الأرض بحاجة الى مصيبة

هادي جلو مرعي

يزداد تعداد سكان الأرض بشكل متسارع، ويوما بعد يوم تفقد الحكومات القدرة على توفير الوظائف لمواطنيها، مع قلة في الموارد الطبيعية، فالمياه تشح رويدا، والأغذية تندر، والأمطار التي تعتمد أغلب البلدان عليها في سقي المزروعات تقل نسبتها، عدا عن شح الواصل من المياه عبر الأنهار التي تنبع من أراض بلدان أخرى، وبناء السدود في أعاليها، وغياب السياسات الزراعية الواضحة، والافتقاد الى برامج وآليات عمل منظمة تتيح توفير فرص جديدة للإستثمار الزراعي، وتهيئة مساحات من الأراض غير المستصلحة لمساعدة السكان في شغلها والعمل الذي يستلزم وجود اعداد من المزارعين.

ما الذي يمكن أن يغير الواقع السيء، ويوقف هذا الجنون الذي يحكم عقول أبناء الأرض العاقين؟ الكل يسارع لإقتناء السيارات، الفاخر منها والمستهلك، و يبحث عن وسائل إنتاج عدوة للبيئة، ويقتني أحدث الماركات العالمية من الأجهزة المنتجة بطريقة لها إنعكاسات سلبية على المناخ العام في الكوكب الصغير.

 عوادم السيارات تملأ الأجواء بالغازات السامة، والمصانع تنفث الموت ليعود بأمطار حامضية مهلكة للنباتات والزروع، والسباق على إمتلاك القدرة النووية قد يحيل الأرض الى جحيم لا حدود لسعته، وتشرنوبل ماتزال ماثلة في الأذهان، تلاها مفاعل فوكو شيما شرق اليابان الذي ما يزال يرسل إشارات الموت بإشعاعاته التي لاتنقطع، وكل ذلك على رؤوس البشر غير العابئين، والراكضين في سباق للمسافات الطويلة نحو جهنم الحمراء!

مصائب مثل هذه، لايحتاج معها البشر الى كثير تأمل ليعرفوا إن نهايتهم دنت مالم تحدث المعجزة؟ والمعجزة هي في مصيبة تنهي هذه المصيبة، وربما يأتي الحل مع طوفان كالذي أعاد هيكلة الأرض زمان سيدنا نوح وولده، الذين صنع لهم مركبا سار بهم في موج كالجبال حتى إستقر على الجودي، أو في تسونامي جبار كالذي ضرب سواحل الهادي جهة اليابان، أو الذي كسح جزءا من أندونيسيا، وحّول البيوت والعمارات الشاهقة والزروع والسيارات وحتى السفن الى ركام وبعضها الى هشيم، فإذا ضرب الأرض هذا التسونامي، مع زلزال يهيّجه القدر، فإن مساحات من الأرض ستغرق، ويموت ملايين الناس حول العالم، ولايعود من حياة سوى في بعض النواح من المعمورة.

 ولأن الأرض مملوكة لله فهو قادر على إحيائها، خاصة مع بقاء عدد محدود من الناس، إذ لا تذهب المياه والنباتات مع هذه الكوارث، بل قد تزداد لأن الزروع إنما تكثر مع المياه.

 ويمكن زيادة أعداد الحيوانات مرة أخرى بوسائل يملكها من بقي حيا في هذه الدنيا، عندما يموت الناس ولايعود منهم حيا إلا قليل، تكون الحياة ممكنة، وأفضل بكثير منها وهي تعج بالأنفاس الحارة، والجوع والعطش والأمراض، شريطة أن اكون من الأحياء بعد الفناء المرجو، وبخلافه فأنا أسحب الفكرة، وأنسحب من التصويت عليها.

[email protected]

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/نيسان/2011 - 24/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م