المواقع الاجتماعية... بوابات رقمية تقود لتغيير العالم

 

شبكة النبأ: باتت المواقع الاجتماعية الموجودة على الشبكة العنكبوتية امثال فيسبوك وتويتر، تحتل الصدارة من بين المواقع الاخرى الموجودة على الانترنت، وخصوصاً بعد المكانة المرموقة التى احتلتها هذه المواقع في قلوب الشباب لما ساهمت به من دور فعال في قيام الثورات الكبرى في الشرق الاوسط واسقاط الطواغيت، والذي تجلى من خلال جمع الناس وتوحيدهم للخروج في مظاهرات مليونية جابت معظم شوارع الوطن العربي.

ان الاستطلاعات للرأي والتي جرت مؤخراً تدل وبوضوح ان الثقة ازدادت بالانترنت حيث تم اعتماده كمصدر للاخبار من قبل الكثيرين، وكذلك اعداد المتصفحين للشبكة ازداد ايضاً بعد نجاح الثورات، مما يشير الى ان الشباب وبعد النجاح الذي حققوه مازالوا يطمحون نحو المزيد من الانتصارات والمنجزات وبالاستعانة بحليفهم الاول (الانترنت).

ان المدونات هي الاخر لاقت اقبال شديد وانتشار واسع بين كل الطبقات، بل ان بعض اصحاب المدونات تحولوا الى ابطال كبار وسجلت اسمائهم في ذاكرة شعوبهم وشعوب المنطقة، وقد انطلقت شرارة الثورة من بعض هؤلاء المدونين ثم انتشرت الى الشباب العربي كالنار في الهشيم.

الشباب العربي يثق في الإنترنت

بالرغم من أن الغالبية العظمى من الشباب العربي يستخدمون شبكة الإنترنت يومياً، إلا أنها لا تتمتع بثقة كبيرة كمصدر موثوق للأخبار، ووفقاً لنتائج استطلاع أجرته شركة (بين شوين آند بيرلاند أسوشييتس) بتكليف من شركة (أصداء بيرسون مارستيلر)، فإن 11 % فقط من الشباب العربي ينظرون إلى الشبكة العنكبوتية باعتبارها مصدراً للأخبار يمكن الاعتماد عليه، في حين يتمتع التليفزيون بنسبة تأييد بلغت 60% وكذلك الصحف والمجلات بنسبة 19%، وتجدر الإشارة إلى أنه في الفترة من ديسمبر 2010 إلى يناير 2011 تم استطلاع آراء 2000 من الشباب العربي الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 24 عاماً.

ووفقاً لنتائج هذا الاستطلاع، فإن 80% من الشباب يعتمدون على التليفزيون كمصدر للأخبار، تليه الصحف بنسبة 64%، أما الشباب الذين يقرأون الأخبار من شبكة الإنترنت فلا تتعدى نسبتهم 46%، في حين يعتمد 17% من الشباب بشكل أساسي على الأهل والأصدقاء كمصدر للحصول على الأخبار، وعلى الرغم من ذلك، فقد ارتفع معدل استخدام الإنترنت بشدة خلال العامين الماضيين، حيث أوضح 80% من الشباب العربي حالياً أنهم يدخلون إلى الشبكة العنكبوتية يومياً، في حين كانت نسبتهم 56% في عام 2009، وجاء الشباب القطري في المقدمة، حيث أعلن 91% من الشباب الذين تم استطلاع آراؤهم في قطر أنهم يدخلون إلى شبكة الإنترنت يومي، وفي المراكز التالية جاء الشباب في لبنان وعُمان بنسبة 86% و 83% على الترتيب، وتقاسم المركز الرابع كلاً من الأردن والبحرين.

فقد أوضح 82% من الشباب في البلدين أنهم يستخدمون شبكة المعلومات الدولية كل يوم، وجاء الشباب المصري في المركز الأخير من حيث الدخول إلى الإنترنت يومياً، بنسبة لم تتجاوز 68%.ويتم الدخول على الإنترنت بصفة خاصة من أجل الاستماع إلى الموسيقى (66%)، أو المشاركة في مواقع الشبكات الاجتماعية (60%)، وشهدت هذه المواقع إقبالاً كبيراً بين الشباب العربي في العراق (83%) ومصر (72%) والكويت (69%)، وفي المقابل كانت هذه الخدمات أقل شيوعاً في السعودية، حيث أوضح 36% فقط من الشباب أنهم يدخلون إلى مواقع الشبكات الاجتماعية، وبالنسبة للتسوق والخدمات المصرفية عبر الإنترنت لم يستخدمها سوى 10 و 6% على الترتيب من الشباب العربي، والجدير بالذكر أنه من أجل هذا الدراسة تم استطلاع آراء الشباب في كل من البحرين والكويت وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وعُمان ولبنان والعراق ومصر والأردن. بحسب رويترز.

