كان بن لادن من الأهداف الصعبة للرئيس الأميركي السابق جورج بوش،
لكن الوقت لم يسعفه، وانتهت فترة رئاسته، وترك البيت الأبيض دون أن
يستطيع القضاء عليه!.
إلا أن المهمة لم تنته، وبقي بن لادن هدفا إستراتيجيا قوميا وكان
على خلفه الرئيس أوباما أن يستمر بملاحقة أسامة بن لادن حتى يقضي عليه
كما تم القضاء على صدام حسين.
بذور الارهاب انتشرت بنشوة الجهاد بين الشباب الضائع في الدول
العربية، حيث تخرج الروح من المخيلة الأفيونية فتنتج عملية انتحارية
تزهق أرواح الأبرياء، وتشوه صورة الاسلام، وبن لادن كان رمزا للارهاب
وليس الجهاد، ولا يمكن اعتباره مجاهدا حتى لو أن العدو لجأ الى نفس
الأسلوب بالتعامل معنا، لأن الاسلام يرفض الانتحار!.
عبدالرحمن بن ملجم كان إرهابيا انتحاريا مجرما وعقابه لم يتعد ضربة
واحدة، ولولا ان القدر الإلهي كتب الشهادة للامام علي، عليه السلام،
لعفا عنه وأخلى سبيله!.
لذا فإن الحرب على الارهاب أدخلت السرور على قلوب المسلمين قبل
الغرب إلا البعض المنتمين للحركات المتطرفة وبدأت الحرب داخل أميركا
وارتفع مؤشر حالة الحذر في سائر الولايات الى الدرجة القصوى ثم امتدت
الى معاقل الارهاب في بقية دول العالم حتى تمت محاصرة الارهابيين، ومن
لم يقتل تم حصره في محطة غوانتانامو البحرية حيث لا مواثيق جنيف ولا
قوانين الدستور الاميركي تطبق في هذه المنطقة!.
في مقابلة مع الشيخ عبدالله ابن الشيخ عمر عبدالرحمن (حكم عليه
بالسجن المؤبد بسبب أول هجوم على مركز التجارة العالمي في اميركا عام
1993) صرح قائلا: «إنني أدعو اسامة بن لادن إلى إدراك أن الحرب ليست ضد
اميركا فإذا كان يريد أن يحارب من أجل الفلسطينيين فعليه أن يحارب في
فلسطين» (نيوزويك يوليو 2002).
طبعا الارهابيون انحرفوا عن فلسطين جهة الجنوب الشرقي حيث الحدود
العراقية المفتوحة بعد سقوط بغداد ليسفكوا دماء الأبرياء، ويدمروا
العتبات المقدسة معتقدين أن قتل الشيعة سوف يدخلهم الجنة بعد أن تجرعوا
الأفيون «الافغأميركي» المقدس ليزيد نشوة حماقة الجهاد في عقولهم وليتم
القضاء عليهم، وفي نفس الوقت تشعل عملياتهم الانتحارية فتنة بين
المسلمين!.
أما انحراف أوباما عن كهوف تورا بورا متجها نحو أبوت آباد ليقضي
على الهدف الصعب وبسهولة ودون مشقة، فيبدو أن وراءه طرفا خفيا مستفيدا
وإن الصفقة أكثر من 25 مليون دولار قيمة المكافأة المرصودة له!.
www.aldaronline.com |