المكسيك... دولة تترنح امام ازدياد الجرائم المنظمة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يعتبر المكسيك، الجار التأريخي للولايات المتحدة الامريكية، من البلدان الاولى في العالم بتجارة المخدرات والشريان الرئيسي لأمداد الولايات المتحدة الامريكية بالمخدرات، حيث تعتبر الاخيرة البلد الاول عالمياً باستهلاك المخدرات.

ان المكسيك يعاني كثيراً من انتشار عصابات المخدرات ومن النوع الثقيل حيث يوجد فيها اربعة كارتلات رئيسية وبامكانات هائلة بمقدورها مواجه حكومة المكسيك التي تعاني من انتشار الفساد داخل اجهزة الدولة الحساسة وتهريب الاسلحة على نطاق واسع وتجذر العصابات داخل المجتمع واستخدامها ابشع انواع العنف لارهاب المواطنين.

لقد قادت الحكومة المكسيكية ومنذ عام 2006 حرباً واسعة النطاق ضد هذه العصابات وبمباركة دولية، للحد من انتشار المخدرات والقضاء على رموز واقطاب العصابات الاجرامية، وقد ادت هذه الحمله الى اختفاء الاف الاشخاص ومصرع عشرات الالاف على يد العصابات كرد فعل لما قامت به الحكومة، وما زال الامر بين كر وفر ونجاح واخفاق، ولم يحقق اي طرف نجاح حقيقي على الارض، والايام هي الكفيلة بأيضاح المشهد الختامي للمنتصر.  

اختفاء آلالاف في المكسيك

فقد أكدت منظمة مكسيكية معنية بحقوق الانسان إن آلاف الأشخاص قد اختفوا في البلاد منذ عام 2006، وقالت مفوضية حقوق الانسان إن 5397 شخصا اعتبروا في عداد المفقودين منذ أن اعلن الرئيس فيليب كالديرون الحرب على عصابات المخدرات، وأشارت دراسة صادرة من الأمم المتحدة إلى أن قوات الأمن المكسيكية ربما تكون لعبت دورا في اختفاء بعض اولئك الأشخاص، وكان الرئيس كالديرون نشر 50 ألف جندي في إطار حملته ضد عصابات المخدرات التي تتمتع بنفوذ كبير في بعض مناطق البلاد، وجمعت مفوضية حقوق الانسان معلومات من أقارب الضحايا المفقودين والجهات الحكومية تتضمن كل الأشخاص الذين أعلن عن غيابهم أو اختفائهم .

وقالت المفوضية أن بين المفقودين 3457 رجلا و1885 امرأة، وأكدت مصادر المفوضية أنها تبحث عن الاسباب التي أدت لاختفاء اولئك الاشخاص، مضيفة أن تلك الارقام تشتمل على المختطفين من أجل الفدية والمهاجرين لأسباب اقتصادية من داخل المكسيك ومن أمريكا الوسطى ولا تعرف اماكنهم، واعلنت الأمم المتحدة قبل أيام عن تلقي تقارير تشير إلى احتمال تورط جنود مكسيكيين في بعض تلك الحالات، وحثت مجموعة عمل الأمم المتحدة لحالات الاختفاء القسري الحكومة المكسيكية على ايقاف استخدام الجيش في العمليات الهادفة للقضاء على عصابات المخدرات، ونشر الرئيس كالديرون الجيش في محاولة لوقف أعمال العنف الذي تسببت فيه عصابات المخدرات، وكان أكثر من 34 ألف شخص لقوا حتفهم في موجة أعمال العنف منذ أن تولى كاليدرون رئاسة المكسيك.

