الهلال والصليب... نجدة ضحايا الأزمات

تقرير: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: في اي مكان تحدث فيه نزاعات مسلحة او كوارث انسانية يبرز اسم منظمة الصليب والهلال الاحمر الدوليين.. في احداث ليبيا وسوريا كثيرا ما ظهرت على وسائل الاعلام الدعوات التي توجهها تلك المنظمتان لتسهيل مهتمهما في اوساط تلك الدول والمحافظة على حياة طواقمها الطبية.

فما هي هاتين المنظمتين؟

في الرابع والعشرين من حزيران عام 1859 مر مواطن سويسري يدعى هنري دونان عبر سولفيرينو في ايطاليا وهي المنطقة التي كانت تجري فيها معركة مريرة بين الجيوش الفرنسية والنمساوية وقد راعه منظر آلاف الجنود الذين تركوا على أرض المعركة ليعانوا من نقص الخدمات الطبية الملائمة ولذا ناشد دونان السكان المحليين لمساعدته في رعايتهم وأصر على ان ينال الجنود من طرفي القتال الرعاية نفسها.

في العام 1862 نشر كتابه (تذكار سولفيرينو)، حيث وجه فيه نداءين رسميين: الأول يدعو الى انشاء جمعيات للاغاثة في وقت السلم يعمل بها فريق تمريض يكون على استعداد للعناية بالجرحى في وقت الحرب ومتطوعون يمكن استدعائهم للمساعدة في الخدمات الطبية التابعة للجيوش، والثاني يدعو فيه الى الاعتراف بأولئك المتطوعين الذين يتعين عليهم مساعدة الوحدات الطبية التابعة للجيش وحمايتهم بواسطة اتفاق دولي.

وسرعان ما افضت هذه الافكار ألى انشاء (اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى) التي أصبحت فيما بعد تسمى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ورداً على دعوة من اللجنة الدولية اجتمع ممثلوا ستة عشر بلداً وأربع مؤسسات خيرية في مؤتمر دولي عقد بجنيف عام 1863. وكان هذا الحدث بداية لنشأة الصليب الأحمر كمؤسسة. ولكن لم تكن تلك سوى خطوة أولى وكان (هنري دونان) وباقي اعضاء اللجنة يريدون للصليب الأحمر ومثله العليا اعترافاً رسمياً ودولياً، كما كانوا يرغبون في اعتماد اتفاقية تضمن حماية الوحدات الطبية في ميدان القتال.

ولهذا الغرض وافقت الحكومة السويسرية على عقد مؤتمر دبلوماسي في جنيف عام 1864 وشارك فيه ممثلو اثنتي عشر حكومة واعتمدوا معاهدة أعدتها اللجنة الدولية بعنوان (اتفاقية جنيف لتحسين حال جرحى الجيوش في الميدان) وكان هذا الاتفاق الذي تضمن عشر مواد، أولى معاهدات القانون الدولي الانساني. وعقدت مؤتمرات أخرى لاحقاً وسعت نطاق القانون الدولي الانساني ليشمل فئات أخرى من الضحايا كأسرى الحرب مثلاً.

وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية عقد مؤتمر دبلوماسي دامت مداولاته أربعة شهور واعتمدت على اثره اتفاقيات جنيف الاربعة عام 1949 التي تضمنت للمرة الأولى أحكاما تنص على حماية المدنيين في اوقات الحرب واكتملت هذه الاتفاقيات في عام 1977 ببرتوكولين اضافيين.

الحركة الدولية للصلب الأحمر منتشرة ونشطة في البلدان كافة تقريبا وتضم نحو100 مليون متطوع. توحد الحركة وترشدها سبعة مبادئ أساسية هي: الانسانية وعدم التحيز والحياد والاستقلال والخدمة التطوعية والوحدة والعالمية، وتوفر اساسا مرجعيا عالميا لكافة اعضائها. ولأنشطة الصليب الأحمر والهلال الأحمر غاية أساسية واحدة هي منع وتخفيف المعاناة البشرية دون تمييز وحماية الكرامة البشرية.

