القرضاوي وفساد فقهاء النفط الخليجي

نجاح العطيه-العراق

ليست القضية التي تخص الشيخ القرضاوي نابعة من مزاج شخصي او رأي ذاتي يتعلق بزاوية شخصية ولا تتعلق بمستوى الرتبية العلمية بل ان جوهر هذه القضية يتعلق بعدم اجتزاء الحكم الفقهي الذي يرتبط بموضوعه في علم الفقه.

 وخلاصة القول المفيد ان الشيخ القرضاوي الذي كنت اكن له احتراما كبيرا وواكبت موقفه وفتاواه عن الثورة التونسية والمصرية وتحريضه للجماهير من اجل اسقاط النظامين التونسي والمصري لم يكتف بالصمت ازاء الانتفاضة الشعبية البحرينية التي ابهرت العالم من حيث سلميتها وانضباط المشاركين فيها وان كان الصامت والساكت عن الحق شيطان اخرس كما روي عن حديث الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم بل انه افتى بان الثورة الشعبية البحرينية ذات اهداف طائفية ولاتمثل مطالب الشعب البحريني.

 فهل افتى القرضاوي بالحق ام انه اعان الحاكم البحريني الظالم المستبد واعوانه من حكام السعودية على ظلمهم وتجبرهم واجرامهم وقتلهم للمتظاهرين العزل واعطاهم الغطاء الشرعي الزائف والباطل في اطلاق يديهم في الايغال في المزيد من الجرائم بحق الشعب البحريني الاعزل المسالم والمطالب بحقوقه المشروعة كبقية الشعوب المستضعفة المظلومة في هذا العالم واخرها عمليات هدم المساجد واماكن العبادة في المدن البحرينية وحرق بعض نسخ القران الكريم من قبل القوات الامنية البحرينية والسعودية وتعذيب المتظاهرين وقتلهم في المعتقلات بل وامام عدسات الفضائيات كما شاهد العالم اجمع.

 فهل انتفاضة الشعب المصري والتونسي والليبي واليمني حلال شرعا وفقها في الثورة على الحاكم الظالم وعدم السكوت عليه وضرورة الخروج لاسقاطه واما انتفاضة البحرينيين بكافة مذاهبهم فحرام في نظر الشيخ القرضاوي الذي طوع الفقه الاسلامي بشكل اجتزائي مفضوح وقام بالكيل بمكيالين في موضوع واحد من ناحية اطلاق الحكم الفقهي وهو بهذا الامر يكون قد اسقط نفسه وخرج عن خط العدالة التي يجب ان يتميز به الفقيه والعدالة هنا مرتبطة بتقوى الله فهو هنا خرج عن حد العدالة والتقوى وقد حمل وزر وخطيئة قتل المتظاهرين المسالمين الذين استشهدوا دفاعا عن الكرامة والحرية والعزة التي امر الله المسلمين ان يتصفوا بها ويضحوا من اجلها بالغالي والنفيس وشارك واعان الحاكم البحريني والسعودي في ما ارتكبوه من فظائع وجرائم مخلة بالشرف يندى لها جبين الانسانية.

 فهل من مدكر واتقوا الله يا اولي الالباب ومالكم كيف تحكمون وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ولعن الله كل عالم فقه يرى الظلم يقع على العباد فيسكت عنه بل قبح الله وجهه حين يزين ويجمل جرائم الحاكم الظالم واعوانه ويحرضهم عليها فقد سئل الرسول الاكرم محمد ص عن شر الناس فقال العلماء اذا فسدوا وانا اشهد ان القرضاوي عالم خرج عن خط العدل والامانة الشرعية وقد فسق فيا ويله ثم يا ويله ثم يا ويله من لعنة التاريخ ومن عذاب الله في الدنيا والاخرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/نيسان/2011 - 25/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م