فن الإدارة... بين إنصاف العامل وتعزيز الإنتاج

 

شبكة النبأ: ان مفهوم ادارة العمل وفن الادارة قد تطور كثيرأ في السنوات الاخيرة (خصوصاً في اواخر القرن الماضي واعتاب القرن الحالي) مقارنة بالقرون الماضية والتي كان يعتمد فيها رب العمل او التاجر الناجح في ادارة اعماله على لباقته وسرعة البديهة لديه والدراية، بينما تحولت الادارة اليوم الى علم مستقل بذاته، يقوم على المعطيات العلمية والدراسات والتجارب المتخصصة في هذا المجال.

يذكر ان معاناة العمال والموظفين في السابق كانت شديدة جد، وكان العامل يتعرض الى الكثير من الغبن والظلم في ساعات العمل الطويلة وقلة الاجور وعدم توفير ابسط شروط الامان خصوصاً لدى القطاع الخاص، لكن اليوم يختلف عن الامس (مع الفارق بين دولة واخرى) من حيث توفير سبل الراحة وزيادة الاجور والظمان الصحي في ظل وجود نقابات خاصة لحماية ورعاية العاملين والدفاع عن حقوقهم.

لقد ساهم فن الادارة والدراسات العلمية، التي أعطت الصورة الواضحة عن الاوضاع الخاصة بالحياة المهنية للعاملين، في بلورة وتطوير مفهوم العمل وكيفية استخدام العمالة بالصورة الصحيحة من خلال اعطاء الموظفين لكامل حقوقهم مع مراعاة زيادة الانتاجية وهذا ما عكسه واقع الحال وتجربة السنين الماضية.

وصفة للادارة الحكيمة

فقد قدمت نشرة هارفارد بيزنيس ريفيو وصفة ملخصة وأفكارا عملية تساعد المديرين على ادارة اعمالهم بنجاح، وترى ان من اهم عوامل "النجاح في اتخاذ القرار هو الثقة، حتى لو كان عندك مجرد قناعات مؤقتة تصرف على اساسه، اذا شككت في قراراتك وانت تتخذها ستفقد ثقة الاخرين في ادارتك"، لكن النشرة دعت في الوقت نفسه الى الابتعاد عن العناد، وقالت "قاوم الرغبة في التشبث بقراراتك فور ان تتخذه، تواضع وادرك انك يمكن ان تخطيء فور ان يتوفر لك المزيد من المعلومات، كن مستعدا لان تغير رأيك وتصحح مسارك اذا حدث هذا"، جاءت هذه النصائح في مقال بعنوان "المدير العظيم واثق من نفسه لكن دون تصلب". بحسب رويترز.

بدورها أظهرت دراسة ألمانية أن ضغوط العمل والرواتب غير المجزية وغياب الثناء من الأمور التي تساعد في إصابة الموظفين بالأمراض النفسية، وذكرت الغرفة الإتحادية للعلاج النفسي أن تزايد الأعباء النفسية في الحياة العملية الحديثة هي السبب وراء نحو (11%) من حالات تغيب الموظفين في ألمانيا عن أماكن عملهم، وبهذا فإن حالات التغيب عن العمل بسبب الضغوط النفسية تزايد مقارنة بمنتصف تسعينيات القرن الماضي بمقدار الضعف تقريب، واستندت الدراسة التحليلية على فحص بيانات أهم شركات التأمين الصحي في البلاد، وأوضحت الدراسة أن تكلفة علاج الاضطرابات النفسية في ألمانيا تزيد على أربعة مليارات يورو في العام.