الى ذلك سجلت المكسيك رقما قياسيا في عدد ضحايا الجريمة خلال العام الماضي 2010 حيث بلغ عدد حالات القتل المرتبطة بالجريمة المنظمة 15 ألفا و 273 حالة وفقا للأرقام النهائية التي أعلنتها الحكومة، ويرتفع هذا العدد عن العام السابق لـ 2010 بحوالي 70% حيث تحدث تقرير حكومي لمجلس الشيوخ عن عام 2009 عن تسعة الآف حالة وفاة تقريب، كما يمثل عدد الضحايا الذين سقطوا في 2010 نصف عدد القتلى الذين سقطوا منذ عام 2006، العام الذي أطلق فيه الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون حملة شاملة ضد عصابات المخدرات والجريمة المنظمة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ودافع كالديرون ، الذي كان حاضرا خلال مناقشة على مائدة مستديرة تم خلالها إصدار الأرقام ، عن حملته ضد الانتقادات التي وجهت إليها بسبب أنها أدت إلى أرقام لم يسمع بها من قبل حول مستويات العنف، وقال كالديرون "أنا مقتنع بأنه لو لم نتحرك لكان المجرمون تحركوا قدما من دون معوقات ولكانوا شغلوا كل مكان في البلاد بما في ذلك حتى أعلى المستويات"، وأكد كالديرون على أنه يجب إلقاء اللوم في العنف على المجرمين "لا على السلطات التي لزام عليهم القضاء على هؤلاء المجرمين ومحاربة أولئك القتلة"، وقال كالديرون "كلنا على دراية بحقيقة أننا نمر بأوقات قاسية من حيث الأمن"، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في المكسيك اليخاندرو بوار إن 50% من حالات الوفيات في العام الماضي حدثت في ثلاث ولايات شمالية هي شيواوا التي تقع بها مدينة سيوداد خواريز المضطرية والتي كان 30% من إجمالي حالات الوفاة من نصيبها وولاية سينالوا (12%) وولاية تاماوليباس (8%).  

المكسيكيون يرفضون العنف

من جهة اخرى شهدت اكثر من عشرين مدينة من مدن المكسيك تظاهرات احتجاجية ضد العنف الذي يجتاح البلاد جراء الاقتتال بين عصابات تهريب المخدرات من جهة والحرب التي اعلنتها الحكومة ضد هذه العصابات من جهة اخرى، وشارك الوف المكسيكيين في التظاهرة التي جرت في الساحة الرئيسية في العاصمة مكسيكو سيتي وهم يهتفون لا للمزيد من الدماء، وطالب بعض المتظاهرين باستقالة الرئيس المكسيكي فيليبه كالديرون قائلين إن الاستراتيجية التي يتبعها تؤجج العنف، وكان الشاعر والصحفي خافيير سيسيليا (الذي قتل ابنه في احداث العنف) هو الملهم لهذه التظاهرات، واتهم سيسيليا السياسيين المكسيكيين والعصابات الاجرامية على حد سواء بتأجيج العنف، وقال إن الطرفين مزقا لحمة هذه الامة.

يذكر ان اكثر من 35 الف مكسيكي قتلوا في اعمال العنف المتعلقة بتجارة المخدرات منذ قرر الرئيس كالديرون استخدام الجيش لمحاربة عصابات تهريب المخدرات في ديسمبر / كانون الاول 2006، كما شهدت مدن نيويورك وبوينس آيرس وباريس ومدريد غيرها تظاهرات مماثلة، وكان خافيير سيسيليا قد دعا الى هذه الاحتجاجات بعد ان عثر على جثة ابنه خوان فرانسيسكو البالغ من العمر 24 عاما في سيارة بمعية ستة جثث اخرى في مدينة كويرنافاك، وقال سيسيليا في رسالة مفتوحة وجهها الى سياسيي المكسيك ومجرميها إن استراتيجية الرئيس كالديرون لمحاربة عصابات المخدرات سيئة التخطيط والتنفيذ والقيادة، ومضى للقول "لقد فقد الشعب ثقته بحكامه وشرطته وجيشه، وهو خائف ويعاني من الم شديد".

وهاجم سيسيليا افراد العصابات الاجرامية، واصفا اياهم بأنهم دون البشر، وشياطين واغبياء.

