شبكة النبأ: يجمع معظم المراقبين
للأحداث في البحرين ان الغرب ساهم بشكل فاعل في دعم السلطة لقمع
الاحتجاجات الأخيرة المطالبة بالإصلاح والتغيير، سيما إن الدول الغربية
كانت تتعامل بشكل مزدوج مع قضايا الشعوب المنتفضة، وهو ما تجلى مؤخرا
في موقفها مع ما حدث في البحرين من عمليات عسكرية انتهكت خلالها حقوق
الإنسان بشكل همجي سافر.
لتسقط الى الابد مراهنات البعض على مواقف الدول الغربية الداعية الى
مراعاة حقوق الانسان، وتسقط ازدواجيتها كذب ادعاءاتها السابقة الى وجوب
احترام حرية المجتمعات، او حرصها المزعوم بضرورة تفشي الديمقراطية،
التي طالما تشدقت بها تلك الدول.
الغرب يغض الطرف
فيعد مصير الاحتجاجات في البحرين تذكرة قاسية بتغليب الاعتبارات
السياسية لقوى اقليمية وغربية على التطلعات الاصلاحية حتى في عالم عربي
تجتاحه انتفاضات شعبية ضد حكام شموليين راسخي الاقدام.
فالبحرين ليست ليبيا او سوريا ولكن التغاضي الغربي عن حملة الاسرة
السنية الحاكمة لكبح الاحتجاجات يلمح الى ان مصالح مثل القاعدة البحرية
الامريكية في المنامة والعلاقات بالمملكة العربية السعودية أكبر دولة
مصدرة للنفط في العالم والحاجة لاحتواء ايران المجاورة تفوق اي تعاطف
مع تظاهرات مطالبة بالديمقراطية غالبية من شاركوا فيها ينتمون للاغلبية
الشيعية.
وقال نبيل رجب من مركز البحرين لحقوق الانسان "كان رد فعل الغرب
متخاذلا ويشي بازدواج في المعايير في السياسة الخارجية مقارنة بليبيا.
"النفوذ السعودي في البحرين هائل جدا الان ولم يتصد له الغرب مما
اصاب كثيرين بالاحباط. انهم يفقدون الحظوة لدى الداعين للديمقراطية في
البحرين."
كما لم تثبت ايران على مبدأ واحد ففي حين انتقدت بشدة معاملة
البحرين لمواطنيها الشيعة واشادت بالانتفاضات العربية في دول اخرى
بوصفها "صحوة اسلامية" استثنت الانتفاضة في سوريا حليفتها العربية
الوحيدة ووصفتها بمؤامرة امريكية اسرائيلية.
واعلن ملك البحرين ان الاحكام العرفية التي فرضت في مارس اذار عقب
وصول قوات سعودية للمساعدة في اخماد الاحتجاجات سترفع اعتبارا من الاول
من يونيو حزيران قبل اسبوعين من الموعد المحدد لانهاء العمل بها.
وسيكون ذلك قبل يومين من انتهاء المهلة التي حددها منظمو بطولة
العالم للسيارات فورمولا 1 للبحرين لاتخاذ قرار باعادة تحديد موعد
البطولة التي كان مقررا ان تستضيفها في 13 مارس اذار. وتأجلت البطولة
بسبب الاضطرابات التي اجتاحت البلاد. بحسب رويترز.
وتحرص البحرين على اثبات عودة الاستقرار عقب الاحتجاجات التي اسفرت
عن مقتل 29 شخصا على الاقل جميعهم من الشيعة باستثناء ستة منذ ان بدأت
في فبراير شباط.
وباستثناء توبيخ شفهي ضعيف وقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الى جانب
البحرين فيما بدأت حملة يبدو انها تهدف لمعاقبة الشيعة بصفة عامة وليس
فقط الداعين لمزيد من الحريات السياسية ونظام ملكي دستوري وانهاء
التمميز الطائفي.
وكان بعض المحتجين قد تمادوا أكثر لحد المطالبة بالاطاح باسرة ال
خليفة السنية التي تحكم البحرين منذ 200 عام.
واعتقلت البحرين التي اتهمت ايران باثارة الاضطرابات مئات المحتجين
وحاكمت العشرات أمام محاكم خاصة وفقد البعض الاخر وظائفهم في الحكومة.
وشملت الحملة ساسة وصحفيين بل وعاملين في القطاع الطبي وتوفي اربعة
من المعتقلين اثناء احتجازهم وتنفي الحكومة تقارير جماعات حقوقية عن
تعرضهم لتعذيب وسوء معاملة.
