احياء الذكرى الثالثة لرحيل الفقيه الشيرازي في مختلف دول العالم

 

شبكة النبأ: احيا المؤمنون في مختلف دول العالم الذكرى السنوية الثالثة لرحيل فقيه أهل البيت صلوات الله عليهم، العالم الربّاني الورع التّقي، المدافع والذاب عن ولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه الشريف، متذكرين تلك القيم الخالدة والوصايا الذهبية التي طرحها الفقيه الراحل في محاضراتها المتجددة في تأثيراتها. فلازالت كلمات الفقيه المقدس حاضرة ولازال حضوره في الذاكرة حيا ولازالت القلوب تشتاق الى نغمات صوته الربانية، ولازالت ذكراه تحل حاضرة كأنها اليوم قد وقعت.

قم المقدسة تحيي ذكرى الفقيه

فقد احيت مدينة قم المقدسة مراسم الذكرى السنوية الثالثة لرحيل فقيه أهل البيت صلوات الله عليهم، آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه الشريف، وذلك في مجلس تأبيني ضخم أقيم من قبل بيت المرجع الشيرازي في مسجد الإمام زين العابدين سلام الله عليه، الواقع جنب مرقد ابن بابويه شيخ القميين رضوان الله تعالى عليه، يوم أمس الأربعاء الموافق للثالث والعشرين من شهر جمادى الأولى 1432 للهجرة بعد صلاتي المغرب والعشاء.

حضر هذه المراسم المراجع الأعلام والعلماء، وفضلاء الحوزة العلمية، وضيوف وزوّار من العراق والخليج، وجمع غفير من أهل العلم والشخصيات الدينية والثقافية ومحبّي أهل البيت الأطهار سلام الله عليهم من مختلف المدن والمحافظات الإيرانية. بحسب موقع الرسول الاكرم.

بدأ الحفل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم تلاها أحد فضلاء الحوزة العلمية.

بعدها ارتقى المنبر الحسيني الشريف الخطيب فضيلة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ الصادقي دام عزّه، وتحدّث عن حياة الفقيد الفقيه الشيرازي قدّس سرّه.

كما أشار الشيخ الصادقي إلى أبرز خصائص الفقيد الشيرازي وهي الورع والتواضع والتفاني والإخلاص في حبّ أهل البيت الأطهار والدفاع عن ولايتهم صلوات الله عليهم.

وختم الصادقي حديثه بذكر مصائب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله الصديقة الطاهرة سيدتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.

دمشق تحيي الذكرى الثالثة

من جهته أقام مكتب سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في دمشق مجلس الفاتحة على روح الفقيه المقدس الطاهرة، حضره جمع غفير من أعلام وأساتذة الحوزة في السيدة زينب عليها السلام ومن الوجوه الاجتماعية.

وبعد أداء تلاوة معطرة من آي القرآن الحكيم بصوت حجة الإسلام الشيخ عباس النوري، ارتقى المنبر فضيلة الخطيب الحسيني السيد شاكر المحنة مستهلاً مجلسه بأبيات شاعر أهل البيت عليهم السلام دعبل الخزاعي في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وابتهل بذكر الآية الشريفة (‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) المجادلة: 11, حيث تطرق إلى دور العلماء في المجتمع الإسلامي وخدماتهم من أجل الدفاع عن حياض الشريعة المقدسة.

وتطرق من خلال كلامه إلى سجايا صاحب الذكرى المحتفين به، وما تركه من جلائل الأعمال العلمية والفكرية والاجتماعية وتلامذة أغنوا الحوزة العلمية في مختلف مجالاتها ثم تعرض إلى ذكر مصيبة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام كون الفقيه المقدس خريج حوزتها المباركة، وكيف شيَّعه الملايين إلى مدينة جده الإمام الحسين عليه السلام بالحسرة والعبرة، ثم ختمها بمصيبة سيد الشهداء عليه السلام.

كما وتطرق من خلال محاضرته إلى إرشادات وجهها للخطباء والمحصلين، وأن يستفيدوا من السجايا والمكرمات التي تركها الفقيه الراحل للمدرسة الإمامية وكيف أنه رحمه الله لم يضيع عمره الشريف إلا واستفاد من دقائقها في نشر علوم آل محمد صلوات الله عليهم.

الكويت تحيي الذكرى الثالثة

بدورها احيت ديوانية السيد الشيرازي الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الفقيه المقدس وتخلل الحفل التأبيني مجموعة من المشاركات الدينية والسياسية، وفي بداية الحفل قال الشيخ محمد تقي الذاكري في كلمة له اختزلها في ثلاث نقاط مستشهدا بآيات من الذكر الحكيم، وقال الذاكري ان الايمان كما قال الرسول الاكرم، صلى الله عليه وآله وسلم، عقد في القلب واقرار باللسان وعمل بالاركان، الاقرار بالولاية مما يسمى بالاعتقاد الولائي او العمل بهذا الاعتقاد عندما يكون عقدا في القلب. والايمان العملي هو الاقرار باللسان والعمل بالاركان. بحسب صحيفة الدار.

واستشهد الذاكري بآية من سورة التوبة «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» والعمل هنا المقصود منه العمل الخالص لوجه الله، ولابد ان يرعاه الله والرسول والمؤمنون، والاخلاص لا يأتي بالكلام ولكل بالعمل، والانسان الذي اصلح الله داخله بارادة منه عمل بما اعتقد وعمل بما علم وكان هذا العمل خالصا لوجه الله فان الله سبحانه وتعالى يسدده ويرعاه وكذلك عمله.

