولاتها لتخويف الصحفيين جسديا أو من خلال محاكمات زائفة، لكنها ستصبح تدريجيا أقل تأثيرا."غير ان مالكولم سمارت مسؤول منظمة العفو الدولية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا قال انه بينما يطالب بعض المحتجين بمزيد من الحرية للصحفيين فانه من السابق لاوانه قول ما هو نوع التقدم الذي تحقق، وقال ستورك انه بينما تتحرك مصر فيما يبدو في اتجاه ايجابي فان حرية الاعلام تلقت ضربة عندما طالب المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد الشهر الماضي بأن تحصل الصحف المصرية على موافقة ادارة الشؤون المعنوية بالجيش والمخابرات قبل نشر كل ما يتعلق بالجيش، وقال ستورك "الجيش بالطبع لا يحب النقد أو المناقشات النقدية وأرسل تعليمات للاعلام بعدم الخوض في هذا الامر وبالتأكيد التزمت وسائل الاعلام الرئيسية بذلك"، وحذر عبد الدايم من انه اذا لم يحدث تغير في الحكم في بعض الدول فان هذا قد يؤدي الى معاملة أكثر شدة مع وسائل الاعلام مشيرا الى الانتفاضة الشعبية غير الناجحة في ايران عام 2009، وقال "هذا بالتأكيد لم يثمر عن وجود اعلام أكثر تحررا بل أثمر عن مناخ أكثر قسوة للاعلام في ايران ونتج عنه وبطريق غير مباشر تقريبا في ان أصبحت ايران صاحب أسوأ سجل في سجن الصحفيين في عام 2010".

إعـلام ليبي جديد

الى ذلك بدأت ملامح ليبيا الجديدة تتضح يوماً بعد يوم في شرق البلاد المحرر، حيث يعمل ناشطون في جميع المجالات على تنسيق الجهود لدعم الثورة التي لم تنته بعد، وإعادة الحياة إلى المدن الشرقية، ومن بين هؤلاء يبدي الإعلاميون إصراراً على إطلاق منشورات جديدة ومحطات إذاعية وتلفزيونية، لمواكبة الأحداث التي تعيشها ليبيا، وتوفير رؤية محلية وقراءة مختلفة للأحداث، وفي المركز الثقافي بمدينة بنغازي، يجري العمل على قدم وساق، في قاعات المركز الذي كانت تترأسه ذات يوم، هدى بن عامر التي شاركت في إعدام مهندس ليبي معارض للنظام في 1984 على الهواء مباشرة، الأمر الذي جعل منها شخصية مقربة من الزعيم الليبي معمر القذافي وتولت منصب عمدة بنغازي مرتين، وأصبح المركز مثل خلية نحل لا تهدأ إلا قليلاً في ساعات الفجر الأولى، ويقوم الصحافيون الشباب بإعداد البرامج وكتابة التقارير اليومية بحماسة وعزيمة كبيرتين، وانطلقت قناة تلفزيونية وصحيفتان في وقت قياسي، بعد تحرير المدينة من قبضة كتائب القذافي، وتعتبر قناة «ليبيا الحرة» إحدى إنجازات الثورة المهمة، حيث تطل على الليبيين ببرامج منوعة، تصب جميعها في خدمة الحركة الثورية التي تخوضها المعارضة ضد نظام القذافي في طرابلس، وتحاول القناة أن تنافس القنوات الإخبارية المعروفة، حسب القائمين عليها، من خلال تغطية شاملة وشفافة، ومن بين البرامج التي بدأت تلقى شعبية في ليبيا، برنامج «شباب، من فضلكم»، الذي يقدمه مذيعون شباب لا يتعدون سن الـ،25 بدعم من بعض الكوادر القديمة التي لها خبرة طويلة في الإعلام المرئي.

