شبكة النبأ: أثار قتل اسامة بن لادن
زعيم القاعدة وهو أعزل مخاوف من ان تكون الولايات المتحدة تجاوزت
الحدود حين تصرفت كشرطي وقاض ونفذت حكم الاعدام في أكثر الرجال
المطلوبين في العالم.
لكن بالنسبة لعدد من الزعماء المسلمين كانت القضية الاكثر اثارة
للجدل هي دفن جثمان بن لادن في البحر وهو ما يخالف الممارسات الاسلامية
المتعارف عليها.
وفيما ابتهج الكثيرون لمقتله، لوحظ امتعاض الجماعات السلفية من ذلك
بشدة، وبات آخرون ينقبون عما يعتبروه انتهاكا لحقوق بن لادن الدينية
والإنسانية، معتبرين ان ما جرى هي عملية اغتيال همجية لا اكثر!
تساؤلات بشأن قتل بن لادن
فقد أعلن البيت الابيض الامريكي ان زعيم القاعدة قاوم الفريق
الامريكي الذي اقتحم مخبأه في باكستان وانه ثارت مخاوف من ان " يقاوم
عملية الاعتقال." وامتنع جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض عن تحديد
نوع المقاومة التي أبداها بن لادن لكنه قال "توقعنا قدرا كبيرا من
المقاومة ولقينا قدرا كبيرا من المقاومة. كان هناك كثيرون اخرون مسلحون...
في المجمع." وقال "المقاومة لا تقتضي ان تكون بسلاح ناري. وانا علي
يقين ان مزيدا من التفاصيل سيكشف عنه حينما يصبح متاحا."
وعلق هيلموت شميت المستشار الالماني السابق على العملية وقال
للتلفزيون الالماني انه قد تكون لها عواقب غير محسوبة على العالم
العربي في وقت يشهد فيه اضطرابات. واستطرد "هذا انتهاك واضح للقانون
الدولي."
وتبنى نفس الرأي جيفري روبرتسون المحامي الاسترالي البارز المدافع
عن حقوق الانسان والذي قال لتلفزيون هيئة الاذاعة الاسترالية في
تصريحات من لندن " هذا ليس عدلا. هذا تحريف للمعنى فالعدالة تعني تقديم
شخص ما للمحكمة واثبات ادانته بالادلة واصدار الحكم عليه."
وتابع "هذا الرجل أعدم في اطار محاكمة صورية بل ان ما يتضح الان بعد
قدر ليس بالقليل من المعلومات المغلوطة من البيت الابيض ان ربما ما حدث
كان عملية اغتيال بدم بارد."
وقال روبرتسون انه كان من الواجب محاكمة بن لادن مثلما حوكم
النازيون في الحرب العالمية الثانية في نورمبرج او مثل محاكمة الرئيس
اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش بتهمة ارتكاب جرائم حرب في
لاهاي بعد اعتقاله عام 2001 .
واستطرد متحدثا عن بن لادن "اخر شيء كان يريده هو ان يمثل للمحاكمة
ويدان وينهي حياته في سجن بولاية نيويورك. لكنه حصل على ما يريده تماما.
ان يقتل في الجهاد ويدخل الجنة ولقد أعطاه الامريكيون ذلك."
وقال خيرت جان نوبس خبير القانون الدولي المقيم في هولندا انه كان
ينبغي اعتقال بن لادن وترحيله الى الولايات المتحدة. واستطرد "الامريكيون
يقولون انهم في حرب مع الارهاب وان بامكانهم القضاء على معارضيهم في
أرض المعركة... لكن هذا القول لا يستقيم في الاطار الرسمي البحت." وقال
سيد احمد بخاري وهو رجل دين مسلم بارز في العاصمة الهندية ان القوات
الامريكية كان بوسعها اعتقال بن لادن بسهولة.
وقال "أمريكا تروج لقانون الغاب في كل مكان سواء في أفغانستان او
العراق او باكستان او ليبيا. الناس التزموا الصمت طويلا لكنها الان
تجاوزت كل الحدود."
