المواطن العراقي والقمة العربية... بين دعوى تأجيلها او نقلها من بغداد

عصام حاكم

 

شبكة النبأ: جاءت دعوى دول مجلس التعاون الخليجي من اجل الغاء القمة العربية او نقلها من بغداد الى عاصمة عربية اخرى في سياق تفنيد المزاعم القائلة بان ما يضمره القلب لا يخرج في فلتات اللسان وربما يحسبها البعض على انها تصرفات محسوبة ومدروسة بعناية فائقة وهي جزء لا يتجزأ من التكتيكات السياسية المستعجلة من اجل معاقبة العراق على موقفه المناهض والرافض لتدخل قوات درع الجزيرة بالشأن البحريني.

ومن اجل ملاحقة تلك الدعوى واسباب اثارتها في هذا الوقت بالذات حاولنا ان نلتقي بالنخبة المثقفة عسى ان تجد تحليلاتهم وآراءهم اصداء طيبة من اجل بناء استراتيجية متوازنة ووضع الشيء في موضعه.

يقول حسن عداي المستشار الاعلامي لرئيس مجلس محافظة كربلاء ليس متفاجىء بالدعوة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي والمحرضة على عدم انعقاد القمة في لاسيما وان المتغيرات السياسية التي احاطة بالمشهد العربي هي التي املت على تلك الدول ان تتخذ مثل هذا الموقف المتشدد أتجاه انعقاد القمة في بغداد وعودة العراق الى حاضرة العمل العربي، خصوصا وان مسار الانتفاضات الشعبية قد شمل العديد من دول الخليج كالسعودية ومسقط والبحرين وهذا بطبيعة الحال مما حفز لديهم داء الكراهية والحقد وبعدما كانت تلك الدول تسرح وتمرح وتلعب على حبال الطائفية في العراق أصبحت اليوم مهددة وهذا ما لم تسمح به من جانبها الا انها في ذات الوقت تعطي لنفسها المشروعية من اجل على ممارسة ذلك الدور في العراق خصوصا وان المواقف الرافضة لعقد القمة في بغداد جاءت بسبب متاخرة ومتزامنة مع الموقف العراقي الرافض لتدخل قوات درع الجزيرة في الشأن البحريني وما نتج عنه من انتهاك سافر لحقوق الانسان في البحرين وان الحملة كانت بدوافع طائفية بغيظه وأن تصرفهم هذا بمثابة العقوبة للعراق ولشعبه من وجهة نظرهم.

 وانى شخصيا من المؤيدين تماما لعدم انعقاد القمة العربية في بغداد الان وبعد مئات السنيين، والسؤال المطروح هو ماذا قدمت الجامعة العربية للعراق منذ ساعة تأسيسها والى الان فمقابر الشهداء العراقيين احتلت كل بقعة في الوطن العربي ولم نجني من تلك التضحيات الا المزيد من الشهداء والمقابر الجماعية والشعارات الزائفة وادعوا من خلال ذلك القاء الى قطع العلاقات مع الامة العربية كلها لأنها هي المحرض الاساسي على قتل العراقيين وافضل ان نهتم ببناء بلدنا اولا وربما تأتي الساعة ليطرقوا هم انفسهم الباب علينا من اجل بدء صفحة جديدة من العلاقات معنا.

محمد مجهول مدرس تربية فنية وحاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة بابل كلية الفنون الجميلة حيث يعتقد بان البعد القومي هو من افرغ جعبة الرصيد الوطني العراقي وهذا ليس بالافتراض بل حقيقة ملموسة ولولا تدخل القوى الاقليمية في الشأن العراقي وعلى مدى السنوات الثمان الماضية لكان العراق معافى من كل امراضه واعراضه السياسية والاجتماعية لذى اجد الفرصة مواتية جدا لصالح تخلي العراق عن دوره القومي وان يقيم علاقاته مع البلدان المجاورة على اساس المصالح المشتركة وربما يكون العراق هو المستفيد الاول من تلك الخطوة لاسيما وان المجموعة العربية قد استنزفت من العراق الكثير الكثير من ثرواته النفطية والمادية والبشرية وان الاجراء الصحيح الواجب اتخاذه الان وهو ان نستبدل العلاقات العربية بعلاقات استراتيجية مع الجارة تركيا ومع المجموعة الاوربية ومع دول العالم المتحضر كي نضمن ساعتها عدم وجود مشايخ فرنسيين او بريطانيين يحرضون على قتل العراقيين وهذه على ما اعتقد اكبر المكتسبات المنظورة على صعيد العلاقات الاوربية والدولية .

عادل الصوري شاعر قال بالحرف الواحد لا تعنيني القمة العربية بشيء سوى كانت انعقدت ام لم تنعقد والامر الذي يشغل بالي واهتم له كثيرا هو كيفية تجاوز محنة الاحياء العشوائية وتوفير السكن اللائق للمواطن العراقي.

الشيخ نزار التميمي باحث اسلامي يرى بانعقاد القمة العربية في بغداد رسالة مهمة على استقرار العراق وعودته الى حاضرة الجمع العربي كسابق عهده وحتى يتعرف القادة العرب على الوضع العراقي الجديد اذا ما كانت لديهم وجهات نظر مغايرة أو مختلفة بعض الشيء علما بان انعقاد القمة هنا في بغداد قد يبعث الى العالم برسالة مفادها ان العراق قام من كبوته وهو اليوم مصدر الهام حيوي لتحرر الشعوب العربية، اما بخصوص الاصوات التي تنادي بنقل القمة من بغداد فهي بالتأكيد جزء من المخطط التآمري الذي تحوكه بعض الانظمة العربية والاقليمية من اجل افشال التجربة العراقية وان مسلسل تلك الخطوات قد بدء من خلال افساح المجال وتحفيز دور العصابات الاجرامية والميلشيات المسلحة التي كانت ولا زالت تستهدف وحدة العراق وامنه وامانه وهي تسعى من خلال ذلك الى ان تقول للعالم بان حكومة العراق ليست شرعية وهي تعزف على وتر الطائفية، اما بالنسبة لما يتردد عن التفاعلات السياسية التي اتخذتها القيادة العراقية وموقفها المنحاز اتجاه القضية البحرينية فهذا اتهام باطل وان العراق وشعبة من مطاليب الشعوب ولكن ما حصل ويحصل في البحرين ظلامه مزدوجة من خلال ما تمارسه السلطات البحرينية من جهة والتدخل السافر لقوات درع الجزيرة وهذا بطبيعة مما اعطى القضية بعدا اخر الى جانب بعدها المذهبي الذي يحتم علينا ان نكون مناصرين لذلك الشعب الاعزل وان الموقف الشعبية والحكومية لم ترتقي الى مستوى التدخل بالشأن الداخلي وان الحكومات والانظمة الخليجية كان دورا عدائيا بشكل واضح امام تقدم مسيرة بناء العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/نيسان/2011 - 19/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م