السياحة العربية وتداعيات الانتفاضات الدامية

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: هناك العديد من الدول في العالم ينشط فيها قطاع السياحة بشكل كبير ويكون مصدر حيوي من مصادر الدخل القومي لديها ومورد مهم من موارد دخول العملة الاجنبية الى البلاد واحد اسباب تقليل البطالة وانتعاش الحركة الاقتصادية فيه، وتعتبر مصر وتونس احد الامثلة على ذلك، وقد ادت الثورات التي شهدتها مؤخراً الى تراجع نسب السياحة فيها الى معدلات متدنية جد، مما اثر سلباً على الدخل القومي والواردات لديها بشكل كبير، وبالتالي انعكس على الحياة الاقتصادية في تلك البلدان وعلى السياحة بصورة عامة في الوطن العربي.

وقد قامت تلك الدول من جانبها بحملات ترويجية واسعة النطاق الهدف منها اعادة الامور الى سابق عهدها من خلال طمأنة السائح بأن بلادهم امنة وان الاحداث انتهت، من جهة نلاحظ ان دول عربية اخرى قد انتعشت فيها السياحة بسبب الاحداث نفسها ولعل في مقدمته هذه الدول الامارات العربية ونخص بالذكر فيها دبي، التي اصبحت قبلة رجال الاعمال والملاذ الامن لهم والمكان الرئيسي في المنطقة لحركة رؤوس الاموال، مما ادى الى ارتفاع معدلات النمو فيها الى نسب عالية لم تشهدها منذ الازمة الاقتصادية التى مرت بها قبل اعوام.

خسائر السياحة العربية

فقد أكد رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور "بندر بن فهد آل فهيد"، أن التقديرات الأولية لخسائر قطاع السياحة في المنطقة العربية يصل لنحو 4.3 مليار دولار، وأشار "آل فهيد" إلى أن خسائر الدول العربية تتراوح بين 12 إلى 32 بالمائة، نتيجة الظروف الراهنة التي يعيشها القطاع السياحي العربي والتي تسببت في ارتفاع نسبة البطالة والفقر جراء الاستغناء عن عشرات الآلاف من الموظفين، ما ألحق أضراراً جسيمة بالمستثمرين في هذا القطاع والقطاعات اللوجستية الأخرى، وقال "إن المنظمة العربية للسياحة سارعت لتنظيم ملتقى لتنشيط السياحة العربية بالتعاون مع وزارة السياحة في مصر تحت رعاية جامعة الدول العربية وبحضور أمين عام منظمة السياحة العالمية لهيئة الأمم المتحدة ووزراء السياحة العرب ورؤساء الاتحادات والغرف السياحية وكبار المستثمرين بهذا القطاع المهم وشركات السياحة والسفر والمهتمين بهذا المجال المهم والحيوي".

ويضم الملتقى العديد من جلسات العمل التي تقدم حلولاً لتنشيط القطاع السياحي العربي بمشاركة عدد من المتخصصين في هذا القطاع، ومن أهم المقترحات التي ستطرح لتنشيط السياحة العربية، خفض أو إيقاف الضرائب بشكل مؤقت، تسهيل نظام التأشيرات بين الدول العربية، تحديد المدن السياحية الآمنة كمقاصد سياحية، تفعيل دور الإعلام لتنشيط السياحة العربية البينية، أهمية التسوق الإلكتروني في تنشيط السياحة، وأوضح "آل فهيد" أن الملتقى يتيح المجال للمستثمرين وشركات السياحة والطيران الالتقاء لفتح قنوات التعاون بينها وتنظيم البرامج السياحية التي من شأنها أن تحقق العودة السريعة لأنشطة وأعمال القطاع السياحي في بلادنا العربية.