وقال "لقد ضقنا ذرعا بعنفكم وفقدانكم للشرف وقسوتكم وغبائكم"، وكان سيسيليا قد التقى بالرئيس كالديرون في العاصمة قبل انطلاق التظاهرات، وقال إن الرئيس عبر عن تعازيه واطلعه على الجهود المبذولة للعثور على قتلة ابنه، وتقول الحكومة المكسيكية إنها تحقق تقدما في حربها ضد عصابات المخدرات، وقد قتلت او القت القبض على العديد من زعماء هذه العصابات، وتصر الحكومة على ان الجزء الاكبر من العنف الذي تشهده البلاد عائد للصراعات بين العصابات المتنافسة، وايدت مديرة سلطة مكافحة المخدرات الامريكية ميشيل ليونهارت هذا الرأي في مؤتمر دولي حول الموضوع عقد في منتجع كانكون المكسيكي مؤخر، وقالت ليونهارت "قد يبدو الامر متناقضا، ولكن مستوى العنف المؤسف يعتبر علامة لنجاح الحرب ضد المخدرات، فإن العصابات قد اصبحت الآن كالحيوانات المحبوسة في الاقفاص، تحارب بعضها البعض".

قطع الرؤوس

في سياق متصل واجه مراهق عمره 14 عاما، متهم بجرائم قتل وحشية نفذها لصالح زعيم عصابة مخدرات مكسيكي، سيلا من الأسئلة من الصحفيين عقب احتجاز السلطات له، قائلا إنه "إما أن يقتل أو يُقتل على يد زعيم العصابة"، وحول جرائم القتل التي اتهم بها، اعترف المراهق بارتكابها، قائلا أمام الصحفيين عن ضحاياه "كنت أذبحهم بنحر أعناقهم،" مضيفا أنه "قتل أربعة أشخاص"، وقال الفتى للصحفيين بعد اعتقاله، إنه كان يتيما وانضم إلى عصابة في "باسيفيكو سور" للمخدرات عندما كان في عمر الثانية عشرة، مضيفا أن شخصا يدعى وقال خوليو "إيل نيغرو" باديلا، أحد قادة الجماعة المزعومة ، هدده بالعمل معه أو بالقتل، ويقول محللون إن قضية الفتى هذه تفتح الباب على عمل عصابات المخدرات المكسيكية التي تقوم بتجنيد الشباب بشكل متزايد للمساعدة في خوض معاركهم.

وقال المراهق، الذي كان يقف أمام الصحفيين واضعا يديه في جيوب سرواله، إنه كان يتقاضى أتعابه أسبوعيا بالدولار وبيزو، وأجاب عندما سئل ما إذا كان يعرف ما كان يقوم به أجاب أنه كان "تحت تأثير المخدرات وغير مدركي لتصرفاته، وظهر الفتى أمام الصحفيين بصحبة جنود ارتدوا أقنعة لإخفاء وجوههم، وهو مشهد مألوف في المكسيك، حيث المواجهات بين السلطات والعصابات شهدت زيادة بعد تولي الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون منصبه في عام 2006، غير أن الفتى ظهر دون قناع، ما حدا بمارتن بيريز، مدير شبكة حقوق للطفولة بالمكسيك إلى القول إنه "لا ينبغي للسلطات أن تضع طفلا في الـ14 من عمره أمام كاميرات التلفزيون والمصورين"، وأضاف "كان الأمر غير لائق تماما، فلكل فرد الحق في افتراض البراءة، وعلينا أن نتذكر أن هذه هي معركة مع تنظيم إجرامي". بحسب السي ان ان.

