شبكة النبأ: تثير الأنباء المتواردة
من الداخل الأمريكي حول تعرض العديد من أفراد الجالية المسلمة لممارسات
عنصرية استياء كبير لدى المجتمعات المسلمة في مختلف أنحاء العالم.
حيث تشن بعض الأوساط الأمريكية بشكل مستمر حملات تحرض على الكراهية
ضد المسلمين، متخذة من نشاطات بعض الجماعات المتطرفة كالقاعدة وشبكاتها
ذريعة للتهجم والتنكيل بمسلمي الولايات المتحدة بشكل خاص والمسلمين
عموما بشكل عام، الامر الذي بات يشكل خطرا متناميا في طبيعة العلاقات
الاجتماعية التي لم تخلو من بعض مظاهر العنف على اكثر من صعيد.
تمييز متنامي
فقد استمعت لجنة بالكونجرس الامريكي يوم الثلاثاء الى شهادات تقول
ان مسلمي البلاد يواجهون موجة متنامية من التمييز في التجمعات السكنية
وأماكن العمل والمدارس الامريكية بعد مرور قرابة عشر سنوات على هجمات
الحادي عشر من سبتمبر ايلول 2001 .
وتشكل الادلة على التعصب المتنامي ضد المسلمين والتي طرحت في جلسة
للجنة قضائية فرعية بمجلس الشيوخ تحديا بالنسبة للرئيس باراك اوباما في
حين تعمل ادارته من اجل بناء علاقات جيدة مع المسلمين الامريكيين وضمان
مساعدتهم ضد تهديد الارهاب الداخلي.
وقال شاهد في روايته امام اللجنة ان التحدي يتضاعف بفعل تصريحات
لشخصيات رسمية معروفة واخرين في مناصب مرموقة تسببت في تأجيج الجدل
العام وتهدد بتسهيل التمييز. بحسب رويترز.
وقال السناتور الديمقراطي ديك دوربن الذي رأس الجلسة "لازلنا نطلب
ونتلقى الدعم من كثير من الامريكيين المسلمين الذين يحبون هذا البلد
ويعملون مع الحكومة من اجل حمايته." واضاف "في ذات الوقت يواجه
امريكيون مسلمون كثيرون ملتزمون بالقانون تمييزا وتهما بأنهم ليسوا
امريكيين حقيقيين لسبب بسيط هو دينهم."
وبدا السناتور لينزي جراهام كبير الاعضاء الجمهوريين في اللجنة أكثر
تشددا في لهجته وقال انه يدعم حقوق المسلمين لكنه دعا مسلمي امريكا
لفعل المزيد من أجل حماية الولايات المتحدة من التعرض لهجوم.
وقال جراهام "ادخلوا هذه المعركة... سيتعين عليكم مساعدة بلدكم ربما
بطريقة فريدة مقارنة بأي أحد اخر. افهموا ما يحدث وصدوا الهجوم. الخطوط
الامامية لهذه الحرب خلف منازلنا وفي احيائنا."
وقال توماس بيريس مساعد وزير العدل الامريكي للحقوق المدنية ان
المشاعر المناوئة للمسلمين تسببت في زيادة كبيرة في مايو ايار الماضي
في عدد قضايا التمييز الاتحادية ويشمل ذلك لجان التقسيم الجغرافي
وسلطات محلية اخرى عملت على منع فتح مساجد في تجمعاتها.
ويأتى ذلك فضلا عما يزيد على 800 حادث عنف وتخريب وحرق ضد اشخاص
يعتقد أنهم مسلمون او عرب او من جنوب اسيا قامت وزارة العدل بالتحقيق
فيها منذ أحداث 11 سبتمبر ايلول.
وقال بيريس ان هناك زيادة بنسبة 150 في المئة في حالات التمييز ضد
مسلمين في أماكن العمل تتعلق في الغالب بالزي الديني ومواعيد الصلاة في
حين يمكن ان يصبح الفتيان المسلمون في الغالب ضحايا اعتداءات بدنية في
افنية المدارس.
وتحولت جلسة الاستماع إلى نزاع ساخن وغاضب بعدما قالت ناشطة أمريكية
عربية الأصل أنها تعلمت أن تكره أمريكا واليهود منذ الصغر.
وأوضحت صحيفة الديلى ميل، أن جلسة نقاش حول الإرهاب شهدت حالة من
الصراخ والغضب بعد شهادات نونى درويش، مديرة إتحاد المسلمين السابق،
خلال اجتماع للجنة الأمن القومى فى مجلس الشيوخ بنيويورك.