الانترنت في مصر بعد الثورة

الى ذلك كشف تقرير حديث عن زيادة كبيرة في استخدام الانترنت في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك بعد 30 عاما في السلطة، ويقول التقرير الذي أعدته شركة (تكنو وايرلس) المصرية المتخصصة في التسويق الالكتروني وشبكات الهاتف المحمول انه فضلا عن الزيادة الكبيرة في عدد عدد متصفحي الشبكة ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تغير نمط اهتماماتهم بمحتويات الانترنت، ولعب الانترنت بشكل عام وموقعا فيسبوك وتويتر للتواصل الاجتماعي بشكل خاص دورا فاعلا في الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يوما وأدت الى تخلي مبارك (82 عاما) عن السلطة وتسليمها للجيش في 11 فبراير شباط الماضي، واشتهرت جملة جرى تداولها على الانترنت بعد الانتفاضة الشعبية تقول "الثورة بدأت على فيسبوك وأعطاها تويتر دفعة وقادها موظف في جوجل" في اشارة الى الناشط وائل غنيم الذي يشغل منصب مدير تسويق شركة جوجل في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا.

وبعد الثورة لجأ المجلس العسكري الذي يدير البلاد حاليا والحكومة السابقة برئاسة احمد شفيق والحكومة الحالية برئاسة عصام شرف الى انشاء صفحات رسمية على فيسبوك للتواصل مع الشباب الذي اطلق شرارة الثورة، وقال التقرير الذي حمل عنوان الثورة الثانية او (ثورة 2،0) - على نمط الطريقة التي تكتب بها أسماء الاصدارات المطورة من برامج الكمبيوتر - ان عدد مستخدمي الانترنت في مصر قبل 25 يناير كانون الثاني كان يبلغ 21.2 مليون شخص لكنهم وصلوا الى 23.1 مليون بعد هذا التاريخ بزيادة نسبتها 8.9 بالمئة أو ما يعادل 1.9 مليون مستخدم.

وأشار التقرير الذي حصلت عليه رويترز مؤخرا الى تزايد فترات استخدام شبكة الانترنت اذ أصبح المستخدم في مصر يقضي 1800 دقيقة شهريا على الشبكة بعد الثورة مقارنة مع 900 دقيقة قبله، وبشأن الالية التي اعتمدت عليها الشركة في جمع الاحصاءات قال مصطفى ابو جمرة رئيس مجلس ادارة تكنو وايرلس لرويترز "نعتمد على تقنيات عالية الدقة فى مراقبة واحصاء مستجدات وتغيرات الاسواق الرقمية بمصر ومن أهم هذه التقنيات استخدام قواعد بيانات ضخمة، "كما يتم رصد سلوكيات استخدام الانترنت والمتغيرات التى تطرأ عليها بصفة يومية مما يمكننا من تقديم أدق الاحصاءات والتقديرات التى تتعلق بهذا المجال"، وربما تفتح هذه الزيادة الكبيرة في اعداد مستخدمي الشبكة المجال امام توسع سوق الانترنت في مصر.

وقال ابو جمرة "نحن فى تكنو وايرلس نتوقع قفزات واسعة فى نشاط بيزنس (أعمال) الانترنت فى مصر بصفة خاصة ونرى ضرورة توعية متخذى القرار فى كبرى الشركات لاستخدام هذا السوق الواعد لتسويق خدماتهم ومنتجاتهم"، وقال وائل الفخراني المدير التنفيذي لجوجل في مصر وشمال افريقيا "من المؤكد ان لهذه الزيادة في اعداد المستخدمين مردود جيد على سوق الانترنت، فكلما زاد عدد المستخدمين زاد عدد المعلنين وهو ما سيعود بالنفع على جميع الشركات العاملة في مجال الانترنت في مصر"، وتناول تقرير (تكنو وايرلس) بالتفصيل حجم الزيادة في استخدام ثلاثة مواقع كان لها اثر كبير في الانتفاضة الشعبية ضد مبارك وهي فيسبوك وتويتر بالاضافة الى موقع يوتيوب لتبادل ملفات الفيديو. بحسب رويترز.