قطاع السياحة العربي يراهن على جاذبية الثورات السياحة العربية تأثرت بشكل سلبي خلال الفترة الماضية، الى ذلك أعرب عدد كبير من المسؤولين عن السياحة في عدة دول عربية عن تفاؤلهم حيال مستقبل هذا القطاع في المنطقة، رغم الانتفاضات الشعبية والتقلبات السياسية التي تعيشها، وذلك على هامش معرض برلين السياحي، حيث برز حضور مصري وتونسي بحلة جديدة، بينما شدد خبراء على أن الديمقراطية ستجلب معها انتعاشاً اقتصادي، فالسياحة في مصر جلبت العام الماضي 12 مليار دولار على شكل عوائد تعادل 11 في المائة من الدخل الوطني، بينما يشكل القطاع 15 في المائة من الاقتصاد التونسي، وقد فقدت مصر خلال الأحداث دخل شهر كامل من السياحة، وهي تخطط اليوم للاعتماد على صورتها الجديدة كبلد أنجز ثورة تحريرية ألهمت العالم للعودة إلى مستويات السياحة السابقة. بحسب السي ان ان.

وفي هذا السياق، قال منير عبدالنور، وزير السياحة المصري "هدفي هو الوصول إلى نفس أعداد السياح الذين جذبتهم مصر العام الماضي، والذين تجاوزوا 14.7 مليون سائح"، وحول خططه المستقبلية، قال عبدالنور لبرنامج إن بلاده كسبت خلال ثورتها الشعبية "تعاطف العالم كله" وأن الوزارة أعدت "إستراتيجية لعودة جذب السياح" معرباً عن تفاؤله حيال نجاحه، من جانبه، قال المعتز إبراهيم، الإداري في منتجعات وفنادق هارموني مكادي بمصر "السياحة تأثرت بنسبة 85 في المائة تقريباً بسبب الأحداث، نحن هنا لأجل أن نقول للجميع أن مصر آمنة وأن على الجميع القدوم إلى هنا لرؤية مصر بإطلالتها الجديدة بعد الثورة"، ومن تونس، قال وزير السياحة التونسي مهدي حواص "تونس التي كانت مخفية خلق ستار باتت اليوم مفتوحة كلياً للجميع لرؤية سواحلنا الرائعة ومناطقنا التاريخية والأثرية، وبالتالي لدينا منهج سياحي جديد.

من جهتها، تتابع المغرب الوضع في المنطقة وتأثيره المفترض على القطاع السياحي، وهي تعتقد أن هذا التأثير سيكون مقتصراً على الأمد القصير، ويشرح وزير السياحة المغربي، ياسر الزناكي، ذلك بالقول "نحن نتابع الأوضاع عن كثب، ولكن الأرقام لم تُظهر تأثراً جذرياً، هناك بعض عمليات إلغاء الحجوزات، ولكننا على ثقة من أن دفق السياح سيعود وسنحصل على نمو جدي لما تبقى من هذه السنة"، أما طالب رفاعي، الأمين عاما لمنظمة السياحة العالمية، فقال إن المثير هو أن الناس تراقب الأحداث في الشرق الأوسط بشكل كبير، ولكن القلق حول مستقبل السياحة "مبالغ فيه" على حد تعبيره، ورأى رفاعي أنه في نهاية المطاف، فإن  القطاع سيستفيد من الشفافية والديمقراطية وحكم القانون، وسيكون لدى الناس دافع أكبر لبناء اقتصاد أفضل.

مصر وسياحة الثورة

من جهة اخرى وبعد اشهر من الثورة التي دفعت السياح الغربيين الى الهروب من مصر، تأمل شركات السياحة بتحويل ساحة التحرير التي كانت قلب الحركة الاحتجاجية، الى منجم للذهب يمكن ان ينافس اهرامات الجيزة، واكتسب هذا الميدان الضخم في وسط القاهرة شهرة عالمية منذ ان احتله مئات الاف الاشخاص للمطالبة بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، وهو ما حصل في 11 شباط/فبراير بعد ان امضى نحو 30 عاما في الحكم، وقد نشرت شركة مصر للطيران عبر صفحتها على موقع يوتيوب شريطا مصورا قصيرا بعنوان "اجنحة الحرية للثورة المصرية"، ويضم توليفا لصور فيديو من انتفاضة المصريين مستتبعا بصور لمعالم سياحية بارزة منها البحر الاحمر والاهرام وابو الهول، وتتخلل الشريط عبارات اشادة بثورة المصريين من شخصيات عالمية بارزة.