وبدأت حدة النقاش حينما رفع أحد أعضاء المجلس نسخة من القرآن وإتهم
الناشطة الحقوقية بنشر الكراهية والسم خلال جلسة الاستماع التى عقدت
لدراسة مدى خطر تعرض مدينة نيويورك لحادث إرهابى آخر على غرار تفجيرات
11 سبتمبر 2001.
وردت درويش، التى تلقت تعليمها فى مصر وهاجرت للولايات المتحدة فى
1978، أن الأطفال العرب يتعلمون قتل جماعات معينة من الناس، كأمر مقدس.
وأضافت: "إنه أمر بشع. فإنهم لا يتركون عقلك يفكر بحرية، فالمفروض أن
تكره اليهود وأمريكا والثقافة الغربية كلها".
إلا أن السيناتور الديمقراطى إيريك آدمز قاطعها رافعا نسخة من
القرآن الكريم. واتهم سيناتور بروكلين درويش بنشر الكراهية والسم فى
بلد متنوع يقبل الجميع، مؤكدا على أن المسلمين ليسوا أعداء وأنه ليس من
الواجب سماع مثل هذا الكلام داخل مجلس الشيوخ.
ومن جانبه حاول السيناتور مارتى جولدن الدفاع عن وجهة نظر درويش
قائلا: "بالطبع هذه وجهة نظر درويش الخاصة وتجربتها، وكيف أنها ترعرعت.
وهذا لا يعكس أسلوب تعامل مع المسلمين الطيبين الذين يعيشون داخل
بلادنا".
فيما حاول الجمهورى جريج بول، رئيس اللجنة، تهدئة الأمر، مشيرا إلى
حساسية المكان الذى يتم فيه النقاش وقد أصيب بعض المشرعين بالإحباط
جراء ما شهده النقاش من أصوات عالية والابتعاد عن الموضوع الرئيسى وهو
أمن الوطن.
ترحيب وأمل لمقتل بن لادن
الى ذلك كانت أسماء حسن، وهي محامية أمريكية مسلمة تعيش في دنفر،
تتناول العشاء مع عائلتها عندما سمعوا نبأ مقتل أسامة بن لادن، وفي
غضون لحظات، رن هاتفها.
وتقول أسماء "استلمت رسالة نصية من قريب لي يقول: هذا نبأ عظيم، لقد
ارتحنا،" مضيفة أن "بن لادن غير حياتي بشكل دائم.. إنه شخص آذى بلدي
وديني إلى الأبد."
ورغم تحفظاتها كمحامية على أن بن لادن لم يقدم للمحاكمة، إلا أنها
قالت "إذا كان هناك أي تبرير لهذا النوع من العمل (القتل) فهذا هو
أفضله.. على الجميع أن يعرف أنه ليس آمنا أن تكون إرهابيا."
وتدرك حسن، مؤلفة كتاب "الأحمر والأبيض والمسلم،" أن ليس كل
الأميركيين يرون انمتماءها الحقيقي للولايات المتحدة، نظرا لأنها مسلمة،
وتقول إن "جهاد بن لادن ضد الولايات المتحدة الأمريكية وضع المسلمين في
موقف دفاعي."
وأضافت "لقد كان علينا مساعدة الأميركيين لفهم ما يجري في العالم
الإسلامي، والذي هو متنوع جدا، وكان علينا أيضا تحمل وطأة الغضب
الأميركي والأذى.. أصبحنا جميع سفراء إيماننا، سواء شئنا أم أبينا."
وتتابع حسن قائلة "بعد عشر سنوات وما زال الناس يشكون فينا.. لا اعتقد
أن وفاة أسامة ستغير ذلك.. انه انجاز جيد للمسلمين الأميركيين، لكنني
لا اعتقد ان الضغط سوف يتوقف الآن." بحسب السي ان ان.
ويبدو أن ما حصل مع رجل أعمال أميركي من أصل عربي دليل لما تقوله
أسماء، إذ كان محمد الخطيب يحتفل بوفاة بن لادن، عندما ألقي عليه البيض
في متجره بولاية كاليفورنيا.
والمفارقة هي أن الخطيب خدم في صفوف القوات المسلحة الأميركية،
ويقول إن المسلمين الأميركيين لا يشعرون بأي تعاطف مع بن لادن.. نحن
لسنا جزءا منه.. نحن سعداء انه مات.. نحن سعداء انه ذهب."