وفي الشهر الماضي اوردت جمعية الوفاق الوطني الحزب المعارض الرئيسي
في البحرين انه جرى هدم ما لا يقل عن 25 مسجدا شيعيا غالبا اثناء الليل.
ووصفت السلطات المساجد بانها مبان غير قانونية.
وصورت وسائل الاعلام الموالية للحكومة المحتجين كخونة يلجأون للعنف
مدفوعين بمخططات طائفية للاطاحة بالسنة بتشجيع من ايران الساعية لتوسيع
نطاق نفوذها.
وقال جوشوا لانديس خبير شؤون الشرق الاوسط بجامعة اوكلاهوما "قتلت
البحرين من مواطنيها ضعف العدد الذي قتلته سوريا بالنسبة والتناسب مع
عدد السكان. ورغم ذلك لقى سفيرها ترحيبا في حفل الزواج الملكي في
بريطانيا ومنحت البحرين تصريحا بقمع الثورة فيها.
"اما لان الشيعة لا يحظون بنفس التقدير الرفيع الذي يحظى به السنة
نتيجة عداء الغرب لايران وخوفه من (هلال شيعي) كما يردد دائما او بسبب
العلاقات القوية التي تربط الولايات المتحدة والسعودية وحاجتها للنفط
والقواعد العسكرية في الخليج الفارسي."
وينفي مسؤولون غربيون عن انفسهم تهمة النفاق في القيام بعمل عسكري
ضد الزعيم الليبي معمر القذافي والاكتفاء بتوبيخ البحرين.
وقال اليستير بيرت وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية " ثمة
اختلاف كبير بين الحالتين" مشيرا لدعوات من داخل ليبيا والجامعة
العربية لكبح القذافي العازم على قتل شعبه.
وتابع "سنواصل تقديم احتجاجات للبحرين ولكن في البحرين تجري عملية
سياسية تتمثل في الحوار بين جماعات مختلفة وسنشجع على استمراره."
لكن التدخل السعودي قضى على اي فرصة سريعة للحوار السياسي في
البحرين بعد ان أسكت المتشددون في اسرة ال خليفة الحاكمة الاصلاحيين
بقيادة ولي العهد.
ووجهت واشنطن انتقادا خافت النبرة لحليفتها البحرين علنا ولكن حتى
بعض ساسة الشيعة يعترفون بانها ابدت انتقادات في محادثات خاصة.
وقال جاسم حسين من جمعية الوفاق "ثمة ضغط مستمر من الحكومات الغربية
وبصفة خاصة من الولايات المتحدة ولكنه ضعيف نظرا للعلاقات الودية مع
البحرين."
وتحاول الولايات المتحدة تحقيق توازن بين مصالحها ومبادئها فيما
تهدد الانتفاضات اصدقاء وخصوما عربا على حد سواء وتبنت موقفا وسطا بشأن
سوريا.
وشددت الولايات المتحدة العقوبات لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد
على استخدامه القوة ضد المتظاهرين ولكنها لم تصل لحد المطالبة بالاطاحة
بنظام تراه ضروريا لاستقرار المنطقة وان كان بغيضا على حد قولها.
وقال مرهف جويجاتي استاذ دراسات الشرق الاوسط في جامعة جورج واشنطن
"افلتت البحرين من نوع الانتقادات التي وجهت لسوريا مراعاة للسعودية
التي لا مصلحة لها على الاطلاق في اجراء اصلاحات في البحرين ناهيك عن
تغيير النظام.
"الاهم ان البحرين حليفة السعودية والولايات المتحدة بها مقر
الاسطول الخامس الامريكي ولواشنطن مصلحة كبرى في استمرار هيمنة الاسرة
الحاكمة في البحرين الموالية للولايات المتحدة والمعادية لايران."
وفي الوقت الراهن قد تكون البحرين اخمدت الاحتجاجات ولكنها دفعت
ثمنا باهظا بتسببها في جرح وطني واحداث ضغينة طائفية وتوتر اقليمي.
ويصعب تخيل انها نهاية القصة.
