اكتشافات تاريخية تفسر انقراض الحضارات القديمة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: مازال علماء الاثار والمنقبين والباحثين في بطون التأريخ مذهولين من اسرار الارض وما اخفته عنهم منذ الاف السنين، ففي كل يوم يمضي واخر يأتي يتم تحقيق العديد من الاكتشافات التأريخية ذات الاثر القيم والتي تتعلق بحياة الانسان القديم وصناعة الحضارات والحروب والاجناس المنقرضة من الحيوانات وغيره، والتي تصبح محط بحث وجدل ودراسة من قبل المتخصصين ولسنوات عديدة.

ان معرفة الماضي من خلال دراسته له العديد من الفوائد التي يمكن ان يستفيد منها العديد من العلماء والعلوم، كما يمكنهم من معرفة العديد من الظواهر التي ظلت كلغز بالنسبة لهم خصوصاً فيما يتعلق بالعصور الجليدية وانقراض العديد من الاجناس وسبب انهيار الحضارات الانسانية القديمة وغيرها العديد من الامور الحيوية والمهمة.

يذكر ان اغلب دول العالم قد اهتمت بالبحث والتنقيب واعداد البعثات الخاصة والقيام بالحفريات، وقد قامت العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال مثل بريطانيا وفرنسا بمساعدة العديد من الدول التي تفتقر الى الامكانات المادية والخبرة من اجل التنقيب والكشف باعتبار ان هذه الاكتشافات هي اكتشافات تساعد البشرية باجمعها.

الشجر وقصة الحضارات

حيث درس فريق البحث كيف أن الطقس على مدى القرنيين الماضيين أثر في حركة نمو أشجار البلوط خلصت دراسة علمية عن نمو حلقات أشجار البلوط إلى إمكانية وجود صلة بين صعود وسقوط الحضارات القديمة والتغير المفاجئ الذي طرأ على مناخ أوروب، وبنى فريق البحث نتائجه على بيانات مستمدة من 9 آلاف تحفة خشبية تعود إلى 2500 سنة الماضية، وخلص الباحثون إلى أن الفترات الزمنية التي ساد فيها جو دافئ وفصول صيف ممطرة تزامنت مع فترات رفاهية في حين اقترنت فترات الاضطرابات السياسية بمناخ غير مستقر، وقال أحد المشاركين في إعداد الدراسة، ألف بانتجين "عند استعراض ما حدث على مدى 2500 سنة الماضية، نرى أن هناك أمثلة تبين كيف أن التغير المناخي كان له تأثير في تاريخ البشرية"، واستفاد فريق البحث من نظام أتاح له تحديد تواريخ مواد مأخوذة من حفريات، وجاء في الدراسة أن "التسلسل الزمني للتواريخ الخاصة ببقايا أشجار البلوط قد يعكس أنماطا متميزة من مواسم هطول الأمطار والجفاف".

ودرس فريق البحث كيف أن الطقس على مدى القرنيين الماضيين أثر في حركة نمو أشجار البلوط، وتوصل إلى أنه خلال مواسم النمو الجيدة عندما تكون المياه والمواد المغذية متوفرة بكثرة، تُكون أشجار البلوط حلقات واسعة ذات حدود متكسرة بشكل نسبي، لكن خلال الظروف الجوية غير المواتية مثل القحط، تنمو الحلقات بشكل أضيق، واستخدم الباحثون هذه البيانات لإعادة بناء أنماط الطقس السنوية بناء على حجم حلقات أشجار البلوط التي حفظتها القطع الأثرية، وتمكن الباحثون بعد الانتهاء من وضع التسلسل الزمني لنمو أشجار البلوط على مدى 2500 سنة الماضية من وجود صلة بين مستويات الرفاهية التي شهدتها المجتمعات القديمة مثل الإمبراطورية الرومانية وأنماط الطقس، وقال الباحثون "اقترنت مواسم الصيف الممطرة والدافئة في الإمبراطورية الرومانية وخلال العصور الوسطى بمستويات رفاهية في حين اقترنت الفترة ما بين 250 و 600 بعد الميلاد بانهيار الحضارة الرومانية الغربية وما تمخض عن ذلك من هجرات واضطرابات"، وأضاف قائلا "وتوازت فترات اضمحلال الحضارة الرومانية خلال القرن الثالث الميلادي مع أزمة حادة تميزت باحتلال بربري واضطرابات سياسية وتفكك اقتصادي".