وذكر أن عدد مستخدمي فيسبوك قبل 25 يناير كانون الثاني كان 4.2 مليون شخص لكنه ارتفع 23.8 بالمئة بعد الثورة الى 5.2 مليون، أما تويتر فكان عدد مستخدميه قبل الثورة 26800 مستخدم زاد بعدها الى 44200، وبخصوص يوتيوب قال التقرير انه خلال الاسبوع الاول من الثورة تمت مشاهدة 8.7 مليون صفحة على الموقع من قبل مستخدمين مصريين، جاء هذا العدد برغم قطع السلطات المصرية خدمات الانترنت في جميع ربوع البلاد من 28 يناير كانون الثاني حتى الاول من فبراير شباط، ورصد التقرير الذي صدر في 20 صفحة اختلافا في سلوكيات المستخدمين المصريين على الانترنت بعد 25 يناير كانون الثاني اذ كانوا قبل هذا التاريخ "اكثر اهتماما بالترفيه" أما بعد الثورة فقد أصبح المستخدمون "أكثر دراية بكيفية استخدام ادوات الانترنت، ولاول مرة تعلموا استخدام المواقع الوسيطة والتغلب على تعطيل الشبكات الاجتماعية والبحث عن الاخبار ذات المصداقية والتركيز على ايجاد مصادر للمتابعة الحية."

وقال ياسر عبد العزيز الخبير الاعلامي المصري "شبكة الانترنت باتت احدى ادوات التغيير والفعل السياسي وهذا ما يبرر التصاعد الكبير في اعداد المستخدمين وتوقيات البقاء على الشبكة من جهة والتغير في نمط الاستخدام من جهة اخرى"، وأضاف "في أوقات الغموض والخطر والتغيير السياسي وتكوين المواقف يكون من الطبيعي أن يلجأ الجمهور الى مصادر اخبارية فيما تتراجع معدلات التعرض للمحتوى الترفيهي، فبعد سنوات من تسيد المحتوى الترفيهي والرياضي والديني لمشهد الانترنت يتعاظم دور المحتوى الاخباري بسبب عودة السياسة الى الشارع."

الشبكات الاجتماعية والوصول للحكم

في سياق متصل لم تعد مواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر نافذة للترويح ومعرفة أخبار الأصدقاء المحببين لكن تطويع هذه الشبكات الاجتماعية اتخذ سياقا أكثر جدية، جعل المرشحين المحتملين للرئاسة المصرية المقبلة يسرعون في التواصل مع مؤيديهم قبل خوض الانتخابات والتوجه لصناديق الاقتراع.، وتتيح الشبكات الاجتماعية للمرشحين ردود فعل سريعة من جانب مؤيديهم، وتعد من جهة أخرى وسيلة تضع المؤيدين والمتابعين على اتصال سريع مع المرشحين والرد على استفساراتهم وابداء الآراء، ويعد موقع (فيس بوك) الاشهر في شبكات التواصل الاجتماعي أداة تواصل للاصدقاء عبر الانترنت، ويستخدم (تويتر) كخدمة سريعة لإرسال تعليقات ونصوص مقتضبة يشارك بها المرشحون للمؤيدين والمتابعين.

وهناك مرشحون محتملون للانتخابات الرئاسة المقبلة ممن يبدون أكثر تواصلا مع مؤيديهم وأكثر نشاطا على الشبكات الاجتماعية، فمثلا يحظى الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بنحو 373 ألف متابع على فيس بوك ، و141 ألفا على تويتر، والدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد لديه نحو 38 ألف متابع على تويتر، والنائب السابق بمجلس الشعب حمدين الصباحي 5500 متابع على تويتر، ولكن هل يمكن أن تكون لشبكات التواصل الاجتماعي دورا في منح مرشحي الرئاسة دفعة للوصول إلى حكم مصر؟، حيث يقول المهندس أحمد العطيفي الخبير بمجال الإنترنت إن شبكات التواصل الاجتماعي تجتذب طبقة من الشباب الذين بدأوا ثورة 25 يناير، وأن مستخدمي هذه الشبكات تشكل تيارا مهما لكنه لا يمثل القاعدة العريضة عند الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأضاف أن مستخدمي فيس بوك مثلا يبلغ عددهم في مصر ما بين 5ر4 مليون إلى 6 ملايين مستخدم، ويبلغ محيط تأثيرهم ما بين 3 إلى 4 أفراد لكل مستخدم ما يعني أن فيس بوك مثلا يمكن أن يؤثر في مجتمع يبلغ نحو من 15 مليون إلى 20 مليون شخص في إشارة إلى أن الشبكات الاجتماعية ستكون مهمة لكنها ليست عنصر الحسم، ويشير إلى مزايا الشبكات الاجتماعية التي تتمثل في متابعة المرشحين لحظة بلحظة وما توفره من أدوات واستخدام هذه الشبكات عن طريق الهاتف المحمول ما يجعل المرشحين والمؤيدين على تواصل دائم دون عوائق والحصول على ردود أفعال لحظية، وينوه العطيفي بما يسمى (التأثير الديمقراطي للتكنولوجيا) من خلال التعرف على مؤيدي المرشحين للانتخابات الرئاسية والتواصل معهم وإرسال رسائل لهم من خلال بياناتهم المتوفرة على هذه الشبكات.