واورد الشريط تصريحا للرئيس الاميركي باراك اوباما قال فيه "المصريون غيروا العالم، العالم اخذ علما"، فيما اكد الروائي باولو كويلو ان "العالم لا يتحسن الا عندما يجازف اشخاص بشيء ما في سبيل دفعه نحو الافضل، شكرا للمصريين"، وقطاع السياحة، الذي حقق لمصر 13 مليار دولار عام 2010 اي ما يوازي 6% من اجمالي الناتج القومي، تأثر كثيرا بسبب الازمة، ما دفع ببعض شركات الطيران الى تقديم عروض للسياحة "الثورية"، وقال علاء الدين مرسي مدير شركة الوديان للرحلات الواقعة قرب ميدان التحرير والتي تحدث موقعها الاكتروني للاشادة بمزايا المكان "من الجيد اننا موجودون عند ميدان التحرير، هذا يعني ان عملنا سيزدهر في المستقبل"، واضاف "السياحة في مصر لن تموت يوم، قد تمرض، لكنها لن تموت"، الا انه اقر بان الاعمال سجلت ادنى مستوياتها ابان الثورة. بحسب فرانس برس.

ومؤشرات تراجع السياحة ظاهرة، فالفنادق شبه مقفرة، ومحال بيع التذكارات السياحية مهجورة، وينتظر وكلاء السفر تطور الوضع فيما يبدي السياح ترددا في العودة الى مصر، وفي ايار/مايو، سيستقبل مرسي مجموعة من 25 اميركيا في جولة سياحية ستشمل الاهرام والاقصر واسوان اضافة الى كنائس القاهرة ومساجده، الا ان الزوار باتوا يطالبون بزيارة ميدان التحرير الذي شاهدوه باستمرار على شاشات التلفزيون خلال المواجهات بين انصار مبارك ومعارضيه ثم خلال الاحتفالات برحيل الرئيس، وقال "الكثير من الناس يسألون، هل سنمر عبر ميدان التحرير؟، وفي اليوم المخصص لزيارة المتحف المصري سيعرجون على الساحة"، في اشارة الى متحف الاثار الفرعونية المجاور لميدان التحرير، وابدى القادة الاجانب الكبار الذين زاروا القاهرة بعد سقوط مبارك حرصا على زيارة ميدان التحرير.

واعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن سعادتها لزيارة ميدان التحرير، فيما لاقت زيارة مواطنها السناتور جون كيري بترحيب الاميركيين المريدين للثورة والمصريين الذين ابدوا سعادتهم برؤيته الى جانبهم، الا ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كان اقل حظا في هذا الامر، اذ اضطر لمغادرة لمغادرة ميدان التحرير على عجل بعد ان طوقه ليبيون مؤيدون للزعيم معمر القذافي، ووضع موقع الكتروني متخصص في تنظيم الرحلات الى مصر ميدان التحرير على قائمة المقاصد السياحية المقترحة لزبائنه، واكد مدير الموقع ضياء جمال الذي شارك بنفسه في تظاهرات ميدان التحرير ان اليونانيين كانوا الاوائل في حجز اماكنهم للقيام برحلات منظمة تشمل ضمن برنامجها محادثات مع متظاهرين، واوضح ان "كل هذا التأثر وهؤلاء الناس من كل الطبقات الاجتماعية الذين جاؤوا للتظاهر جعلوني ادرك ان المكان اصبح معلما"، وقالت ايدنا ويلسون التي تزور مصر باستمرار اتية من اتلانتا في الولايات المتحدة انها "فخورة جدا" بانتفاضة المصريين، واولويتها كانت زيارة ميدان التحرير "بسبب الارواح التي ازهقت وبسبب الشبان الذين رأيتهم هناك، لكنني اعتقد ان الكثير من الاميركيين سيكونون اكثر انقساما" حيال الموضوع.