وقال سون هاد المتحدث باسم جماعة أنصار التوحيد التي أسسها رجل
الدين الاندونيسي ابو بكر باعشير ان بن لادن أصبح شهيدا.
وقال "في حكم الاسلام حين يقتل رجل وهو يحارب من اجل الاسلام سيتبوأ
أعلى مكانة يصلها الانسان بعد الرسل وهي مكانة الشهداء. اسامة قاتل من
اجل الاسلام ومن أجل الشريعة."
لكن بالنسبة لكثير من الزعماء المسلمين كان مثار القلق الاكبر هو
القاء جثة بن لادن في البحر لا دفنه في الارض. وقال مسؤولون امريكيون
ان زعيم تنظيم القاعدة دفن في البحر من على ظهر حاملة طائرات امريكية
في شمال بحر العرب بعد اتمام الغسل واجراءات الدفن وفقا للشعائر
الاسلامية.
واعلن البيت الابيض ايضا ان رجال الكومندوس عثروا على "بن لادن
وعائلته في الطابقين الثاني والثالث من المبنى".
وقال ان عائلتين اخريين هما عائلة ناقل بريد بن لادن وعائلة شقيقه
كانتا تعيشان ايضا في المبنى: "الاولى في الطابق الاول من المبنى الذي
كانت تقطن فيه عائلة بن لادن والاخرى في بناء اخر" ملاصق لمقر اقامة بن
لادن.
وحطت مروحيتان مع فريقي كوماندوس. دخل الفريق الاول المبنى الرئيسي
وصعد افراده الى الطابق الثالث والفريق الاخر تكفل بالمبنى الاخر.
وقال السعودي عبد المحسن العبيكان وهو مستشار للديوان الملكي
السعودي ان هذا لم يكن دفنا اسلاميا فالمسلم يدفن في الارض اذا مات على
الارض مثل باقي البشر.
وقال عامدان عضو مجلس العلماء في اندونيسيا اكبر دولة اسلامية من
حيث تعداد السكان ان عملية الدفن تثير قلقه أكثر من عملية القتل ذاتها.
وقال "دفن شخص ما في البحر يحدث في وضع استثنائي للغاية. فهل كان الوضع
كذلك؟"
وأضاف "اذا لم تستطع الولايات المتحدة تفسير ذلك سيبدو الامر
كالتخلص من حيوان وهذا معناه عدم احترام للانسان... ما فعلوه يمكن أن
يثير مزيدا من مشاعر الاستياء بين أنصار اسامة."
عائلة بن لادن تلتزم الصمت بعد مقتله
من جهتها تطرقت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى موقف عائلة بن
لادن السعودية بعد مقتله، وقالت إن أقاربه التزموا الصمت المطلق بعد
الكشف عن مزيد من التفاصيل حول ما أصاب عائلته فى الغارة الأمريكية على
مدينة أبوت أباد الباكستانية التى أدت إلى مقتله.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين أمريكيين قاموا بتعديل نسختهم
الأولية للأحداث ليكشفوا عن أن المرأة التى قتلت خلال الهجوم على
المجمع الذى اختبأ فيه بن لادن لم تكن زوجته ولم تستخدم كدرع بشرى.
ويعتقد أن امرأة أخرى يمنية هى زوجته قد أصيبت عندما واجهت القوات
الأمريكية وتم معالجتها فى منشأة عسكرية فى المدينة، كما قتل خالد نجل
بن لادن وهو فى أوائل العشرينات فى هذه الغارة أيضا. ويعتقد أن خالد
كان بصحبة والده فى أفغانستان خلال الغزو الأمريكى عام 2001.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مختلفة قولها، إن بن لادن كان لديه أربع "أو
خمس!" زوجات وما بين 12 إلى 26 ابن وابنة، وكانت زوجته الرابعة أمل
الأحمد سداح يمنية وتزوجها فى قندهار فى أواخر التسعينيات، ويعتقد أنها
عادت إلى اليمن عام 2001، وقيل إن الزوجين أنجبا ولدين وبنت.
