عالم السيارات... ثورة تغيير تطيح بما سبقها

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: في بدايات القرن الماضي وبعد ان تم اختراع اول سيارة على وجه الارض بمحرك بخاري، اخذ الناس ينظرون الى هذا الاختراع الجديد نظرة تعجب وحيرة وهم يرونه يسبق كل وسائل النقل المستخدمة في ذلك الوقت، لكن السيارة لم تقف عند خط البداية، فهي وجدت لتنطلق، حيث تطورت على مر السنين اللاحقة بشكل مذهل لتصل الى ماهي عليه اليوم من التكنولوجيا الفائقة والرفاهية المطلقة.

ومع التقدم الذي وصلت اليه السيارات في العصر الحديث، الا ان الكلام يدور في اروقة الشركات الكبرى وغرف المبتكرين حول سيارات المستقبل والتي سوف تحدث انقلاباً كاملاً لكل المفاهيم التي نعرفها عن عالم السيارات، وسوف تأخذنا الى عالم اخر اقرب الى الخيال منه الى الحقيقة.

ومن خلال التصريحات التي تطلق بين الفترة والاخرى نجد ان الجيل القادم من السيارات سوف يتمتع بذكاء صناعي فائق يمكنه من التحكم الكامل بالسيارة والاستغناء عن السائق، كما سوف نجد سيارات طائرة واخرى تحل محل اليخت، والغريب ان كل الذي ذكرناه سيكون في سيارة واحدة فقط.

سيارة تقود نفسها

اذ طالما قال باحثون وعلماء إن الشوارع ربما تكون أكثر أمانا دون سائقي السيارات، وهم الآن يعملون على تحقيق ذلك من خلال ابتكار مركبة ذكية دون سائق تدعى "السيارة المفكرة"، حيث يقول تينوش جانجينه، قائد فريق البحث الذي ينفذ المشروع، إنه يعمل على استخدام "أجهزة استشعار خفيفة ومتكاملة لكشف أي مركبة أخرى أو أي جسد يمر أمام السيارة المفكرة"، وتحتوي هذه السيارة على نظام تحديد المواقع وكاميرات للتعرف على مخطط الشوارع وإشارات المرور، أما خلفية السيارة فهي مزودة بكم هائل من أجهزة الحاسوب لترجمة كل هذه المعلومات.

وهنالك الكثير من العلماء الذين يتنافسون على الوصول إلى سيارة دون سائق، وهي منافسة يصفها باتريك فوغل، من الجامعة الحرة، بأنها ودية، ويقول فوغل "الناس متفائلون بهذا الاختراع ويتوقعون الانتهاء منه في عام 2030، ولكن فريقنا يقول إن هذه التكنولوجيا جاهزة الآن لتختبر في الشارع"، ومع هذا الاختراع الجديد، فإنك إن أردت طلب سيارة أجرة فلن تحتاج لأكثر من حاسوب محمول، وبكبسة زر تكون السيارة أمامك، بينما يؤكد فوغل أن السيارة المفكرة ستكون الأكثر أمانا في السنوات القادمة، ويضيف "لست متأكدا من أن البشر هم أفضل وأذكى من يقود السيارة، فحتى لو لم تتوفر السيارة المفكرة خلال السنوات الثلاث المقبلة، ستتوفر بلا شك قريبا" وكما اكد فوغل في سياق حديثه. بحسب السي ان ان.

من جهتهم تمكن فريق من العلماء الألمان من تطوير سيارة ذاتية القيادة مزودة بتقنية استشعار متقدمة تمكن السيارة من التحرك بشكل مستقل وسط المرور ، مبشرة بعصر سنرى فيه السيارات تتحرك بنفسها دون قائد، ويحلم فريق العلماء في أن يتحول مصطلح السيارة آلية القيادة إلى جزء معتاد من حياتنا اليومية، يذكر ان السيارة التي أطلق عليها (إم إي جي) اختصارا لـ"ميد إن جرماني" أو صنع في ألمانيا، قادرة على ترصد حركة السيارات الأخرى والدراجات والمارة أيضا، ومن ثم تستطيع التعامل بشكل آمن مع المواقف المرورية المعقدة، كما ان (إم إي جي) تستطيع التعرف على إشارات المرور وخطوط المسارات على الطريق كما "تعرف" كيفية تطبيق القواعد المرورية بما في ذلك قاعدة حق الطريق.