حفريات في البحر الميت

الى ذلك بدأ في إسرائيل، مشروع يوصف بأنه فريد من نوعه، للتنقيب في البحر الميت من أجل الكشف عن طبقات من بيئة المنطقة، قد تلقي الضوء على المسائل المتصلة بالمناخ العالمي والظروف الزلزالية، وسيشارك بالمشروع، الذي يرعاه البرنامج الدولي القاري للحفر، والأكاديمية الوطنية الإسرائيلية للعلوم والإنسانيات، فريق دولي من العلماء من الولايات المتحدة وأوروبا، فضلا عن باحثين فلسطينيين وأردنيين، والبحر الميت هو أخفض نقطة على سطح الأرض، ويبلغ انخفاضه نحو 422 مترا تحت مستوى سطح البحر، وسيعمد القائمون على المشروع إلى حفر نحو 300 مترا تحت القاع، وقال تسفي بن أبراهام، من مركز "مينيرفا" لبحوث البحر الميت في جامعة تل أبيب، "لدينا هنا أعمق صدع في الأرض، ونتيجة لهذه الظاهرة الطبيعية فإن مياه البحر ثقيلة جدا، أي أثقل بنحو 10 أضعاف من مياه البحر العادية". بحسب السي ان ان.

والبحر الميت، يقع بين إسرائيل والضفة الغربية والأردن، ويجثم أيضا على طول الصدع الأفريقي السوري، المعروف عنه أنه عرضة للزلازل.وأضاف بن أبراهام، أن "الحفر بشكل أعمق في قاع البحار يمكن أن يوفر معلومات عن الأحوال الجوية في الماضي وفترات الأمطار والجفاف، فضلا عن الكوارث مثل الزلازل التي وقع منذ زمن طويل.. سوف نرى أدلة من خلال أربعة عصور جليدية"، ومن المتوقع أن المشروع سيكلف 2.5 مليون دولار، ويستمر لنحو 40 يوما، إلا أن العلماء يتوقعون أن النتائج التي قد يتوصلون إليها ستبقيهم مشغولين لسنوات مقبلة.

بقايا بشرية

في سياق متصل عثر على بقايا بشرية تعود إلى أكثر من 100 ألف عام في السهول الخصبة في وسط الأرجنتين، وفق ما أعلن عالم الآثار جوستافو بوليتيس أحد المسؤولين عن عمليات التنقيب، وهذه العظام هي من بين أقدم البقايا البشرية في أمريك، وأكد بوليتيس العضو في المجلس الوطني للتحقيقات العلمية والتقنية ''وجدنا عظام ستة أشخاص على الأقل، أربعة راشدين وطفلان، كان هؤلاء البدو يعيشون من الصيد وقطف الثمار، وتعود العظام على الأرجح إلى المنحدرين من الشعوب التي وصلت إلى أمريكا عبر ألاسكا قبل 15 ألفاً إلى 13 ألف عام، على ما يقول، لكن نظريات جديدة تقدر أن الشعوب البشرية الأولى وصلت إلى القارة الأمريكية قبل ذلك بآلاف السنين، العظام التي أصبحت على السطح بفعل تآكل التربة وجدها بالصدفة مارتينيز دي هوز، أحد سكان كورونيل، عند طرف بحيرة في شمال شرق مقاطعة بوينس آيرس، وعثر علماء الآثار أيضا على رؤوس سهام وسكاكين حجرية وعظام عدة حيوانات كان هؤلاء الناس يقتاتون منها على الأرجح، أيائل وحيوانات الغوناق (جنس من اللامة الوحشية) والرية (نوع من النعام)، وغيرها من الثدييات الكبيرة التي لم يعد لها وجود اليوم. بحسب فرانس برس.