وفي السياق ذاته رحب مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية في بيان
بمقتل بن لادن، واصفا قتله بأنه "تصفية لتهديد لبلادنا والعالم،"
وأضافت "بن لادن لا يمثل أبدا المسلمين أو الإسلام، وفي الحقيقة،
بالإضافة إلى قتل الآلاف من الأميركيين، فإنه تسبب في وفاة عدد لا يحصى
من المسلمين."
تعرض جنديين مسلمين للاضطهاد
على صعيد متصل سردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كيف تعرض
الجنديان المسلمان من أصل مغربى، خالد لاكوبى، وياسين باهامو، للاضطهاد
داخل وحدة الحرس الوطنى فى الجيش الأمريكى، بعد أن تم تجنيدهما فى
برنامج كان من المفترض أن يؤمن لهما راتبًا أعلى، ومكافآت، والحصول على
الجنسية بشكل سريع، باعتبارهما متحدثين باللغة العربية ومن ثم يستطيعان
سد الحاجة للمترجمين الفوريين.. وذهبت إلى أن هذا الاضطهاد يعكس طبيعة
الجيش المعقدة عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، لاسيما بعد حادث قاعدة "فورت
هود" العسكرية، والذى أسفر عن مقتل 13 شخصًا.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الجنديين تخرجا قبل عيد الميلاد عام
2009 من المعسكر وقد اعتراها الشعور بالفخر لما تمكنا من تحقيقه، غير
أنهما لم يتمكنا من الاحتفاظ بسعادتهما كثيرا، ففى الوقت الذى استعدا
فيه لمغادرة قاعدة "فورت جاكسون"، تم التحقيق معهما من قبل المحققين
العسكريين الذين اشتبهوا بهما وبثلاثة مغاربة بتهمة وضع السم للجنود.
ومضت "نيويورك تايمز" تقول إنه على مدار الـ45 يومًا التاليين، تم
وضع المغربيين قيد الاعتقال فى الثكنة العسكرية الخاصة بهما، ومنعا من
مكالمة ذويهم عبر الهاتف دون وجود رقباء، كما منعا من التحدث بالعربية
مع بعضهما، واشترط عليهما اصطحاب أحد الحراس لقاعة الطعام أو الحمام..
ولم توجه إليهما أى تهم، لكن تم مصادرة أجهزة الكمبيوتر المحمولة
الخاصة بهم، والهواتف الخلوية وجوازات السفر.
ولم يسمح لهما بالعودة إلى منازلهما إلا بعد تدخل رجل دين مسلم.
وخلص الجيش فى مايو المنصرم، إلى أن الادعاءات ضدهما، والتى رفعها
ضدهما قريب لأحد الجنود، كانت بلا أساس. ورغم ذلك، أبقى مكتب التحقيقات
الفيدرالية، الـFBI على التحقيقات مفتوحة، وفقا للمسئولين.. وكنتيجة
لذلك، لم يستطع الرجلان الحصول على تصاريحهما الأمنية، أو أن يأخذا
الجنسية، أو أن يتم إرسالهما إلى العراق، أو الحصول على تصاريح الأسلحة
المخبأة، أو حتى أن يحصلوا على وظائف فى الحكومة.
"هل أنا منهم، جندى؟، أم أنا مثل هؤلاء المساجين فى العراق؟"، هكذا
تساءل لاكوبى فى حوار له مع "نيويورك تايمز".
ورأت الصحيفة الأمريكية أن التعامل مع قضية الجنديين المسلمين عكست
طبيعة علاقة الجيش المتناقضة مع القوات المسلمة فى صفوفه منذ حادثة "فورت
هود" فى نوفمبر 2009، والتى أودت بحياة 13 جنديا على أيدى جندى مسلم
يدعى نضال مالك حسن.
احتجاج جديد ضد الاسلام
من جانبه توعد قس مسيحي اصولي متشدد في فلوريدا أدى حرقه للقرآن الى
اثارة اعمال شغب دامية في افغانستان يوم السبت بتزعم احتجاج مناهض
للاسلام امام اكبر مسجد في الولايات المتحدة ولم يبد أسفا على ما فعله.
وقد تؤدي المظاهرة المزمعة الى مزيد من اشعال التوترات بشأن حرق
القرآن والذي ادى الى احتجاجات على مدى يومين في افغانستان تضمنت قتل
موظفين بالامم المتحدة واججت المشاعر المناهضة للغرب في اجزاء من
العالم الاسلامي.
