شبكة النبأ: جاءت ردود فعل الصحفيين
العراقيين متضاربة وهي ما بين مؤيد ورافض لفحوى القرار الأخير، الذي
اتخذته نقابتهم الداعي الى اختبار شريحة معينة من الصحفيين ممن يرومون
تغيير صفة انتسابهم أو يحملون تسلسل يفوق الرقم ثلاثة آلاف، ناهيك عن
مجمل القرارات الأخرى.
حيث اعتبر البعض ذلك القرار على انه ارتجالي وغير مدروس بأي حال من
الأحوال، وهي لا تمت الى العمل الصحفي بصله، خصوصا وان قائمة المظالم
تشير الى ضرورة تقليل رسم الانتماء للنقابة وفوضى صرف الهويات وإشكالية
المراجعات المطولة وفقدان المعاملات بشكل مفاجئ ومتكرر وتأخر المصادقة
على منح الهويات والكثير الكثير من المنغصات التي باتت تثير الجدل
والنقاش ليس على مستوى الأسرة الصحفية بل على مستوى الاوساط الثقافية
والشعبية.
علي طارق الخفاجي عضو نقابة الصحفيين ومدير مكتب قناة الفيحاء في
كربلاء قال لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، هذا التصرف هو نوع من انواع
الدكتاتورية ولا تستطيع نقابة الصحفيين ان تهمش دور الصحفيين العاملين
حتى وان كانوا غير فاعلين الا انهم موجودين على الساحة الصحفية ولهم
تاريخ ونشاطات.
وتابع، اذا ما اردنا ان ناتي بدليل فانى على سبيل المثال كنت أزاول
العمل الصحفي من زمن بعيد وقبل سقوط النظام الا اني كنت غير منتمي الى
نقابة الصحفيين ولاسباب سياسية وكان انتمائي ما بعد سقوط النظام، وان
الرهان اليوم على الدراسة الاكاديمية وبعض الاطر الصحفية والمعلومات
العامة هو ليس بالخيار الانسب وان الفنان سامي قفطان له خير دليل فقد
كان من بين افضل الممثليين العراقيين الا انه يحمل شهادة الابتدائية.
ويضيف الى ذلك، وانى اعتبر هذا القرار عنوان أخر يضاف الى سجل
التحفظات الاخرى التي اسجلها على النقابة وفيها الكثير من الحيف
للإعلاميين وللصحفيين كما هو حال عملية بيع السيارات بالتقسيط حينما
استفاد منها فقط العاملين في النقابة المركز العام حيث كانوا اول
المستلمين للسيارات وكنت اتمنى على النقابة ان تتخذ قرار اجراء
الاختبار على الصحفيين الجدد الذين يرومون الانتساب للنقابة وان لا
تشمل الصحفيين العاملين ومن يحملون هوية النقابة لان القرارات لا تطبق
باثر رجعي ومن المفترض ان تقوم بهذا الاجراء منذ الساعات الاولى لسقوط
النظام وان لا تكون شماعة الضروف الضبابية والحالة الامنية غير
المستقرة هي الذريعة والشماعة التي تعلق عليها اخطائها وسوء تقديراتها.
فيما يقول الإعلامي محمد خيري، إن من حق أية نقابة أو جهة أن تضع
أطر وآليات لتنظيم عملها وطرق الانضمام لها، ولا يشذ عن هذه القاعدة
نقابة الصحفيين، غير أن ما يؤخذ على النقابة وضعها آليات لاحقة لتنظيم
هذا العمل، فمثلا هي قادرة على أن تضع شروط ما قبل الانتماء فتكون بذلك
وفرت على نفسها وعلى من يروم الانتماء لها الحرج، فإن فشل المتقدم
للانضمام الى النقابة في التطابق مع تلك الشروط، كان عليه الرجوع من
عند باب النقابة، أما أن تمنح النقابة هويتها للأشخاص وتعترف بهم
صحفيين ثم بعد عدة اعوام تضع لهم اختبارا، ويفشل فيه بعضهم فأظن أن هذه
الاشكالية بحاجة الى وقفة.