الاوقات العصيبة وحجم المكاتب

الى ذلك قال اصحاب الاعمال في اتحاد الصناعة البريطاني ان العمال البريطانيين أخذوا أقل عدد من أيام الاجازات المرضية في ذروة الركود العام الماضي من أي وقت منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وقال الاتحاد ان العمال حصلوا على ما مجمله 180 مليون يوم مرضي العام الماضي بمتوسط 6.4 يوم لكل عامل وهو أدنى مستوى منذ بدأ المسح في 1987، لكن هذه الاجازات كلفت الشركات 16.8 مليار جنيه استرليني (24.25 مليار دولار)، واشار الاتحاد الى أن نحو 15 بالمئة من تلك الايام المرضية قد لا تكون حقيقية وأن أكبر الشركات لديها أعلى معدلات غياب، وقالت كاتيا هال مديرة سياسة العمالة بالاتحاد "للاسف أيام الاجازة المرضية الوهمية لا تزال تمثل مشكلة غير عادلة للزملاء الذين يعملون بجد وأرباب العمل على حد سواء"، اذا كان من الممكن خفض مستويات الغياب 10 بالمئة سيشهد الاقتصاد ادخار سنوي اقل بقليل من 1.7 مليار جنيه". بحسب رويترز.

وحصل عمال القطاع العام في بريطانيا على ايام اجازات مرضية بمعدل 8.3 يوم في العام الماضي مقارنة مع متوسط قدره 5.8 يوم في القطاع الخاص، من جهتها أظهرت دراسة سويسرية جديدة نشرت نتائجها مؤخراً أن العاملين في المكاتب الأصغر حجما يكونون أسعد حالا ويسجلون نسبة منخفضة من الغياب، ويشعر العاملين في المكاتب الأصغر حجما بأنهم أكثر إنتاجا ويواجهون مشكلات أقل، وفضلا على ذلك فإن أحوال الطقس مثل درجات الحرارة تكون في هذه المكاتب بشكل عام مريحة بشكل أكبر عنها في المكاتب الكبيرة، واعتمدت الدراسة على استطلاع رأي شمل 125 مؤسسة وشارك فيه 1230 شخص، وتهدف الدراسة لمساعدة المؤسسات في تخطيط المباني والمساحات في المستقبل.وتفيد الدراسة بأن أحد الأسباب الرئيسية وراء مشكلات العمل يتمثل في الضوضاء، مثل المكالمات الهاتفية بصوت عالي أو اللقاءات التي يجريها الزملاء. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

كوريا الجنوبية تتفوق على اليابان

في سياق متصل ذكر تقرير لمركز الانتاج الكوري الجنوبي أن إنتاجية العامل في كوريا الجنوبية تجاوزت نظيرتها في اليابان في قطاع الصناعة خلال النصف الثاني من العام الماضي، وذكر أن المركز قال إن إنتاجية العامل المحلي ارتفعت خلال الربع الثالث من العام الماضي، وسجلت زيادة نسبتها 18.4 في المئة خلال الفترة من اكتوبر إلى ديسمبر الماضيين، يأتي ذلك في الوقت الذي انكمشت فيه إنتاجية العامل في اليابان خلال الربع الثالث، وارتفعت بنسبة 1.3 في المئة فقط خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة من العام الماضي، وقال 'المركز' إن زيادة إنتاجية العامل في كوريا الجنوبية ترجع إلى ارتفاع الانتاج، في ظل انخفاض عدد العاملين في القطاع الانتاجي فيها. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

في حين سجلت اليابان ارتفاعا في إنتاجية العامل بسبب تجاوز انخفاض القوة العاملة في قطاع الصناعة الانخفاض في الانتاجية.تجدر الاشارة إلى أن اقتصادات معظم الدول الصناعية انكمشت العام الماضي، بسبب الازمة المالية التي نجمت عن المشاكل التي شهدتها الولايات المتحدة الاميركية في أواخر عام 2008، مما أضر بالتجارة والاستثمارات والاستهلاك، وتمكنت كوريا الجنوبية من تحقيق نسبة نمو سنوية بلغت 0.2 في المئة بفضل المكاسب التي حققتها من الصادرات.  