وقال القس تيري جونز في مقابلة في الكنيسة التي يقودها في بلدة
جينزفيل بولاية فلوريدا الامريكية ان "هدفنا هو التوعية بالعنصر
الراديكالي في الاسلام. "ووضعت صورة لنسخة المصحف التي احرقت على شاشة
حاسوبه.
وقال جونز"بوضوح انه امر فظيع في اي وقت يقتل فيه اشخاص. اعتقد انه
على الجانب الاخر يثبت العنصر الراديكالي في الاسلام."
وقال جونز انه سيمضي قدما في احتجاج في 22 ابريل نيسان امام اكبر
مسجد في الولايات المتحدة والموجود في ديربورن بولاية ميشيجان. وجونز
مدير فندق سابق تحول الى قس ويزعم ان القرآن يحض على العنف. وادان
الرئيس الامريكي باراك اوباما حرق القرآن ولكنه لم يذكر جونز بالاسم.
وقال اوباما في بيان اصدره البيت الابيض ان "تدنيس اي كتاب مقدس بما في
ذلك القرآن عمل من اعمال عدم التسامح والتعصب بشكل كبير. "ولكن مهاجمة
وقتل ابرياء ردا على ذلك امر مشين وتحد للاخلاق والكرامة الانسانية."
بحسب رويترز.
واثار جونز غضبا دوليا العام الماضي بسبب خطته لحرق نسخ من القران
في ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.
وتراجع بعد مناشدات من الحكومة الامريكية ومسؤولين عالميين آخرين
ولكنه رأس بعد ذلك محاكمة وهمية للقرآن في 20 مارس اذار تضمنت حرق
المصحف. ولم يلفت ذلك اهتمام وسائل الاعلام على نحو يذكر ولكن الصور
على الانترنت كان لها صدى في العالم الاسلامي.
وادانت سلسلة من المسيحيين وزعماء المسلمين الامريكيين جونز وكنيسته
الصغيرة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" التي يقال ان بها نحو 30 عضوا.
وقال جيوف تونيسليف مدير التحالف الانجيلي العالمي الذي يضم كنائس
انجيلية في اكثر من 100 دولة ان "احدى المآسي الكبيرة لهذا كله هي ان
كنيسة هامشية صغيرة يمكن ان تسبب مثل هذا الغضب. "وسؤالي له هو لماذا
تريد ان تدفع الناس لمثل هذا النوع من الرد مدركا ان هذه ربما تكون
النتيجة."
ودعا مسؤولون حكوميون في باكستان وافغانستان السلطات الامريكية الى
اعتقال جونز. ولكن انتقاده العلني للاسلام وما فعله بشأن القرآن امر
مسموح به بموجب القوانين الامريكية التي تحمي حرية الكلام. ودافع جونز
عن حرق القرآن وقال ان رد الفعل في افغانستان "يثبت تماما ما نتحدث عنه.
"اذا آذاني جاري فذلك لا يعطيني الحق في اقتحام بيته وقتله."
وقال انه تلقى عدة مئات من التهديدات بالقتل منذ ان تحدث لاول مرة
عن حرق القرآن في سبتمبر ايلول مما دفعه الى حمل مسدس وتلقى دروس في
الرماية. واضاف ان الخوف بشأن الامان في الكنيسة جعل معظم مرتادي
الكنيسة يحجمون عن الذهاب اليها. وقال "رأينا انخفاضا."
ولم يقل ما اذا كان ينوي حرق نسخة اخرى من المصحف خلال الاحتجاج
المقبل الذي قال انه يجب عدم اعتباره هجوما على كل المسلمين. واضاف "للمسلمين
المسالمين الذين يعيشون في هذا الشارع اننا آسفون اذا كانت اعمالنا
تسيء اليهم والتي اثق في انها كذلك. ولكن في نفس الوقت اننا لا نحاول
مهاجمتهم. "اننا نحاول ان نوضح جدا اننا ضد هذا العنصر الراديكالي."
وقال مسؤولون ان عشرة أشخاص على الاقل قتلوا وأصيب 83 اخرون في
مدينة قندهار بجنوب أفغانستان في ثاني ايام الاحتجاجات على قيام القس
المتطرف تيري جونز باحراق مصحف أمام 50 شخصا في كنيسة بولاية فلوريدا
في 20 مارس اذار طبقا لموقعه على الانترنت.