ويضيف عالم الآثار والأستاذ في جامعة لابلاتا الوطنية أن هذه البقايا البشرية المؤرخة بالكربون المشع ''ستتيح لنا دراسة الحمض النووي للشعوب الأولى التي سكنت القارة، وفهم طريقة تغذيتها وتنقله، وفي النهاية، سنعرف مزيدا عن جنسنا''، وستعرض الاكتشافات هذه السنة في المؤتمر الوطني لعلم الآثار في مندوزا (غرب البلاد)، يذكر ان أحد السوابق المماثلة النادرة على القارة الأمريكية هو اكتشاف بقايا رجل أطلق عليه اسم ''إنسان كينويك'' تيمنا باسم المدينة التي عثر على بقاياه بالقرب منها في ولاية واشنطن الأمريكية في 28 «يونيو» 1996، كما انتشل خبراء بقايا هيكل عظمي لطفل من قبل التاريخ من مغارة مغمورة تحت الماء في المكسيك بعد أربع سنوات من اكتشاف الغواصين للهيكل المحفوظ بشكل جيد ويكشف عن معلومات عن مسار هجرة الانسان في قديم الزمن، ويرجع تاريخ الهيكل العظمي للطفل الذي أطلق عليه اسم يونج هول تشان الى أكثر من عشرة الاف عام وهو من أقدم العظام البشرية التي اكتشفت في الامريكتين، واكتشف الهيكل عام 2006 غواصان المانيان كانا يستكشفان المغارات الصخرية المغمورة في المياه التي تشتهر بها ولاية كوينتانا رو في شرق المكسيك، وقال المعهد الوطني المكسيكي للاثار والتاريخ ان العلماء قضوا ثلاث سنوات في دراسة الهيكل العظمي وهو في محله بالمغارة قبل ان يقرروا انه يمكن رفعه بشكل امن الى السطح لمزيد من الابحاث.ويشرف المعهد على دراسة موجات الهجرة الاولى الى شرق المكسيك لتعميق فهم حركة البشر عبر مضيق برينج في نهاية العصر الجليدي الاخير، وسمي الهيكل على اسم المغارة التي اكتشف فيها يونج هول تشان وهي مغارة مظلمة على بعد 8.3 متر من السطح.

سر دفن قرص السماء

من جهتهم كشف علماء بجامعتي (ماينز وهاله ويتنبرج) في ألمانيا عن أن انفجارا بركانيا هائلا نفث سحبا ضخمة من الرماد منذ ما يقرب من 3600 عام مضت هو السبب وراء دفن "قرص السماء" في بلدة نبرا الألمانية ، والذي يعد أحد أبرز الاكتشافات الأثرية في الأعوام الأخيرة، ويعد هذا القرص الأثري، الذي اكتشف في عام 1999 بالقرب من بلدة نبرا بولاية سكسونيا أنهالت شرقي ألمانيا ، أقدم ما يمثل سماء الليل من الآثار التي تم اكتشافها حتى الآن، ويعتقد البعض أن هذا القرص استخدم كساعة فلكية لتحديد موعد إضافة شهر ثالث عشر حتي يتطابق التقويم القمري مع السنة الشمسية، وكان من المفترض وضع القرص في مواجهة السماء، على أن يتم إضافة الشهر الاضافي عندما تتطابق وضع الأجسام السماوية مع تلك التي تزين القرص، وأوضح العلماء أن القرص صار عديم القيمة بعد الانفجار البركاني الذي وقع في جزيرة ثيرا، التي تعرف أيضا باسم سانتوريني وتقع شمال جزيرة كريت ، والذي أطلق رمادا غطى السماء ، حتى وسط أوروبا ، لما يتراوح بين 20 و25 عاما. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وانخفض متوسط درجات الحرارة درجة أو درجتين خلال تلك الفترة، وقال فرانسوا بيرتيميس، الأستاذ بمعهد تاريخ الفنون والآثار الآوروبية بجامعة هاله ويتنبرج، "كانت هناك فصول صيف ذات جو رطب معتدل البرودة، اصاب التلف خلالها المحاصيل بصورة كارثية، وفصول شتاء باردة على نحو غير معتاد"، وقد تعذر تفسير هذه التغيرات على أبناء العصر البرونزي، الذين كانوا يعبدون الشمس، وقال بيرتيميس إن إيمانهم بالآلهة تزعزع، و"أثاروا تساؤلات حول الكهنة وشعائرهم"، وأشار العلماء إلى أن القرص البرونزي الذي يبلغ قطره 32 سنتيمترا، والمرصع بزخارف من الرقائق الذهبية تمثل الشمس والقمر والنجوم ، قد أصابه الدنس وتم نبذه كشئ مقدس، ودفن قربانا للآلهة، مع سيفين مرصعين بالذهب وفؤوس برونزية وأساور حلزونية اشتهر بها العصر البرونزي، على هضبة تل ميلتبرج المقدسة حينذاك، وقال فرانك سيروكو، وهو عالم رسوبيات بمعهد العلوم الأرضية في جامعة ماينز، "كانت الأحداث الطبيعية مذهلة، بشكل مؤكد تقريبا، لأولئك الذين عاشوا في وسط أوروبا في عصور ما قبل التاريخ"، وقام سيروكو وفريق من الباحثين بتحليل آثار الطقس والمناخ على تطور البشر على مدار السنين، كما بحث عالم الرسوبيات انفجار بركان ثير، يقول سيروكو، "لقد كان هناك بالتأكيد نقطة تحول كبرى في العصر البرونزي، ولم يكن من قبيل الصدفة توقف استخدام الدوائر الحجرية في موقع ستونهنج قبل 3600 عام ، ودفن قرص سماء نبرا"، وأوضح بيرتيميس قائل، "ربما كان الهدف من هذا العمل استدرار عطف الآلهة وحملها على إعادة الأحوال السابقة"، في إشارة إلى دفن القرص، ووضع "قرص السماء" للعرض الدائم في متحف آثار ما قبل التاريخ في هاله منذ عام 2008، ويقدم مركز"نبرا آرك" ، وهو مركز للزائرين مزود بخدمة الوسائط المتعددة معلومات حول "قرص السماء" وتاريخه ، بالقرب من الموقع الذي اكتشف فيه القرص.