الغداء بالمكاتب ومطالب المانية

من جهتها حذّرت دراسة جديدة نشرت مؤخراً من أن ملايين الموظفين في بريطانيا يخاطرون بتعريض أنفسهم للتسمم الغذائي من خلال تناول طعام الغداء على الطاولات القذرة، وقالت الدراسة إن أربعة من بين كل عشرة موظفين يتناولون طعام الغداء على طاولات مكاتبهم، غير أن 7% فقط اعترفوا بأنهم يقومون بتنظيفها لاحقاً، مما يخلّف عدداً لا يُحصى من البكتيريا الضارة التي تتكاثر بسرعة أكبر في حرارة الصيف، واضافت أن ثلثي الموظفين البريطانيين اعترفوا أيضاً بأنهم لا يغسلون أيديهم قبل تناول الطعام، مما يعرضهم لمخاطر السالمونيلا والتسمم الغذائي وخاصة في فصل الصيف، حيث تساهم الحرارة والرطوبة الزائدة بتسريع نمو البكتيريا السيئة المسببة للتقيؤ والاسهال، ونصحت الدراسة الموظفين بغسل أيديهم جيداً قبل تناول وجبة الغداء، واعتبرتها أفضل طريقة لمنع الجراثيم من الانتشار، واشارت إلى أن 40% من الناس الذين يفعلون هذا الأمر أقل عرضة وبنسبة 40% للمعاناة من مشاكل المعدة.

من جهة اخرى يوصف الموظف الذي يؤدي عمله بنشاط حتى في أوقات الصيف الحارة بالمجتهد ولكن لهذا الاجتهاد أحيانا "آثارا سلبية" على أنوف زملائه وعملاء المؤسسة التي يعمل بها بسبب رائحة العرق الذي يفرز مع النشاط العضلي الزائد، وطالبت رابطة ألمانية بالزام الموظفين باستخدام مزيلات رائحة العرق خاصة في فصل الصيف، ونقل عن أورسولا فريشز رئيسة رابطة الشركات المتوسطة قوله، "مراعاة النظافة الشخصية من ركائز احترام الزملاء في العمل وعدم استخدام مزيل رائحة العرق يعد مشكلة وبالتحديد للموظف الذي يعمل خارج مقر شركته". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأوضحت فريشز أن من حق صاحب العمل توجيه الموظف الذي يلتقي بعملاء للشركة وتحديد الصورة التي يظهر بها مشيرة إلى أن النظافة الشخصية تعد جزءا من الصورة العامة للموظف وأضافت، "ويحق لرب العمل أيضا أن يطلب من موظفه الذي يعمل داخل الشركة عدم الاضرار بنظام الشركة حيث أن رائحة العرق داخل المكتب تعد علامة على عدم احترام الزملاء"، وكانت واقعة "فصل عن العمل بسبب رائحة العرق" قد أثارت موجة جدل شديدة في ألمانيا في آذار/مارس الماضي، وتعرض مهندس معماري في مدينة كولونيا للفصل أثناء فترة تدريبه بسبب انبعاث رائحة العرق منه وعدم اهتمامه بمظهره، ورأت فريشز أن فصل الموظفين في فترة التدريب الأولى من الأمور السهلة والتي يمكن أن تتم دون ذكر أسباب.

عدم السعادة والاجور المتدنية

بدوره أظهر استطلاع أميركي جديد تراجع رضا الأميركيين عن بيئة العمل وقلة سعادتهم فيه، وأفاد مؤشر «غالوب - هيلث وايز للرفاهية» المتعلق ببئية العمل انخفض من 50.9 في عام 2008 إلى 49.1 في 2009 وإلى 48.2 في ،2010 كاشفاً ازدياد عدم سعادة الأميركيين ببيئة العمل التي تشمل مستوى الرضا عن الوظيفة والعلاقات بين الموظف والمدير، وتبيّن أن حصول الأميركيين على الضروريات، بينها الرعاية الصحية، بقي منخفضاً مع انخفاض المؤشر الخاص بهذه الناحية من 83.6 في 2008 إلى 82.3 في عام .2010وقال المسؤول في «هيلث وايز» جون هاريس، إن «بيانات مؤشر الرفاهية يمكن ان تعتبر مؤشراً إلى الحالة الحقيقية للأمة على مدى السنوات الثلاث الفائتة، عاكسة معدلات البطالة والضغط المتزايد الذي يشعر به الموظفون». بحسب يونايتد برس.