المعارضة البحرينية تتهم واشنطن
كما اتهمت المعارضة البحرينية الولايات المتحدة الاميركية بدعم
سلطات البحرين في الاعتقالات التي تشنها ضد المعارضة. وقال بيان
لـ"المعارضة البحرينية" تلقته يونايتد برس انترناشونال "إن الموقف
الأميركي الداعم بشكل واضح لإجراءات السلطة في البحرين هو المسؤول عن
كل التجاوزات، ويتحمل كامل المسؤولية عن سلامة المعتقلين والمختطفين
والمفقودين". واضاف البيان ان المعارضة البحرينية تحمل ايضا الولايات
المتحدة "مسؤولية الانتهاكات المستمرة للمناطق البحرينية كل يوم وترويع
الآمنين."
وقال البيان ان هذا الموقف الأميركي" هو الذي أدى لمزيد من
التجاوزات وهو الذي أعطى ضوءاً أخضراً للسلطات لارتكاب المزيد من
المجازر، ولا زالت زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في مارس/آذار
الماضي حاضرة في الأذهان وأعقبها ارتكاب المجزرة بحق المعتصمين".
وأضاف أن زيارة مستشار الخارجية الأميريكية جيفري فيلتمان ما تزال "شاخصة
وأعقبها المزيد من الاعتقالات والانتهاكات بشكل سافر وأكثر عنفاً وجرأة."
وتابع انه "في ضوء الاعتقالات المستمرة، ندين الاختطاف العلني
للنائبين عن كتلة الوفاق، المستقيلين جواد فيروز ومطر إبراهيم مطر، فقد
اعتقالهما في الشارع دون إقامة وزن لأي اعتبار يتعلق بتمثيلهما الناس،
وهو ما يتحمل نواب الموالاة ومجلسهم مسؤولية هذا الاستهتار الواضح".
من جهة أخرى، ادانت المعارضة البحرينية "بشدة" اعتقال الأمين العام
لجمعية العمل الإسلامي "أمل" المعارضة الشيخ محمد علي المحفوظ، وقالت
ان ذلك "يكشف أن الحملة الأمنية الأخيرة أخذت تنهي آخر من جهة ثانية
ظاهر ما يسمى بالمشروع الإصلاحي، فلا جمعيات سياسية مرحب بها، ولا وجود
لنواب يمثلون غالبية الناخبين، والسعي لإنهاء المجالس البلدية وتمثيلها
الحقيقي للناس، وبذلك تنهي آخر مظاهر الديمقراطية المزعومة في البلاد."
بحسب يو بي اي.
وقالت "إن عدم الالتفات لمطالب المعارضة والانشغال بالحل الأمني
الانتقامي ضد غالبية فئات المجتمع والمواطنين، وتأخير الحل السياسي، كل
ذلك يفاقم المشكلة ولا يكتفي بإرجائها فقط، الأمر الذي يدفع الحل
السياسي للمزيد من التعقيد والصعوبة."
تراجع نفوذ ولي العهد
فيما قد يصبح ولي عهد البحرين الذي يعتبر أبرز الاصلاحيين في الاسرة
الحاكمة ضحية اخرى للحملة على المحتجين المناهضين للحكومة التي أثرت
بالفعل على سمعة المملكة كمقصد مشجع للاعمال. ويعرض تراجع نفوذ الشيخ
سلمان بن حمد ال خليفة جهود تحرير اقتصاد البحرين واجتذاب الاستثمارات
الاجنبية للخطر.
وقال شادي حميد المحلل في مركز بروكينجز الدوحة "ليس هناك شك في ان
المتشددين مسيطرون وان هناك تحولا في التوازن الداخلي في النظام."
كان ولي العهد قد أيد الحوار مع الاغلبية الشيعية في البحرين التي
يقودها السنة في فبراير شباط في محاولة نزع فتيل التوتر مع المحتجين
واغلبهم من الشيعة الذين يطالبون بدور اكبر في ادارة شؤون البلاد
السياسية والاقتصادية.
لكن الحوار لم ير النور وقررت الحكومة فرض الاحكام العرفية واجلاء
المتظاهرين من مناطق كانوا يعتصمون بها واستدعت قوات سعودية ومن دول
خليجية اخرى لدعمها.
ومنذ ذلك الحين اختفى الشيخ سلمان فعليا من المشهد وراحت الاسرة
الحاكمة تسلط الضوء بدرجة اكبر فيما يبدو على شقيقه الاصغر الشيخ ناصر
بن حمد ال خليفة.
وقال دبلوماسي مقيم في الخليج رفض نشر اسمه "يرغب المحافظون على ما
يبدو في اعداد الشيخ ناصر. انه يظهر في وسائل الاعلام الرسمية بصورة
شبه يومية."