وبوجود ثلاث كاميرات فيديو وماسحات ليزر متعددة ورادار ، كلها تسمح لحاسب آلي داخل السيارة بحساب ووضع نموذج ثلاثي الأبعاد للطريق وتقييم الحالة المرورية، ويمكن التحكم في السيارة باستخدام أجهزة الهاتف الخلوي مثل آي باد، عكف على تطوير السيارة فريق تكنولوجيا الإنسان الآلي في معامل "أوتو نوموس"بجامعة برلين المفتوحة تحت إشراف البروفيسور راؤول روخاس، ويفترض الباحثون أنه مع وجود رؤية بعيدة المدى للسيارات ذاتية القيادة مع تكنولوجيا المحرك الصديق للبيئة ومع دمج هذين العنصرين معا فى شكل سيارات خضراء (صديقة للبيئة) سيكون هناك اشكال جديدة من التفاعل بين الإنسان والآلة.

ووفقا لهذا المخطط، ستمر السيارات على ركابها بشكل تلقائي لالتقاطهم بعد مكالمة من الهاتف الخلوي، ويبلغ التاكسي ذاتي الحركة عن موقعه ويستطيع الركاب رؤية مسار السيارات التي تقترب والوقت المقدر للرحلة على الشاشات، كل أجهزة الاستشعار والاوامر الخاصة بالسيارة يمكن الولوج إليها ونقلها بأجهزة محمولة، وقال البروفيسور روخاس " السيارة آلية القيادة قد تحول (فكرة) التشارك في السيارة واقع، ذلك أنها ستأخذ الركاب من أمام منازلهم لمواقع عملهم ثم تواصل رحلتها لالتقاط المزيد من الركاب. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

بهذه الطريقة يمكن المزج بين حركة مرور السيارات وحركة الحافلات والقطارات بشكل رائع"، وأضاف روخاس "باستغلال المزيج المثالي لهذه التقنيات ستكون مدينة مثل برلين بحاجة لخمس عدد السيارات التي تسير في طرقاتها اليوم فقط على الأرجح"، يعمل روخاس كأستاذ للذكاء الاصطناعي بمعهد علوم الحاسب الآلي بجامعة برلين المفتوحة، وكان قد لفت الأنظار إليه للمرة الأولى عندما حقق نجاحا دوليا بنماذجه للإنسان الآلي التى تجيد لعب كرة القدم (إف يو-فايترز)، وهي النماذج التي فازب ببطولة العالم مرتين فى دورى الروبوت .

كما أكملت سيارة دون سائق تعمل بالكهرباء، أطول رحلة من تقوم بها مركبة دون توجيهها بشريا، إذ بدأت مشوارها في إيطاليا ووصلت إلى الصين، لتقطع بذلك نحو 13 ألف كيلومتر، ووصلت سيارة "الفان" برتقالية اللون مقر المعرض العالمي في مدينة شانغهاي الصينية، بعد أن انطلاق رحلتها من إيطاليا عبر أوروبا الشرقية وروسيا وكازاخستان إلى الصين من خلال صحراء غوبي، وعلى طول سور الصين العظيم، وتعرضت السيارة لثلاثة أشهر من الظروف الجوية المختلفة، بين العواصف الثلجية والأمطار والشمس، ووصلت شنغهاي دون وجود مشاكل كبيرة، ووفقا للباحثين الذين تتبعوا رحلتها، فقد توقفت السيارة لمساعدة راكب تقطعت به السبل خارج موسكو. بحسب السي ان ان.