وتشير الصحيفة إلى أن عائلة بن لادن كبيرة والعلاقات فيها معقدة
بفضل حقيقة أن الكثيرين تبرءوا منه بعد أن تم تجريده من الجنسية
السعودية عام 1994 للاشتباه فى قيامه بأنشطة إرهابية ولانتقاده العائلة
المالكة السعودية.
باكستان تتعرض لمزيد من الضغوط
فيما واجهت باكستان ضغوطا متزايدة لتقديم تفسير عن كيفية تمكن أبرز
الرجال المطلوبين في العالم من العيش طوال سنوات في بلدة ابوت اباد
التي تشبه الحصن العسكري ولا تبعد عن العاصمة اسلام اباد سوى بنحو 60
كيلومترا. وتنفي باكستان انها وفرت ملاذا لبن لادن.
والكشف عن ان بن لادن كان أعزل يتناقض فيما يبدو مع ما قاله مسؤول
أمن امريكي من قبل بأن زعيم القاعدة "شارك" في تبادل اطلاق نار مع قوات
الكوماندوس الامريكية التي نقلتها طائرات هليكوبتر.
وبينما اشادت اسلام اباد بقتل بن لادن ووصفته بالحدث المهم في الحرب
على الارهاب قالت وزارة الخارجية ان باكستان عبرت عن "مخاوف عميقة"
بسبب تنفيذ العملية دون اخبارها بها مسبقا.
ونفت باكستان أي علم مسبق لها بالغارة الامريكية التي قتلت زعيم
تنظيم القاعدة لكنها قالت انها تتبادل المعلومات مع المخابرات المركزية
الامريكية بشأن المجمع المستهدف منذ عام 2009 .
وقالت الوزارة في بيان مطول "لم تستخدم القوات الامريكية أي قاعدة
أو منشأة داخل باكستان. كما لم يقدم الجيش الباكستاني أي مساعدة تتعلق
بالعمليات أو بالامداد والتموين لتلك العملية التي نفذتها القوات
الامريكية."
وقالت وكالة المخابرات المركزية الامريكية انها لم تطلع باكستان على
العملية خوفا من وصول المعلومات الى بن لادن وهو ما يكشف عن انعدام
الثقة بين الحليفين المفترضين.
وتعرضت باكستان لمزيد من الضغوط الدولية وثارت تساؤلات حول مدى قدرة
أجهزتها الامنية على الامساك ببن لادن او انها كانت تعرف اين يختبيء او
ربما كانت متواطئة معه.
وقال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني في حديث مع هيئة الاذاعة
البريطانية (بي.بي.سي) ان على اسلام اباد ان تجيب على اسئلة متعلقة بما
اسماه "شبكة الدعم" لزعيم القاعدة في البلاد.
بوش يرفض دعوة اوباما للاحتفال
الى ذلك قال مكتب الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ان بوش رفض دعوة
من الرئيس الحالي باراك اوباما لحضور حفل في نيويورك بمناسبة مقتل
اسامة بن لادن.
وقال ديفيد شيرزر المتحدث باسم بوش "يشكر (بوش) توجيه الدعوة له
لكنه اختار البقاء بعيدا عن دائرة الضوء بعد تركه الرئاسة."
وتحدث اوباما في موقع "جراوند زيرو" بمدينة نيويورك ويلتقي مع
عائلات بعض ضحايا هجمات 11 من سبتمبر ايلول التي شنها تنظيم القاعدة
عام 2001 . بحسب رويترز.
واتصل اوباما ببوش ليخبره بالمداهمة الناجحة على المجمع الذي كان
يختبىء فيه ابن لادن واصدر بوش بيانا يهنىء فيه الرئيس والجيش الامريكي
ووكالات الاستخبارات على "الانجاز الكبير". وقال شيرزر ان بوش "مستمر
في الاحتفال مع جميع الامريكيين بهذا الانتصار في الحرب على الارهاب."