ويضيف، أن النقابة حين تمنح موافقة بالاعتماد لوسائل الاعلام، فلابد
ان تضيق من هذه النافذة لتشمل فقط وسائل الاعلام المعتبرة، وبالتالي
فمن يعملون لدى هذه الوسائل لايمكن ان يكونوا الا صحفيين قادرين على
منح الصفة مكانتها اللائقة.
وما يقال أيضا بهذا الصدد، هو أن الصحافة مهنة الذوق، يمكن أن توضع
لها مباديء. وليس من الممكن تقييدها بأطر، فهي مهنة المتغيرات التي
تتطور باستمرار لتلبي تطور الذوق والمعرفة في المجتمع، من هنا لا أعتقد
بجدوى إجراء اختبارات أكاديمية لأعضاء النقابة، بقدر الحاجة إلى
الإطلاع على القدرة المهنية لعضو النقابة، وهناك شواهد صحفية كبيرة
ملأت أمكنتها عبر السنين ولم يكن لها علاقة بدراسة الإعلام، كما هناك
خريجون من كليات إعلامية لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق نجاح يذكر في
مزاولة هذه المهنة.
حامد عبد العباس/ مراسل صحيفة الصباح، كان من الداعمين للخطوة
الاخيرة التي اتخذتها نقابة الصحفيين العراقيين بخصوص تجديد الهوية وكل
ما يتعلق بالعمل الصحفي وانها تسير بالاتجاه الصحيح بحسبه رأيه كونها
سوف تبرز الكثير من الصحفيين العاملين وغير العاملين كذلك تضع النقاط
على الحروف.
ويكمل، لان هناك لغط يثار بان اغلب الصحفيين ياتون عن طريق العلاقات
الشخصية او عن طريق المحسوبية وامور اخرى وفي مثل هذه التوصيفات لا
مجال الا ان نضع الصحفي على المحك ونجري له اختبار كي تبرز المواهب
الصحفية الصادقة وهناك لجنة مختصة من واجبهم تقييم الصحفي واعطاءه
الدرجة التي يستحقها.
ويضيف ايضا، وعلى الصحفي ايضا ان يكون مزود بكافة المعلومات
الثقافية والادبية والعلمية وان معلوماتي الشخصية تقول بان هذا
الاختبار كان معمل به في السابق على من يكتسب صفة العضوية، ولكن ما دعى
الى تعميمه تلك الفكرة من وجهة نظري هو التنامي الملحوظ في عدد
الصحفيين وعدد وسائل الاعلام وعلى الرغم من أن ذلك الانفتاح والتنوع
شىء حضاري لكن تلك الاعداد الكبيرة لا تتناسب مع الكثافة السكانية في
العراق هذا مما جعل النقابة مضطره من اجل تمييز الغت عن السمين .
باهر غالي رئيس تحرير جريدة كربلاء اليوم، عد هذه الخطوة جيدة لكنها
جاءت متأخرة نسبيا، فيقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، كان من الأجدى
ان تجرى على الصحفيين الاختبارات كي لا نسمح للمتطفلين على حمل هوية
نقابة الصحفيين لمن ليس له علاقة بالصحافة من بعيد او قريب، وان واجب
النقابة تشديد تلك الاجراءات وان تجرى الاختبارات على كل من منح هوية
النقابة وتسحب هويات من لا ينتمي الى الصحافة بشكل مهني، وانى أؤكد على
المهنية وليس الاكاديمية فالكثير ممن يحملون الشهادات الاكاديمية لا
يفقهون من الصحافة شىء وهناك الكثير الكثير ممن لا يمتلكون الموهلات
الاكاديمية هم خبراء واساتذه كبار.
ويتابع، المهم ان تكون المهنية حاضرة وان يكون الصحفي مطلع على
الادوات الصحفية فمن غير المعقول ان يكون مهني وهو لا يعرف كيف يكتب
الخير او التقرير او التحقيق كما هو حال الحداد الذي ليس لديه فكره عن
الحدادة. |