إن المبادئ الاساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التي تضطلع اللجنة الدولية بدور الحارس عليها قد أعلنت رسمياً في المؤتمر الدولي العشرين للصليب الأحمر والهلال الأحمرالذي عقد في فيينا عام 1965 والمبادئ هي:

الانسانية: إن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الاحمر، التي ولدت من الرغبة في اغاثة الجرحى في ميادين القتال دون تمييز بينهم، تسعى سواء على الصعيد الدولي أوالوطني إلى منع المعاناة البشرية حيثما وجدت والتخفيف منها. وهدفها هو الحياة والصحة وكفالة احترام الانسان، وهي تسعى إلى تعزيز التفاهم والصداقة والتعاون والسلام بين جميع الشعوب.

عدم التحيز: لا تقيم الحركة أي تمييز على اساس الجنسية او العنصر او المعتقدات الدينية او الوضع الاجتماعي او الأراء السياسية. فهي تسعى الى التخفيف من معاناة الافراد، مسترشدة بمعيار واحد هو مدى حاجتهم للعون ومعطية الاولوية لأكثرهم عوزا.

الحياد: سعيا الى الاحتفاظ بثقة المجتمع، تمتنع الحركة عن اتخاذ موقف مع طرف ضد طرف آخر أثناء الحروب، وتحجم عن الدخول في المجادلات ذات الطابع السياسي أو العنصري أو الديني أو الاديولوجي.

الاستقلال: الحركة مستقلة. ورغم ان الجمعيات الوطنية تعد اجهزة معاونة للحكومة في بلدانها في الخدمات الانسانية وتخضع للقوانين السارية في هذه البلدان، فان عليها ان تحافظ دائما على استقلالها بما يجعلها قادرة على العمل وفقا لمبادئ الحركة في جميع الاوقات.

الخدمة التطوعية: تقوم الحركة على الخدمة التطوعية ولا تسعى الى الربح بأي صورة.

الوحدة: لا يمكن ان يوجد في اي بلد من البلدان سوى جمعية واحدة للصليب الأحمر او الهلال الاحمر، ويجب ان تكون مفتوحة امام الجميع وان تمارس انشطتها في كامل اقليم هذا البلد.

العالمية: الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر حركة عالمية وتتمتع فيها الجمعيات كافة بحقوق متساوية كما تلتزم كل منها بواجبها بمؤازرة الجمعيات الأخرى.

تعمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر لحماية ومساعدة ضحايا النزاعات المسلحة الدولية والداخلية ونتائجها المباشرة. تأسست اللجنة عام 1863، وهي الهيئة المؤسسة للحركة وتسبق اية وكالة اخرى في عالم العمل الانساني الدولي، وتتمتع بصفات فريدة تفصل بينها وبين المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الأخرى. وعلى وجه الخصوص، تتحمل اللجنة الدولية مسؤوليات رسمية معينة تحددها اتفاقيات جنيف وبروتوكولاها الاضافيان، بما في ذلك التفويض الفريد لمراقبة معاملة أسرى الحرب، وحق اخذ المبادرات الانسانية الذي يقره المجتمع الدولي.واللجنة الدولية للصليب الاحمر مؤسسة محايدة، غير متحيزة ومستقلة. يشمل عملها، في جميع انحاء العالم، العمل كوسيط محايد بين المتحاربين، ورعاية الجرحى، وزيارة أسرى الحرب والمعتقلين الامنيين، واعادة الاتصال بين افراد العائلات المشتتة، وحماية السكان المدنيين،وتوفير الغذاء او المساعدات الأخرى لضحايا النزاعات. كما تقوم اللجنة ايضا بنشر القانون الدولي الانساني ومراقبة تطبيقه.

الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر:

تأسس عام 1919 ومهامه هي:

- تنسيق المساعدات الدولية المقدمة من الجمعيات الوطنية الى ضحايا الكوارث.

- تشجيع وتعزيز انشاء الجمعيات الوطنية وتنميتها.

- العمل كجهاز دائم للاتصال والتنسيق والدراسة في خدمة الجمعيات الوطنية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/آيار/2011 - 4/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م