من جانبه ، أكد الدكتور يسري زكي خبير تأمين المعلومات والاتصالات أن الانترنت واستخدامه أصبح من الوسائل التي فرضت نفسها على كل المتعاملين من السياسيين والاقتصاديين وجميع المجالات، وقال زكي إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت من الامور التي بدأ الساسة والاقتصاديون بل والحكومة تنظر إليها على أنها أحد العناصر الرئيسية في التأثير على صناعة القرار، أو على الاقل في تغيير أنماط الاستخدام بما تتيحه من ميزة تفاعلية مرتبطة بإبداء وتبادل الرأي من خلال مجموعات كبيرة من البشر في نفس الوقت، وأعطت هذه الشبكات أهمية كبرى من حيث التأثير على صانع القرار، حتى لو كان القرار هو إتخاذ قرار بالتصويت     (بوضع ورقة في صندوق الانتخابات).

وأضاف أن هناك ارتباط شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر بالشبكات الاخرى وبالادوات الاخرى المكملة والمعروفة بإسم عناصر التقديم والتعبير (المواد الايضاحية للتبسيط والتوضيح مثل إستخدام الفيديو في يوتيوب، والروابط للمواقع)، مما يتيح التواصل في أفضل صورة مثل التعبير عن الرأي، وقبول إنتقادات أو ملاحظات الآخر، وإعادة صياغة الآراء مرة أخرى ومناقشتها مع الجميع، ورأى أن الاستخدامات المتزايدة للتكنولوجيا في البرامج الانتخابية في أمريكا وأوروبا أدت إلى دراسة هذا النموذج بشكل يسمح بمحاولة الحصول على نفس المكاسب التي حصل عليها الرئيس الامريكي باراك أوباما عندما وصل إلى البيت الابيض بسبب عوامل من بينها مساعدة أدوات الانترنت، لذلك من المتوقع أن يتم إستحضار هذه النماذج ومحاكاتها في النموذج المصري. بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.

ويؤكد الدكتور يسري زكي خبير تأمين المعلومات والاتصالات على القيمة المضافة لاستخدام التكنولوجيا الرقمية بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي بما تتميز من تكلفة رخيصة للغاية عند القيام بالحملات الدعائية والانتخابية، فضلا عن تأثيرها الممتد والطويل، ويستطيع أي شخص أن يبدأ حملته الانتخابية قبل وقت طويل قد تصل لسنوات، وقال "بالتالي بمقارنة الامكانيات المتاحة عبر شبكات التواصل الاجتماعية المختلفة ومقارنة التكاليف المتدنية أساسا بما تحققه من أهداف، فإن القيمة المضافة والعائد على الاشخاص من مستخدمي الشبكات الاجتماعية أعلى بكثير من غير المستخدمين لهذه الشبكات، مما يوفر للمرشحين أموالا من التكاليف المقررة يمكن إعادة توجيهها في تعزيز فرص الحصول وإستقطاب شرائح أخرى من المجتمع للمرشحين".