وأضاف هاريس أن تراجع الرضا عن بيئة العمل يذكّر قادة الأعمال والحكومة بضرورة تزويد أنفسهم بالوسائل والبرامج والموارد الضرورية لزيادة الرفاهية في مكان العمل، من أجل تحسين الإنتاج وتخفيف تكاليف الرعاية الصحية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، كما أظهر الاستطلاع أن الأميركيين ينتبهون أكثر لأنفسهم من خلال تخفيف التدخين، وممارسة الرياضة بشكل أكبر، فيما لم يتغيّر عدد أيام المرض، رغم عدم رضا الموظفين عن أعمالهم، وتبيّن أن ولايات الميسيسيبي ولويزيانا وميتشيغن ونيفادا تتمتع بأسوأ بيئة للعمل، كما أظهرت دراسة أسترالية جديدة أن الوظائف منخفضة الراتب وكذلك المؤقتة يمكن أن تكون سيئة على الصحة العقلية، تماماً كما لو أن الشخص عاطل عن العمل. بحسب يونايتد برس.

وذكر أن الباحثين في جامعة استراليا الوطنية في كانبيرا الذين نشروا دراستهم في مجلة الطب المهني والبيئي توصلوا إلى أن قلة الأمان الوظيفي، والعمل المتطلب، وقلة السيطرة على دور الشخص في العمل، يمكن أن يكون لها جميعها آثار على صحة الشخص العقلية كما البطالة، وقال الباحثون إن "هذه الدراسة أظهرت أن العمل الذي يفتقر للنوعية النفسية الاجتماعية، ويتميز بقلة السيطرة على الوظيفة، وكثرة المطالب، والتعقد وفقدان الأمان، وعدم الإنصاف في الرواتب، لا يكون له المنافع العقلية نفسها كما في وظائف ذات نوعية نفسية عالية"، ووجد الباحثون أن الانتقال من البطالة إلى وظيفة تفتقر لهذه النوعية مرتبط بانخفاض ملحوظ في الصحة العقلية مقارنة بمن لا يزالون عاطلين عن العمل، وقالوا إن هذا بالتالي يشير إلى أن النوعية النفسية والاجتماعية للوظيفة تشكل عاملاً يجب أخذه بعين الاعتبار خلال تصميم سياسة الخدمة الاجتماعية والتوظيف.وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن من يعملون يتمتعون بصحة عقلية أفضل من العاطلين عن العمل.

التواضع والحياة المهنية للنساء

على صعيد اخر فإن أداء الوظيفة بإتقان وكفاءة شيء والإعلان الصاخب عن هذا الأداء شيء آخر، وأحيانا لا يجيد الناس فن إعطاء أنفسهم المكانة والفضل عندما يكون ذلك واجبا، ولكن هذا بالضبط ما يجب عليهم فعله إذا ما أرادوا أن يعترف بهم لما حققوه من إنجازات، ويمكن أن يساعدهم التدريب في تعلم كيف يمكن أن يقوموا بهذا بشكل فعال، ويمكن أيضا أن يساعد على تحقيق هذا الهدف العمل مع شخص ما مثل مدرب في شئون الحياة أو شريك، وعندما يتخذ الموظف موقف المتواضع الشديد بشأن شيء قام بإنجازه فيمكن أن يتسبب ذلك في تهميشه، وهذا نوع من التواضع المنتشر بوجه خاص بين الموظفات، وغالبا ما يكون رد فعل النساء بشكل خاص على المديح القادم من رئيس العمل متسم بالتواضع، وربما يقلن " إن المهمة لم تكن بمثل هذه الصعوبة " أو " إنه بوسع أي شخص أن يقوم بهذا العمل ".

