المشي ظاهرة طبية اجتماعية ولكن بشروط!

عبد الكريم العامري

 

شبكة النبأ: المشي مفيد، لكن، إن كنت تعتقد ان مجرد تحرك جسمك من مكان الى آخر هو المشي الذي يمكن أن تستفيد منه، ممكن أن تكون على خطأ ؟.المشي المفيد له أصول، قواعد، مواعيد. إذا عرفت كل هذه الأشياء فأنت أمام بحر من الفوائد. المشي هنا يتحول الى فائدة كبيرة تعود على:

1ـ قلبك، والدورة الدموية والعضلات. يمكن تلخيصها في انه يعطي القلب القدرة على العمل وتحمل المجهود، قادرا على القيام بدوره بشكل مرض، حتى في الأعمال التي تحتاج الى بذل مجهود كبير.

أما العضلات فان المشي يزيد من كفاءتها وقوتها، مع زيادة قدرتها على تخزين المواد التي تحتاج إليها كوقود.

الرئتان، سعتهما تزيد، بالتالي تزيد كفاءتها، تصبح الدورة الدموية أكثر انتظاما. إن الجسم النشط يستفيد من الغذاء الذي يأكله صاحبه المتحرك. الدم يصل بمقدار أكبر الى الأوعية الدموية الموجودة في الأطراف..هذا يبعد متاعب كثيرة تترتب على نقص الدم في الأطراف في أمراض كثيرة.

2ـ السمنة، ان المشي الصحيح يتحول الى وسيلة ناجحة لنقص الوزن.

3ـ من يجلسون على المكاتب أو الأعمال الأخرى التي تتطلب الجلوس، يصبحون أكثر الناس تعرضا للإصابة بالذبحة الصدرية. المشي، هو الوقاية المضمونة من الذبحة الصدرية لهؤلاء الذين يقضون ساعات طويلة وراء المكاتب.

4ـ الذين يعانون من متاعب الربو، يكون المشي عندهم وسيلة للحد من أزماتهم، السبب، يزيد من كفاءة الصدر في أداء وظائفه.

5ـ قدرتك على أداء العمل، صفاء ذهنك، لأنه يساعد الإنسان على الاسترخاء العصبي والعضلي.. مما يساعد على ازدياد المهارة في العمل، وسرعة اتخاذ القرارات الصحيحة.

6ـ سهولة الولادة؛ ففي أثناء الحمل، يساعد المشي على هبوط الجنين الى الحوض، كما ان كفاءة عضلات الحوض تزداد، بذلك يؤدى السير، خصوصا في الشهور الأخيرة من الحمل، الى ولادة مريحة وسهلة.

7ـ يؤخر المشي حدوث الشيخوخة في الشخص الذي يزاوله باستمرار.. يعطيك شبابا أطول.

8ـ فقدان كمية كبيرة من الأملاح والدهون خاصة لمرضى ضغط الدم نتيجة التعرق.

9ـ يعلم على الصبر والانضباط وتحمل الاحتكاك بالآخرين نتيجة تسرب شحنات مكبوتة في الداخل، عندما يتعب الجسد يستقر الإنسان، أحيانا يجلس أو ينام نوما مريحا..بدون أحلام اليقظة أو النوم.

10ـ أحيانا حل لأزمات الطرق والمواصلات والأجور المرتفعة للنقل..مما يشكل ظاهرة اجتماعية، يذوب في مجموعها الفرد، وحاجاته الشخصية، من خلال الحديث مع الآخرين، أو عندما يشعر بالخجل من المشي لوحده، أثناء التبضع، الذهاب الى الدوام الوظيفي، المدرسي، الجامعي..

الاستفادة من المشي:

من الحقائق العلمية ان العضو الذي يعمل تزيد كفايته، والعضو الخامل في الجسم تقل كفايته، عدم استعمال أي عضو من الأعضاء يؤدي الى ضعف كفايته. فالجسم كأية آلة، يعلوه الصدأ عندما لا يعمل، من هنا تظهر أهمية المشي كدواء!.انه يزيد الكفاءة والقوة لمجموعة متعددة من العضلات، في الوقت الذي تضعف من عدم الاستعمال.

ان هؤلاء الذين لا يزاولون أية رياضة يمكن تمييزهم بقوامهم الخاطئ، مثل هذه القوام يصبح مسئولا عن بعض المتاعب.. مثل ألم الظهر، الذي يترتب على القوام غير المعتدل، وإجهاد العضو الناتج عن الانحناء، الإمساك.. وغيرها هكذا يمكن عن طريق تنشيط العضلات، إصلاح هذه العيوب.