اكتشافات تاريخية

من جهتها قالت دائرة الآثار العامة الاردنية في بيان لها ان علماء آثار اكتشفوا احد اهم المعابد الرئيسية التي بناها المؤابيون قبل ثلاثة آلاف عام جنوب الاردن خلال ما عرف بالعصر الحديدي، وبحسب البيان "تم الكشف عن معبد مؤابي في خربة عطاروز قرب مدينة مادبا (جنوب غرب عمان) يعود للعصر الحديدي الثاني المبكر"، بين عامي 1200 و539 قبل الميلاد، وجاء الاكتشاف الذي يعود عمره لثلاثة آلاف عام بالتعاون مع جامعة لاسييرا الاميركية، ويعد المعبد "الاكبر حجما والاكثر اكتمالا في المنطقة"، كما ورد في البيان، وقال البيان انه "مكون من غرفة رئيسية تحيط بها غرفتان متماثلتان من الشمال والجنوب، والى الشرق من الغرفة الرئيسية تمتد ساحة مكشوفة تنتشر داخلها مذابح مربعة مبنية من الحجر والنصب الحجرية". بحسب فرانس برس.

وقد عثر ايضا على "مذبح يعلوه مجسم لمعبد مصنوع من الفخار، والمجسم مكون من طابقين يزين الطابق الأول تمثالان للآلهة تحمل قرابين وفتحات جانبية لادخال الاسرجة للانارة والطابق الثاني للمجسم على شكل مبخرة"، واضاف البيان ان "وجود هذه القطعة في المعبد يعطي ايحاء روحانيا لزوار المعبد حيث يشع الضوء من داخل المجسم وتنتشر رائحة البخور من اعلاه"، مشيرا الى "تأثيرات مصرية وآشورية ظاهرة على المجسم مما يدل على اتصال أهل المنطقة بالحضارات المجاورة"، وبدأت أعمال التنقيب في خربة عطاروز العام 2000، وتعتبر عطاروز واحدة من أهم المدن المؤابية التي جاء ذكرها في المصادر التاريخية، وفقا للدائرة.واعتبر البيان ان "العثور على مثل هذه القطع داخل المعبد قد يجلب المزيد من المعلومات عن الديانة المؤابية وعن تنوع الآلهة عند المؤابيين"، واشار الى ان "هذا الاكتشاف يدل على العمق الحضاري الهام لمملكة مؤاب والتي امتازت بثقافة واستقرار وتميزت بالإزدهار والقوة"، ومؤاب هو الاسم التاريخي لحزام جبلي في الاردن يمتد على طول الشاطىء الشرقي للبحر الميت، وقد احتضنت جبال مؤاب في القدم مملكة المؤابيين وهم في الغالب من الكنعانيين الذين استقروا في تلك المنطقة تقريبا في القرن 14 قبل الميلاد وكانوا في صراع مع جيرانهم الاسرائيليين في الغرب.