كما ضرب هجوم انتحاري قاعدة عسكرية تابعة لحلف شمال الاطلسي في
العاصمة كابول بعد يوم من اقتحام محتجين مقرا للامم المتحدة في مدينة
مزار الشريف بشمال البلاد وقتلوا ما لا يقل عن سبعة من الموظفين
الدوليين في ادمى هجوم ضد المنظمة الدولية في افغانستان.
وقال اوباما "ليس هناك دين يسمح بذبح وقطع رؤوس ابرياء وليس هناك
تبرير لمثل هذا العمل المخزي والمؤسف."
تظاهرة احتجاج في قندهار
في سياق متصل قتل عشرة اشخاص واصيب 83 اخرون خلال تظاهرة احتجاج على
حرق القرآن في الولايات المتحدة، غداة هجوم اودى بحياة سبعة من موظفي
الامم المتحدة في اخطر اعتداء على المنظمة الدولية في افغانستان منذ
غزو هذا البلد في 2001.
واشار الطبيب داود فرهد رئيس المستشفى الرئيسي في قندهار العاصمة
السابقة لنظام طالبان، الى سقوط "عشرة قتلى و83 جريحا حتى الان". وقال
لفرانس برس "من بين الجرحى هناك عميل تابع للوكالة الافغانية
للاستخبارات وشرطي. الباقون هم متظاهرون".
وكان الطبيب عبد القيوم بوخلا من المستشفى نفسها اوضح ان جميع
القتلى والجرحى الذين نقلوا الى مستشفى قندهار كانوا مصابين بالرصاص او
بالحجارة.
وحصيلة ال10 قتلى وال83 جريحا هذه اكدها حاكم ولاية قندهار توريالاي
ويسا. واشار الى ان 20 شخصا اعتقلوا، 10 من بينهم ضبطت بحوزتهم اسلحة
وقنابل يدوية. وافاد مراسل فرانس برس ان اخر المحتجين الذين كانوا لا
يزالون جالسين عند الساحة الرئيسية في وسط المدينة قاموا في ساعات
المساء الاولى بمغادرة المكان في حين ان منظمي التظاهرة سلموا انفسهم
الى حاكمية الولاية للقاء السلطات الاقليمية بدعوة من هؤلاء.
وبعد الظهر، كانت مجموعة من نحو 800 متظاهر مزودين عصيا لا تزال في
الساحة الرئيسية في وسط قندهار بعدما تظاهر الاف الاشخاص صباحا في
العديد من شوارع المدينة على شكل مجموعات. واستمرت الشرطة التي انتشرت
بكثافة في منع السيارات والمشاة من التنقل، وخصوصا الصحافيين.
واتهمت السلطات المحلية "اعداء الشعب وافغانستان" في اشارة الى
متمردي طالبان، بالتسلل داخل التظاهرة، لافتة الى اعتقال 17 شخصا بينهم
سبعة كانوا مسلحين. ومنعت الشرطة مجموعة من المتظاهرين انطلقت من وسط
المدينة من الوصول الى مقر بعثة الامم المتحدة في افغانستان.
وافاد مراسل فرانس برس ان حشدا كبيرا اتى من الضواحي الشرقية
لقندهار حاول التوجه الى وسط المدينة عصرا. وهتف المحتجون "الموت
لاميركا" و"الموت لكرزاي" الرئيس الافغاني. وقال واحد منهم "اهانوا
قرآننا".
واستعاد الوضع هدوءه السبت في مزار الشريف بشمال البلاد حيث قتل
الجمعة اربعة نيباليين وثلاثة اوروبيين هم موظفون في الامم المتحدة في
هجوم على مكاتب المنظمة الدولية خلال تظاهرة مماثلة. ولم يسجل اي
انتشار امني كثيف، باستثناء عناصر للشرطة انتشرت امام مكاتب الامم
المتحدة التي احرق جزء منها.
واعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية زمراي بشاري انه تم
اعتقال "ثلاثين مشتبها به على صلة باعمال العنف في مزار الشريف"، لافتا
الى ان الشرطة ستستجوبهم لمعرفة الجهة التي تسببت باعمال العنف. وافاد
شاهد وكالة فرانس برس ان العديد من المتظاهرين الذين هاجموا الجمعة مقر
الامم المتحدة كانوا مسلحين. وهذا الهجوم هو الاكثر دموية ضد الامم
المتحدة في افغانستان منذ اجتاح هذا البلد تحالف دولي في نهاية 2001
للاطاحة بنظام طالبان. وقتل ايضا خمسة متظاهرين افغان، وفق حاكم ولاية
بلخ التي عاصمتها مزار الشريف. |