من جهة اخرى قتل نحو 15 شخصا في ولاية شيواوا عند الحدود الشمالية مع الولايات المتحدة بينهم امرأة قطع رأسها على ما اكدت النيابة العامة المحلية، وادت حرب الكارتيلات للسيطرة على الاسواق المحلية وتصدير المخدرات الى الولايات المتحدة اول مستهلك عالمي للكوكايين الى سقوط اكثر من 30 الف قتيل في المكسيك بين تصفية حسابات ومواجهات مع القوى الامنية منذ وصول الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون الى السلطة نهاية العام 2006.

كما تم العثور على 15 جثة اخرى مقطوعة الرأس بالقرب من مركز تجاري في منتجع "أكابولكو" السياحي،  كما اعلنت شرطة ولاية غيريرو جنوب المكسيك، وقالت الشرطة في بيان ان القتلى تراوح اعمارهم بين 25 و30 عام، وهي اكبر مجزرة من نوعها في المكسيك منذ مقتل 12 شخصا وقطع رؤوسهم في اب/اغسطس 2008 في ولاية يوكاتان، شرق البلاد، وقد تلقى رجال الشرطة بلاغا باندلاع حريق لكنهم عثروا على الجثث داخل خمس سيارات متروكة ورسائل، وقال البيان ان الرؤوس ما عدا واحدا جمعت في مكان واحد.

بين الحكومة والعصابات

الى ذلك فر اكثر من 140 سجينا عبر البوابة الرئيسية لسجن يقع قرب الحدود الامريكية في اكبر عملية هروب من سجن بالمكسيك منذ ان بدأت الحكومة حربها على المخدرات قبل اربع سنوات، وبعد ذلك بساعات انفجرت سيارة خارج مركز للشرطة قرب مدينة مونتيري التي تعد مركزا تجاريا في احدث مواجهة بين عصابات المخدرات والمسؤولين، وذكر مصدران في الشرطة في ولاية تاموليباس في شمال المكسيك ان سجناء تسللوا من مدخل السجن الرئيسي للمركبات في نيوفو لاريدو على الجانب الاخر من الحدود مع ولاية تكساس الامريكية في ساعات الصباح الباكر في خطوة جريئة تؤكد ضعف نظام السجون المكسيكية.

وفي وقت لاحق من نفس اليوم انفجرت سيارة دفع رباعي في بلدة زوازوا في الاطراف الشمالية لمونتيري مما ادى الى اصابة شخصين وقطع الكهرباء، وكان هذا اول انفجار يقع قرب اغني مدن المكسيك وهي مركز تجاري له علاقات وثيقة بالولايات المتحدة، وعلى الرغم من امتناع السلطات عن تحديد ما اذا كان الحادثان مرتبطين فإن زوازوا تقع على الطريق السريع بين مونتيري ونيوفو لاريدو واصبحت المنطقة نقطة اشتعال رئيسية في حرب المخدرات منذ اوائل العام الجاري عندما انقسمت احدى العصابات الى جناحين متناحرين، وأدى الانفجار الى تحطيم النوافذ وتدمير سيارة كانت متوقفة في منطقة قريبة ولكن تأثيره كان محدودا.

وانحى خورخي دوميني المتحدث باسم ولاية نيوفو ليون التي تضم زوازوا ومونتيري باللائمة في الانفجار على الجريمة المنظمة وقال ان الانفجار استهدف ترهيب الشرطة، واردف قائلا لمحطة تلفزيون مكسكية "من الواضح ان هذه رسالة للسلطات"، ويذكر ان عدة وسائل اعلام مكسيكية تلقت رسائل موقعة من عصابات مخدرات تتوعد بمزيد من الهجمات باستخدام سيارات ملغومة، وكثيرا ما تشهد ولايتا نيوفو ليون و تاموليباس المجاورة حربا اوسع بين عصابات المخدرات عبر المكسيك بسبب طرق التهريب الى الولايات المتحدة، وتقول تقارير لوسائل الاعلام ان عدد القتلى يزيد عن 33 الف شخص. بحسب رويترز.