ومن وجوه الإعلام الجديد شهرزاد كبلان انتقلت شهرزاد كبلان من الولايات المتحدة لتلتحق بقناة «ليبيا»، على الرغم من أنها لم تعمل في الإعلام من قبل، حيث كانت تعمل أستاذة في إحدى الجامعات الأميركية، لكنها نجحت من البرنامج الأول «ليبيا الناس»، الذي تتلقى فيه اتصالات هاتفية من المشاهدين من ليبيا ومن جميع أنحاء العالم، وتشعر شهرزاد بالسرور من دور المرأة الليبية في هذه الثورة، كما انضم الصحافي الليبي محمد ربيع عاشور إلى طاقم القناة، ويقول إنه لا يمكن المقارنة بين الأحوال التي جربها في المؤسسة العامة للصحافة، والعمل الحالي في قناة ليبيا الأحرار، حيث يشعر فعلياً بحرية كاملة في عمله، وباعتباره ناشطاً أمازيغياً يقول ربيع إن زملاءه في القناة طلبوا منه إعداد مواد إعلامية باللغة الأمازيغية ليتم بثها في القناة، وهو ما يجعله مطمئناً على مستقبل ليبيا ما بعد الثورة، وعلى المساواة الكاملة بين جميع أعراقه، محمد مليطان يرى محمد مليطان الذي كان يدرس اللغات في المغرب، أنه التحق بالجبهة لمواجهة النظام الليبي، من خلال عمله في القناة، لكن هذه الجبهة ليست عسكرية وإنما إعلامية، ويسهم الآن في تحرير الأخبار والتقارير مع بقية زملائه، ويقول إن هناك إقبالاً كبيراً على هذه القناة في ليبيا، وفقاً للمكالمات الهاتفية، وأيضاً من خلال الرسائل الإلكترونية، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيادية ويتم خلال البرنامج نقل مباشر للأحداث في مدينة مصراتة المحاصرة، ويحرص العاملون في القناة على البعد الوطني لمهمتهم الإعلامية، ويقول الصحافي في «ليبيا الحرة» أحمد بن خيال، «يتعين علينا معالجة الأخبار التي ترد إلينا من وكالات الأخبار ونقرأها كما هي، ولا أحد يبدي رأيه في أي خبر».

ويضيف أنه عمل على مدار الـ50 يوماً الماضية من دون انقطاع، حتى أيام الجمعة. أما الطالبة في الثانوية، غالية جمعة (18 عاماً)، التي تقوم بإعداد وتقديم النشرة الجوية، في إحدى القاعات الصغيرة المجاورة لاستديو الأخبار، وتبدو غالية متحمسة جداً للعمل التلفزيوني، في الوقت الذي توقفت فيه الدراسة على مستوى المدارس والثانويات في بنغازي، وكان من المقرر أن تجتاز امتحان الثانوية العامة هذا العام، ويعمل والدها مهندساً في حقول النفط، ووالدتها مدرسة رياضيات، في حين اختار اثنان من إخوانها الجبهة الأمامية للحرب على كتائب القذافي، ويقبع ثالث في سجن أبوسليم الشهير، منذ عام، لا تبدو غالية، بثيابها المحتشمة والأنيقة، أقل حماسة من أشقائها الثلاثة، فهي تعمل بنشاط وقناعة مع زملائها في هذه القناة الوليدة، وكانت ضمن القليلين الذين قبلوا للعمل في القناة من بين مئات المرشحين، وانضم 20 شاباً وفتاة إلى الطاقم، على الرغم من قلة خبرتهم في المجال الإعلامي، وتتضافر جهود جميع العاملين هناك من أجل إطلاق بث متواصل لبرامج القناة، ويعيش مدير القناة محمود الشمام، حالياً في قطر، وهو صحافي وناشط حقوقي ليبي معارض، وهو أيضاً عضو في «فريق الأزمة» الليبية، ولاتزال آثار الدمار واضحة في مركز بنغازي الثقافي، ولايزال حطام النوافذ والجدران يملأ المكان، ويوجد أمام مقر القناة مسلحون يحرسون «صوت الثورة»، صحيفتان وفي الطابق الأول من المركز، توجد مكاتب صحيفتين جديدتين تصدران بشكل أسبوعي.