كما اكتشف في وسط اسبانيا جنس جديد من الديناصورات، وهو حيوان مفترس لاحم له حدبة غريبة وزوائد شبيهة بريش الطيور على الساعدين، وفقا لدراسة نشرت مؤخر، العلماء الاسبان الذين اكتشفوا الحيوان في بلدة لا سييرفا في مقاطعة كوينسا، اطلقوا عليه اسم "كونكافينيتور كوركوفاتوس"، وهو يعود الى ما بين 120 و150 مليون سنة ويبلغ ارتفاعه ستة امتار وكان يسير على قائمتيه الخلفيتين، ويصر فرناندو ايكاسو، من جامعة مدريد المستقلة على ان هذا الحيوان "غريب" و"فريد من نوعه"، وهو سلف "بدائي" من عائلة كاركارودونتوسورس ("عظاءة مشحوذة الاسنان")، وهو اكبر الديناصورات المفترسة التي تفوق التيرانوصور الشهير من حيث الطول والوزن، بفضل هيكله العظمي شبه الكامل الذي وجد محفوظا وبحالة ممتازة، تمكن علماء الاحاثة الاسبان من دراسة سمتين غريبتين لدى ديناصور كونكافينيتور، فالزاحف يتمتع بحدبة مكونة من فقرتين مضخمتين في وسط العمود الفقري، وهي ميزة لم تكن معروفة قبل ذلك ولا تزال وظيفتها غامضة، يقول ايكاسو "انها المرة الاولى التي نرى فيها شيئا مماثلا على العمود الفقري لديناصور، مع انه شائع لدى بعض الحيوانات الحالية كالابقار"، والأمر الاكثر غرابة هو ان الباحثين اظهروا وجود سلسلة من الحدبات الصغيرة على عظم الساعد، وهي حدبات تشبه من حيث تركيبتها وموقعها النقاط التي ينمو فيها الريش لدى طيور كثيرة. الفرضية الاكثر ترجيحا هي ان هذه الملحقات كانت شعيرات قصيرة وصلبة، حسبما يشير الباحثون، من دون حسم الجدال الجاري حاليا حول امكانية وجود ريش لدى الديناصورات.

في كهوف الصومال

على صعيد اخر اكتشفت كوكبة من رسوم الحيوانات والبشر الملونة تزين الكهوف في تلال لاس جيل الصخرية القاحلة في شمال الصومال التي تحوي اقدم الفنون البدائية على الصخر في افريقي، الا ان هذا الموقع الاثري يواجه خطر الدمار والنهب والحفريات غير المرخص لها في بلد يشهد حروبا اهلية منذ عقدين من الزمن، الكهوف العشر في لاس جيل على مشارف هارجيسا عاصمة منطقة ارض الصومال التي اعلنت استقلالها من جانب واحد تحمل على جدرانها رسوما حية تشهد على تاريخ الرعي والرعاة فيها وتعود الى حوالى خمسة الاف سنة او اكثر، يذكر انه تم اكتشاف هذه الرسوم في العام 2002 فريق اثار فرنسي، ويخضع الموقع منذ ذلك الحين للحماية لمنع عمليات النهب بعدما ادرك السكان المحليون قيمتها الفعلية في حين كانوا يعتبرون سابقا انها من عمل ارواح شريرة، وتفتح هذه الكهوف نافذة على التاريخ غير المعروف كثيرا لهذه المنطقة من العالم التي اشتهرت في الفترات الاخيرة خصوصا بنزاعاتها الدامية وعدم الاستقرار، وتوضح سادا ميريه وهي عالمة اثار بريطانية صومالية المولد تعمل على المحافظة على هذا التراث النادر ان الروم التي تمثل احيانا ابقارا مزينة بعضها بخطوط مشرقة عند مستوى العنق ورعاة وحيونات برية تشكل مؤشرا الى الحقبة بين الجليدية عندما كانت منطقة القرن الافريقي القاحلة راهنا، منطقة خصبة مورقة تكثر فيها الحيوانات البرية، وباتت غالبية اراضي الصومال قاحلة ولم تعد منطقة لاس جيل الجافة تستقطب القطعان في حين ان عدد السكان فيها قليل جدا. بحسب فرانس برس.