مصر وعائدات السياحة في 2011

في سياق متصل قال وزير السياحة المصري في مقابلة مع رويترز ان صناعة السياحة الحيوية بالنسبة لبلاده والتي تضررت بشدة جراء التوترات السياسية ستعاني من انخفاض بنسبة 25 بالمئة في العائدات خلال عام 2011 وستحتاج حتى سبتمبر أيلول لتعود الى مساره، وتسببت انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما وأجبرت الرئيس حسني مبارك على التخلي عن منصبه في توقف الكثير من قطاعات الاقتصاد المصري وقلصت ايرادات السياحة خلال فبراير شباط بأكثر من النصف، وقال منير فخري عبد النور لرويترز ليل الخميس ان عائدات مارس أذار تراجعت ستين بالمئة مقارنة بالعام الماضي، وتعتمد مصر (باثارها الفرعونية وشواطئها الدافئة على مدار العام) على السياحة كمصدر رئيسي للعملة الاجنبية كما انها تدر أكثر من عشرة بالمئة من اجمالي الناتج المحلي، وتوفر السياحة وظيفة بين كل ثماني وظائف في بلد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة.

وقال عبد النور "عائداتنا في 2010 كانت 12.5 مليار دولار من المتوقع أن تقل 25 بالمئة في 2011"، لكنه ذكر أن الارقام قد تنخفض على نحو أكبر، وأضاف "مصر تمر بمرحلة انتقالية وفي النهاية أي مرحلة انتقالية تكون صعبة"، وانحسرت التوترات التي دفعت السياح لمغادرة مصر وأثارت تحذيرات خارجية من السفر اليه، ويعود السياح مرة أخرى ورفعت معظم التحذيرات، وقال عبد النور ان معدلات اشغال الفنادق في المنتجعات الرئيسية في الغردقة وشرم الشيخ على البحر الاحمر لا تزال اقل من 40 بالمئة، واستطرد قائلا "حتى اليوم لم نعود الى المسار الطبيعي للسياحة في مصر، كان هذا متوقعا وهو أمر مفهوم، لكننا نتوقع أن نعود الى المسار الطبيعي بحلول سبتمبر". بحسب فرانس برس.

وأضاف الوزير أن مصر تطلق حملة اعلانية عالمية تدعو الى رفع ما تبقى من تحذيرات السفر اليها وتقدم حوافز لخفض رسوم رحلات الطيران العارض، وتتعاون وزاره السياحة مع شبان مصريين أطلقوا حملة "مصر امنة" وتسعى الى تحويل ميدان التحرير بالقاهرة والذي كان مركز الاحتجاجات الى مزار سياحي، وقال عبد النور "أصبح ميدان التحرير هدفا للسائحين وأصبح مقصدا شهيرا" مضيفا ان شبكات التواصل الاجتماعي تستخدم أيضا في اعادة السائحين الى البلاد، وأضاف أن وائل غنيم المدير التنفيذي في جوجل والذي ساهم في اطلاق الاحتجاجات في مصر يريد تنسيق حملة تسويقية مع السلطات السياحية في مصر وسيساعد في بيع تذاكر الطيران عبر الانترنت.

وواجهت مصر عددا من المخاوف السياحية في السنوات الماضية، ففي عام 1997 قتل مسلحون 58 سائحا وأربعة مصريين في معبد قرب مدينة الاقصر بصعيد مصر الامر الذي ألحق ضررا بالغاً بالسياحة، وخلال الفترة من 2004 الى 2006 وقعت سلسلة من تفجيرات القنابل المميتة في منتجعات بسيناء لكن حركة السياحة تعافت سريع، وذكر عبد النور "السلام والاستقرار هو بيت القصيد وحتى يقتنع السائح بعودة الامن الى البلاد لن نتمكن من تعويض ما خسرناه، "نفعل كل ما نستطيع لنعلم العالم أن الامن يسود الفنادق والمصريون في انتظار السائحين، ومن خلال هذه الجهود اتوقع أن يكون الربع الاخير من العام ممتازا."

حملة ترويجية لاستقطاب الجزائريين

من جهتها اعلنت وزارة التجارة والسياحة التونسية انها ستطلق حملة كبيرة بهدف تشجيع السياح الجزائريين على القدوم الى تونس اثر تراجع وتيرة توافدهم بنسبة 35 بالمئة خلال الفصل الاول من 2011، ونقل عن قوزي البصلي ممثل الديوان الوطني للسياحة في الجزائر قوله ان "الحملة الترويجية ستنطلق في وسائل الاعلام الجزائرية من اجل طمانة السائح الجزائري بشان الوضع الامني في البلاد"، وتهدف الحملة التي تاتي بعد ثلاثة اشهر على "ثورة الياسمين التونسية"، الى حث اكثر من 350 الف سائح جزائري على زيارة تونس خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو القادمين" وذلك باعتمادات قدرت بنحو 500 الف دولار.