وقال الباحث ألبرتو بروغي "نحن سعداء حق، إنها علامة فارقة حقيقية في مجال عملنا على مركبات الروبوتات"، وتضمنت السيارة، التي صممتها شركة التكنولوجيا الايطالية "فيزلاب،" 12 جهاز استشعار مختلف، بما في ذلك الكاميرات، وجهاز استشعار ثاني أكسيد الكربون، وجهاز لتحديد المواقع، وماسح ليزري للطرق الوعرة، وقال ماير جيوجيجان كوين، رئيس الابتكار والبحث والعلوم في المفوضية الأوروبية إن "الرحلة للصين دون سائق توضح لنا كيف يمكن للعلم أن يجتذب خيال الناس من خلال الانجازات التي كانت حتى عهد قريب مستحيلة".

من جهة اخرى يتحدث الجميع الآن في عالم صناعة السيارات عن مركبات المستقبل، والتي سيكون من أهم ميزاتها أنها ليست بحاجة إلى سائق، ولكن بالفعل توجد سيارات حاليا تقود نفسها، فما الذي سيتغير في المستقبل، ففي معرض أقيم في مدينة لا فيغاس، أعلنت شركة "جنرال موتورز،" عن أحدث صيحة في عالم سيارات المستقبل، وهي سيارة "إينفي،" واسمها اختصار لمصطلح "السيارات الكهربائية الشبكية"، وتجمع تلك السيارة فكرتين حول كيفية تعليم السيارات أن تقود نفسها، باستخدام أجهزة استشعار وكاميرات وتقنية السونار لمنع السيارة من الاصطدام بالمارة مثلا أو المركبات الأخرى. بحسب السي ان ان.

إلى جانب تقنية الربط الشبكي التي تتيح للسيارات التواصل مع بعضه، فهذه السيارة الرقمية يمكنها الاتصال لاسلكيا مع السيارات الأخرى، لتتبع إحداها الأخرى فيما يشبه قطارا لاسلكيا، ويمكن لأي سيارة من تلك السيارات الانسحاب من القطار ذلك، والسيارات الجديدة، التي تشبه الغواصات الشخصية إلى حد ما، هي مجرد نماذج في الوقت الراهن، وتقول "جنرال موتورز،" إنها يمكن أن تكون في السوق بحلول عام 2030 بكلفة قدرها 10 آلاف دولار.

السيارة الطائرة تصبح حقيقة

الى ذلك تتصدر السيارة التي تطير قائمة تصورات الخيال العلمي الكلاسيكية والتي دفعت كثيرين للسؤال عن امكانية صنع هكذا نوع من السيارات وتحويلها الى حقيقة، وربما يكون الجواب على هذا السؤال قريباً، إذ إن الباحثين في الوقت الحالي، مع توافر المزيد من الأموال لدى من الجيش الأمريكي، ربما اقتربوا خطوة بالفعل نحو هذا النوع من المركبات الحوامة، الشبيهة بتلك التي تم تقديمها في فيلمي "بليد رانر" و"جتسونز"، وجعلها حقيقة واقعة، فوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (داربا)، تقدم حالياً المنح للعلماء للمساعدة في تطوير برنامجها (المتحول(، الذي يسعى لتصنيع سيارة يمكنها الإقلاع عمودياً مثل الطائرات المروحية والطيران.

وبدأ المعهد العمل بالفعل على المركبات الآلية الطائرة، التي يقول الباحثون إنها ستكون حاسمة لنجاح مركبة عسكرية يمكنها الانتقال من حالة المعركة على الأرض إلى الجو بسلاسة، وقال الأستاذ الباحث في معهد الروبوتات بجامعة كارنيجي، سانجيف سينغ "إن المتحول يعتمد في كل شيء على المرونة في الحركة، والأمر الرئيسي لهذا المفهوم هو فكرة التي مفادها أن السيارة يمكن أن يقودها جندي عادي من دون خبرة في التحليق والطيران"، وأضاف قائلاً "من الناحية العملية، هذا يعني أن السيارة تحتاج لأن تكون قادرة على الطيران بنفسها، أو أن تطير بقدر أدنى من التدخل من طرف قائدها، وهذا يعني أن على السيارة أن تكون 'مدركة' باستمرار للبيئة التي تعمل فيها وبالتالي قادرة على التصرف بصورة تلقائية تجاه ما تراه."