ويقول أحد الصحافيين العاملين في صحيفة «صوت»، محمد شمبيش، (22 عاماً)، إن «عدم وجود الانترنت هو مشكلتنا الأساسية، ما دفعنا لوضع صندوق كبير للرسائل أمام قصر العدل، وطلبنا من الناس وضع رسائلهم فيه»، ويضيف أن الصندوق امتلأ بالرسائل في اليوم الأول (19 مارس الماضي)، وتبرع البعض بمعونات نقدية، ويتم طبع الجريدة بطرق تقليدية، حيث لا تتوافر لدى الصحيفة وسائل حديثة للطبع والإخراج، ومن جانب آخر، يؤكد الصحافي في «صوت»، إدريس عبيدية، أنه «تم الاتفاق مع المجلس الوطني الانتقالي على أن الأمر يتعلق بصحافة حرة ومستقلة موجهة للشباب، وليست صحف ممولة من المجلس»، أما الصحيفة الثانية «برنيق بوست»، التي سميت نسبة إلى اسم بنغازي في زمن الإغريق، فتطمح لتكون واجهة ليبيا وتتوجه للقراء العرب والأجانب، حيث ينوي القائمون عليها إطلاق الصحيفة في نسختين، عربية وإنجليزية، وبتمويل من بنك خاص، قررت مجموعة من الشباب الليبي إطلاق هذه الصحيفة، وفي ذلك تقول عضو فريق التحرير، فرح غطاط، التي تدرس في معهد اللغات، «لم يطلب منا أحد إنشاء الصحيفة، لقد بادرنا بأنفسنا إلى ذلك»، ويعمل في الجريدة مجموعة من الشباب الذين ينتمون إلى الطبقة البورجوازية في بنغازي، والذين تبدو عليهم ملامح التحرر نسبياً، ويتقن كل منهم لغتين، ويبدو الأمر مختلفاً بعض الشيء في مكاتب صحيفة «انتفاضة الأحرار» الأسبوعية، ومقرها كلية اللغة الإنجليزية سابقاً، حيث تعج بالحركة والعمل المتواصل، على الرغم من أن الصحافيين هناك لم يكونوا متخصصين في هذا المجال، وفي ذلك يقول أسامة، (24 عاماً)، «لا يوجد بيننا من هو متخصص في الإعلام حقاً، وجميعنا طلاب متطوعون جئنا هنا من أجل القضية».

ويتم طبع نحو 3000 نسخة أسبوعياً وتباع بنصف دينار ليبي، ويقوم الشباب الصحافيون بتوزيعها بأنفسهم، ويقوم ثمانية محررين من الشباب والشابات بتحقيقات ميدانية ويعاينون ما يحدث ويكتبون تاريخ الثورة، ويعتبر هؤلاء فرنسا بلداً يدعم الحرية واحترام حقوق الإنسان، وربما يكون السبب الرئيس الذي حفز هذه المجموعة لإنشاء «انتفاضة الأحرار» هو «خصخصة الحرية»، كما قال أحدهم، وتراوح أعمار العاملين في الصحف الثلاث بين 18 و27 عاماً، الذين وجدوا أنفسهم أمام مأساة حقيقية تعيشها بلادهم، ورأوا أنه من الواجب أن يقدموا شيئاً لهذا الوطن، ويضيف أسامة، «هناك من يخاطر بحياته على جبهات القتال، وهذا أقل ما يمكن فعله من أجل هذه الثورة»، ويضيف «سلاحنا في هذه الثورة هي الكلمات»، لحظة تاريخية بعد أيام من تحرير بنغازي أطلقت مجموعة من الإعلاميين محطة إذاعية برفقة مهندسي صوت وفنيين، أطلقوا عليها اسم «صوت ليبيا الحرة»، وتقول وهيبة الهاسي، التي عملت في المحطة الحكومية المتوقفة حاليا على مدى 20 عاماً، «إنها لحظة تاريخية ومؤثرة للغاية»، وتضيف «قبل الثورة كانت مهمة الإذاعة هي تمجيد الحاكم، والآن يمكننا أن نعبّر عما يختلج في صدورنا للمرة الأولى منذ 42 عاماً»، وتعتبر «المحطة» وجهاً من المشهد الإعلامي الجديد الذي بدأ يتجسد في بنغازي ويرسم ملامح المستقبل الواعد في ليبي، ويقول أحد المعارضين القدامى، تذكرنا هذه الصحف الجديدة والمحطات الإذاعية بالتنوع الإعلامي الذي كان في ليبيا قبل مجيء القذافي إلى السلطة. ويقول مصطفى غرياني، «القلم أقوى من البندقية، وأعتقد أن ليبيا سيكون لديها مستقبل مشرق في ظل إعلام حر».