وتقول ميريه "نعرف ان الرسامين كانوا من الرعاة الذي كانوا يعيشون في ظل مناخ افضل بكثير ما هو عليه الان"، واضافت "هذا اكتشاف مهم جدا بسبب قلة المعلومات حول تاريخ هذه المنطقة فيما تتم خسارة الكثير من التراث الاثري بسبب الدمار والنهب والاهمال"، وكهوف لاس جيل تقع عند ملتقى نهرين سابقين ومن هنا يأتي معنى اسمها اي "مورد الجمال" وكان الرعاة يأتون اليها للرسم على جدرانها حيوانات واشياء اخرى، وفي حين ان بعض الرسوم في كهوف لاس جيل لا تزال تحافظ على حيويتها الا ان البعض الاخر فقد من بريقه بسبب تآكل الصخر وتأثير الطقس، وتضم الكهوف كوكبة من رسوم ما قبل التاريخ بالبني والبرتقالي والابيض والاحمر على جدرانها وسقفه، وتقول ميريه ان "الرسوم على طريق الزوال في حال لم تتخذ اجراءات عاجلة للمحافظة عليه، في الوقت الراهن نقوم بحمايتها وتسجيله، ان عوامل الطقس والعوامل البشرية تشكل خطرا مباشرا عليها"، وتعمل ميريه الان مع حكومة ارض الصومال لتدريب سكان محليين على حماية هذه التحف الفنية ولمساعدة السلطات كذلك على سن قوانين لحماية المواقع التاريخية في هذه المنطقة، وكانت ارض الصومال محمية بريطانية سابقا واعلنت استقلالها عن الصومال عند اندلاع الحرب اثر الاطاحة بنظام الرئيس محمد ياد بري العام 1991، الا ان المجتمع الدولي لم يعترف به، وتتضمن المنطقة الواقعة في شمال الصومال كذلك مواقع اخرى من حقبة ما قبل التاريخ مع رسوم على جدران كهوف، وفي منطقة دامبالين الشمالية تضم كهوف صخرية كذلك رسوما ملونة لقطعان وحيوانات برية فضلا عن كلاب ورجل يمتطي جواد، وقالت ميريه في مقالة اخيرة كتبتها ان الرسم الاخير هو اقدم رسم لصياد على ظهر حصان.وتبقى ارض الصومال بمنأى عن المعارك واعمال العنف التي يشهدها جنوب الصومال ووسطه وتسعى سلطاتها الى الاستفادة من الاستقرار النسبي فيها والكنوز الاثرية المكتشفة فيها حديثا لجذب السياح.

انهيار إمبراطورية الرومان

حيث قال أستاذ تاريخ إيطالى بارز، إن الإمبراطورية الرومانية انهارت بسبب عدوى الشذوذ الجنسى والتخنث، بما جعلها أسهل فى السقوط بين يدى جحافل البربر، وقال روبرتو دى ماتى، نائب رئيس مركز البحوث الوطني، فى زعمه الذى أثار الغضب، إن الإمبراطورية أصابها الضعف الشديد بعد غزو قرطاج، والتى وصفها بـ"جنة المثليين"، تلك التصريحات التى دفعت الأصوات الغاضبة للمطالبة باستقالته، وقال منتقدوه، إن تصريحات ماتى تحمل خوفاً من المثليين وهجوماً لا يليق بموقعه الوظيفى، وأشار أستاذ التاريخ الإيطالى إلى أن سقوط الإمبراطورية الرومانية كان نتيجة لبعض المخنثين فى قرطاج، الذين سببوا العدوى لآخرين، وأوضح فى تصريحاته لمحطة راديو كاثوليكية، "إن وجود بعض الآثمين الشواذ فى قرطاج، عاصمة الإمبراطورية بشمال أفريقيا، تسبب فى عدوى جزء من الشعب الرومانى"، وقارن ماتى، المستشارالسابق لشئون الدولة، بين الانحطاط الأخلاقى لإمبراطورية روما ووضع إيطاليا الحالى، "نحن نعيش فى عصر تناقش فيه أسوأ الرذائل كحق من حقوق الإنسان، فكان لابد من معاقبة الشر سواء فى الدنيا أو الآخرة".