يشار إلى أن جامعة كارنيجي ميلون هي واحدة من ست جهات تعاقدت "داربا" معها لمشروع "المتحول" من أجل تطوير المفاهيم الكلية لتصميم السيارة المتحولة، داربا يشارك كثيرا من مؤسسات القطاع الخاص وهواة التكنولوجيا هواة عن الأفكار حول الابتكارات التي يمكن أن تستخدم في ساحة المعركة وغيره، وبحسب المشروع، فإن مركبة داربا المتحولة ستكون قادرة على نقل 4 جنود وحمولة من المعدات والتجهيزات يصل إجمالي وزنها إلى 1000 باوند، ولمسافة تصل إلى 250 كيلومتراً، سواء في الجو أو على الأرض. بحسب السي ان ان.

صديقة للبيئة واخرى ثلاثية الاستخدام

في سياق متصل قد تصبح المركبات التي تسير باستخدام الوقود أو الكهرباء "موضة قديمة،" بعد أن قدمت شركة سيارة "آير بود،" التي قد تكون سيارة المستقبل لأنها تعمل على الهواء، وللسيارة الجديد ثلاث عجلات، وبابين، لكن ليس لها مقود، ويعتقد مخترعوها أنها ستكون سيارة المستقبل، ويقول سيريل نيغري، من شركة "موتور ديفيلوبمنت إنترناشيونال،" إن "السيارة قيادتها سلسة للغاية، فهي لا تحتاج لمقود بل عصا تحكم تفي بالغرض، وذالك يريح السائق بشكل رائع، أما عن المنظر من داخل السيارة فهو جميل جدا، إنها بالفعل طريقة جديدة لقيادة السيارات في المدينة."

وتابع يقول "ميزاتها الرائعة تكمن في عدم تلويثها للبيئة وعدم إصدارها أي انبعاثات عند التشغيل وسعرها الاقتصادي، "ومع أكثر من 600 مليون سيارة في العالم، يحرق سنويا ما لا يقل عن مليار متر مكعب من البنزين، ولكن نيغري يعتقد بأن شركته توصلت لحل هذه المشكلة باختراعها "آير بود" في مدينة نيس بفرنس، وقال "ما يميز السيارة هو أنها تعمل على تزويدها بالهواء المضغوط، وهذا نظام نظيف واقتصادي وصديق للبيئة، إذ يقوم الهواء المضغوط الذي يعبئ بالسيارة بتحريك المكابس مما يؤدي لتحريك عجلات السيارة، أمر سهل للغاية"، ورغم كل هذه الميزات، إلا أن سعرها سيكون "منطقيا جدا،" بحسب نيغري، الذي قال إن زبائن "آير بود" سيكونون على الأغلب من أصدقاء البيئة أو من محبي التكنولوجيا الحديثة، وأضاف "سيكون سعر تكلفة السيارة 7000 يورو تقريبا، وسيشتريها من يهتم بالبيئة، وحتى من لا يكترث بالتلوث سيشتريها بسبب توفيرها فلن يزيد مصروفها عن (50) سنتا لكل (100) كيلومتر تقطعها هذه السيارة". بحسب السي ان ان.

