جعلونا نكره الدنيا، اسقمونا، بمرض ليلى في العراق، اه يا مرض ليلى،
ذاك المرض الذي لم يشفيه احد، وعجز عنه الحكماء والاطباء, بعد ان تسبب
باستفحاله الجهلاء، لعن الله الجهل واهله فهو سبب مصيبة ليلى في بلدي
العراق.
يقولون، بعد ان بقي مطربنا يئن بوجع من سحقت اصابع قدميه، بمرض ليلى
في العراق، وهو الخبر القديم الجديد،
ويقولون ان اسباب مرض ليلى، هي مجهولة وغامضة وعصية على العلاج لان
ورائها اصابع خفية، بأكثر الاحتمالات هي اصابع خارجية وليست عراقية.
ويقولون كذلك، والمسؤولية هنا تقع على من قال هذا، ان المحتل
العثماني (السني طبعا) جعل من الشيعة وباقي الاديان في العراق مطية
يسومها الظلم والحقد لمدة (اربعة قرون) نعم اربعمائة عام من الظلم
والحقد والجهل ولم نقرا عن تلك الفترة ان احدهم (صرح) بوجوب رحيل قوات
الاحتلال العثماني، اما السبب فهو بسيط، لان (السنة) اخواننا في الوطن
في تلك الفترة كانوا (علاسة) للاستعمار العثماني، وذراعه لظلم
العراقيين، تخيلوا يظلم اخيه العراقي لارضاء من يسكن في الاستانة
والسبب لان المستعمر العثماني هو من (دينخ).
لهذا بقيت ليلى مريضة في العراق.
ويقولون، وليتهم ما قالوا بانه عندما جاء الاحتلال الانكليزي في
بداية القرن الماضي ليخرج المحتل العثماني من العراق( في العراق فقط
يوجد مسلسل محتل يخرج محتل لكن فقط الاختلاف في العلاسة) نعود للموضوع،
حالما دخل الانكليز للبلد وازاحوا حكم الجهل والظلم المغطى بثوب الدين
والخلافة الإسلامية، سارع الشيعة المظلومين اصلا بالدفاع عن المحتل
العثماني، وقاتلوا المحتل الانكليزي يا للسخرية التاريخية التي ليس لها
علاج.
واستمر مرض ليلى في العراق.
ورغم ما اسموه بـ (المقاومة) في ذلك الوقت، دخلت المعرفة للعراق مع
دخول القوات الانكليزية بعد ان كان الجهل والمرض يخيم على العراق وهو
التطور الذي جلبه لنا الاحتلال العثماني (المسلم السني طبعا).
تعافت ليلى قليلا من مرضها، فهناك بوادر امل بالفرج من طاحونة الجهل
العثماني.
وهنا جاء دور ( العلاسة) التاريخيين وهم اخواننا في الوطن (السنة)
واخذت تعمل فتاواهم المسمومة وهي ذات مفعول اكيد بالتحريض على مقاتلة
المحتل الانكليزي، وفعلت سمومهم فعلها وهب الشيعة ( المظلومين اصلا)
وقرروا اخراج المحتل الإنكليزي المتنور، وفعلا اخرجوه من البلد بـ(فالة
ومكوار) ما اسخفه من محتل عبر البحار ليحتل العراق يخرج من البلد
مهزوما من اسلحة بدائية.
وعاد مرض ليلى واصبح اشد واقسى بعد ان عاد الشيعة لما كانوا عليه من
الظلم، وتربع (السنة) على سدة الحكم لثمانين عاما، ثمانون عاما من
المشاريع الثورية الزائفة، ثمانون عاما من حكم (العلاسة) للعراق لم
تنتج سوى الآهات والمظالم، سنين الحقد الطائفي بانت بأبشع صورها، جعلت
من ( ليلى) تلك مشروعا لمرض ازلي.
بعد ثمانين عاما عاد التاريخ ليعيد مسلسل ازاحة محتل باخر، فلقد جاء
المحتل الامريكي وازاح الاحتلال (الصدامي)، وسقطت مصانع الموت البعثية
بسهولة ويسر امام المحتل الجديد.
هنا تخبطت الامور علينا وعلى (ليلى) بالذات فلم نعرف ان كانت (ليلى)
قد شفيت من مرضها بعد ان زال سبب المرض ؟ فتارة هي بصحة جيدة نتباشر
بها خيرا، وتارة اخرى هي مريضة حد الموت ولها الحق في ذلك.
ستبقى (ليلى) مريضة في العراق ما دام هناك بعثي ينادي بخروج المحتل
من العراق، وشيعي يقاتل المحتل تلبية لأمر (السني) كما حدث في الماضي
القريب.
ستبقى (ليلى) مريضة بالعراق، طالما قتل احبابها الواحد تلو الاخر،
وقاتليهم يتمتعون بالحرية، بدل القصاص منهم لان هناك دوما من يطلب لهم
العفو من القصاص باسم تلك المؤامرة التي تسمى( المصالحة الوطنية)،
و(ليلى) لاينظر احد لدموعها على فقد الاحباب.
ستبقى (ليلى) مريضة دوما طالما هناك اصوات تنادي بخروج المحتل
الامريكي لتستبدله بمحتل ( ايراني) مع سبق الاصرار والترصد.
بعد ان ازاح المحتل الامريكي الكوابيس عني اليس من الغريب ان ينادي
البعثي واليس من العجيب ان يستجيب له امثالي من المظلومين ؟
سيخرج المحتل في النهاية، لكنه سوف لا يذهب بعيدا فهو سينقل كل
معداته واسلحته ويعسكر في اقليم كردستان الذي سيصبح فجأة دولة كردستان
التي تحميها امريكا وستصبح دولة عظمى تبتلع كل خيرات العراق بحماية
امريكية.
هنيئا لكم ايها (الكرد) فلقد فهمتم اللعبة.
ستبقى (ليلى) مريضة في العراق رغم انف الجميع, طالما هناك حقد (سني)
وجهل (شيعي).
[email protected] |