الى ذلك تشهد الصحف والمجلات ازدهارا في معقل الثوار الليبيين في بنغازي، الأمر الذي يشكل فرصة لجيل جديد من الشباب المستثمرين في قطاع الصحافة للتوسع بعدما تحرروا من رقابة نظام العقيد معمر القذافي، يذكر ان "بانوراما" مجلة أسبوعية تصدر باللغات الأربع العربية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية، وهي تأتي ثمرة عمل دؤوب يقوم به 22 شابا ليبيا يبلغون بالكاد الثلاثينات، من بين هؤلاء، نجل المعارض السياسي الليبي فتحي الجهمي الذي توفي في الأسر، معزولا عن العالم، فيقول أحمد وقد ارتدى بنطال جينز وقميصا أسود "كان أبي رجل مبادئ وأتمنى أن أتمكن من عرض مبادئه الكثيرة"، ويبدو عليه التوتر جلي، فهو ما زال مشككا بان تلك الحرية التي ينعم بها منذ بضعة أسابيع اصبحت مكسبا حقا، كما لا يصدق هروب كتائب القذافي من المنطقة، فيحذره رفيقه زياد قائلا "لا تتحدث بصوت عال، لا أحد يعلم ما قد يحدث"، ويمضي زياد بتحليل المخاطر المحتملة من سيطرة السلفيين، ويذكر الجهمي (27 عاما) أنه "لم نكن نحظى بحرية تعبير في الماضي، في ظل حكم القذافي لم يكن ممكنا إنشاء صحيفة من دون موافقة أمنية مسبقة، كما كان يشترط على كل صحيفة أن تضمن صفحتها الأولى شعارات من "الكتاب الأخضر"، وقبل أن تتحول المدينة الليبية الثانية إلى معقل للمعارضة، كانت الصحيفتان الرئيسيتان فيها هما "أخبار بنغازي" وهي صحيفة رسمية و"القرينة" التي أسسها نجل القذافي سيف الإسلام. بحسب فرانس برس.

وترى ميهاد مهنا طالبة هندسة في العشرين من عمرها تحولت إلى محررة، أن "الإعلام بأسره كان في قبضة القذافي، وكان يصوره على أنه ملاك"، وتؤكد "اليوم يمكننا أن نقول ما نريد ونريد أن ينصت العالم كله إلين، لا نريد القذافي، الانتصار أم الموت"، ويشير زياد "نريد أن نقدم ليبيا بوجهها الحقيقي، الفقر على الرغم من عائدات النفط بالإضافة إلى جميع المشاكل التي تسبب بها القذافي من ارتفاع في نسب البطالة وصولا إلى الفساد وتلوث ساحلنا"، وكان الفريق قد مول بقدراته الخاصة أول ألفي نسخة من "بانوراما"، وراح يستكشف المستثمرون الجدد في عالم الإعلام المهنة وكواليسها، من كلفة الطباعة وصولا إلى استراتيجيات التوزيع مرورا بأخلاقياته، وقد أثارت جهود هؤلاء الشباب اعجاب جيل من المثقفين الذين ما زالوا يتذكرون اجتماعاتهم السرية عندما كانوا طلابا، والتي كانت تتهددها اللجان الثورية التابعة للنظام إذ أنها قد تقتحمها في أي وقت كان، ويلفت المحامي والكاتب رمضان جبرو أنه "لكل فرد الحرية اليوم لإطلاق صحيفته، لكن الذين يقومون بذلك هم بغالبيتهم من الشباب وهذا أمر يبعث البهجة والسرور"، يضيف إدريس طيب لمين وهو كاتب وسياسي، "نسجل هنا حسا جديدا للمبادرة، طريقة جديدة للتفكير"، ويلفت إلى أنه "قبل الثورة، لا أذكر بأنني رأيت في يوم ابني يقرأ صحيفة، لكنه اليوم يغادر المنزل عند الثامنة صباحا ليعود عند الواحدة من بعد منتصف الليل".