ويتضمن برنامج الحملة الترويجية تنظيم رالي "عنابة-الحمامات" في اشارة الى منتجع الحمامات السياحي الواقع على بعد 60 كيلومترا جنوب العاصمة، وستشارك تونس في معرضي السياحة المتوقع تنظيمهما في مدينتي وهران والعاصمة الجزائر في الفترة ما بين 12 و21 نيسان/ابريل، وكان مهدي حواص وزير السياحة التونسي اعلن ان بلاده تسعى الى "وضع خط بحري يربط موانىء البلدين بهدف تيسير نقل السياح الجزائريين وتمكينهم من حرية زيارة المناطق السياحية"، واضفا الاسواق المغاربية "بالاستراتيجية". بحسب فرانس برس.

ويتوافد على تونس اكثر من مليون سائح جزائري سنوي، وقطاع السياحة هو اكبر مصدر للعملة الاجنبية في تونس وتغطي عائداته 60 بالمئة من عجز الميزان التجاري التونسي، وتمثل 6،5 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي، ويعمل في هذا القطاع 350 الف شخص من اصل عشرة ملايين تونسي، وادت الانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس اعتبارا من منتصف كانون الاول/ديسمبر الفائت الى الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير.

توترات المنطقة تعيد انتعاش دبي

الى ذلك أحدثت التوترات الإقليمية طفرة غير متوقعة في دبي حيث يتدفق السائحون ورجال الأعمال مرة أخرى على واحة التسوق وناطحات السحاب بعد أن غادروها قبل بضع سنوات في أعقاب أزمة ديونها التي كانت محط الأنظار، ويلاحظ ارتفاع أعداد الزائرين في مراكز التسوق والمطاعم الفاخرة في دبي وتعيش فنادقها أياماً مزدهرة مع امتلاء الغرف وإبرام الصفقات، ويقول "جاي ويلكينسون" المدير الإداري لدى فايابيليتي مانجمنت كونسلتنس لاستشارات الضيافة "كان أمراً غير متوقع، هناك 65500 غرفة وشقة فندقية في دبي جميعها مشغولة، ليس هناك غرفة واحدة متاحة".

وأضاف "تحسن معدل الإشغال في دبي للأسف، منذ بدأت الاضطرابات تعيش حياة ساحرة بسبب الأحداث الكبيرة في المنطقة"، وقفزت معدلات الإشغال في الفنادق والشقق الفندقية في الإمارة منذ أن ضربت موجة من الاضطرابات المنطقة، وزادت نسبة الإشغال في فنادق دبي 7.9 بالمائة في يناير/كانون الثاني، مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي، حسبما أظهرت بيانات (اس.تي.ار جلوبال)، ولم تتوفر بعد بيانات فبراير/شباط، ومع ذلك لا تزال دبي بعيدة عن معدلات الذروة التي بلغتها عندما كانت طاولات المطاعم وسيارات الأجرة نادرة ندرة المياه في الصحاري، ويبدو أن العامل الرئيسي هو النشاط التجاري وإن كان عاملاً مؤقتاً.

وقال "نبيل عيسى" الشريك لدى شركة كنج اند سبالدينج للاستشارات القانونية ومقرها دبي "نرى عدداً من العملاء لاسيما بين الشركات الضخمة متعددة الجنسيات نقلت موظفين وعمليات إلى دبي، الموضوع المشترك هو أخرجهم من البحرين وأرسلهم إلى دبي لفترة"، وتابع "إن الصفقات توقفت فعلياً في مصر والبحرين وعمان، الأمر الذي دفع البنوك وغيرها من الشركات العالمية إلى تحويل اهتمامها إلى دبي"، وقال مدير تنفيذي في مجال العلاقات العامة مقره البحرين نقل عمليات بصورة مؤقتة إلى دبي "لقد أصبحت مكان اللقاءات والتفاوض على الصفقات، سترى المقاهي في مركز دبي المالي العالمي وغرف الاجتماعات ممتلئة بمديري الشركات الذين يحاولون وضع اللمسات النهائية على الصفقات التي ربما كانت ستتأجل لو ظلوا في البحرين"، وتشهد الأندية والمطاعم التي تستضيف اجتماعات قطاع المال فيضاً من العملاء من الدول التي تعاني من التوترات. بحسب فرانس برس.

