(1)
حين تفتقد أحبابك
تتلفت يمنة ويَسرة، فلا تبصرهم
تصل إلى دورهم ولا ترى لهم أثرًا
تقصد أماكنهم، فتجدهًا قاعًا صفصًا!
تبكي على الأطلال حينًا
وتنتحب حينًا آخر؛ لأنهم تركوك وحيدًا
تصارع أوجاعك، وهم في كهفهم يتضاحكون
يتقلّبون ذات اليمين وذات الشمال
وها هي أرواحهم تخاطبك:
(2)
يا هذا: لا تحزن
دع عنك الأوهام
فنحن نعيش بلا همٍّ أو قهرٍ
في السجنِ مع السجَّان
نحن نُسَبِّحُ في السِّجنِ؛ كيونس في بطن الحوت
وهذا معنًى لا يفقههُ من لا يثمل بالإيمان
أو يرقص في عشقٍ وبصدقٍ: رقصة عرفان
(3)
ها هو موسى الكاظم
يسجد شكرًا في السجنِ إلى الرحمان
يدعوه بصدقٍ:
خلّصني من فتنةِ هارون
من كيده
خلّصني من غِلِّ الشيطان
ويعود لسجدته بيقينٍ
حتى يخرج محمولاً في نعشه!
سيدنا موسى الكاظم
قد فاق بصبرٍ يوسف في حبسه
(4)
يا هذا، لو تعلم حقًّا
أن المسجون هو السجَّان
لهتفت بروحك:
صفِّدني في قيدك يا سجَّان
دعني أتلوها في حُبٍّ:
السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ!
ردِّدها، لا تَحْذَرْ أحدا
ردِّدها
السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ!
السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ!
دعني -يا سجَّانًا- أثمل في رقصة عرفان
فلعلّي أحظى بالسجنِ وبالخلّانِ |