أمنيات عراقية ذات نفس ديمقراطي

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: حدثني احد الاصدقاء المقربين وبصراحة مطلقة عن تمنياته الشخصية لبقاء القوات الامريكية في العراق الى اطول مدة ممكنة والعله حسب ما يعتقد هي ممارسة الضغط على من يريد ان يطبق اسلوب ابن الراوندي كما يقول المثل العراقي الدارج حينما كان يعلم الناس على الصلاة وهو لا يصلي.

 وكأني بصديقي يريد أن يشير الى الطريقة التي تتبعها الانظمة العربية حاليا وهي تتحدث عن ضرورة اخراج المحتل من ارض العراق في الوقت الذي توفر لنفسها الحصانة من اجل استيعاب القواعد العسكرية والقطع البحرية الامريكية على اراضيها ولمئات السنين، وهذه مفارقة عجيبة وغريبة في كل الحسابات وهي تحتاج الى وقفة جادة وواعية من قبل الاوساط الشعبية والسياسية على امل ان نستثمر ذلك الوجود واعني وجود القوات الامريكية وبما يخدم مصالح الوطن العليا.

ويضيف ايضا، وان نبتعد عن الشعارات المظللة والفارغة وبدل ان نشكل على الوجود الامريكي في العراق يجب ان نطالب بإفراغ العراق من التدخل العربي والاسلامي المضر بوحدة العراق والساعي الى تأزيم الموقف وتفكيك اللحمة العراقية والنسيج الاجتماعي ومن الضروري بمكان الاستفادة من التجربة الخليجية ومحور تطورها ونموها المذهل.

الحاجة أم قيس أكثر حياء ووطنية من الكثير الكثير من المحسوبين على العراق وعلى العراقيين حينما تدعو قناة الفضائية العراقية الى ان توقف فقرة البث المباشر لوقائع الجلسات البرلمانية التي باتت تثير الاشمئزاز والسخرية في نفوس عامة الناس.

وتعزي سبب ذلك الى حالة الهذيان والامراض المسرطنة التي تصيب بعض البرلمانيين اثناء دفاعهم المستميت عن منظمة خلق الايرانية وتبرير وجودها على الارض العراقية او في ظل الدعوات المتكررة من اجل اطلاق صراح المجرمين والقتلة وكأنما بعض السادة الاعضاء ما جاؤوا للبرلمان الا للدفاع عن حقوق المجرمين والقتلة وعن الجاليات المقيمة في العراق بصورة غير شرعية.

وتضيف: ولو كانت تلك المنظمة تمتلك رصيد عالي من الكراهية والحقد في نفوس سلاطين الخليج لكان هؤلاء الاعضاء اول المطالبين بخروجها من العراق، وان مثل هذه التصرفات حتما ستضر بالاستراتيجية الحكومية وتكشف عورات وثغرات واقعنا الديمقراطي وتجعلنا مكشفين ومعرضين للتهديدات الامنية خارجيا وداخليا.

خالد عباس يقترح ان يكون هناك استبيان او استفتاء شعبي يدعى اليه كل العراقيين في الداخل شرط ان تكون نتائج ذلك الاستبيان ملزمة التنفيذ وان تحرص الجهة القائمة على ذلك الاستبيان الى توخي جانب الدقة والشفافية وان تتقبل النتائج مهما كانت وتدور موضوعة الاستبيان حول هل يؤيد الشعب العراقي فكرة وجود دولة عراقية واحدة او دولتين او ثلاث دول.

ويعتقد خالد: بأن هذه الامنية أن تحققت فعلا سوف تجنب العراقيين الماسي والكوارث وتوفر عليهم فرصة اختزال الزمن وبناء الدولة العراقية الحديثة على اسس سليمة وبما يخدم الفرد العراقي عموما الذي سئم من موال عدم قناعة البعض بمكونات الطيف العراقي خصوصا الشيعة والاكراد على اعتبار ان هؤلاء مواطنين من الدرجة الثانية ولا يحق لهم التفكير في قيادة العراق.

ويتابع قائلا: وهناك من يدعي بأن ابناء الطائفة الشيعية مشكوك في امر انتمائهم الى امة العرب ولا يصنفون في عداد المسلمين حتى وان حفظوا القران على ظهر قلب وصلوا وصاموا واتجهوا نحو قبة المسلمين وهذا الاعتقاد متواتر بحسب روايات المتعصبين وحملة الفكر القومي الذين يعتبرون الشيعة لا يمتلكون دماء زرقاء والسبه الوحيدة التي تنسب اليهم هو عدم تعاطيهم مع معتقدات ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب وكأنما نبي الرحمة ليس محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في القران بل من يرشحهم شيوخ السعودية.

راشد خيون همه الاول ان يرى العراقيين يتصرفون بحكمة وبعقل وان لا تسوقهم العواطف والانفعالات الانية وان يحزموا امرهم ويخرجوا الى الشارع لمطالبة الحكومة بتجميد العلاقات مع الدول العربية وبناء علاقات استراتيجية وتحالف قوي مع امريكا او مع دول السوق الاوربية المشتركة وعلى قاعدة المصالحة المتبادلة.

ويضيف: وان توضع البرامج والخطط من اجل مشاركة تلك الدولة في بناء العراق واعماره وهذا اهم وافضل من استجداء العلاقات مع مصر او السعودية، وربما موضوعة الديون العراقية هي الفيصل الذي يفترض ان تقام على اساسه العلاقات المستقبلية للعراق والمؤمن الحقيقي من لا يلدغ من جحرا مرتين.

ابو علي كان خياله واسع جدا الى حد تصوره قتلة الشعب العراقي معلقين على المشانق وهذا ما لا سبيل اليه في ظل استقلالية القضاء العراقي، هذا قضاء الذي عودنا دوما على نسف كل تعاليم السماء جملة وتفصيلا.

ويكمل ابو علي حديثه: ليس هذا فحسب بل يتجاهر القضاء العراقي وبشكل معلن بانه ارحم من رب العزة والجلالة وانه لا يستبيح ارواح المجرمين والقتلة مهما فعلوا حتى وان ذبحوا الرجال واغتصبوا النساء وفجروا الاطفال وحينها لابد ان نتذرع الى الله سبحانه وتعالى من أجل ان يسترد حقوق العراقيين ممن ظلموهم.

ام كاظم رغم تقدمها في السن الا ان رغبتها الجامحة تملي عليها ان تدعو العلي القدير ان ينعم عليها بفرصة مشاهدة رجال من امثال الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله وهو الذي حكم العراق لأربعة سنوات متتالية وهي نفس الفترة التي تراهن عليها الدورات البرلمانية من اجل الاثراء والحصول على المغانم والامتيازات والمكاسب الاجتماعية والمادية والمعنوية.

وتتم ام كاظم حديثها: ولكنه وتعني الزعيم عبد الكريم قاسم لم يشتري بيتا ولم يعطى راتبا تقاعديا كارثيا وليس هناك امتيازات ومن اهم الامتيازات التي وضعها ابطال الامانة والاخلاص هو رفضه اعطاء اخته دار للسكن وهي تسكن في الايجار وقال لها بالحرف الواحد عندما يسكن العراقيين جميعا في بيوت فحين ذاك يتوجب علينا نحن كحكومة ان نعطيك بيت وكان يسكن رحمه الله في غرفة صغيرة ولا يوجد فيها الا سرير واحد يتناوب عليه هو ووالدته فرحم الله المخلصين في الدنيا والاخرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/نيسان/2011 - 25/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م