باكستان والصفعة المزدوجة... فقدان بن لادن وتبدد المصداقية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: دون ادني شك باتت باكستان في أحرج موقف شهدها تاريخها الحديث، عقب مقتل بن لادن بهذه الظروف التي اثارت العديد من الاتهامات حول مدى جدية اسلام آباد في مواجهة الإرهاب، لو تم التغاضي عن بعض من يتهمها بدعم القاعدة بشكل مباشر، مما قد يرجح بشكل وآخر كفة الكثير من التصريحات السابقة حول حقيقة الموقف الباكستاني.

فتلك الدولة التي رعت ومولت الجماعات الإسلامية المتطرفة على مدى عقود، لن تستطيع الان دحض ادلة إيوائها لابن لادن وتستر اجهزة استخباراتها عليه بعد ما تم التعرف على مكان إقامته القريب من العاصمة.

الا ان واشنطن تدرك ان موقف قواتها في افغانستان لا يسمح بأي تصعيد مع تلك اسلام آباد، بالاضافة الى عدم استعدادها لخسارة تلك الدولة بسبب خطايا بعض اجهزتها المخترقة، تاركة للساسة الباكستانيين الاعتبار من الدرس بعد ان تلقت دولة صفعة مزدوجة، سيما بعد فقدانها ثقة الغرب بشكل نهائي، الى جانب خسارتها ورقة ضغط كانت كما يبدو تسعى للاحتفاظ بها الى قدر مسمى لغاية في نفس يعقوب.

احراج في باكستان

فلم تشهد باكستان احتجاجات او اجراءات امن اضافية وذلك بعد قتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في غارة شنها كوماندوس امريكيون وانما فقط شعور بالاحراج واللامبالاة لتمكن بن لادن الاختباء لسنوات في بلدة بها حامية عسكرية باكستانية.

وقالت صحيفة ذا نيوز في مقال افتتاحي"اخفاق باكستان في اكتشاف وجود اهم رجل مطلوب في العالم امر مروع" لتعكس بذلك الاتجاه العام في وسائل الاعلام حيث توقع بعض المعلقين بان تقوم واشنطن بعمل لاظهار استيائها من اسلام اباد.

وقتل بن لادن بالرصاص في ساعة مبكرة من صباح الاثنين على يد قوات امريكية خاصة نزلت من طائرات هليكوبتر داخل المجمع الذي كان يعيش فيه بن لادن منذ عام 2005.

وكان يعتقد منذ فترة طويلة انه يختبيء في الحزام القبلي الباكستاني الذي تسوده الفوضى في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع افغانستان ومن ثم فقد جاء اختباؤه في بلدة لا تبعد سوى اقل من ساعتين بالسيارة من اسلام اباد وعلى مرمى حجر فقط من اكاديمية عسكرية مفاجأة لكثيرين.

وكتب الرئيس الباكستاني اصف على زرداري في صحيفة واشنطن بوست يوم الاثنين قائلا انه لم يتم اشراك قوات الامن الباكستانية في الغارة التي وقعت في بلدة ابوت اباد واصر على ان السلطات كانت تعتقد بانه موجود في مكان اخر.

ولكن زرداري لم يخاطب شعب بلد تتزايد فيه المشاعر المناهضة للامريكيين مما دفع احد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي على الانترنت تويتر "اهم رجل مطلوب في العالم يقتل في الاراضي الباكستانية والرئيس لا يخاطب شعبه وبدلا من ذلك يكتب مقالا لامريكا."

ونظمت جماعات متشددة مظاهرات صغيرة جدا بعد قتل بن لادن ولكن الامور سارت كالمعتاد في العاصمة الباكستانية دون اي ما يشير الى زيادة الاجراءات الامنية. ولكن في كراتشي اكبر مدن باكستان من المتوقع تنظيم احتجاج ضد " زيادة التدخل الامريكي" في باكستان.

ومع ذلك قال باكستانيون عاديون كثيرون ان قتل بن لادن ليس له تبعات بالنسبة لهم. وقال زين خان وهو عامل في مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان"لا يشكل ذلك فرقا بالنسبة لحياتي سواء قتل ام لا ." بحسب رويترز.

وعلى الرغم من ان تحالف اسلام اباد مع واشنطن لا يحظى بشعبية ولاسيما بعد حملة هجمات شنتها طائرات امريكية بلا طيار على اهداف لمتشددين في المناطق الحدودية فقد مل كثيرون ايضا من التفجيرات الانتحارية التي تهز البلاد منذ سنوات.