وبدأ بوش حملة للقبض على بن لادن بعد هجمات 11 من سبتمبر التي
استهدفت نيويورك وواشنطن لكنه لم يستطع تحقيق هذا حتى انتهاء فترتي
رئاسته.
الحرب الافغانية
من جانب آخر اعترف مسؤولو الادارة الامريكية بان عدد نشطاء القاعدة
في افغانستان تضاءل وربما لا يتجاوز بضع عشرات. ولكنهم حذروا من أن
السماح بعودة حركة طالبان للسلطة قد يتيح استغلال البلاد كملاذ آمن
للمتشددين من جديد مما يعرض الولايات المتحدة لخطر هجوم اخر على غرار
ما حدث في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 .
وربما يقوض مقتل بن لادن -أقوى رموز التشدد الاسلامي- دعم الشعب
الامريكي وأعضاء الكونجرس للحرب في افغانستان بصورة أكبر قبل الموعد
المحدد لخفض القوات في يوليو تموز.
وقال دانييل سيروار الاستاذ بجامعة جونز هوبكنز "السؤال الذي ينبغي
ان يطرح الآن.. هل يمكن حماية مصالحنا الحيوية وخفض ( القوات) اسرع مما
خططنا له؟"
ويعتقد محللون امريكيون ان بن لادن لم يعد يلعب دورا رئيسيا في
عمليات القاعدة منذ فترة طويلة. ونتيجة لذلك يعتقد كثيرون ان مقتله قد
لا يساعد كثيرا على تقليص المخاطر الآتية من المنطقة وبصفة خاصة
المخاوف من انزلاق افغانستان الى حالة من الفوضى.
وحرص البيت الابيض يوم الثلاثاء على عدم اثارة تكهنات بشأن انسحاب
أسرع من أفغانستان رغم ان المسؤولين تحدثوا عن مقتل بن لادن بوصفه
تطورا يبعث برسالة قوية للقاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان الخطة التي وضعها
اوباما للخروج من افغانستان "باقية في مسارها" وكرر موعد يوليو تموز
2011 ليبدأ في ذلك الحين سحب محدود للقوات الامريكية. وقال كارني "ستتحدد
وتيرة خفض القوات حسب الظروف على ارض الواقع." وكرر السناتور
الديمقراطي جون كيري الحليف الوثيق لاوباما نفس الرأي.
وقال كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي "بعد
مقتل بن لادن سيتساءل البعض لماذا لا نحزم متاعنا ونرحل. لا يمكن ان
نفعل ذلك." بحسب رويترز.
ورغم ذلك ربما يجد الامريكيون الذين سئموا الحرب صعوبة أكبر في قبول
استمرار التواجد الضخم في افغانستان. وكان اوباما هو شخصيا الذي اصدر
تعليمات خلال مناقشة استراتيجية البيت الابيض عام 2009 بقصر المهمة
الامريكية على محاربة القاعدة واضعاف طالبان وليس هزيمة التمرد كليا في
افغانستان.
ومنذ عام 2009 كان ثمة خلافات داخل الادارة الامريكية بشان
افغانستان واعتقد خبراء انها ستعود للظهور من جديد مع اقتراب موعد
الانسحاب في يوليو 2011 .
ويصر مسؤولو البيت الابيض على تحقيق وعد اوباما ببدء سحب القوات حتى
ولو كان رمزيا. ويتوقع ان يوصي كثيرون في الجيش بتوجه حذر نحو خفض عدد
القوات. وتعرض اوباما لانتقادات لما اعتبره البعض تخبطا ومحاولة للتوصل
الى حل وسط بين وجهات النظر المتعارضة لاعضاء فريقه.
وانحاز السناتور ريتشارد لوجار العضو الجمهوري البارز بلجنة
العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لجانب المشككين في الحرب وقال انه
ينبغي على اوباما ان يطرح "تحليلا رصينا لما يمكن انجازه" في افغانستان.