ويقول كريستوفر راون رئيس الرابطة الألمانية لمدربي شئون الحياة إنه "عندما تشترك النساء في عمل ناجح فمن المرجح أن يعتقدن أنهن قمن بدور مساعد فقط أو أن الحظ حالفهن، بينما يكون الرجال على قناعة بأن عملهم الجيد هو الذي قاد إلى االنجاح"، والتواضع المبالغ فيه ليس عائقا أمام التقدم المهني فحسب بل أنه يمكن أن يؤثر سلبا على الحياة الخاصة للمرأة، فعندما يشعر زوج سيدة ما بالسعادة لرؤية المنزل نظيفا ومرتبا فيجب عليها أن تخبره بأن الأمر تطلب عملا كثيرا في الحقيقة بدلا من أن تقول له إنها أنجزت هذا العمل بسرعة، وقد يفكر حينئذ في مساعدتها في المرة التالية. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وتشرح بربارة فراين وهي إخصائية نفسية ومدربة في شئون الحياة بمدينة دورتموند الألمانية السبب في أن النساء عادة ما يكن أكثر تواضعا بكثير من الرجال عندما يتعلق الأمر بالاعتراف بإنجازاتهن، وتقول إن التأثيرات في هذا الصدد تترسخ أثناء فترة الطفولة، وتضيف إن هذا الإحساس بالتواضع مرتبط بأسلوب التربية، فالفتيات يتم تربيتهن بشكل مختلف عن الذكور، وعندما يقمن بإنجاز شيء ما فمن المحتمل بدرجة أكبر أن يتم عرقلة طريقهن صوب النجاح، ويتم التنبيه عليهن بأكثر مما يحدث للصبية أن الثناء على الذات هو أمر غير جذاب، غير أنه يمكن التغلب على هذه العراقيل باستخدام استراتيجيات معينة، وتوضح فراين إن "أول شيء ينبغي عمله هو أن تجعل النساء أنفسهن على وعي بالأشياء، كما يجب تحليل المواقف التي تنسحب فيها النساء لأنهن يعتقدن أنهن لا يفترض فيهن أن يتسمن بالجرأة والكلام المباشر"، وتتساءل متى يحدث ذلك ولماذا ؟، والأشخاص الذين يعلمون الإجابة يمكنهم أن يعملوا على حل المشكلة بشكل أكثر كفاءة.

وتقول هايكة هاين وهي مدربة في شئون الحياة من مدينة هامبورج إنه يمكن للنساء أن يسقطن في الشرك بسهولة، وتضيف إن "النساء عادة يكن أفضل استعدادا لحضور الإجتماعات ولكنهن لا يعلمن القواعد جيدا، وهن يتجهن إلى التحرك بسرعة بالغة وغالبا ما يقدمن أفكارهن بينما يكون الرجال لا يزالون يتجادلون حول أشياء ليست مهمة، ثم تأتي نفس الفكرة التي طرحتها سيدة في وقت سابق على ذهن رجل ثم يسارع بتقديمها في وقت لاحق ليحصد الإشادة"، وتتجه السيدات إلى التعامل بهدوء مع الإحباط الذي يشعرن به بدلا من جعله قضية مثارة، وتوضح هاين إن "النساء يعانين من مشكلة صنع علامة تجارية شهيرة من أنفسهن"، ولكن لا ينبغي عليهن البقاء صامتات، وعندما يفعلن ذلك أو عندما يبالغن في التواضع أو يبقين في خلفية المشهد فإنهن يظهرن أنه ليست لديهن ثقة في قدراتهن الخاصة، كما أنهن لا يحصلن على فرصة لتحسين حياتهن المهنية، وتكون النتيجة هي أنه يتم تجاوزهن ويحصل شخص آخر على الفرصة لتحقيق النجاح المهني.

وعلى الموظفين الذين يريدون تجنب هذه النتيجة تعلم كيفية نقل كفاءتهم للآخرين وبطريقة فيها مصداقية وتنم عن الثقة في النفس، ويمكن للمدربين في شئون الحياة أن يقدموا يد المساعدة كما يمكن للأصدقاء والشركاء أن يقوموا بدور في مساعدة شخص ما على تعلم كيفية تنفيذ ذلك، كما ينبغي عليهم تقديم التشجيع والمساندة كما يقول كريستوفر راون. ويضيف إنه "من المهم أن يبنوا مشاعر الشجاعة لديهم وأن يقولوا "إنني أؤمن بك"، والنساء اللاتي يأملن في تحويل أنفسهن من الشخصية الخجولة إلى موظفة يتم احترامها بشكل عال بحاجة إلى الوقت والصبر، ويقول راون إن هذه العملية تستغرق عام أو عامين، ويوضح راون أنه "عن طريق مقارنة نفسي بالعاملين الآخرين في الموقع يمكنني أن أحدد المكان الذي أقف فيه وكيف أتصرف في مواقف معينة وكيف يتصرف زملاء العمل في مواقف معينة"، ويشير إلى أن زميل العمل الذي يتناول القهوة على الدوام على سبيل المثال يجعل نفسه يبدو صغيرا أو خنوعا في عيون الآخرين.

