العوامية... مدينة محجوبة عن الخارطة السعودية

تحقيق: نبراس الهدى/ السعودية

 

شبكة النبأ: الى الشرق من الرياض عاصمة دولة السعودية تقع مدينة صغيرة تسمى العوامية، وكانت ولا تزال من اكثر المناطق سخونة وتمردا على سلطات آل سعود وسياستهم الطائفية تجاه الشيعة، وهي مدينة اقرب الى واحة يحتضنها البحر من الشرق، وبيداء من الغرب، اشتهرت ببساتينها وينابيعها، قبل ان تقوم السلطات بردم الكثير منها، بحجه التنقيب عن النفط، والجدير بذكره ان المنطقة تطفو فوق بحيرة نفطية بحسب بعض الخبراء.

الا انها وبحسب اهلها بات الامر وبال عليهم، فعائدات النفط تذهب الى خزائن السلطة دون أي تعويض للسكان عما يتعرضون له من آثار بيئية خطيرة، الى جانب اقتطاع اجزاء كثيرة من بساتينهم التي صادرتها السلطات دون تعويض ايضا.

يقول حسن علي وهو احد سكان المنطقة في الخمسينيات من العمر منذ القدم وهذه الارض تنبع بالخيرات فلقد كانت مليئة بالعيون والمزارع التي تكاد تضمحل الآن.

ويتابع حديثه لمرسلة (شبكة النبأ المعلوماتية)، لقد كنا نعيش في بيوت من طين يذهب الصغار منا الى ما يسموه "الكتاب" وأما الكبار فالرجل الى أعماله والمرأة تقوم بأعمال المنزل كنا نرى الأباء والأجداد يقفون على أبواب المنازل لاستقبال ضيف يتقاسمون لقمة العيش معه.

ويضيف حسن وحسرة بين ثنايا كلماته، دفنت العيون وقضي على النخيل وما عادت المنطقة كما كانت عليه في السابق ولكن بقي أهلها كما هم بمعالم الطيب والنخوة.

ويعرب الكثير من سكان العوامية عن سخطهم ازاء الاجراءات الحكومية المجحفة بحقهم كما يرون، فيقول احد السكان رافضا ذكر اسمه، عدد سكان العوامية 25 ألف نسمة فهل من المعقول بان يكون لها مركز صحي واحد وليس بالمستوى المطلوب والمتكامل أيضا. ويتابع، لابد ان يكون لها مستشفى ولكن المشتكى لله.

ويضيف، الحكومة السعودية تتعامل مع الشعوب على أساس طائفي واكبر دليل هو المخطط الإداري الجديد هل من المعقول بان تكون أم الساهك محافظة و صفوى تكون قرية او مدينة؟ ويقول، في كل مرة نتقدم بطلب للحكومة يحتاج الأمر الى سنوات عدة وإجحاف ومذلة.

في حين يقول آخرون، تفتقر المدينة الى بنى تحتية الضرورية، فلا توجد مشاريع جدية لتوفير مياه صحية ولا جامعات، الى جانب غض الحكومة نظرها عن حاجه المدينة لتعبيد الطرقات الرئيسية.

حراك سياسي ومعارضة مستمرة

وتشهد العوامية بشكل مستمر حركات احتجاجية وتظاهرات سياسية تطالب بالاصلاح، يقول احد منظمي التظاهرات خلال حديثة لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) "نريد ان نعيش بكرامة وحرية فهناك حقوق مسلوبة وعلينا ان نطالب بها حتى لو كان الحصول عليها صعبا لكنه حق شرعي لنا في وجود حكومة عادلة لا تتعامل مع شعبوها على اسس طائفية وتمييز طائفي". ويضيف، "لن نركع ولن نخضع أبدا وسنبقى ننادي هذا الشعب لا تداس كرامته". وينوه، "احتجاجاتنا سلمية ومطالبنا مشروعة".

وتقول مراسلة (شبكة النبأ المعلوماتية) ان شباب العوامية اطلقوا على الشبكة العنكبوتية موقع اخباريا ينقل تفاصيل الاحداث السياسية والاجتماعية للرأي العام، والمجتمع الدولي.

وتضيف، يتعرض الموقع الى الحجب بشكل مستمر من قبل السلطات السعودية. وتنوه، الا ان في كل مرة ينجح المشرفون على الموقع خرق الحجب.

أحداث البحرين

وشهدت المدينة مؤخرا العديد من الاضطرابات على خلفية اجتياح الجيش السعودي لجزيرة البحرين، عقب الانتفاضة الشعبية المطالبة بالاصلاح، وقيام تلك القوات بقمع المحتجين.

ويسود العوامية بعد قيام سكانها بتظاهرات منددة بالاجراء السعودي توترات غير مسبوقة، قامت على اثرها القوات السعودية بمحاصرتها بالدبابات والآليات الثقيلة، الا ان ذلك لم يحد من حدوث مناوشات واشتباكات بين قوى الامن والمحتجين من اهالي المدينة، بحسب شهود عيان.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/آيار/2011 - 3/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م