ويشكل انعدام الامن على نحو متزايد في المكسيك تهديدا لاكثر ثاني اقتصاد في امريكا اللاتينية مع تشكك المستثمرين في مدى سلامة القيام بانشطة تجارية هناك، وتثير اعمال العنف ايضا قلق واشنطن، وحذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في سبتمبر ايلول من ان المكسيك بدأت تشبه كولومبيا في ذروة التمرد الذي شهدته في الثمانينات والتسعينات والذي كانت تموله تجارة الكوكايين، وفي نيوفو لاريدو طوق جنود من الجيش والشرطة الاتحادية السجن، وابلغ انطونيو جارزا قائد الامن في تاموليباس الاذاعة المحلية بان مدير السجن ابلغ عن اختفاء 141 سجين، واكد استخدام مدخل المركبات كطريق للهرب واتهم حراس السجن بالتواطؤ في تلك العملية.

واضاف "انني واثق انه في داخل السجن كان هناك تواطؤ كبير بين الحراس وعصابات المخدرات"، وقال انه تم ايضا وقف رئيس مصلحة السجون بالولاية عن العمل الى حين انتهاء التحقيق، ولم يعرف على الفور من الذي يقف وراء عملية الهروب من السجن ولكن مصادر بالشرطة قالت ان عصابة جلف ربما عرضت الافراج عن اعضاء بعصابة زيتا حليفتها السابقة شريطة ان تغير مواقفه، وتأتي عملية الهروب تلك بعد سلسلة من الخروقات في شتى انحاء شمال المكسيك مما يؤكد التحديات التي يواجهها الرئيس فيليبي كالديرون مع محاربته عصابات المخدرات القوية، واعتقلت السلطات او قتلت سبعة على الاقل من كبار زعماء عصابات المخدرات خلال العام الماضي ولكنها لم تنجح في القضاء على هذه العصابات، وتعهد كالديرون بتطهير السجون التي سمحت في الماضي لكبار تجار المخدرات بالعيش في رفاهية او الهرب عندما يريدون ذلك، ولكن الزعيم المحافظ يواجه صعوبة في احتواء الفساد وانعدام القانون في نظام السجون الذي تديره جزئيا حكومات الولايات والحكومات المحلية.

الجيش يحارب الكارتلات

على صعيد اخر اعلنت وزارة الدفاع المكسيكية مقتل عشرة اشخاص يعتقد انهم من افراد العصابات في مواجهة مع الجيش في ولاية تاماوليباس شمال شرق المكسيك على الحدود مع الولايات المتحدة، وقال بيان ان الجنود عثروا خلال دورية في منطقة فالي هيرموزو على معسكر لمسلحين اطلقوا النار عليهم، وخلال تبادل اطلاق النار "قتل عشرة مهاجمين"، وصادر الجنود 24 بندقية وسلاحا خفيفا وقاذفتي قنابل وحوالى عشرين قنبلة يدوية وقاذفة صواريخ، حسب البيان نفسه، وكان آلاف العسكريين والشرطيين ارسلوا في تشرين الثاني/نوفمبر في اطار تعزيزات لمكافحة مهربي المخدرات في ولاية نويفو ليون المجاورة التي شهدت مواجهات عديدة بين العسكريين والعصابات في الاشهر الاخيرة.

وتتنازع عصابتا تهريب المخدرات سينالوا وزيتا اللتان تضمان عسكريين سابقين فارين، السيطرة على طريق تهريب المخدرات في هذه المنطقة، من جهة اخرى، في باشوكا في ولاية هيدالغو وسط المكسيك، قتل شرطي وجرح ثلاثة آخرين في انفجار سيارة مفخخة اعدها كارتل زيتا على ما يبدو، حسب السلطات المحلية، وقال رئيس بلدية المدينة رودولفو باريديس ان متحدثا مجهولا ابلغ الشرطة بوجود جثة في سيارة في تولا (90 كلم شمال مكسيكو)، واضاف انه عندما حاول رجال الامن فتح باب السيارة انفجرت. بحسب فرانس برس.

