الكلاسيكو الاسباني يسوق لغة عالمية جديدة

كتب: حسين الذكر

 

- العقل الباطن ومصالح شخصية ونفسية أسباب موجبة للتشجيع

- احدهم على (باب الله) والاخر يعشق بشرى وان تزوج عدوية

- كاتلوني متعاطف مع سمار أيتو ومدريدي متحمس لسلطة الملك

- لبن ابيض ناصع وزيتون اسود ومصري زمالكاوي وحمادة حبيب بابا

 

شبكة النبأ: ونحن نقترب من الكلاسيكو الاسباني الشهير والملهم للجمهور العالمي والذي سيقام يوم السبت المصادف 16\4\2011 شهد الشارع العراقي ومنذ وقت مبكر جدا جدلا وتنافسا محتدما بصورة واضحة تجلت من خلال الاعلام البرشلونية والريالية المنتشرة في كل محافظات العراق فضلا عن الزي الرسمي للفريقين الذي ارتداه عدد كبير من الشباب والصبيان، ليشكل سابقة اعلامية جماهيرية اجتماعية تؤكد عولمة كرة اليوم من خلال دخول البث التلفزيوني الفضائي مع كل تقنياته وتحليلاته وحلاوة ادائه لكل بيت تقريبا مع انخفاض مستوى الدوري المحلي العراقي مما جعل تاثير حلاوة وقوة تنافس واداء الفريقين يسيطر على معظم شارعنا الرياضي، بل وتعدته حتى الى الجماهير الاخرى التي لم يكن لها اهتماما رياضيا من قبل، الا انها دخلت الميدان بتاثيرات اخرى متعددة، وللاطلاع على الاسباب الحقيقية التي ربما تحركها جذور غير رياضية او بالاحراى قد تكون اسبابا ودوافع نفسية معينة وراء تشجيع احد الفريقين، لذا حاولنا التوجه بسؤال غير تقليدي مفاده ماهي الاسباب الحقيقية غير الكروية التي ادت الى جذب الشارع العراقي وراء كل من البرشا والريال فجائت الاجابات طريفة وممتعة وبالصورة التالية:-

(على باب الله)

حينما سالت الشاب علي ابو ابراهيم الذي بائع الملابس الرياضية عن رأيه وعن اي الفريقين احب الى قلبه اجاب سريعا: (اني اعشق البرشا لان فريقهم يلعب كرة جميلة وممتعة). وحينما قلت له ان معظم الفرق الاوربية تلعب كرة جميلة ومتتعة، فالماذا تحديدا البرشا، ارجو ان تفكر بسبب غير كروي، اذا امكن على ان يكون صادقا. فقال: (صحيح اني قبل كل شيء لم اشجع الاندية من قبل، بل انحصر حبي وتشجيعي لها من خلال المنتخب العراقي فقط، ولكن حينما اصبحت بائع تجهيزات رياضية (على باب الله)، اكتشفت ان رزقي غالبيته يعتمد على بيع ملابس لزي البرشا، فاصبحت بالضرورة اعشق الفريق الذي يثقل جيبي ويسعد عائلتي من خلال رزقي، فضلا عما اصبحت اتمتع به من عروض برشلونية).

دوافع سياسية

فيما كنت ابحث عن تفسيرات اخرى غير المالوفة، فاجاني الاستاذ هادي جلو مرعي المحلل السياسي الذي وصف نفسه بالعاشق حد العظم للريال والحاقد حد الظلام على برشلونة،قائلا: (بما ان مهنتي تسبح في فضاء عالم السياسة، مع رغبتي وميلي الى جانب انظمة الحكم المترسخة جعلني اشعر بالود اتجاه ريال مدريد، النادي الملكي الثابت والقوي ماديا واداريا وشعبيا وفنيا فضلا عن التاريخ والانجاز، مع نظراتي غير المحببة للاندية التي تحاول اغتصاب السلطة من اصحابها الشرعيين، مما جعلني انظر الى البرشا عبارة عن فريق ساعي لاغتصاب حق ريال مدريد النادي الملكي الذي يفترض ان يظل ثابتا).

بشرى وعدوية

لم يتردد الشاب محمود طالب الكلية في الاجابة بصراحة ودون الالتفات الى الاداء والاسماء، فقال: (انا احب طالبة معي في الكلية اسمها بشرى، والاسم كما تعلم وترى قريب في الرسم والحروف والتردد على الالسن من كلمة برشلونة ومشتقاتها، فهل تطالبني بعشق فريق يحمل غير تلك التسمية، اعتقد ان في ذلك ظلما وتعبيرا يجافي لغة القلب التي يفترض ان تكون صادقة، لذا فاني سابقى اعشق البرشا طوال حياتي حتى وان لم يكتب الله لي المواصلة مع بشرى، بل وحتى ان تزوجت عدوية).

زملكاوي حد العظم

علي المصري او ابو فاطمة كما يحب تسميته، مواطن عربي سكن العراق منذ سنوات طويلة ولعب الكرة مع الفرق الشعبية العراقية وقد ظهر عليه حب الريال مبكرا، حتى اجاب على السؤال من اوسع الابواب واقصرها، قائلا: (يعمي انا متغرب من وطني الام منذ عقود وكنت اعشق الزمالك هناك في مصر مع بعض اهلي واحبتي، وصرت اتذكرهم مع كل لون ابيض، فحينما طغت حمى التنافس بين البرشا والريال بصورتها العصرية الحماسية المؤثرة، انحزت تماما الى الريال، رغما عني، فانا زملكاوي بلونه الابيض والريال يعوضني عن ابتعادي وتلك اسباب ارجو ان تحترم ومبررات ان تقبل مع كل ودي وتقديري لمشجعي البرشا العريق والممتع).