وذكر "راسل ماتشمان" المدير التنفيذي لكابيتال كلوب ليمتد الذي يدير كابيتال كلوب في دبي "هناك أعضاء من نادينا في البحرين انتقلوا إلى دبي بشكل مؤقت ويستخدمون النادي هنا بصفة دائمة"، وأضاف "رأينا أيضاً المزيد من الشخصيات السعودية الكبيرة في النادي مؤخراً مع صعوبة البقاء في البحرين، زاد الاهتمام بالعضوية بصورة كبيرة ونتلقى ثلاثة أو أربعة طلبات يومياً"، وإلى جانب رجال الأعمال، ينأى السائحون عن السفر إلى نقاط التوتر مثل منتجع شرم الشيخ المصري المعروف الآن بأنه مقر إقامة الرئيس المخلوع "حسني مبارك" بعد الثورة التي أطاحت بحكمه، كما خرجت تونس التي تعتبر البلد الذي انطلقت منه شرارة التوترات الإقليمية من الخريطة السياحية.

وقال "رينهولد فليشهاكر" من ألمانيا فيما يستقل حافلة لمشاهدة معالم دبي مول مع أسرته "غيرنا خططنا عندما رأينا مشاهد تلفزيونية للمظاهرات الضخمة والعنف في مصر، أردنا في البداية التوجه إلى شرم الشيخ"، وتضم دبي "برج خليفة" أطول مبنى في العالم ومنحدر التزلج المغطى الوحيد في الخليج، كما شيدت الإمارة جزيرة صناعية على شكل نخلة مزودة بالمنتجعات، وكان يجري الأعداد لمشروعات أكثر ترفاً عندما توقفت عمليات البناء مع انفجار فقاعة الأصول والعقارات بسبب الأزمة المالية العالمية التي حرمت دبي والمنطقة من أموال الائتمان، وأعطى التدفق المفاجئ للأنشطة التجارية والسياحة، أو الأموال بتعبير آخر، دفعة للإمارة التي تصارع أزمة ديون قيمتها 115 مليار دولار بعد انهيار سوق العقارات.ويتوقع صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي لدبي 2.8 بالمائة هذا العام، مقابل 0.5 بالمائة العام الماضي، وتتوقع "ريتشل زيمبا" كبيرة المحللين لدى "روبيني جلوبال ايكنوميكس" أن تكون دبي واحدة من بضعة أماكن في المنطقة تشهد ارتفاعاً في النمو على أساس سنوي وسط موجة التوترات السياسية في المنطقة.

من جهة اخرى وفي لبنان أظهرت إحصاءات ميدانية، أن الكويتيين هم ثالث السياح إنفاقاً على المشتريات في لبنان منذ مطلع العام الجاري، وذلك بنسبة 8 بالمائة من معدل الإنفاق على المشتريات، وأوضحت مديرة إدارة التسويق في شركة "غلوبال بلو" العالمية "بليندا صير" في تصريح لها، أن السعوديين أنفقوا في الفترة المحددة 18 بالمائة من مجموع الإنفاق السياحي في لبنان، تلاهم الإماراتيون بنسبة 12 بالمائة، وذكرت "صير" أن معظم إنفاق السياح على المشتريات توزع على الملابس والأزياء بنسبة 69 بالمائة والساعات 11 بالمائة وأدوات التجميل والعطور 4 بالمائة، وأضافت أن الباقي يتوزع على مشتريات أخرى كلوازم للحدائق والمنازل، موضحة أن معظم الإنفاق كان بالعاصمة "بيروت"، يشار إلى أن "غلوبال بلو" شركة عالمية مسؤولة عن إرجاع الضريبة على القيمة المضافة للسياح. بحسب وكالة الانباء الكويتية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/نيسان/2011 - 12/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م