وأضاف أنه يمكن مثلا توجيه بعض من الاموال التي توفرها إستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في إستهداف فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة مثل ضعاف أو فاقدي البصر، وذلك من خلال طرح مباشر لمشاكلهم وتبني إستخدام التكنولوجيا للوصول لهذه الفئة         (من ضعاف البصر)، مثل إستخدام رسائل مسموعة للتواصل معهم، وبناء شبكات تواصل خاصة بهم، ويتوقع أن يستخدم الناس بكثافة حملات الايميلات عبر مجموعات الانترنت     (مثل ياهو) والتي يتم ربطها بشبكات التواصل الاجتماعي، كما يتوقع أيضا إستخدام رسائل فيديو مقتضبة ومركزة عن طريق الهاتف المحمول في السباق للانتخابات الرئاسية المقبلة، ويختم زكي بالقول، "هناك توقع لعمليات محاكاة لهذه الاستخدامات وربما ينتهي الامر أيضا عند التصويت الاليكتروني فيصبح أحد العناصر المؤثرة تكنولوجيا".

أفضل حملة الكترونية

من جهة اخرى فازت صفحة ''كلنا خالد سعيد'' بجائزة أفضل حملة نشاط اجتماعي لهذا العام على الإنترنت في المسابقة السنوية السابعة التي تنظمها مؤسسة دويتشه فيلّه الخاصة بالتدوين لتكريم صحفيي الإنترنت، وأعلنت لجنة التحكيم أسماء الفائزين بالجائزة وأفضل المدونات في ست فئات مختلفة لهذا العام وسط حضور عربي لافت مدفوعا بزخم الثورات التي تشهدها عدد كبير من البلاد العربية، وفازت هذا العام ثلاث مدونات من العالم العربي، تنشر في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي لمسابقة (دويتشه فيله العالمية للمدونات)، والتي تمنحها دويتشه فيله للمرة السابعة على التوالي، وتهدف هذه المسابقة لدعم حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافةحيث تشمل المسابقة 17 جائزة موزعة على ست فئات و11 لغة، من بينها العربية والفارسية والألمانية والروسية.

وتم اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم ضمت مدونين وصحفيين من جميع أنحاء العالم، وأما المدونات، التي فازت بجوائز المسابقة حسب تصنيف اللغات، فقد تم اختيارها عن طريق تصويت عبر الإنترنت شارك فيه مستخدمو الشبكة العنكبوتية من جميع أنحاء العالم، واختيرت ثلاث مدونات عربية هذا العام لتفوز في ثلاث فئات مختلفة، فقد تم تكريم مدونة لينا بن مهني من تونس، وهي مدرسة في جامعة تونس في السابعة والعشرين من العمر، وتنتقد بن مهني في مدونتها المسماة (ببنية تونسية) منذ عدة سنوات الأوضاع الاجتماعية والسياسية في تونس وتنشر مدوناتها بالعربية والإنجليزية والفرنسية، وتتناول لينا بن مهني قضايا الاضطهاد والرقابة في ظل حكومة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وخلال ثورة الياسمين التي انطلقت في شهر ديسمبر سافرت لينا بن مهني إلى مدينتي سيدي بوزيد والقصرين للكتابة ونقل الأخبار من هناك والحديث عن القمع الذي قامت به الشرطة المحلية ضد المتظاهرين.

ومنذ التغيير السياسي الذي حصل في تونس، تكتب لينا عن الصعوبات التي تواجهها الدولة في مسار التغيير الديمقراطي، ويُذكر أن مدونتها كانت محجوبة لفترة طويلة في تونس، وشددت المدونة والصحفية البحرينية أميرة الحسيني، عضو في لجنة التحكيم، على أن دور المدونات في العالم العربي مهم جداً، قائلة إن "الإعلام الرسمي في الدول العربية ليس لديه أي مصداقية وإن الناس مضطرون لمتابعة وسائل الإعلام الأجنبية لكي يعرفوا من خلالها ماذا يحدث في بلدانهم"، وأضافت الحسيني في المؤتمر الصحفي أن "المدونات أعطتنا الفرصة للتعبير عن آرائنا دون رقابة ودون الحاجة إلى الرجوع إلى محرر، وكان بإمكاننا أن نُري العالم من نحن وأن يتعرف العالم علينا ويرى أننا أناس عاديون، بعيداً عن التفكير النمطي الشائع".

وشددت الحسيني كذلك على دور شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر في الثورات العربية وكيف أنه كان بالإمكان أن يوصل الناس العاديون رؤيتهم الشخصية للتطورات من ساحات الاحتجاج مباشرة، بعيداً عن تغطية وسائل الإعلام الحكومية الرسمية، التي تجاهلت المظاهرات أو لم تغطيها بموضوعية وحيادية ومصداقية، وفي هذا العام تم للمرة الأولى تخصيص جائزة لفئة (أفضل حملة على شبكات التواصل الاجتماعي)، والتي فازت بها صفحة 'كلنا خالد سعيد' على شبكة الفيسبوك، التي يتابعها أكثر من مليون شخص، وجاء تأسيس هذه الصفحة تضامناً مع الشاب المصري خالد سعيد الذي قُتل على يد الشرطة المصرية في شهر يونيو من العام الماضي في مدينة الإسكندرية، وكانت الصفحة قاعدة أساسية في تنظيم المظاهرات في ميدان التحرير التي انطلقت في الخامس والعشرين من شهر يناير، وكذلك خلال الثورة وبعدها.