وظل الشيخ ناصر (23 عاما) خريج اكاديمية ساندهيرست العسكرية بعيدا
عن الاضواء حتى الان ويشتهر بمشاركته في سباقات التحمل للفروسية. وتزوج
ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم عام 2009.
وعلى اثر ذلك اصبحت الاصلاحات التي بدأها الشيخ سلمان لفتح الاقتصاد
امام المستثمرين الدوليين والمحليين في خطر. وتهدف الاصلاحات الى تنويع
الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على ايرادات النفط وتمكين القطاع الخاص من
توفير وظائف لشبان البحرين.
وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين بالبنك السعودي الفرنسي "
البحرين لا تملك ترف التردد بشأن الاصلاح. "انها تتنافس الان مع مراكز
مالية مشجعة للاعمال في قطر وابوظبي وبالطبع دبي. اذا غادرت الشركات
فسوف تستقبلها اماكن اخرى."
وفي ظل عدم استقرار الماليات العامة للدولة لا تستطيع البحرين وهي
منتج صغير للنفط تحمل استثمار مزيد من الاموال في الشركات الحكومية
الضعيفة مثل شركة طيران الخليج الوطنية التي اراد الشيخ سلمان خصحصتها
على الامد الطويل. بحسب رويترز.
وكان ولي العهد قد انتزع ببطء السيطرة على تنظيم الاعمال من ايدي
الجهاز الحكومي الذي يرأسه منافسه القديم رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن
سلمان ال خليفة عم الملك والذي يقود حكومة المملكة منذ استقلالها قبل
اربعة قرون.
ومن امثلة التنافس بين الرجلين مطار البحرين الذي كانت تديره فعليا
وزارة الطيران التي كان يتولاها في السابق أحد ابناء الشيخ خليفة.
وتحولت ادارته في 2010 الى القطاع الخاص بعد سنوات من مقاومة الادارة
الحكومية.
والنقل هو حجر زاوية في استراتيجية ولي العهد لتحويل البحرين الى
مركز للاعمال يستضيف المقرات الاقليمية للشركات المتعددة الجنسيات.
وبعدما قال المحافظون ان ايران وحركة حزب الله اللبنانية ترعيان
الاضطرابات اجبروا شركة طيران الخليج على تعليق رحلاتها الى مقاصد في
ايران ولبنان والعراق.
وقال سفاكياناكيس "المستثمرون الدوليون سيضعون هذه الاشياء في
الاعتبار... (الشيخ سلمان) كان يعتبر مصلحا اقتصاديا. والان سيسألون
ماذا يحدث للقوى التي ضغطت من اجل الخصخصة والاصلاحات الاقتصادية."
والان يتمتع الشيخ ناصر بالحظوة فيما يبدو حيث مثل الاسرة المالكة
في مناسبات اجتماعية في الاسابيع الاخيرة وقاد حملة للموالين لاظهار
تأييدهم للاسرة المالكة.
وقالت جين كينيمونت المحللة في مركز تشاتام هاوس البريطاني للابحاث
"من الملاحظ بالتأكيد ان الشيخ ناصر اصبح اكثر بروزا. هذا يرفعه الى
مصاف علية القوم وهو ما لم نره من قبل."
ومن الشخصيات التي تكتسب نفوذا داخل الاسرة الحاكمة الشيخ خليفة بن
احمد ال خليفة قائد قوات الدفاع البحرينية والذي يعتقد أنه محرك الحملة
على المعارضة الشيعية وشقيقه الذي يرأس الديوان الملكي.
ومن المعتقد أن هذه المجموعة تحظى بتأييد اكبر من الداعمين
السعوديين للبحرين الذين يخشون ان يكون النشاط السياسي للشيعة وسيلة
للنفوذ الايراني ويحرصون على عزل الخليج عن الاحتجاجات الحاشدة التي
اطاحت بالنظامين الحاكمين في مصر وتونس.
التعذيب الوحشي
من جهتها قالت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك انه ينبغي
على البحرين وقف محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية وتشكيل لجنة مستقلة
تنظر في ادعاءات التعذيب خلال حملة لكبح احتجاجات في الشوارع.
وقالت المنظمة ان عبد الهادي الخواجة الناشط الحقوقي البارز مثل
امام محكمة عسكرية خاصة في الثامن من مايو أيار بعد شهر من اعتقاله
وظهرت عليه بوضوح علامات سوء معاملة وربما تعذيب.