من جهة اخرى، فهي سيارة ربما تكون قد جاءت مباشرة من أحد أفلام جيمس بوند، لتتحول إلى يخت أو مروحية أو طائرة عادية في أي وقت يحتاج فيه إلى تغيير نمط النقل، ويمكن أن تكون "هالو انترسبتور" حلا لكافة مشكلات النقل، بشرط أن يكون لديك بالفعل الأموال اللازمة لشرائه، فالمصمم البريطاني فيل باولي النسخة الأولية اعتمدا على سيارة رياضية تزود بملحقات تمكنها من أن تطفو كما اليخت وتحوم كما المروحية أو تحلق كما الطائرة، وأكد باولي على أنه لا يتعين أن ينظر إلى "هالو انترسبتور" باعتبارها سيارة طائرة ، لكن يجب أن ينظر إليها كطائرة ومروحية ويخت وسيارة جميعا في مركبة واحدة، وتزود السيارة بمحرك هجين وجهاز حاسوب فائق في قمرة القيادة وتبلغ سرعتها القصوى أكثر من 500 كيلومتر/ساعة وتصل إلى سرعة 100 كيلومتر/ساعة انطلاقا من الثبات في 3ر2 ثانية فقط.

ويمكن للسيارة عند تزويدها بملحق الطيران "هالو 120 درجة" أن تصل سرعتها في الجو إلى "ماخ2" وترتفع لما يصل إلى 20 ألف متر فوق سطح البحر، ويتيح ملحق "هالو46 درجة" تحويل المركبة إلى مروحية يستفيد منها رجال الأعمال الذين هم في عجلة من أمرهم، وتصل سرعتها القصوى إلى 185 عقدة، ويحول ملحق "هالو 22 درجة" المركبة إلى يخت سباق تصل سرعته إلى 63 عقدة ويصل مداه إلى 1200 ميل بحري، ويأمل باولي ، في ظل الفوضى المرورية التي تلوح في الأفق في المدن الضخمة المكتظة بالسكان ، أن يحظى نموذجه الأولى باهتمام كبرى الشركات المنتجة للسيارات أو على الأقل التأثير في تصميم السيارات في المستقبل. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

سياراتان من فولكسفاغن ونيسان

على صعيد اخر يبدأ إنتاج سيارة "بوغاتي 16 سي"، والتي من المتوقع أن تكون أكبر سيارة صالون في العالم، بأعداد محدودة في عام 2013، حيث يساور القلق مجموعة "فولكسفاغن" الألمانية بشأن نشر صور إضافية للسيارة الفائقة بعد أن عرضت النسخة التجريبية الأولى لمجوعة مختارة من العملاء في لوس أنجيليس في العام الماضي، وتأتي السيارة، والتي يتوقع أن يزيد سعرها عن مليون دولار، مزودة بإمكانيات الرفاهية والتكنولوجيا، لكنها أقل قوة من سيارة "فيرون" التي تخلفها.

وتتميز السيارة بمقدمة سوداء طويلة ممتدة وملساء، كما أنها مزودة بمحرك بقدرة ألف حصان مثل "فيرون" به 16 أسطوانة، لكن دون وجود الشواحن لتربو، ما يؤدي إلى انخفاض قدرة السيارة لنحو 800 حصان، وتأتي الأبواب ورفارف العجلات مصنوعة من الألومنيوم اللامع، بينما تصنع باقي أجزاء السيارة الخارجية من ألياف الكربون وبخلفية سوداء، ويوجد 4 أنابيب في مؤخرة السيارة متوزعين بين الجانب الأيمن والأيسر، بالإضافة إلى نافذة خلفية تمتد لأسفل لتتصل بمؤخرة قصيرة، وفي التصميم الداخلي، فإن المقاعد مصنوعة من جلود يدوية الصنع، وتتشابه عجلة القيادة بمثيلاتها في "فيرون"، ويوجد اثنان من عدادات السرعة في وسط لوحة القيادة لتزويد السائق بمعلومات خاصة بعدد لفات المحرك وسرعة السيارة، والتي تبلغ أعلى قيمة لها 420 كيلومترا في الساعة.