ضحايا الحقيقة

في سياق متصل قتل مصورا حرب هما البريطاني تيم هيذرينغتون من مجلة "فانيتي فير" الاميركية والاميركي كريس هوندروس من وكالة غيتي في ليبيا في انفجار قذيفة هاون، ما يسلط الضوء مرة جديدة على المخاطر التي تحدق بالصحافة في هذا النزاع، كذلك اصيب صحافيان اخران في الحادث، وقتل ثلاثة صحافيين واصيب او اعتقل اكثر من عشرة فيما فقد اخرون في النزاع المستمر منذ اشهر بين قوات معمر القذافي والثوار، وقتل تيم هيذرينغتون وكريس هوندروس وكلاهما في الواحدة والاربعين من العمر بانفجار قذيفة هاون في مصراتة المدينة الكبرى في غرب ليبيا التي تحاصرها قوات القذافي وتقصفها منذ اسابيع، وكان المصور في قناة الجزيرة علي حسن الجابر قتل واصيب صحافي آخر زميل له في 12 اذار/مارس الماضي لدى تعرض فريق القناة القطرية لكمين قرب بنغازي، وتيم هيذرينغتون المولود في ليفربول ببريطانيا غطى نزاعات كثيرة خلال السنوات العشر الاخيرة وحاز عدة جوائز رفيعة كللها بالجائزة العالمية للتصوير الصحافي عام 2007 عن صوره للجنود الاميركيين في افغانستان، وقام بعدها باخراج فيلم وثائقي حول هذا الموضوع بعنوان "ريستريبو" رشح لجوائز اوسكار، وبعد بضع ساعات توفي كريس هوندوس اثر اصابته في رأسه، وكانت صورة التقطها تصدرت صحيفة واشنطن بوست ويظهر فيها رجل يحفر قبرا في مدفن في مصراتة. بحسب فرانس برس.

وغطى هوندروس خصوصا النزاعات في كوسوفو وانغولا وسيراليون وافغانستان والعراق، وقد تم ترشيحه لجائزة بوليتزر وفاز بميدالية روبرت كابا الذهبية عام 2006 لمكافأته على ما اظهره من "شجاعة وروح مبادرة استثنائيتين" في افغانستان، كذلك اصيب مصوران اخران هما البريطاني غاي مارتن المصور الحر العامل لحساب وكالة بانوس وفق ما اعلنت الوكالة ووزارة الخارجية البريطانية، والاميركي مايكل براون العامل لوكالة كوربيس بحسب مدير الاتصال في الوكالة دان بيرلت، وعند اعلان الخبر حيا البيت الابيض "الصحافيين الذين يجازفون بحياتهم كل يوم في العالم لابقائنا على اطلاع ومحاسبة القادة واعطاء صوت للذين لا يسمعهم احد"، وكانت تيتسيانا بريتزو الصحافية الايطالية في شبكة سكاي تي جي 24 التقت تيم هيذرينغتون قبل يومين في مصراتة، وقالت "كان شخصا مسؤولا للغاية"، وروت "اليومين السابقين كانا فظيعين، شاهدنا وصول عدد هائل من الاشخاص الى المستشفى، جرحى وقتلى وبينهم اطفال صغار، قلت له "انتبه كثيرا لانه ليس هناك مكان بمأمن"، وكانت عدة وسائل اعلام دولية كبرى منعت صحافييها ومراسليها من التوجه الى مصراتة بسبب وجود مخاطر كبرى على سلامتهم، غير انها عادت فيما بعد وخففت من قيوده، ووصل عشرات الصحافيين في سفينة ابحرت من بنغازي معقل الثوار شرق، كذلك يخيم خطر شديد على محور اجدابيا والبريقة حيث تدور معارك ضارية بين الثوار وقوات القذافي في شرق البلاد، وقد ارغم الصحافيون على الانكفاء الى داخل اجدابيا اثر اطلاق سيل من القذائف صوب المدينة. بحسب رويترز.