وقال جو ستورك نائب مدير الشرق الاوسط في المنظمة المعنية بحقوق
الانسان "يبدو ان سجاني عبد الهادي الخواجة عذبوه خلال الشهر الذي
احتجزوه فيه في حبس انفرادي."
وذكرت المنظمة ان الخواجة -الذي قال انه تعرض لسوء معاملة- واحد من
مجموعة من نشطاء المعارضة اتهمت بمحاولة الاطاحة بالحكومة بالتعاون مع
منظمة ارهابية تعمل لصالح دولة اجنبية. وتنفي الحكومة حدوث تعذيب ويقول
مسؤولون انه سيجري التحقيق في جميع تلك الاتهامات. بحسب رويترز.
ودعت المنظمة البحرين للسماح للمتهمين بالاتصال بمحاميهم وافراد
اسرهم دون قيود وحصولهم على الرعاية الصحية اللازمة. واضافت ان زوجة
وابنة الخواجة لم ترياه منذ القبض عليه الا بعد جلسة المحكمة.
فصل العُمال
في سياق متصل فصلت شركة النفط الحكومية في البحرين نحو 300 موظف
لمشاركتهم في إضراب حديث لمناصرة الديمقراطية وقالت جماعة تدافع عن
حقوق الانسان مقرها الولايات المتحدة ان ناشطا بارزا تعرض للتغذيب على
ما يبدو خلال اعتقاله.
وأقالت شركات في البحرين مئات من العمال أغلبهم شيعة شاركوا في
إضراب في مارس اذار لدعم المحتجين المطالبين بحرية اكبر وملكية دستورية
وإنهاء التمييز.
ونقل عن وزير الطاقة عبد الحسين بن علي ميرزا قوله ان 293 موظفا
بشركة نفط البحرين (بابكو) فصلوا وان 50 يخضعون للتحقيق واحيل 11 عضوا
بمجلس الادارة من اتحاد العمال للمدعي العام.
طرد مراسل رويترز
من ناحيتها قالت البحرين انها اصدرت امرا بطرد مراسل رويترز في
المملكة. وأبلغت السلطات فريدريك ريشتر المقيم في العاصمة المنامة منذ
2008 بضرورة المغادرة خلال اسبوع بعدما شكا مسؤولون من افتقار رويترز
للتوازن في تغطية الحملة الاخيرة على الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.
وقال رئيس تحرير الوكالة ستيفن ادلر "تأسف رويترز لقرار البحرين طرد
مراسلها. نتمسك بتغطية فريدريك ريشتر وسنواصل توفير التغطية الشاملة
وغير المنحازة من هذا البلد."
وقال الشيخ عبد الله بن نزار ال خليفة رئيس هيئة شؤون الاعلام
بالبحرين ان المملكة لن تغلق مكتب رويترز في المنامة وستمنح ترخيصا
لمراسل اخر ترشحه الوكالة. واضاف ان البحرين ليس لديها مشكلة مع رويترز
ولن تغلق مكتبها وان الوكالة يمكنها ارسال بديل لريشتر.
وتشكل الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح العالم العربي ضغطا على الحكام
المستبدين مما يدفع كثيرا منهم الى فرض قيود على وسائل الاعلام. وسبقت
سوريا وليبيا والسعودية البحرين في طرد مراسلي رويترز في الاسابيع
الاخيرة.
وتصف لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك تصعيد القمع والهجوم على
وسائل الاعلام في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الاونة الاخيرة بأنه
أمر لم يسبق له مثيل.
وفي البحرين اعتقل عدد من الصحفيين منذ بدأت الاحتجاجات في فبراير
شباط والتي وضعت الاغلبية الشيعية في مواجهة الاسرة الحاكمة السنية
التي تتهم ايران بتأجيج الاضطرابات.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود ومقرها باريس يوم الثلاثاء "المشكلات
التي يواجهها المدافعون عن حرية وسائل الاعلام مازالت تمثل مبعث قلق
خطير في البحرين."
واخمدت قوات امن مدعومة بجنود سعوديين المظاهرات. واعتقل مئات
الاشخاص وحوكم العشرات. وحكم على اربعة رجال شيعة بالاعدام. وقال عاهل
البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة ان حالة الطوارئ سترفع اول يونيو
حزيران المقبل.
ورويترز هي جزء من تومسون رويترز ومقرها نيويورك وهي اكبر مزود
للمعلومات ويعمل بها ثلاثة الاف صحفي في أنحاء العالم. |