كما سيتم اطلاق سيارة "ليف" الكهربائية من شركة "نيسان" في اليابان، وفي الولايات المتحدة، واوروبا، على ما اعلنت شركة تصنيع السيارات اليابانية، هذه السيارة التي لا تعمل إلا بواسطة الكهرباء ستطرح في اسواق الارخبيل الياباني بسعر ادنى يبلغ 3،76 مليون ين (33300 يورو)، لكنه في الحقيقة لا يتعدى الثلاثة ملايين ين (26500 يورو) بعد احتساب المساعدات الحكومية التي تقدم للذين يشترون سيارات مراعية للبيئة، سيارة "ليف" التي صنفتها لجنة تحكيم اوروبية مؤخراً بأنها "افضل سيارة للعام 2011" ستطلق في اربعة من بلدان القارة الاوروبية في مطلع العام 2011 هي ايرلندا وهولندا والبرتغال وبريطانيا. بحسب فرانس برس.

وهذه السيارة الصغيرة مجهزة ببطارية ليثيوم أيون يمكن اعادة شحنها بالكامل في ثماني ساعات بواسطة مقبس عادي أو بنسبة 80% في غضون 30 دقيقة في محطات معدة لهذا الغرض، وهي تمنح السيارة استقلالية لمسافة 200 كيلومتر، وفقا لآخر المعلومات الصادرة عن "نيسان"، وتريد "نيسان" ان تكون اول شركة مصنعة للسيارات تسوق هذا النوع من السيارات بأعداد كبيرة، في حين ان منافستيها اليابانيتين (تويوتا وهوندا) تركزان على السيارات الهجينة (وقود وكهرباء)، ومن المتوقع ان تنتج مصانعها 50 الف نموذج سنويا.

زجاج سيارات يمنع الثلج

على صعيد اخر فأن الاستيقاظ مبكرا قبل نصف ساعة لإزالة الجليد المتراكم على الزجاج الأمامي لسيارتك، سيصبح أمرا من الماضي ذلك، بفضل جهود فريق من الباحثين الألمان الذين طوروا زجاجا مقاوما للثلوج، لقد تمكن فريق من العلماء في معهد فراون هوفر لتكنولوجيا الأسطح بمساعدة فريق من الباحثين في (فولكس فاجن وأودي) من تطوير زجاج السيارات الجديد والذي لا يسمح بتكاثف الضباب على سطحه أيض، وعلى خلاف زجاج السيارات المزود بخطوط تدفئة، فإن فكرة الزجاج الجديد تعتمد على مبدأ فيزيائي لا يسمح بتكون طبقة الثلج مطلقا، حتى وإن كانت درجات الحرارة دون 18 درجة مئوية.

ان السر يكمن في طبقة طلاء شفافة ورقيقة من إنديوم أكسيد القصدير تضاف إلي الزجاج، وقال توماس ديشر من إدارة البحوث والتطوير بشركة فولكس فاجن الألمانية " نطلق عليه طلاء لو إي "الإشعاع الحراري المنخفض"، "إنه طلاء" يضاف إلي الطبقة الزجاجية الخارجية وتمنعها من إشعاع الحرارة في الهواء، إننا فخورون بهذا الابتكار وسوف ننشره في جميع "أفرع" مجموعة فولكس فاجن"، وأوضح دريشر "إن الزجاج المانع لتراكم الثلوج، يمثل وسيلة رفاهية مضافة بالنسبة لعملائنا"، كما إن " طلاء لو إي" يحمي الزجاج من البرودة ومن ثم لا تتكثف المياه على السطح الخارجي أو تتجمد، ولا تتكون طبقة الثلج لأن كمية الإشعاع الحراري التي يطردها الزجاج في الهواء تقل للحد الأدنى، وهو ما يمنه أو يؤخر برودة سطح الزجاج لما دون درجة التكثف.

الظروف الجوية مثل الضباب والرطوبة النسبية والرياح، تلعب دورا مهما دون شك هنا، وتؤثر في سلوك التكثيف على الزجاج، وقال دريشر في بيان إخباري" لا يستطيع طلاء لو إي منع تكون أو تكاثف المياه بشكل كامل، لكنه يقلل احتمال حدوثه بشكل كبير"، يذكر ان العقبة الوحيدة التي تواجه مرحلة تطوير الابتكار الراهنة، هي أن الطلاء الجديد يؤثر على التقاط الإشارات اللاسلكية في السيارات، وهو ما قد يعوق التقاط إشارات الراديو والهواتف الخلوية، يقول دريشر "الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يكون الزجاج الذي لا يتراكم الثلج فوقه جاهزا للسوق، لكننا نكثف جهودنا لتحقيق هذا الهدف، وما تسعى إليه مجموعة فولكس فاجن هو أن يكون الزجاج الذي لا يتراكم الثلج فوقه اختراعا ناجحا فريدا على مستوى العالم".