الازمات القلبية ومخاطر السفر

من جهة قال خبراء بريطانيون في دراسة أعدت مؤخرا إن العمل لمدة 11 ساعة يوميا بدلا من النمط المعتاد (8 ساعات يوميا من التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء) يزيد من احتمالات الإصابة بالأزمة القلبية، وتزيد ساعة العمل الطويلة احتمال الإصابة بنسبة 67 في المئة، كما يقول الخبراء الذين اعتمدوا في استنتاجاتهم على دراسة الحالة الصحية لسبعة آلاف موظف، وترى الدراسة أن على الأطباء أن يسألوا مرضاهم عن عدد الساعات التي يعملونه، وقال كبير الباحثين البروفيسور ميكا كيفيماكي، "ان تطرق الطبيب الى ساعات عمل المرض هو عملية بسيطة ومفيدة، ويجب ان يصبح أمرا روتيني، ولا بد أن تساعد هذه المعلومات الجديدة على اتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلق بعلاج مرضى القلب"، كما قد تكون نتائج هذه الدراسة تحذيرا لمن يعملون ساعات طويلة، حسب ما يرى بروفيسور كيفيماكي.

وتشير الدراسة إلى ان 192 شخصا من الذين رصدت اوضاعهم على مدى 11 سنة قد تعرضوا لأزمات قلبية، وكان الذين يعملون 11 ساعة أو أكثر يوميا معرضين للاصابة أكثر من غيرهم بمرة ونصف، وحين أضيفت ساعات العمل الطويلة الى عوامل الخطر الأخرى كارتفاع ضغط الدم أمكن الحصول على صورة أكثر وضوح، ويرى الخبراء القائمون على الدراسة انه لو أضاف الأطباء سؤالا حول ساعات العمل الى مجمل الأسئلة التي يوجهونها لمرضاهم لربما أمكان انقاذ 6 آلاف شخص من أصل 25 ألفا يصابون بأزمة قلبية سنويا في بريطاني، ويضيف الخبراء أن هناك حاجة لإجراء دراسات إضافية للتأكد فيما إذا كان تخفيض عدد ساعات العمل يساهم في تحسين صحة القلب، وقال بروفيسور ستيفين هولجيت من مجلس الأبحاث الطبية الذي ساهم في تمويل الدراسة المذكورة "هذه الدراسة ستجعلنا نعيد النظر في المقولة الشهيرة، العمل الشاق لن يقتلك".

كما أظهرت دراسة أميركية اخرى أن الأشخاص الذين يسافرون بشكل مكثف بسبب الأعمال، معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بمشاكل صحية متنوعة بينها السمنة وارتفاع الكولسترول في الدم، ويذكر أن الباحثين في جامعة كولومبيا وجدوا أنه كلما تكرر سفر الأشخاص للعمل كلما بات من المرجح تراجع صحتهم، واعتمدت الدراسة على مقارنة بيانات صحية لأكثر من 13 ألف موظف يسافر 80 بالمئة منهم ليلة على الأقل في الشهر، و1 بالمئة يسافرون بشكل مكثف أي يقضون أكثر من 20 ليلة شهرياً على الطرقات، ووجد الباحثون أن معدلات الأشخاص الذين تعد صحتهم أقل من جيدة تزداد مع زيادة ليالي السفر، وتبين أن من يسافرون بشكل مكثف كانوا أكثر عرضة للصحة التي تعد متوسطة أو سيئة بنسبة 260 بالمئة مقارنة بمن تعد سفراتهم قليلة.