وقال الذاكري: ان الدرجات التي يحظى بها الانسان عند الله تعالى في العمل وكل بمقدار، العمل اذا كان معتقدا بعمله الايمان هنا يكون راسخا في القلب اذا عمل بما يعتقد كلامه سيكون نافذا، وربط الشيخ الذاكري هذه المقدمة والنقاط الثلاث بالفقيد الراحل وقال ان الفقيد كان نموذجا من العمل الصالح تمكن خلال فترة وجيزة من انقاذ فئة كبيرة من المجتمع كانوا يؤمنون بالعنف والتكفير، وتغيروا الى الرحمة والمودة واعتقدوا بالنهج السلمي ونهج اللاعنف.

من جهته قال الامين العام لحركة الوفاق الاسلامية في العراق الشيخ جمال الوكيل ان الفقيد الراحل امتاز بخصوصيات كثيرة وحصل لها على مرحلة الاستثناء وكان استثناء في العديد من الخصوصيات وتطرق الوكيل لواحدة من هذه الخصوصيات التي عرف بها دون غيره وامتاز الفقيد الراحل بقوة الارتقاء الروحي ونحن في هذه المرحلة بأمس الحاجة لمثل هذه الخصوصية ارتقاؤه الروحي كان يظهر في جوانب مختلفة، وان المعروف من كان يشاهد محاضرات الفقيد كان يتأثر بها ولعل البعض الاخر امتاز لها ولكن يمكننا القول ان الفقيد الراحل حاز على المرتبة الاولى في التأثير الروحي، واضاف الوكيل ان الفقيد امتاز بالقوة الروحية ليس على التيار الاسلامي بل حتى على شخصيات علمانية كانت تشهد له بهذه الخصوصية التي قلما شاهدنا شخصية اخرى تملك هذه الخصوصية في هذا المستوى وكانت تواجهنا تحديات الصراع الديني اللاديني وتحديات الطغاة عندما كانوا يستولون على المقدسات ووصلنا لدرجة الانهيار سيما مرة قبل السقوط كنا نذهب بخدمة الفقيد الراحل وما هي الا دقائق كنا نخرج منه كالجبل الذي لا يبالي بأي مواجهات مادية.

ومن جهة اخرى قال الدكتور عبدالواحد الخلفان لـ«الدار» في هذه الليلة الحزينة التي تصادف الذكرى السنوية الثالثة للفقيد السيد محمد رضا الشيرازي قدس سره نتقدم باحر التعازي والمواساة في هذه الذكرى الحزينة للامام صاحب الزمان عليه السلام والى نوابه العلماء الكبار ولاسيما المرجع السيد صادق الشيرازي ونحن نستذكر ونستشعر مواقف سماحة السيد في الكويت وكان الرجل غنيا بالفكر والثقافة والولاء لاهل البيت والاستفادة من مدرسة اهل البيت وقد وفق السيد بالكثير من المشاريع التي تهم الدين وتساهم في ترسيخ المبادئ والقيم الاسلامية تضم مشاريع دينية وعلمية وثقافية.

واضاف الخلفان ان رحيل السيد كان مبكرا لاسيما وان المجتمع يحتاج لمثل هذه النخب من العلماء الافاضل الذين يساهمون في نهضة المجتمعات.

احياء الذكرى الثالثة في السويد

من جهتها أقامت حسينية الأمين صلى الله عليه وآله في مدينة فكشو السويدية حفلاً تأبينياً بهذه المناسبة الأليمة، حضره جمع من المؤمنين. وقد رفع المعزّون أسمى آيات العزاء إلى مقام مولانا الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وإلى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله وآل الشيرازي الكرام حفظهم الله.

كما ألقى الحاج أبو فاطمة قصيدته بحق السيد الفقيد بعنوان اشتياق السماء، جاء فيها:

ياعلماً غُيّب منك الجسم تحت الثرى     والروح منك في كل جسم باقي

أنتَ عَلمُ الدين ورمز التقى      ياورعاً من نسل الأكرمين الصافي

تجسّدت فيك صفات الأئمة كلها         فكنت خير ولياً وخير راضي

بنور علمك أصبح كل شيعياً رضى      وأضحى علمُك في كل بيت ماضي

عقدنا عليك أملاً ما نظنه يفنى لولا المنية لكنت للأجيال باقي

فكان رحيلك أشتياقاً من الله ورضى      لتنعمَ بطيب جَنة الأبرارِِ

رُبّيتَ في كَنَف الدين والتُقى     في حِجرِ آل السادةِ الأشرافِ

فسلامٌ لكَ من أهل الدين والتُقى وسلامٌ عليكَ من عالي السماءِ

كذلك ألقى الحاج أبو فاطمة كلمة أشار فيها إلى حياة السيد الفقيد الشيرازي أعلى الله درجاته.

كما ألقى فضيلة الشيخ حازم الغراوي محاضرة بهذه المناسبة الأليمة.

بعدها أقيم مجلس عزاء اللطم بمشاركة الرادود أبو علي النجفي، حيث قرأ قصائد بهذه المناسبة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/آيار/2011 - 30/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م