قيادة المستقبل

الى ذلك وفي العالم الذي يتخيله المهندس يورجن ماير إتش، ستكون تجربة القيادة مزيجا من واقع رقمي وآخر افتراضي وثالث واقعي تقليدي، تخيل أن العام هو 2030 وأنك تقود عبر مدينة افتراضية اسمها بوكيفيل في سيارة مجانية اخترتها من وسط مجموعة، تخيل أيضا أنك تحاول أن تقود زائرا ما في نزهة عبر المدينة وكي تترك انطباعا قويا لديه قررت حظر المباني القبيحة ومحوت تلك الأحياء العشوائية من الجولة، فلا مشكلة، فقط اضغط على شاشة اللمس على زجاج السيارة الأمامي، لتنشط مواصفاتك الشخصية، ان ما قمت به يسمح لك وللمجموعة المرافقة لك برؤية المدينة كما تشاء، وقم بمحو تلك الخربشات على الحائط على يسارك وكبر منظور الرؤية للمبنى على يمينك لتشاهد شقة خالية متوفرة للإيجار، واركن سيارتك.

كما يقول يورجن ماير إتش "سيارة المستقبل ستكون أكبر وهي في الأساس سيارة أجرة دون سائق، هي ليست مركبة تناور بها عبر زحام المرور بل أقرب لآلة اختبار حسية، التجربة لم تعد تجربة قيادة تلعب فيها دور القائد، بل المقاد"، هذه الرؤية الجديدة الجريئة كانت هي الفائزة بالجائزة في مسابقة "أودي أوربان فيوتشر " والتي تبلغ قيمتها مئة ألف يورو "133310 دولار"، تقوم أودي كل عامين بدعوة مهندسين كبار للمنافسة في محاولة منها لتدشين حوار حول تناغم الحركة والهندسة والتطوير العمراني في المستقبل، يقول يورجن ماير إتش إنه استلهم مفهومه الجديد هذا من مجموعة من الشباب الإيراني في العاصمة طهران، قضوا معظم الليل يطوفون بالمدينة يحاولون التعرف على أشخاص آخرين، ما حول السيارة إلى اداة تواصل اجتماعي.

وعندما سئل عن المكان الذي يتصور أنه يصلح لتحقيق ذلك الحلم فيه، قال ماير إتش إن ناميبيا او زيمبابوي في أفريقيا تصلحان لاستضافة بوكيفيل المستقبل، وأوضح "إن افتقار تلك الدول لبنى تحتية معقدة يجعلها مثالية، ما على المرء سوى أن يأخذ شبكة الهواتف الخلوية في زيمبابوي فهي واحدة من أفضل الشبكات الخلوية في العالم كمثال، إن زيمبابوي لم تكن لديها شبكة اتصالات أرضية كبيرة في البداية وهو ما سهل الأمور كثيرا على القائمين على تشغيل الهواتف الخلوية". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