والى مخاطر المعارك هناك مخاطر فقدان الصحافيين، ولا يعرف حتى الان مصير الصحافي البريطاني في قناة الجزيرة كامل التلوع، فيما اطلق سراح ثلاثة زملاء له هم تونسي وموريتاني ونروجي اوقفوا معه في السابع من اذار/مارس في غرب البلاد، وفقد اربعة صحافيين هم اميركيان يعملان في صحيفتين الكترونيتين ومصوران اسباني وجنوب افريقي في الرابع من نيسان/ابريل واعلنت الحكومة الليبية انهم معتقلون وسيتم اطلاق سراحهم غير ان البيت الابيض اعرب عن "قلق بالغ" بشأنهم، كذلك اعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار عبد الحفيظ الغوقة ان قوات القذافي تحتجز ستة صحافيين ليبيين، مقتل مخرج افلام وثائقية ومصور في ليبي، وذكرت في بيانها أن مسلحا مجهولا قتل محمد النبوس مؤسس قناة تلفزيون ليبيا الحرة على الانترنت بينما كان يقدم بثا صوتيا حيا من معركة في بنغازي يوم 19 مارس اذار الماضي.

التضييق على حريات الصحافة

على صعيد اخر مثل صحفي مغربي شهير أمام محكمة ابتدائية بسبب مقالاته التي اشتهر فيها بجرأته ونقده اللاذع في حين طالب صحفيون وحقوقيون بالافراج عنه، وقال يوسف حجيلي الناطق باسم صحيفة المساء اليومية المستقلة التي يديرها رشيد نيني المعتقل حاليا بسجن عكاشة بالدار البيضاء "منذ اصدار الجريدة في 2006 ونيني معروف في عموده (شوف تشوف) بجرأته في فضح الفساد"، وأضاف "الامر يتعلق بمحاكمة سياسية فيبدو أن المغرب يسمح بالحديث والكتابة عن شخصيات دون غيرها"، وأصدرت النيابة العامة المغربية بيانا جاء فيه أن نيني يروج " لافكار تمس أمن وسلامة الوطن والمواطنين" كما وجهت له تهمة التأثير على القضاء، واعلنت النيابة العامة في وقت سابق عن منعه من السفر، وانتقد حقوقيون ملاحقة نيني بالقانون الجنائي بدل قانون الصحافة، وقال عبد الحميد الامين عن الجمعية المغربية لحقوق الانسان المستقلة "نيني معروف بكتاباته الجريئة وبنقده اللاذع حتى نحن في الجمعية عانينا منه لكن لا نقبل أبدا بالمساس بحقه في حرية التعبير وأن يتابع بالقانون الجنائي بدل قانون الصحافة والاسوأ أن يتابع في حالة اعتقال". بحسب رويترز.

وعن توقيت اعتقاله في هذا الظرف الذي يشهد فيه المغرب حراكا اجتماعيا وسياسيا متأثرا بما يجري في عدد من دول المنطقة العربية قال "ربما طرح نيني في الايام الاخيرة نقطا حساسة جدا كتشكيكه فيما حصل في أحداث 16 مايو الارهابية بالدار البيضاء عام 2003 ومطالبته بفتح تحقيق في معتقل تمارة السري، وانتقاده لشخصيات أمنية ومخابراتية تطالب حركة 20 فبراير الاصلاحية بمساءلتها عن ضلوعها في الفساد المتفشي في البلاد وكتابته عن قضايا حساسة أخرى"، وجاء في افتتاحية المساء في تعليق على اعتقال مديرها نيني أن قرار حبسه "في غاية الخطورة، ورسالة سياسية موجهة من طرف قوى نافذة وتيار أمني محافظ يرفض بأي حال من الاحوال رؤية مغرب متحرك وديموقراطي وعصري"، وكان عدد من الحقوقيين والصحفيين قد نظموا وقفة احتجاجية يوم الاحد للمطالبة بالافراج عنه، وقالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بيان سابق لها ان اعتقاله "لا يستند على أساس قانوني فكل المؤاخذات ارتكزت على قضايا النشر مما يعني أن الامر يتعلق بممارسة الرأي والصحافة"، ومن المنتظر أن يمثل نيني من جديد أمام المحكمة الابتدائية بعين السبع بالدار البيضاء حيث يسعى دفاعه لاطلاق سراحه اثناء مواصلة اجراءات الدعوى.