وقال لوجار "مع تفكك القاعدة الى حد كبير في البلاد رغم انها نشطة
في بعض الاماكن فان افغانستان لا تمثل قيمة استراتيجية تبرر وجود 100
ألف جندي امريكي بتكلفة سنوية مئة مليار دولار في العام بصفة خاصة في
ظل القيود المالية الحالية."
وقال بيتر فيفار المسؤول في الادارة السابقة للرئيس جورج بوش ان
مقتل بن لادن سيؤدي على ما يبدو لتمسك كل جانب برأيه مما ينذر بجدل
محموم هذا الصيف.
وقال فيفار الاستاذ بجامعة ديوك حاليا "من كانوا يقولون قبل اسبوعين
ان الوقت قد حان لاعلان النصر في افغانستان.. يقولون الان لقد حان
الوقت لاعلان النصر والرحيل من هناك." ويستغل بعض مؤيدي الحرب النبأ
كذريعة لاستغلال الزخم والمضي قدما لتحقيق نصر في افغانستان. وأضاف
فيفار "اذا كنت من مستشاري اوباما ساقول.. استمتع بهذ النصر المستحق
ولكن في الاسبوع المقبل ستظل جميع الخيارات الصعبة في افغانستان صعبة."
تحسن رأي الامريكيين في أوباما
من ناحية اخرى اظهر استطلاع أجرته رويترز بالتعاون مع مركز ابسوس
وأعلنت نتائجه ان مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة عزز شعبية
الرئيس الامريكي باراك أوباما وحسن اراء الامريكيين في مهاراته
القيادية وجهوده لمكافحة الارهاب.
ويقول نحو اربعة من كل عشرة امريكيين ان اراءهم تحسنت في اوباما
بعدما امر بالعملية العسكرية الناجحة التي نفذت صباح الاثنين في
باكستان لقتل بن لادن العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على
نيويورك وواشنطن.
وقد يكون تحسن شعبية اوباما جراء مقتل بن لادن قصير الامد مع تركيز
الناخبين مرة اخرى على الاقتصاد والبطالة وهما من اكبر ما يشغل بال
الامريكيين قبيل حملة الانتخابات التي ستجرى في 2012.
وقالت جوليا كلارك من مؤسسة ابسوس لاستطلاعات الرأي "لا دليل على ان
تحسن شعبيته سيستمر حتى الانتخابات لكن حدثا مثل هذا قد يحسن وضع
اوباما كقائد عسكري ويعطيه مزيدا من السلطة."
وقد يوجه ذلك ضربة طويلة الامد لجهود الجمهوريين لتصوير اوباما
كشخصية ضعيفة وغير حاسمة فيما يتعلق بالامن القومي خاصة بعد انتقاده
بالبطء في رد الفعل على احتجاجات "ربيع العرب" في الشرق الاوسط وشمال
افريقيا. وقالت كلارك "الطريقة التي ننظر بها الى اوباما قد تتغير وهذا
سيساعده على الامد الطويل."
وتراجعت شعبية اوباما الى نحو 45 في المئة في الاسابيع الاخيرة مع
زيادة تشاؤم الناخبين بشأن المستقبل وغضبهم من ارتفاع اسعار البنزين.
ومن المرجح ان تكون اكبر مهمة لاوباما خلال الحملة هي اقناع
الامريكيين بأنه يتجه بالبلاد نحو انتعاش اقتصادي ومعاودة التواصل مع
الشبان ومن ينتخبون للمرة الاولى الذين ساعدوا في دفعه الى الفوز عام
2008.
واظهر الاستطلاع ان 39 في المئة من الامريكيين قالوا ان صورة اوباما
كقائد تحسنت في حين قال 52 في المئة انها لم تتغير بينما قال عشرة في
المئة انها ساءت.
