حسينية العترة الطاهرة وحوزة كربلاء النسوية تؤبنان الفقيه الشيرازي

الذكرى الثالثة لرحيل المقدس آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره)

انتصار السعداوي

 

شبكة النبأ: في الذكرى الثالثة لرحيل الفقيه المقدس آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (اعلى الله درجاته) أقامت حسينية العترة الطاهرة في كربلاء حفلا تأبينيا للفقيد الشيرازي وذلك في يوم الجمعة المصادف 25جمادي الاول 1432.

افتتح التابين بآيات من الذكر الحكيم بعدها القت السيدة ام محسن معاش رئيس جمعية المودة والازدهار كلمة الافتتاح تحدثت فيها عن الأخلاق في فكر وسيرة الفقيد الشيرازي (قدس سره) حيث ذكرت عن أصول نسبه العائلية وجوانب مشرقة من حياة وشخصية الفقيه المقدس (قدس سره) .

وأضافت معاش: إن الأخلاق تضمن للفرد سعادته في الدنيا والآخرة وتشكل القاعدة التي تبنى عليها الحضارات فكان تعامله (قدس سره) مع الجميع على هذا الأساس، ونقلا عن ولده قالت: ان الفقيد كان لم يعل صوته علينا أبدا، ويراقب أقواله وأفعاله بشكل دقيق وكان كالشمس يعطي نوره للجميع ويعاملنا بمحبة ولم نره قط في حالة غضب او عصبية ولم يعبس في وجوهنا في يوم من الايام .

وتابعت معاش: إن معايشة الفقيد الشيرازي للنماذج الأخلاقية التاريخية مثل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت ( عليهم السلام) صنعت منه ذلك النموذج الأخلاقي الراقي.

وختمت معاش كلمتها: ان احياء ذكرى الفقيد الشيرازي انما هو احياء للنماذج الأخلاقية الفاضلة التي توصلنا لأخلاق أهل البيت (عليهم السلام)، والوفاء لمنهجه هو وفاءا لمنهج اهل البيت (عليهم السلام).

وشاركت الدكتورة الحقوقية عقيلة الدهان بكلمة في المناسبة متحدثة عن جوانب أخرى مضيئة في حياته قائلة: بفقده فقدنا مجالس العطاء والسيرة والأخلاق ورحل فقيدنا المقدس تاركا وراءه تركة كثيرة من محاضراته، خصوصا في نصرة أهل البيت واصفا إياهم بالمرايا التي تعكس هدى الله سبحانه وتعالى وهم الراشدون لنا.

 وتابعت الدهان: إن الشيرازي أثر في الأسرة معلما إياهم اسلوب التعامل بين أفرادها وكيف تتعامل الزوجة مع زوجها تعطيه أسرارها وتحفظ أسراره، وكيف تتعامل الأم مع وألادها في مراحلهم العمرية متبعا اسلوب التوجيه المفعم بالهدوء والرزانة.

وفي مرثية رائعة من تأليف خادم أهل البيت زهير المخومي ألقتها الأخت ام حسن داماد أطلقت دموع المعزيات في ذكرى الرحيل تقول فيها:

 وداعا أيها القديس يا إطلالة الفجر

ويا شمس الضحى باتت تعانق مدية الغدر

وداعا يا تقي النفس يا تسبيحة الزهراء

وداعا حزن عاشورا

وداعا صيحة المهدي

وداعا سورة القدر. ويا نافل الليل

...الى أن قالت:

طويت صفحة بيضاء وماتت كل أحلامي

كان الوقت قدامي

ليمحو فيك أيامي

وماتت زهرة العمر

وأعلن في نهاية الحفل عن مسابقة ثقافية لإحدى كتب الفقيد بعنوان: (لنتنافس في الشعائر الحسينية).

وفي أروقة الحسينية مع المعزيات من الحضور تحدثت السيدة أم محمد حسن الشيرازي زوجة الفقيد عن جوانب من حياته الأسرية مع أولاده حيث قالت السيدة الشيرازي: إن زوجها كان يهتم بتعليم وتثقيف بناته كثيرا ويشجعهن على الدراسة العلمية الحوزوية ليعد منهن مرشدات ومربيات للمستقبل وكان يعقد لنا جلسات دورية مع بعض الأقارب والأصدقاء لإلقاء الدرس والمحاضرات الدينية والفقهية. وكان واسع الصدر حليم رقيق القلب يستمع لبناته كثيرا ويجيب على اسئلتهن الدينية والدنيوية.

وفي إحياء ذكرى رحيل الفقيد عبرت العلوية أم زهراء من مؤسسة نور الزهراء عن مشاعرها وذكرياتها عن العلامة قائلة: أنها قرأت جميع محاضراته المطبوعة وحفظت قسم منها عن ظهر قلب وهي تستفيد من المنشور منها على شكل كتيبات لمحاضرات تثقيفية تلقيها في مؤسستها، وخصوصا محاضراته في أخلاق وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) ومحاضراته التربوية والأسرية.

ومن الحاضرات كانت الاخت أم محمد علي (ابنة المؤذن الحاج مصطفى) تحدثت بحزن عن فقده قائلة: رحيله في هذا الوقت كان خسارة للعالم عامة وللعراقيين خاصة، وقد كنا في أمس الحاجة لمرشد واعظ وعالم مثله وإذ نحيي الذكرى الثالثة لرحيله هو إحياء للنماذج الاخلاقية التي غرسها في انفسنا ومجتمعنا وأسرنا.

والأخت ام دنيا شبيل تحدثت عن شغفه بالقراءة والمطالعة والتشجيع عليها فكان الشيرازي محاضرا محاورا مثقفا وقد كرس حياته من أجل احترام الكتاب والبحث عنه وقراءته وجعله ميسورا للجميع. ولم يترك المطالعة والدرس حتى في أشد آلامه وأصعب ظروفه لأنه يؤمن إن المطالعة والقراءة تصنع الامم المتحضرة.

وفي هذا النطاق أحيت حوزة كربلاء النسوية ذكرى الفقيد الشيرازي وذلك يوم الثلاثاء 28 من جمادي الأول 1432 في مقرها الكائن في باب طاق الزعفراني.

فقد افتتح الحفل بكلمة أم محمد الأسدي مديرة الحوزة ذاكرة شذرات من وصاياه وأقواله في مختلف مجالات الحياة حيث قالت: ونحن نقف بين يدي الرجل الحاضر في ضمائرنا وقلوبنا آية الله السيد محمد رضا الشيرازي يجدر بنا ونحن في رحاب ذكراه التي غمرتنا بالعبرات الغزيرة والعبرة المنيرة أن نمد أيدينا لنغترف من بحر علمه وفيض تعاليمه لنستمع الى كوكبة من توصياته وكلماته النورانية المربية فدستور العراق ليكون دستورا قرآنيا لا وضعيا مستوردا، ولابد من ملئ فراغات الشباب ولابد من الاعتناء للتربية الروحية للأسر.

وألقت زينب علي كريم (خريجة حوزة كربلاء) قصيدة شعرية بهذه المناسبة.

ثم ألقت أم محسن معاش كلمة بعنوان عوامل النجاح في فكر وسيرة المقدس الشيرازي قائلة: إن علو الهمة والجد والاجتهاد في العلم والمعرفة والخدمة والعمل والتطوير الدائم للذات هي من أبرز هذه العوامل. حيث كان يبث هذه الصفات من خلال سيرته في نفوس الآخرين.

وأضافت: إن من عوامل نجاحه الغيبية هو الارتباط العميق بأهل البيت (عليهم السلام) والتوسل بهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/آيار/2011 - 4/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م