بصرواي يحب صديق

عند زيارتي للمدينة الرياضية في البصرة الفيحاء اخيرا وحينما كنا نتابع لقاء البرشا وفيريال، شاهدت صبيا بصريا يسمى جهاد صادق كاد يبكي من حرقة الالم بسبب فوز البرشا، لاسيما بعد ان خسر فريقه الريال قبل ساعات امام خيخون. وحينما سالته عن اسباب حالته قال: (انه لايطيق كلمة برشا امام عينه وانه يكره كل من يحبهم حتى وان كان ابيه او امه، وحينما سالته عن الاسباب غير الكروية والدوافع الاخرى في ذلك، قال: (لربما اني، احب صديقي، حسين معي في الصف الدراسي حبا جما والذي هو كان السبب الرئيس بمعرفتي وتشجيعي للريال).

سائق اسمر وهتافات عنصرية

كنت راكب سيارة اجرة (تكسي) حينما لفت نظري السائق ذو البشرة السمراء ولباسه الكتالوني المميز مع تغليف جميع مقاعد السيارة بذات الزي، وحينما سالته عن اسباب تشجيعه للبرشا، قال: (الحقيقة،اني عشقت البرشا منذ ايام النجم الكاميروني اتيو،والسبب الرئيس، تضامنا مع لونه الاسمر القريب من بشرتي، لاسيما حينما سمعت حينها انه تعرض لهتافات عنصرية انكليزية)، فقلت له: لكن ايتو قد رحل والمفروض تشجع الانتر الايطالي وفقا لمقولتك، فقال: (صحيح، وانا اتضامن احينا مع الانتر لذات الاسباب السابقة، الا ان الحب للحبيب الاولي، وقد فتحت عيني على البرشا وان رحل عنهم ايتو، فان عديد اعمدته الاساسية تمتاز بلونها الاسمر وليس اخرهم البرازيلي الفس).

الاتاراي هو السبب

كبرياء حسين طالب في الصف الاول متوسط، شاهدته شغوفا ومتحمسا ومجادلا من أجل البرشا، فتقدمت لسؤاله عن الدوافع والاسباب غير (الفنية الميسوية) اذا جاز التعبير، فقال: (اكو واحد لايحب البرشا الذي فيه مسي المبدع والعقل نيستا)، فطلبت منه تفسيرا غير ذلك فاجاب،: (مع اصراري على ان حبي للسبب الذي ذكرته، الا ان هنالك احتمال وارد، فقد كنت احب الاتاري وقد منعت من لعبه من قبل والدي، اذ لم يسمح بذلك لا في البيت ولا في الشارع، فحينما وجدت لعب البرشا بنجومه الكبار وعروضه المميزة، ربما وجدت البديل المناسب والمتعة المشبعة لرغبة قد تكون باطنية).

حمادة حبيب بابا

(انا احب بابا (يقصد والده) ولايمكن ان اشجع فريق غير الذي يحبه، ومنذ فتحت عيني على الدنيا وجدته ملتصقا بالتلفاز والانترنيت والصحف يبحث عن كل شاردة وواردة ريالية، فهل يحق لي ان احب واعشق غير الذي يعشقه ابي)، تلك كانت اجابة احمد علي الطالب في السادس ابتدائي وفيها شي من الانصاف والاحترام لوالده، علما انه اباح بسر قبل ان ينهي حديثه حيث قال: (لا اخفيك سرا، ان اخي الكبير يشجع البرشا، وانا احبه ايضا، الا انهم يطلقون عليٌ في البيت، حمادة حبيب بابا، والحر تكفيه الاشارة).

مدرب كتلوني ولهان

محمد رزاق مدرب احدى المدراس الكروية، قال عن اسباب حبه للبرشا: (ان العروض الساحرة التي يقدمها مسي ورفاقه وقبلها روماريو،ورونالدينهو والعديد من النجوم المبهرين والفنانين في عالم الكرة جعلني اتولع بهم، فضلا عن كوني مدرب للفئات العمرية منذ سنوات وصاحب مدرسة كروية تضم العشرات من اللاعبين الاشبال والناشئين والبراعم وغيرهم وغالبيتهم يرتدون زي البرشا، مما جعلني احبهم اكثر وانحاز احيانا لم يشجع البرشا، فاضطر لاشراكه اساسيا في المباريات مع احترامي لعشاق الريال).

لبن غير مدخن

قبل ايام شاهدت عربة ترفع علم الريال بصورة جاذبة ومدهشة للنظر وبحجم كبير وبارتفاع عالي وحينما توقفت قليلا لمعرفة الاسباب، وجدت صاحبها يبيع اللبن ويصيح (لبن صافي ريالي غير مدخن)، فضحكت مع التعجب وحينما سالته قال: (انا بائع لبن ابيض غير مدخن ولامغشوش كالريال ابيض ورزقي ابيض فهل اشجع برشلونة)، فقلت ولما لا، فقال: (لا.. يفترض ذلك على بائع الدبس والعنب الاسود تحديدا، ويحق لابو الطرشي ايضا)، فتسالت: ولم ابو الطرشي فقال: (لان الطرشي لايوجد فيه شيء ابيض ابدا، وحتى الزيتون اسود مع اخضرار بعضه).

hadee jalu maree

Iraq-Baghdad

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/نيسان/2011 - 13/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م