وقال 42 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أيضا ان رأيهم تحسن
أيضا في معالجة أوباما لجهود مكافحة الارهاب مقابل 50 في المئة قالوا
انه لم يتغير بينما قال سبعة في المئة انه ساء.
وقال نحو واحد من كل خمسة جمهوريين ان اراءهم في اوباما تحسنت بعد
مقتل بن لادن مقابل نحو ربع المستقلين واكثر من نصف الديمقراطيين.
وقالت كلارك "حتى مع شعور واحد فقط من كل خمسة جمهوريين بمشاعر أكثر
ايجابية بشأن اوباما فمن المؤكد تقريبا ان يضمن ذلك ارتفاعا قصير الامد
في شعبيته."
وسجلت نسبة التأييد للجيش والمخابرات زيادة اكبر حيث قال نحو ثلثي
الامريكيين ان اراءهم في المؤسستين تحسنت.
ويعتقد 32 في المئة من الامريكيين أن أوباما صاحب الفضل الاكبر في
هجوم القوات الامريكية الخاصة على مجمع بن لادن في باكستان في حين منح
13 في المئة الفضل للرئيس السابق جورج بوش.
وقال 25 في المئة اخرون ان كليهما لا يستحقان الفضل الاكبر في ذلك
وقالت كلارك "يمكننا افتراض ان هؤلاء الناس يعتقدون ان الجيش وربما
وكالات المخابرات هي التي تستحق ان ينسب اليها الفضل."
ويقول ثلث الامريكيين انهم غدوا بعد مقتل بن لادن أكثر تأييدا
لاحتجاز الاشخاص المشتبه بضلوعهم في الارهاب دون محاكمة في سجن
جوانتانامو في كوبا.
وقال 68 في المئة من الامريكيين انهم يشعرون بنفس درجة الامن تقريبا
التي كانوا يشعرون بها قبل مقتل بن لادن في حين قال 18 في المئة انهم
يشعرون بمزيد من الامن وقال 14 في المئة أنهم اقل أمنا. وأجري
الاستطلاع وشارك فيه 1010 بالغين في الولايات المتحدة من خلال الانترنت.
نابولي تصمم تماثيل صغيرة لأوباما وهو يحمل
رأس بن لادن
من جهتهم مصنعو التماثيل الصغيرة في نابولي الذين يستفيدون دائما من
الحدث لابتداع تماثيلهم، صمموا الإثنين سريعا تمثالا للرئيس الأميركي
باراك أوباما وهو يحمل رأس أسامة بن لادن، فور الإعلان عن مقتل زعيم
القاعدة.
والتمثال الصغير المصنوع من الفخار والملون يدويا يمثل الرئيس
الأميركي مبتسما وهو يرتدي بزته الرسمية في حين يحمل رأس الإرهابي
المطلوب مع عمامته ويرسم شارة النصر. بحسب فرانس برس.
ويشتهر مصنعو التماثيل الصغيرة في نابولي بسرعتهم وقدرتهم على ترجمة
المواضيع الآنية والطارئة في أعمالهم الحرفية، كما في كانون الأول/ديسمبر
2009 عند الاعتداء على رئيس الحكومة الإيطالي سيلفيو برلوسكوني. فقد
صنعوا سريعا جدا تمثالا مدمى الوجه.
أميركي يحلق لحيته لأول مرة منذ 11 سبتمبر
من جهته حلق مدرّس أميركي لحيته التي تعهد بتركها منذ هجمات 11
أيلول/سبتمبر 2001 متعهداً بعدم حلقها حتى معاقبة زعيم القاعدة أسامة
بن لادن. وقال غاري ويدل (50 عاماً) من "إيست ويناتشي" انه توقف عن حلق
لحيته بعد الهجمات الإرهابية وتعهد بتركها إلى حين تتحقق العدالة بمقتل
بن لادن أو اعتقاله، معترفاً أنه اعتقد أن الأمر لن يطول أكثر من ستة
أشهر.