وقال المعلق ايجاز حيدر ان بن لادن"لا يحظى بشعبية كبيرة اليوم لان الناس الذين قتلوا في اعمال عنف لها صلة بالقاعدة." وقال اللفتنانت جنرال حامد جول القائد السابق لوكالة المخابرات الباكستانية ان رد الفعل الفوري كان غير قوي لان الباكستانيين لم يتالفوا مع ايدولوجية القاعدة. ولكن هناك غضبا يتصاعد بسبب خرق القوات الامريكية التي نفذت الغارة لسيادة باكستان. وقال جور لرويترز ان "هذه اهانة لدولة بها 180 مليون نسمة.

غاضب جدا من جيشه

ولزم كل من الجيش وجهاز المخابرات الباكستانيين الصمت بشكل واضح ازاء الغارة التي اثارت شكوكا بانهما كانا يعرفان مكان اختباء بن لادن.

وقال الكاتب سلمان رشدي في مقال لصحيفة ديلي بيست ان"كثيرين منا لم يصدقوا صورة بن لادن كرجل جبال عجوز متجول ويعيش على النباتات والحشرات في كهف يصعب العيش فيه في مكان ما على الحدود الباكستانية الافغانية المليئة بالثغرات.

"رجل ضخم جدا يبلغ طوله ستة اقدام اربع بوصات في بلد يتراوح فيه طول الذكر العادي نحو خمسة اقدام ثماني بوصات يتجول دون ان يلحظه احد لعشرات السنين في الوقت الذي تبحث فيه الاقمار الصناعية فوق الارض عنه." واضاف ان باكستان تواجه اسئلة صعبة و"اذا لم تقدم تلك الاجابات فربما يكون الوقت قد حان لاعلانها دولة ارهابية.."

واتهمت واشنطن في الماضي باكستان بالافتقار الى العزيمة لاستئصال شأفة المتشددين وبالحفاظ على علاقات مع مقاتلين يستهدفون القوات الامريكية في افغانستان المجاورة.

وفي اكتوبر تشرين الاول 2009 اعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن قلقها من عدم ضبط بن لادن ومتشددين بارزين اخرين حتى الان واشارت الى تواطؤ باكستاني.

وخلال ساعات من العملية التي ادت الى قتل بن لادن تساءل نواب امريكيون عن كيفية تمكن بن لادن من الاقامة في منطقة سكنية بباكستان دون ان يعرف احد في السلطة ذلك ربما لسنوات. وقال البعض ان الوقت حان لمراجعة المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لباكستان ويبلغ حجمها مليارات.

وقال زرداري في واشنطن بوست ان باكستان كانت ضحية بشكل كبير مثل اي دولة ونفى اي اعتقاد بان السلطات الباكستانية اخفقت في القيام بعمل. ولكن صحفا قالت ان الغارة ستثير مزيدا من التساؤلات بشأن دور باكستان كحليف في مكافحة الارهاب.

ازدياد الشكوك

من جهتها قالت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الاميركية ان حقيقة ان اسامة بن لادن زعيم "القاعدة" عثر عليه في مكان قريب من العاصمة الباكستانية يمكن ان يثير تساؤلات جديدة في واشنطن بشأن مدى علم قوات الامن الباكستانية بمكان وجوده. وكتب مراسل الصحيفة اليكس رودريغيز تقريراً عن ذلك من اسلام اباد هذا نصه:

"ان كون اسامة بن لادن قد قتل ليس في المناطق القبلية السيئة (بادلاندز) في شمال غربي باكستان وانما في مدينة صغيرة الى الشمال قليلاً من العاصمة هو امر من المرجح ان يثير شكوكا جديدة في واشنطن بشأن مدى ما كانت المؤسسة الأمنية في باكستان تعرفه عن مكان وجوده – وما اذا كان بعض عناصرها قد ساعده.

لسنوات طويلة ركز البحث عن بن لادن على المناطق القبلية الوعرة المتاخمة للحدود مع افغانستان. وبدلاً من ذلك قتل في مدينة ابت اباد في حي قريب من الاكاديمية العسكرية الباكستانية، مقر التدريب الذي انتج عدداً كبيراً من قادة البلاد العسكريين الاقوياء.

وحقيقة ان بن لادن عثر عليه في قلب الدولة الباكستانية هي حقيقة قد تعمق عدم الثقة بين الولايات المتحدة وحليفتها الاسمية في مكافحة الارهاب التي تتلقى مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الاميركية.

وطالما اتهم مسؤولون في واشنطن الحكومة الباكستانية واجهزتها الامنية بتوفير ملجأ ووسائل دعم اخرى للجماعات المتشددة التي كانت متحالفة تحالفاً وثيقاً مع "القاعدة" وساعدت ذلك التنظيم الارهابي في الاختباء والعمل هناك.