من جهة اخرى أظهر استطلاع للراي اعلنت نتائجه مؤخراً بشأن حالة الحريات الإعلامية في الأردن لعام 2010 المنصرم ان ما نسبته 41.1% من الصحافيين الأردنيين يعتقدون ان الحريات الإعلامية تراجعت مقابل 3.2% يصفونها بأنها ممتازة، وأجرى الإستطلاع مركز حماية وحرية الصحافيين (هيئة بحثية مستقلة ) وضمنه تقريره السنوي الذي اصدره لمناسبة يوم الصحافة العالمي الذي صادف في الثالث من ايار/مايو وصف الحريات الصحافية في الأردن بأنها تقف على الحافة، وأظهر الإستطلاع، الذي شمل 505 صحافيا وصحافية، ان ما نسبته 83% من الصحافيين يقولون ان التدخلات الحكومية بوسائل الإعلام تزايدت واشار التقرير ان 266 صحافيا من الذين شملهم الإستطلاع قالوا انهم تعرضوا للتدخلات الحكومية والمضايقات بما يشكل 53% وهي نسبة أعلى بكثير عما أفصح عنه الصحافيون في العام 2009 والتي بلغت انذاك 39%. وقال التقرير انه تلقى العام الماضي 153 شكوى من صحافيين يتحدثون عن تعرضهم لإنتهاكات، وشهد الشهر الماضي تحركات للصحافيين في الأردن لوقف تدخل الحكومة والاجهزة الامنية في عملهم الصحافي، وفي هذا الإطار نظم اعتصام في اذار/مارس الماضي شارك به المئات من الصحافيين الذين طالبوا بوقف التدخلات الامنية في الصحافة، واصدرت منظمة مراسلون بلا حدود في شباط/فبراير الماضي تقريرا قالت فيه ان الصحافة في الأردن تخضع للتدخلات الحكومية كما ان نقابة الصحافيين ايضاَ لا تعمل بإستقلالية وتعاني من التدخلات الحكومية. بحسب يونايتد برس.

وقال تقرير المركز ان 94% من الإعلاميين يمارسون الرقابة الذاتية على أنفسهم و94% يتجنبون الكتابة عن القوات المسلحة و90% عن السلطة القضائية و87% الأجهزة الأمنية، و85% لا ينتقدون زعماء العشائر، وبحسب النتائج فإن 42% من الإعلاميين يعتقدون ان التشريعات تشكل قيدا على حرية الإعلام، ويشكو الصحافيون في الأردن من وجود ما يزيد عن عشرون تشريعا تشكل قيودا على حرية الإعلام وذلك على الرغم من التعديلات التي ادخلتها الحكومة العام الماضي على قانون المطبوعات والنشر وبموجبه منعت محاكمة الصحافيين امام محكمة امن الدولة ونقل محاكمتهم امام غرفة خاصة في محكمة البداية، الا انه ووفق المادة 3 من قانون محكمة امن الدولة لا يزال بالإمكان محاكمة الصحافيين امام محكمة امن الدولة، كما لا يزال بالإمكان توقيف الصحافيين في قضايا النشر حسب المادة رقم 114 في قانون اصول المحاكمات الجزائية على الرغم من الغاء توقيف الصحافيين في تعديل اجري على قانون المطبوعات عام 2007، وقال الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور في مقدمة التقرير أن "المشهد الإعلامي عام 2010 يعود أكثر قتامة مما كان، وتسود حالة من الإحباط عند الصحفيين عندما يشعرون بأن التدخلات الحكومية لم تتراجع، وأن الانسحاب الأمني من المشهد المباشر للإعلام لم يوقف أو ينهي دورها، بل استعيض عنه بأدوار أكثر قساوة تمارسها المؤسسات الإعلامية في الرقابة المسبقة ومنع تدفق المعلومات والحقيقة للناس"، وأضاف منصور "لم يختلف شيئاً، بل إن المؤشرات تؤكد أن الانتهاكات تزايدت على الإعلاميين رغم أن الصحفيين في الغالب لا يفصحون ويلوذون بالصمت، وموقف الإعلاميين من تفاصيل ما يحدث في واقعهم لا يبعث على التفاؤل، فهم يعتبرون أن حرية الإعلام في تراجع، والتشريعات تفرض قيوداً، والوصول للمعلومات حقاً مغيباً، والتهديدات والتوقيف واحتجاز الحرية ممارسة ما زالت قائمة، وحجب المواقع أسلوب جديد دخل إلى قاموس ومفردات قمع الحريات الصحفية"، وتابع بالقول "لم تتحسن صورة الأردن في ميدان حرية الإعلام في التقارير الدولية، ففي تقرير بيت الحرية تحول الأردن إلى بلد غير حر، وفي تقرير مراسلون بلا حدود احتل الأردن المرتبة 112، وفي معايشتنا ورصدنا اليومي لحالة الحريات كانت الحكومة وأجهزتها الأمنية تدير ظهرها لتعهداتها بحماية استقلال الإعلام ووقف التدخل به"، واعتبر ان "هذه التعهدات التي يجب أن تتحول إلى التزامات إيجابية على الحكومة وأجهزتها، وتترجم في المساهمة بصيانة هذه الحقوق التي صادق الأردن على الالتزام بها بموجب معاهدات ومواثيق وقعها وأصبحت لها صفة السمو على القوانين الوطنية، ولكن هذا لم يحدث".