لقد تنافست ست من أكبر شركات التصميم في العالم على الجائزة، غير أن رؤية ماير والتي اطلق عليها أيه. واي والكلمة بمعناها المتطرف-تلاعب بكلمة "اواي" أو بعيدا باللغة الإنجليزية- وهي فرضية تسند إلى تداعيات ثقب الأوزون الذي اكتشف عام 1985، فالمدن تتسع وتتحول إلى كائنات عملاقة تمد أذرعها في كل اتجاه وتزداد تعقيد، وكان حجم تلك المدن وللزيادة الرهيبة في أعداد سكانها واختناقها السبب الأساسي وراء التلوث، لقد حفز اكتشاف ثقب الأوزون إدراك أن الواقع الحضري معرض للخطر، غير أن ثقب الأوزون كان نافذة في الوقت نفسه للإطلال على واقع جديد يتعايش فيه المرئي وغير المرئي المحسوس والمتخيل الافتراضي والواقعي، في تصور ماير لمنتصف القرن الحادي والعشرين تتحرك السيارات بفضل الكهرباء المستخرجة من شبكة ذكية تعرف باسم "بيئة الكهرباء المغمورة" وتأتي مقترنة ببرامج واقع إضافية. التكنولوجيا الرقمية جعلت الحدود ضبابية متداخلة بين الجسم والسيارة والتصميم، كما هو الحال داخل وخارج خريطة ثلاثية الأبعاد.

الحافلة الخارقة

بأبوابها التي تفتح للأعلى وطولها البالغ 15 متراً، تجمع "الحافلة الخارقة" بين مزايا الحافلات وسيارات الليموزين الفاخرة التي تعمل بالطاقة الكهربائية بسرعة تصل إلى 250 كيلومتراً في الساعة ويمكنها على مسرب سريع خاص، حيث تقدم "الحافلة الخارقة"، وسيلة نقل سريعة وفاخرة لرجال الأعمال والسياح بين إمارتي أبوظبي ودبي، ويمكنها أن تختصر زمن الرحلة بين المدينتين إلى نصف ساعة فقط، وعلى حد قول مصمميها الأوروبيين، من جامعة "تي يو" ديلفت للتكنولوجيا" الهولندية، فإن هذه الحافلة، التي تتسع لثلاثة وعشرين راكبا، تشكل تعبيراً عن التوجه المستقبلي لوسائل النقل المستدامة، كما أنها تشكل ما يسمى بـ"الحل الهولندي" للأمراض الثلاثة التي تصيب النقل العام في المجتمعات ألا وهي الازدحام، التلوث والأمان.

وتقارب أبعاد "الحافلة الخارقة"، التي تعمل ببطارية خاصة تصل قدرتها إلى 530 حصان ولها 6 دواليب، أبعاد الحافلات من حيث الطول والعرض، إلا أنها تشبه السيارات المدمجة من حيث الارتفاع.وتتمتع الحافلة، والتي تستخدم التوجيه الخلفي للعجلات، بإمكانيات مناورة عالية، وقدرة كبح كبيرة ومزايا أمان متطورة ومصممة اعتمادا على استخدام الرادار الحديث ونظام تحديد الأعطال الإلكتروني، بدأ المشروع عام 2004 وبلغت تكلفته حتى الآن 19 مليون دولار وتم تطويرها باستخدام تقنية مطورة في سباقات الفورميولا واحد وصناعة الطائرات، غير أنه يتوقع أن يكون إنتاج الطرز التجارية أقل تكلفة، وستكون بحدود 3 ملايين دولار، بحسب المدير العام للمشروع وبو أوكليس. بحسب السي ان ان.

هذه الحافلة الخارقة ظهرت في طرازها الأولي لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط في الدورة الأولى لمؤتمر الاتحاد العالمي للمواصلات العامة ومعرض التنقل والنقل الحضري، في مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات، وقالت رئيسة فريق التصميم، أنتونيا تيرزي، التي عملت سابقا كرئيسة فريق الديناميكية الهوائية في فريق "بي أم دبليو- ويليامز للفورميولا واحد "ستعمل الحافلة الخارقة على وضع الحلول المتعلقة بتحديات النقل، التخطيط المكاني، الخدمة المميزة والطلب على الوسائل البيئية في تصميم واحد، وأضافت "ستحظى الحافلة بنظام الجداول المفتوحة بدلا من المواعيد المحددة، حيث سيتمكن الركاب من الحجز عبر الإنترنت أو عن طريق هواتفهم، وستقوم الحافلة بالتقاطهم ووضعهم من وإلى المكان الذي يرغبون."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/نيسان/2011 - 16/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ / 1999- 2011م