في تموز (يوليو) الماضي اتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الحكومة الاميركية صراحةً بانها لا تتعاون تعاملاً كاملاً في مطاردة بن لادن.

ولم تتهم كلينتون كبار المسؤولين في الحكومة (الباكستانية) بحماية زعيم "القاعدة"، لكنها قالت انها تعتقد انه لا بد ان تكون بعض عناصر الجهاز البيروقراطي على علم بمكان اختبائه.

وقال احد كبار المسؤولين الاميركيين للصحافين في البيت الابيض في وقت متقدم من ليل الاحد ان اي قوات باكستانية لم تشترك في العملية لقتل بن لادن، وان باكستان ابلغت بالمهمة مقدما.

غير ان عملاء لدى وكالة الاستخبارات الرئيسية الباكستانية لم يتأخروا في ان ينسبوا لانفسهم بعض الفضل في العملية. غير ان بعض المسؤولين الباكستانيين قالوا ان مقتل بن لادن هو دليل على ان بامكان البلدين التعاون رغم عدم الثقة التي اساء الى العلاقات بينهما.

ووافقت باكستان اخيرا في السر على عملية القصف الصاروخي بطائرات من دون طيار ضد رموز "القاعدة" و "طالبان" في الاراضي القبلية. ورغم توقف التعاون الباكستاني مع برنامج الطائرات الاميركية من دون طيار في الفترة الاخيرة، فان الكثير من قصف هذه الطائرات جرى بمساعدة العاملين في الاستخبارات الباكستانية الذين اسهموا في تحديد مواقع المتشددين.

وبامكان باكستان ان تدعي انها حققت نجاحات ضد "القاعدة" وأبرزها القبض على خالد شيخ محمد في العام 2003، وهو المخطط الرئيس لهجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) الذي القى وكلاء الاستخبارات الباكستانية القبض عليه في كراتشي، اكبر المدن الباكستانية. كما تعاون الجانبان في احتجاز كبار المسؤولين في "طالبان".

وتمكنت قوات الامن الباكستانية في كراتشي من احتجاز الملا عبد الغني بارادار، المسؤول الثاني لـ"طالبان" في افغانسان، في اوائل العام الماضي بناء على الاستخبارات التي قدمتها لهم الولايات المتحدة الاميركية.

ورغم انه كان لـ"القاعدة" انصار في المنطقة الشمالية الغربية غير المستقرة في باكستان، فان من المحتمل ان يُحتفى بمقتل بن لادن في انحاء كثيرة من البلاد.

وقال مصدر الاستخبارات الباكستانية: "كانت علاقاتنا متوترة، الا ان هذه العملية (في أبوت اباد) تعتبر دليلا على اننا نواصل العمل متكاتفين من اجل المصلحة العليا".

وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تتخذ موقفا مخالفا لوكالة الاستخبارات الاولية الباكستانية منذ القاء القبض على ريموند ديفيز، الاميركي الذي قتل اثنين من الباكستانيين قال انهما حاولا الاستيلاء على ممتلكاته في لاهور في 27 كانون الثاني (يناير).

وقد استاءت الوكالة الباكستانية لدى الكشف عن حقيقة ان ديفيز كان مقاولا لدى الوكالة الاميركية وبالتالي اوقفت العمليات المشتركة وطالبت بعدئذٍ بتخفيض عدد وكلاء الاستخبارات الاميركيين العاملين في باكستان، وبمعلومات تفصيلية عن المهمات الموكلة الى من يتبقى منهم.

وسائل اعلام باكستانية

في سياق متصل اعلنت وسائل الاعلام الباكستانية ان قتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن سيسبب احراجا للسلطات التي تواجه ضغوطا كبيرة لتفسير كيف استطاع بن لادن ان يعيش في هذا البلد دون اكتشافه لسنوات. واشار بعض المعلقين الى ان واشنطن ستقوم بتحرك لاظهار استيائها لدى السلطات.

وقالت صحيفة ذا نيوز في مقال افتتاحي"اخفاق باكستان في اكتشاف وجود اهم رجل مطلوب في العالم امر مروع."

وقالت صحيفة ديلي تايمز ان "كيفية تمكنه من الاختباء هناك دون اي عمل من جانبنا امر سيصعب اقناع الامريكيين به."