ونقلت صحيفة "كابيتل برس" عن ويدل قوله عن ردة فعله حين علم بمقتل
زعيم القاعدة "أمضيت الدقائق الخمس الأولى وأنا أبكي. وكان من الصعب
عليّ التخلص منها سريعاً"، مشيراً إلى أن طولها بلغ حوالي 38 سنتيمتراً.
بحسب يونايتد برس.
وقالت زوجته دونيتا انها حاولت إقناع زوجها بحلق لحيته قبل الآن
لأنها طالت كثيراً إلاّ أنه رفض لأنه كان ملتزماً بالعهد الذي قطعه على
نفسه. وأشارت إلى أن زوجها "يبدو أصغر بعشر سنوات. كانت لحظة سعيدة لنا
وللأمة كلها".
صفحة "وفاة أسامة بن لادن" تحطم أرقام
الفيسبوك
وفيما تواصل الأنباء المتعلقة بمقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن
لادن، جذب الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جذبت صفحة
بعنوان "وفاة بن لادن"، على موقع "فيسبوك"، أكثر من 150 ألف شخص، بعد
أقل من ساعتين من ظهور أول تقارير تتحدث عن مقتله.
وما زالت الصفحة، التي ظهرت على الموقع الاجتماعي الشهير، في نفس
توقيت إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مقتل بن لادن، في جذب
المزيد من الزائرين كل دقيقة، حتى وصل عدد "المعجبين"، حتى ظهر
الأربعاء، بتوقيت إمارة دبي، إلى ما يقرب من 500 ألف زائر.
كما تضمنت صفحة Osama Bin Laden is DEAD الآلاف من التعليقات وروابط
الفيديو الخاصة بالتقارير والأنباء المتعلقة بمقتل المطلوب الأول
للولايات المتحدة، والذي تتهمه السلطات الأمريكية بالوقوف وراء هجمات
11 سبتمبر/ أيلول 2001 على واشنطن ونيويورك. بحسب السي ان ان.
ومن المثير للاهتمام، أن الصفحة تبدو وكأنها قد تم الإعداد لها بشكل
جيد، في طريقة قد تنم عن أنها تم التجهيز لها قبل وقت من إعلان
الولايات المتحدة عن مقتل بن لادن، صباح الأحد الماضي، مما يغذي
التكهنات بأن الرجل ربما قُتل قبل وقت ليس بقصير، على هذا الإعلان.
فيلم هوليوودي
كما بدأت استيودهات الأفلام في هوليوود بالإعداد لفيلم جديد حول
مقتل المطلوب رقم واحد في العالم، والأشهر في التاريخ.
وذكرت مجلة "فرايتي" وموقع "هوليوود ريبورتر" أن المخرجة كاثرين
بيغيلو والمنتج مارك بوال الذين قدما فيلم "خزانة الألم" حول الحرب في
العراق الفائز بـ6 جوائز أوسكار في العام 2009، يستعدان لبدء تصوير
الفيلم عن بن لادن هذا الصيف. ومن المرجح أن يحمل الفيلم اسم "اقتل بن
لادن" Kill Bin Laden.
وذكر موقع "ريبورتر" إنه كان يتم الإعداد للفيلم في السابق ويروي
محاولة أميركية سرية لاغتيال زعيم القاعدة، غير أنه بعد الإعلان عن
مقتل بن لادن، سيضم الفيلم الجديد العملية التي استمرت 40 دقيقة التي
أدت إلى القضاء عليه في مجمع قرب إسلام أباد الأحد. بحسب يونايتد برس.
وقالت مجلة "فرايتي" إن باول كان يعتزم التوجه إلى أفغانستان للبحث
عن مواقع مناسبة للتصوير الأسبوع المقبل غير أنه أجل سفره بعد الإعلان
عن مقتل بن لادن، واشارت إلى ان المنتجان يرغبان في انتظار ردة فعل
العالم العربي على مقتل زعيم القاعدة. ويتوقع أن يشارك الممثل
الاسترالي جويل إيدغيرتون في الفيلم. |