بدورة قال رئيس تحرير صحيفة التيار المستقلة ان قوات الامن السودانية صادرت عدد الصحيفة كاملا وهو ما يأتي في اطار حملة على الاعلام قبل انفصال الجنوب، ويكفل الدستور السوداني حرية الصحافة لكن عدة صحفيين احتجزوا دون تهمة في الشهور الاخيرة وكثيرا ما تخضع الصحف لرقابة مباشرة، وقال رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان الميرغني ان الشرطة جاءت الى مقر الصحيفة بعد منتصف الليل وصادرت كل النسخ بعد الانتهاء من طباعتها دون ان تقدم أي تفسير، وقالت صحيفتان معارضتان الشهر الماضي انهما ستعلقان صدورهما بعد أن صادرت السلطات أعدادا منهما.وعبرت جماعات لحقوق الانسان عن قلقها بشأن الحملة على الحريات في شمال السودان قبل انفصال الجنوب، واضافت ان الشرطة سحقت احتجاجات صغيرة مناهضة للحكومة وأن بعض النشطاء تعرضوا للاعتقال والتعذيب.

انتشار الصحف في تونس

على صعيد اخر قالت وزارة الداخلية التونسية إنها وافقت على إصدار 51 صحيفة يومية وأسبوعية ونصف شهرية وشهرية ومجلات منذ ثورة 14 يناير الماضي ولغاية الآن، وأوضحت الوزارة في بيانها، أن هذا العدد مرشح للإرتفاع خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة، بإعتبارها "تعكف حاليا على دراسة 26 طلبا جديدا لإصدار صحف ومجلات أخرى"، وأكدت في المقابل أنها رفضت 41 طلبا لإصدار صحف ومجلات بسبب "عدم إستيفائها الشروط المنصوص عليها في قانون إصدار الصحف"، يشار إلى أن المشهد الإعلامي في تونس بدأ يتغير منذ "ثورة 14 يناير" التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث ظهرت عناوين صحف جديدة منها أسبوعية" الفجر" الناطقة بلسان حركة "النهضة" الإسلامية، وأسبوعية "الرسالة" القريبة من التيار القومي، وفي المقابل، توقفت صحف أخرى منها صحف الحزب الحاكم سابقا "الحرية" و"لورونوفو"(يوميتان)، إلى جانب صحف ناطقة بإسم أحزاب أخرى منها "الوحدة" الناطقة بلسان حزب الوحدة الشعبية، أما المشهد السمعي والبصري، فلم يتغير حيث بقي على حاله، ولم يتم الترخيص بإطلاق قنوات إذاعية او تلفزيونية رغم تقدم العديد من الإعلاميين ورجال الأعمال بمطالب لإطلاق قنوات إذاعية وأخرى تلفزيونية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/آيار/2011 - 13/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م