وذكرت صحيفة دون ان هذه العملية "تثير عددا كبيرا من الاسئلة بشأن مستوى التعاون مع المخابرات والجيش الباكستانيين. "هل تم الوثوق فيهما..واذا كان الامر كذلك فالى اي مدى.. هل تم مشاورتهما او اتم اخطارهما فقط.. هل لعبا اي دور في العملية."

واظهرت شبكات التلفزيون مرارا مشاهد ارشيفية لتصريحات لرئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني وزعماء اخرين بالحكومة ينفون وجود بن لادن في البلاد.

واتهمت واشنطن في الماضي باكستان بالافتقار الى العزيمة لاستئصال شأفة المتشددين وبالحفاظ على علاقات مع مقاتلين يستهدفون القوات الامريكية في افغانستان المجاورة.

وفي اكتوبر تشرين الاول 2009 اعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن قلقها من عدم ضبط بن لادن ومتشددين بارزين اخرين حتى الان واشارت الى تواطؤ باكستاني.

وخلال ساعات من العملية التي ادت الى قتل بن لادن تسائل نواب امريكيون عن كيفية تمكن بن لادن من الاقامة في منطقة سكنية بباكستان دون ان يعرف احد في السلطة ذلك ربما لسنوات. وقال البعض ان الوقت حان لمراجعة المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لباكستان ويبلغ حجمها مليارات.

لم تكن عملية مشتركة

من جانبه قال الرئيس الباكستاني اصف على زرداري في عمود رأي ان قتل قوات أمريكية اسامة بن لادن لم يكن عملية مشتركة مع باكستان. وفي مقاله في صحيفة واشنطن بوست نفى زرداري ايضا اي تكهنات بان باكستان تقاعست عن اتخاذ اجراءات لمكافحة المتشددين في أراضيها.

وقال ان مكان زعيم القاعدة الذي قتل في بلدة تبعد مسيرة نحو ساعتين الى الشمال من اسلام اباد لم يكن معروفا للسلطات الباكستانية. وكتب يقول "لم يكن في أي مكان توقعنا أن يكون فيه لكنه رحل الان."

وأضاف قوله "مع أن أحداث يوم الاحد لم تكن عملية مشتركة فان عقدا من التعاون والشراكة بين الولايات المتحدة وباكستان أدى الى القضاء على أسامة بن لادن بوصفه خطرا دائما على العالم المتحضر."

وقال الزعيم الباكستاني انه ليس صحيحا القول بأن بلاده كانت متباطئة او غير راغبة في تعقب المتشددين. وبعد ساعات من العملية التي افضت الى قتل ابن لادن تساءل مشرعون امريكيون كيف استطاع ان يعيش في منطقة مأهولة من باكستان دون أن يعلم بأمره أحد على مدى سنوات. وقال البعض انه حان الوقت لمراجعة معونات بمليارات الدولارات تقدمها الولايات المتحدة لباكستان.

وكتب زرداري يقول "لقد ذهب البعض في الصحافة الامريكية الى القول بأن باكستان كانت تفتقر الى القوة في مطاردة الارهاب او أسوأ من ذلك لم تكن صادقة او حتى قامت في الواقع بحماية الارهابيين الذين زعمنا اننا نتعقبهم." واضاف قوله "هذه التكهنات العارية من الاساس قد تكون أنباء مثيرة لكنها لا تعبر عن الواقع. باكستان لديها من الاسباب ما يجعلها تبغض القاعدة مثل اي دولة أخرى. والحرب على الارهاب هي حرب باكستان بقدر ما هي حرب امريكا ومع أنها ربما تكون قد بدأت بابن لادن فان قوى التحضر ما زالت عرضة لخظر بالغ."

كما نفى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ان يكون وجود زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في بلاده عندما قتل يعتبر علامة على تقاعس السلطات الباكستانية في الحرب على "الارهاب." وقال زرداري في مقاله إن بلاده "من اكبر ضحايا الارهاب في العالم."

وقال الرئيس الباكستاني إن بلاده، التي ما لبثت تتعرض لهجمات متوالية تستهدف المدنيين وقوات الامن، "قد دفعت ثمنا باهضا لقاء موقفها من الارهاب. فقد فقدنا عددا اكبر من الجنود من كل الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي مجتمعة، كما فقدنا الفي رجل شرطة و30 الف مدني تقريبا، وفرصة جيل كامل في التقدم الاجتماعي." ولكن زرداري اكد ان باكستان لن تثنيها تهديدات تنظيم القاعدة.

وفيما يخص نفي المسؤولين الامريكيين لأي دور باكستاني في عملية اغتيال بن لادن قال الرئيس زرداري: "بالرغم من ان البلدين لم يتعاونا في هذه العملية بالذات، فإن نجاحها في ازالة التهديد الذي كان يشكله بن لادن للعالم المتحضر كلل تعاونا وتنسيقا استمر عقدا كاملا."