من جهة اخرى حفزت التقارير الصحفية والإعلامية، التي نشرت مؤخراً حول بقايا لرجل كهف "مثلي" عثر عليها في جمهورية التشيك، العلماء إلى التدخل ودحض نتائج الآثار التي تم العثور عليه، فقد طفت تقارير صحفية عرضت خلال مؤتمر صحفي في العاصمة التشيكية براغ، مفادها أنه تم الكشف على مدفن غير عادي لرجل يعود إلى فترة 2800 و2500 قبل الميلاد، وقالت عالمة الآثار التشيكية كاترينا سيمرادوفا في المؤتمر الصحفي، "نحن نعتقد أن هذه من أقدم الأدلة على ما يمكن أن يوصف بأنه قبر لـ"متحول جنسي" أو "لـ"جنس ثالث" في جمهورية التشيك، "وأعقب ذلك تناقل مؤسسات إعلامية وصحفية عالمية عشرات العناوين التي أعلنت الكشف عن "الرجل الكهف المثلي"، وعثر على الهيكل العظمي للرجل الكهف "المثلي" ممدداً على جانبه الأيسر، ووجه نحو الغرب، وهي الوضعية التي كانت تدفن فيها الإناث في تلك الثقافات القديمة، وحول بقايا الهيكل العظمي، عثر على موجودات عادة ما ترتبط بدفن الإناث بدلاً من الأسلحة والموجودات الأخرى التي كانت ترافق دفن الذكر في العادة، وعثر في الموقع نفسه على هيكلين عظميين لذكر وأنثى. بحسب السي ان ان.

غير أن جون هوكس، الأستاذ المساعد في علم الأجناس بجامعة ويسكونسن ماديسون كتب في مدونته يقول، "يا أصدقاء، ربما أكون مخطئاً، لكنني أعتقد أنه من أجل أن يكون لديكم رجل كهف مثلياً، يجب أن يكون لديكم هيكلا عظمياً لمثلي ولرجل كهف، وما تم العثور عليه ليس كذلك"، هوكس وآخرون يقولون إن الأنباء المتناقلة ربما أساءت تفسير ما تم العثور عليه، فقد قال هوكس، "في البداية، عاش رجل الكهف قبل 20 إلى 30 ألف سنة مضت، بينما البقايا التي تم العثور عليها مؤخراً تعود إلى خمسة آلاف سنة خلت"، ورغم إقراره بالظروف غير العادية للمدفن، إلا أن هوكس قال إنه لا يوجد وسيلة يمكن من خلالها القول إن شخصاً ما كان مثلي من خلال الهيكل العظمي، ومع ذلك قال هوكس إن فكرة وجود مدفن لجنس ثالث هي أكثر احتمالا، مشيراً إلى أن بعض الثقافات القديمة كانت تتضمن تصنيفاً لجنس ثالث، حيث يقوم رجال بأدوار نسائية أو يتمتعون بصفات أنثوية، وأوضح أنه في هذه الحالة لا يمكن مساواة الجنس الثالث بالمثلية الجنسية، وأثارت الأستاذة بجامعة نورث كارولينا، كريستينا كيلغروف الشكوك ذاتها، موضحة أن استخدام مصطلح "مثلي" لوصف رجل أنما هو تطبيق مفهوم معاصر على سكان العالم القديم"، وقال هوكس إنه مهما كانت توجهات الرجل الجنسية، فحقيقة أنه تم دفنه مع آخرين ما هي إلا مؤشر على "ثقافة القبول"، موضحاً أن العثور على مدافن أخرى قد يلقي مزيداً من الضوء على الكيفية التي كانت يدفن بها الناس في ذلك الوقت.

عمر مدينة موسكو

الى ذلك اعلن كبير علماء الآثار في موسكو الكسندر فكسلر ان العاصمة الروسية التي تحتفل رسميا بعيدها الـ(863) يعود تاريخها فعليا الى أكثر من ألف عام، ونقل عن فكسلر قوله ان "موسكو ستحيي في الأيام المقبلة عيدها الـ(863)، لكن هذا التاريخ هو المذكور في الكتب، الا ان هناك أمورا تعود الى وقت أقدم"، واضاف فكسلر "اذا ارتكزنا على الاكتشافات الأقدم نجد ان العيد الالف للمدينة مر قبل زمن طويل"، من دون أن يعطي تاريخا دقيق، ويحيي سكان موسكو في عطلة نهاية الاسبوع الاول من شهر ايلول/سبتمبر "يوم المدينة"، وهو العيد الرسمي للعاصمة الروسية، وظهر الاسم القديم لهذه المدينة، وهو "موسكوف"، لاول مرة في سجلات للأمير يوري دولغوروكي تعود الى العام 1147، فاعتبر هذا التاريخ العيد الرسمي للمدينة، رغم انها شيدت على الارجح قبل ذلك التاريخ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/آيار/2011 - 11/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م