الجهاز العصبي وقدرته، نجد ان المشي دواء له، فالمعروف ان المشي يزيد من المهارات الحركية المختلفة.. كذلك يزيد من التوافق العصبي العضلي العام، الذي يحرك العضلة إشارة تصلها من الجهاز العصبي. معنى وجود توافق بين الجهاز العصبي والعضلات هو ارتفاع مستوى المهارة، لأن الحركة تكون أدق.

ينعكس تأثير المشي على زيادة الانتباه الذهني، هكذا يكون الإنسان أكثر قدرة على حل مشاكل اليوم، يمكن أن يكون الدواء المفيد للهموم والمشاكل اليومية! انه يبعد الذهن من هذه المشاكل التي تسرح في ذاكرته، خاصة إذا كان الشخص الذي يزاول رياضة المشي متقدما في السن.

الخسارة والربح:

قبل أن تتحمس لاستخدام (المشي) كدواء، يجب أن تعرف بعض المعلومات عن الطريقة التي يجب أن تتبعها، بنفس الوقت يجب أن تدرك الأخطاء التي يمكن أن تفقدك الفائدة المرجوة، لأن الفوائد ليست ثابتة ونهائية. لما كنا نحصل على فوائد بالتدريج، كذلك يمكن أن تفقد هذه المزايا بالتدريج.

إن الحصول على الفائدة يحتم الاستمرار في القيام بهذه الرياضة. الاستمرار هو إتباع نظام محدد يطبق بدقة. القيام بهذه النوبات الفجائية من السير غير المنتظم، قد يعود بالضرر بخاصة إذا قام بها شخص لم يتعود على بذل المجهود العضلي!.

الآن ما هي مواصفات هذا النوع من المشي الذي يعتبر دواء وعلاجا للجسم والنفس.

الشروط:

كثيرون يعتقدون ان مجرد التحرك من مكان الى مكان يعتبر في حد ذاته رياضة، أو أن مجرد التعود على المشي في الشارع نوع من الرياضة. الواقع، المشي الذي نتحدث عنه كدواء يختلف تماما عن هذا النوع من المشي غير المفيد، المفروض:

1ـ أن يكون صدرك وأنت تمشي معتدلا.

2ـ تنفسك منتظما.

3ـ خطواتك واسعة.

4ـ توقيت القيام بعملية السير يجب أن يكون ومعدتك غير ممتلئة بالطعام. خلال عملية الهضم تكون الدورة الدموية نشطة في منطقة الجهاز الهضمي، المشي أثناء هذه الحالة قد يضر ولا يفيد. الدورة الدموية في حالة استعداد للتوافق مع المجهود العضلي المبذول؛ في الفجر، أو بعد تناول الإفطار، الغذاء بثلاث ساعات، أو بعد فترة معقولة من العشاء، أو قبل النوم

5ـ أفضل مكان في الخلاء حيث الهواء الطلق النقي. هكذا تتاح الفرصة للجسم أن يدعم قدرته على مقاومة الأمراض.

6ـ حتى تكتمل لكل أجهزة الجسم فرصة الحصول على الفائدة، ضرورة البعد عن الضجيج والمؤثرات الصوتية، أو الضوئية الشديدة.

الوقت:

السؤال الهام: ما هي الفترة الزمنية المناسبة للحصول على أقصى فائدة من المشي؟.

مثل أي دواء، يفيد إذا كان في حدود معينة، فإذا زاد قد يصبح ضارا بالصحة. الشخص السليم عملية المشي بالنسبة له تكون غير محددة وليس هناك أي ضرر، لكن لا يجوز أن يصل الشخص الى درجة التعب أبدا، يتوقف حال الشعور بالتعب. سيجد مقدار ما يمشيه دون تعب يزداد كل يوم عن سابقه.

ثمة أمراض لا يجوز للإنسان فيها أن يقوم برياضة المشي إلا بعد استشارة طبيب، أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية لأنها تحتاج الى رعاية طبية خاصة.

أخطاءك:

ما دمنا نتحدث عن ايجابيات المشي، يجب ان نعرف بعض الأخطاء التي نقع فيها.

الأحذية العالية خاصة النسائية، السير بها مضر، لأنه يضيع التناسق الموجود بين أجزاء الجسم كلها! فالجذع يتم دفعه الى الوراء حتى يتم ضبط القوام. لكن إذا كان لبس الحذاء العالي لضرورة معينة، كقصر القامة مثلا، ليكن بارتفاع أقصاه 3 سم الحذاء الضيق، يسبب الأذى للأصابع والألم في الساق.

هناك بعض العيوب التي تظهر خلال مزاولة رياضة المشي، مثلا، تقوس الظهر. المفروض الظهر مستقيما، أو فتح الرجلين وعدم حركة الذراعين أو التأرجح الجانبي للجسم..نتمنى لكم الصحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/نيسان/2011 - 22/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م