الاستخبارات الباكستانية شاركت فى إخفاء بن لادن

من جهتها تساءلت صحيفة تايمز أوف انديا الهندية، فى تقرير لها عما إذا كانت هناك عناصر من الاستخبارات الباكستانية قد شاركت فى إخفاء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذى اغتالته عناصر عسكرية أمريكية أمس بإحدى المدن الباكستانية، التى لا تبعد عن العاصمة إسلام آباد أكثر من 60 كيلو مترا.

وشددت الصحيفة الهندية على أن الرئيس الأمريكى وإن كان قد أشاد بتعاون أمنى مع باكستان، إلا أنه لم يأت على ذكر أى مشاركة عسكرية باكستانية فى العملية التى كانت أمريكية خالصة.

بل أن الصحيفة نقلت عن مصادر أمريكية القول، أن العملية كانت سرية تماما ولم تعلم بها باكستان أو أى دولة أخرى.

وتذهب الصحيفة إلى القول بأن أصابع الاتهام تشير الآن إلى تورط المؤسسة العسكرية والاستخبارات الباكستانية فى حماية وإخفاء أسامة بن لادن فى السنوات الأخيرة.

بل وترى الصحيفة أن طريقة وتوقيت تنفيذ العملية ترجح أن المكان الذى كان يختبئ فيه بن لادن هو منزل أمن للاستخبارات الباكستانية،

وتستشهد الصحيفة بتصريحات لمسئولين أمريكيين يتهمون فيها المؤسسة الاستخباراتية الباكستانية بإخفاء بن لادن ومنها ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، مايو الماضى، من أنها تعتقد أنها هناك من داخل الحكومة الباكستانية من يعلم أين يختبئ بن لادن وقادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان.

وتشدد الصحيفة الهندية على أن المسئولين الأمريكيين ظلوا لسنوات يعتقدون أن بن لادن فر إلى باكستان قادما من أفغانستان وهو ما نفاه القادة الباكستانيون ومن بينهم الرئيس السابق برويز مشرف الذى رفض مزاعم المسئولين الأفغان عن هروب بن لادن إلى باكستان، لتثبت العملية صحة حديث الأمريكيين والأفغان وخطأ برويز مشرف.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الهندية الباكستانية قد شهدت الكثير من التوتر والنزاعات العسكرية منذ إعلان استقلال الهند عن بريطانيا وإنشاء دولة باكستان عام 1947.

بريطانيا تواصل تعاونها مع باكستان

الى ذلك قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ان بلاده ستواصل العمل مع باكستان لمكافحة التشدد رغم تساؤلات مثارة بشأن من كان يعرف ان اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مختبيء داخل البلاد على مقربة من العاصمة اسلام اباد.

وقال كاميرون لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "الاختيار الافضل هو التعامل مع باكستان والتعامل مع المتطرفين لا اظهار علامات اليأس والابتعاد.. هذا سيكون اختيارا كارثيا."

وسئل رئيس الوزراء البريطاني عما اذا كان مقتل بن لادن سيسمح لبريطانيا بتسريع سحب قواتها من أفغانستان فقال "من الواضح ان هذا تطورا مفيدا وان كنت لا اعتقد انه سيغير الجدول الزمني (لسحب القوات) لكن علينا ان نستخدمه كفرصة لنقول لطالبان ان هذه هي اللحظة المناسبة لان تنأى بنفسها عن القاعدة وتنبذ العنف وان تقبل بالمواد الاساسية في الدستور الافغاني." وأعلنت بريطانيا عن رغبتها في سحب قواتها القتالية من أفغانستان بحلول عام 2015 . ولديها الان هناك نحو 9500 جندي.

فيما قالت جيانغ يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ان الصين ستزيد دعمها لجهود باكستان لمكافحة الارهاب وذلك بعد يومين من تأكيد الولايات المتحدة مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قرب العاصمة الباكستانية اسلام اباد دون مساعدة من القوات الباكستانية.

وصرحت جيانغ بأن باكستان كانت "تتصدر" التهديدات الارهابية. وقالت ان الصين تدعم تطوير باكستان لحربها على الارهاب "استنادا الى الحقائق وبشروطها الخاصة." بحسب رويترز.

وترتبط الصين بعلاقات وثيقة مع باكستان يعززها قلقهما المشترك من جارتهما الهند والرغبة في الحد من تنامي النفوذ الامريكي في المنطقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/آيار/2011 - 2/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م