وعن أهمية شبكات التواصل الاجتماعي قال كريستيان غرامش، مدير البرامج في دويتشه فيله، إن الشبكات الاجتماعية على الإنترنت ساهمت في دعم الحريات، الأمر الذي تجلى أيضاً في (مسابقة البوبز) من خلال تخصيص فئة لأفضل الحملات على الشبكات الاجتماعية، وفازت في الجائزة الخاصة المكرسة لدعم الدفاع عن حقوق الإنسان أيضاً مدونة عربية من البحرين تحمل عنوان (حقوق المهاجرين)، وهي مدونة تهتم بأحوال العاملين الأجانب في دول في الشرق الأوسط وبالأخص في دول الخليج العربي، حيث يعمل ويقطن الكثير من العمال الأجانب.وتحاول المدونة أن تلفت الانتباه إلى العنف والظلم الواقع على العمال وخادمي البيوت الأجانب، واصفة المعاملة الرديئة هذه (بنوع جديد من العبودية).

وكُرمت في فئة أحسن مدونة ناطقة باللغة العربية مدونة الشابة المصرية إيمان هاشم، وتحلل هذه المدونة المسماة (بثورة البنفسج) الحياة اليومية في مصر، مركزة بالأخص على الأحداث في مصر بعد ثورة 25 يناير، وحصلت أيضاً مدونة (Rantings of a Sandmonkey) بجائزة أحسن مدونة تُكتب بالإنجليزية، ويكتبها المصري محمود سالم، الذي تعرض للسجن والضرب لأنه كان يدعو إلى الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي حتى قبل حدوث الثورة المصرية والإطاحة بنظام حسني مبارك، وسيتم دعوة الفائزين بجوائز هيئة التحكيم إلى مدينة بون الألمانية لاستلام الجوائز على هامش فعاليات منتدى الإعلام العالمي.

جوجل في الشرق الأوسط

من جهة اخرى يعد جوجل أكبر محرك بحثي في العالم، حيث كشف مسؤول في شركة جوجل خلال مؤتمر "عرب نت" في العاصمة اللبنانية بيروت أن 100 مليون عملية بحث بواسطة محرك البحث "جوجل" تجرى يومياً في الشرق الأوسط وشمال إفريقي، وجوجل أكبر محرك بحثي في العالم لكنها تواجه منافسة متزايدة من محرك بينج التابع لشركة مايكروسوفت، وكشف المسؤول أيضاً أن 36 ألف شخص من المنطقة يلتحقون بشبكة "فيسبوك" يوميًا، وتتم في هذه المنطقة مشاهدة 100 مليون فيديو "يوتيوب" يوميً، وأورد مدير قسم الهندسة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة "جوجل" أحمد حمزاوي مجموعة إحصاءات عن المنطقة، من بينها أن الأخبار تليها الصور والموسيقى هي أبرز المنتجات التي يتم البحث عنها بواسطة محرك جوجل للبحث.

وقال "حمزاوي" إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتفوق على الأسواق الأخرى لجهة البحث عن الأخبار وتشكيل المجموعات على الإنترنت والرياضة، وأشار إلى أن أهم المواقع التي يزورها المستخدمون في العام 2011 هي على التوالي، فيسبوك ومكتوب ثم يكيبيدي، وذكر أن معدل أعمار مستخدمي الانترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام 2011 تبلغ (25) سنة، ولفت "حمزاوي" إلى أن 13 بالمائة هي نسبة البحث بواسطة الهاتف الجوال في المنطقة، وان نسبة معدل نمو البحث بواسطة الهواتف الجوالة خلال العام الماضي بلغ 200 بالمائة، وقال "حمزاوي" إن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى لجهة نمو استخدام الإنترنت على الهاتف الجوال، وأشار إلى أن هناك 18.4 مليون مستخدم للشبكات الاجتماعية في المنطقة. بحسب يونايتد برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/نيسان/2011 - 20/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م