وتبين أن من يسافرون بشكل كثيف يزيد خطر إصابتهم بالسمنة بنسبة 92 بالمئة مقابل 33 بالمئة عند غير المسافرين، وظهر أيضاً ارتفاع في ضغط الدم ومعدلات الكولسترول لدى المجموعتين، وتوقع العلماء بأن تكون المجموعة غير المسافرة هي في الأساس تعاني من مشاكل صحية وبالتالي فهي لا تسافر إلا قليلاً للعمل، وعزا الباحثون هذه المخاطر الصحية لدى من يكثرون السفر للعمل، لعوامل عدة بينها قلة النوم، وتناول الأطعمة الدسمة، وقلة الحركة، واقترح العلماء على الشركات عدة أمور لمساعدة موظفيهم على المحافظة على صحتهم عند السفر، بينها إعطائهم دروساً حول إدارة الإجهاد واختيار الفنادق التي تحتوي على ملاعب رياضية.

خبرة المسنون

الى ذلك وجد باحثون أوروبيون ان الموظفين الأكبر سناً أكثر إنتاجية من زملائهم الأصغر سناً والسبب الرئيسي هو الخبرة، وذكر علماء من جامعة مانهايم الألمانية انهم أجروا دراسة في معمل شركة "مرسيدس بنز" في جنوب ألمانيا ووجدوا ان العمال الأكثر نضجاً قد يكونون أكثر ضعفاً وهشاشة من زملائهم الذين يصغرونهم، لكنه يعوضون عن ذلك بتجربتهم الأكبر وقدرتهم على العمل في فريق ونجاحهم في التعامل مع الأمور عندما تسير في الاتجاه الخط، وقال الباحثون انه "فيما يرتكب العمال الأكبر سناً أخطاء أكثر نتيجة تراجع القدرات الجسدية، إلا ان أخطاءهم قلما تكون فادحة بسبب الخبرة الأكبر"، وأضافوا ان "الخبرة تحول دون الأخطاء الفادحة"، كما وجد العلماء ان العمال الأصغر سناً والأكثر تعلماً كانوا أقل إنتاجية من الذين لديهم مؤهلات أقل منهم والسبب يعود على الأرجح إلى انهم يضجرون بسهولة أكثر، وقالوا ان نتائج بحثهم تشير إلى ان وجود نسبة مرتفعة من النساء في صفوف اليد العاملة سيئة لجهة الإنتاجية عندما يكون الفريق صغير السن ولكنها جيدة في الفرق التي تضمن موظفين أكبر سن، وأضافوا ان النساء يرتكبن أخطاء أقل لكن انتباه العمال الشبان يتشتت بوجودهن ويميلون إلى ارتكاب أخطاء أكثر عندما تكون نساء في فريقهن. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

من جهتها قررت امرأة امريكية تبلغ من العمر 102 عام تعمل لولاية نبراسكا التقاعد عن العمل قائلة انه حان الوقت للاستمتاع بالتقاعد، وعملت سالي جوردون مع ثلاثة حكام للولاية قبل ان ترفض التقاعد وعندما كان عمرها 75 عاما بدأت تمتهن عملا جديدا بالمجلس التشريعي للولاية، وعلى مدى 27 عاما عملت جوردون كأحد خمسة حراس لابواب المجلس التشريعي لولاية نبراسكا تنقل الرسائل من جماعات الضغط الى المشرعين اثناء جلسات النقاش وتحافظ على النظام اثناء جلسات استماع اللجان، وقالت ان المخاوف الصحية لم تكن عاملا في قرارها بالتقاعد الذي اعلنته مؤخر، وأوضحت السبب قائلة "قررت فقط ان الوقت مناسب لفعل ذلك"، وتتناول جوردون الطعام ببطء باستخدام عيدان خشبية للحفاظ على رشاقته، وتذهب الى اي مكان على قدميه، وفي العام الماضي اختارت جماعة (اكسبرينس ووركس) غير الهادفة للربح التي تساعد العمال كبار السن على ايجاد فرص ومجالات جديدة للعمل جوردون "أفضل عامل مسن" في الولايات المتحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/آيار/2011 - 3/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م