منذ الأحداث التي آلت إليها ثورة شعبنا في تونس ومصر وما تلاها من
أحداث البحرين وصدور شبابنا تغلي بأحلام أن نقوم بثورة حقيقية هي ليست
بالضرورة لتغيير النظام ولكنها ثورة بعناوين أخرى أقل تأثيراً من
المفترض أن تكون بأقل الخسائر البشرية والمادية.
وفعلاً بدأ أبناء الشعب العراقي بالتظاهر في 25 شباط وما تلتها من
أيام الأسبوع وفي كافة محافظات العراق وتعلمنا من مظاهراتنا الكثير..
ولا يخفى أن ما تحقق من نتائج لتلك التظاهرات خلال العشرة أيام الأولى
وفي العشرة التالية كان إيجابيا نوعاً ما ولكنه لا يرتقى الى المطالب..
هناك نتائج كبيرة كنت أتابعها في أشد المناطق تضرراً من سوء الخدمات..
المنظر كان جميلاً جداً فالعمل الجاد مهما كان صغيراً إلا أنه يحدث
فرقاً نفسياً واضحاً في قلوب العراقيين لتوفر الإحساس بأن قاموا بعمل
منتجاً وهو التظاهر الذي دفع بالمؤسسات الحكومية للعمل بوتيرة متصاعدة
لا نعلم لماذا كانت خافية في الفترات الماضية.
فشارع مهم بطول مائة متر كان في السابق سبباً في ازدحام مروري كبير
في أوقات الذروة بسبب وجود التخسفات الأرضية.. تتم صيانته وإكساءه بين
ليلة وضحاها ليكون شارع تأثير واضح على إختفاء الزحام المروري في تلك
المنطقة وسير العجلات بانتظام، إضافة الى مكان ما يعتبراً مركزاً
لتجميع النفايات في داخل منطقة سكنية يتحول الى مكان نظيف تتوفر فيه
حاوية لجمع النفايات يتم نقلها محتوياتها بين الحين والآخر.
ولكننا بعدما تظاهرنا وبدأت مطالبنا بالتحقق التدريجي، نوعاً ما، هل
آن الأوان الى أن نتظاهر على انفسنا محاولة تغيير نظام بعض الطباع
البالية التي ما جلبت علينا إلا الخراب طباع كثيرة دأبنا على العمل بها
لسنين طويلة تسببت كثيراً في تدمير البنية التحتية للكثير من محلاتنا
السكنية ونشير الى المناطق التي وصلت اليها يد التنظيف والتبليط
والعناية من قبل فرق عمل المجالس البلدية في الآونة الأخير وخلال
الأشهر الأخيرة...
ومن أهم تلك الظواهر التي تستدعى أن نتظاهر ضدها:
1- كم هو منظر مقزز منظر أن ترى العجلة التي تسير أمامك ترمى من
نوافذها علب معدنية وزجاجية للمشروبات بأنواعها الغازية والكحولية
وأنواع النفايات الأخرى بأكياس النفايات وبكميات واضحة على جانبي
الطريق وفي الجزرات الوسطية للشوارع بل أذكر يوماً بأن هناك من يلقي
الحفاّظات الخاصة بالأطفال ! أو هناك من يلقي بالمئات من أعقاب السكائر
من "نفاضّة" سيارته، ولا يخفى على أحد ما تسببه تلك النفايات في قلب
الشوارع من مضار يصعب حصرها.. ففي ظل عدم وجود قانون واضح مطبق من قبل
مفارز مرورية متنقلة وبغياب توعية مهمة في هذا المجال نلاحظ استفحال
تلك الظاهرة حيث أصبحت واضحة للعيان بشكل كبير.
2- كذلك فبوجود الكثير من المناطق التي عُبدت أصبح هناك سبب واضح
لقيام أصحاب البيوت على جانبي الطرق المعبدة بالاهتمام بواجهات منازلهم
للتناسب وجمالية الشارع إذا ما أجزمنا بأن تكلفة هذا التجميل لا يتعدى
موضوع تنظيف أرضية تلك الواجهات وعدم ترك مخلفات البناء عليها وكذلك
عدم ترك المخلفات الأخرى من إطارات مستعملة أو أي شيء أخر ليس له لزوم.
كذلك الحفاظ على الشارع من التدمير بواسطة المياه التي يتركها أصحاب
الضمائر الميتة مفتوحة أمام منازلهم بسبب أو بدون سبب.. كل ذلك يحمل
المجالس المحلية والبلدية المسؤولية الكاملة في تشريع الغرامات المالية
لمن يتسبب في تدمير تلك الشوارع أو يعمد ذلك من خلال مراقبتها من
مراقبي العمل الجوالون في تلك المناطق.
3- كذلك فأن حركة البناء العشوائي التي تجري على قدم وساق تسببت في
انتشار مواد البناء على شكل أكوام هائلة تسد شوارع مهمة في المدينة
علينا أن نضع لها حداً لكون ذلك يمثل اعتداءاً على الشوارع التي وضعت
لخدمة عامة الشعب.
4- تبادل الألفاظ النابية التي لا تنم إلا عن سوء الخلق والطبائع
بين رجال المرور فيما بينهم في الشوارع والساحات المكتظة وغيرهم من
عامة الناس لايدل إلا عن عدم التحضر.
5- التجاوز على حقوق الآخرين من بعض سائقي العجلات بدون أدنى احترام
وهذا الموضوع أصبح يمثل عبئاً كبيراً بعد استفحاله حتى كاد أن يكون
ظاهرة مهمة من ظواهر الشارع العراقي فترى بعض قليلي الذوق من السائقين
يتبع أقذر السبل للتجاوز حتى إذا تطلب الأمر أن يدفعك لمغادرة الشارع؟
6- حالة عدم الشعور بالمسؤولية التي طالت النسبة الأكبر من موظفي
الدوائر الحكومية، علينا أن نعي أن كل مبلغ يدخل في جيوبنا من رواتبنا
الشهرية يمثل قيمة المال الذي يقدم لنا إزاء العمل اليومي المفترض
القيام به.. و هناك من يأخذ مرتبه الشهري دون أن يؤدي عمله على الرغم
من أن عمله يستند على أساس خدمة الشعب.. لذلك علينا أن نعي أهمية العمل
وأن نتفانى فيه فكم هو ثقيلاً مرور الوقت بلا عمل، وإذا كان بعض
المسئولون متهمون بالفساد المالي فما بال الموظف البسيط في دوائر
الدولة لماذا يكون فاسداً في عدم تقديمه للعمل ولماذا يكون طرفاً في
حلقة الفساد تلك.
لغاية الآن لم أجد مجموعة شباب...
zzubaidi@gmail.com |