كما عثر على مهرجي شوارع مقتولين في فياهيرموسا في جنوب شرق المكسيك والى جانبهما رسالة من كارتل مخدرات يتهمهما بالعمل كمخبرين للجيش على ما افادت عائلتهما والسلطات، وعثر على جثتي الشابين البالغين 20 و18 عاما وهما يرتديان ثياب التهريج الاحد على قارعة احدى الطرقات، وكانا موثقين وقد اصيبا بعدة طلقات نارية على ما افاد مصدر في النيابة العامة طلب عدم الكشف عن هويته، واوضح المصدر ذاته ان الرسالة الموضوعة الى جانبهما تحمل توقيع "القوات الخاصة زيتا"، وهو اسم احد اكبر اربعة كارتلات مخدرات في المكسيك، وهذا الكارتل منتشر كثيرا في هذه المنطقة، وتنشط عصابة تجار المخدرات "لا فاميليا" في ولاية غيريرو، وتخوض هذه العصابة حربا بلا رحمة ضد عصابة "زيتاس" وحليفها كارتل جنوب الباسيفيك. وكان كارتل جنوب الباسيفيك اختطف وقتل نحو عشرين سائحا مكسيكيا في ايلول/سبتمبر الماضي للاشتباه بانهم اعضاء في العصابة المنافسة.

انتشار الفساد والاسلحة

من جهة اخرى ظهر اسم شخص يشتبه بأنه زعيم احدى أكثر عصابات المخدرات عنفا بالمكسيك في الكشف الاتحادي لعام 2010 لرواتب المعلمين وذلك في احدث مثال على جسارة عصابات الجريمة في البلاد ومدى انتشار الفساد فيه، وأظهرت وثائق نشرت في موقع وزارة التعليم المكسيكية على الانترنت حصول سيرفاندو جوميز (المعروف باسم الاستاذ) على نحو 4150 دولارا في النصف الاول من العام كمعلم مسجل في مدرسة ببلدة صغيرة في ولاية ميتشواكان، وتعرض السلطات مكافأة قيمتها 2.4 مليون دولار للقبص على جوميز الذي تقول انه أحد قادة عصابات "لا فاميليا" التي مقرها ميتشواكان حيث أطلق الرئيس فيليبي كالديرون حملته التي يقودها الجيش ضد عصابات المخدرات قبل اربعة اعوام.

ولم يرد على الفور متحدثون باسم وزارة التعليم ومكتب المدعي العام الاتحادي على طلبات للتعقيب، وتطابق رقم الهوية الشخصية لجوميز في موقع الوزارة على الانترنت مع رقم الهوية الموجود بقائمة لتجار مخدرات مشتبه بهم فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات عليهم و ورغم الدوريات المدججة بالسلاح واعتقال الالاف الا ان تصاعد العنف في ميتشواكان وفي انحاء المكسيك اثار مخاوف من أن تفشل استراتيجية كالديرون في القضاء على عصابات المخدرات.

الى ذلك وفي تقرير صدر مؤخراً واشار الى إن 60 ألف قطعة سلاح مهربة الى المكسيك والتي صادرتها السلطات منذ عام 2006 مصدرها الولايات المتحدة، وتستخدم تلك الأسلحة المهربة عبر الحدود من الولايات المتحدة في حرب عصابات الاتجار بالمخدرات في المكسيك، وتتجه كارتلات المخدرات الى تكساس للحصول على حاجتها من الأسلحة، حيث قوانين السلاح في الولاية هي من بين الأكثر تساهلا في العالم، ويملك بيل كارتر الرئيس السابق لرابطة وكلاء السلاح في الولاية، متاجر الأسلحة التي باعت ما لا يقل عن 155 بندقية ضبطتها السلطات المكسكية، ويعمل في تكساس 3800 تاجر سلاح مرخص للاتجار بأسلحة متطورة، حسب ما ورد في التقرير، وكانت الولايات المتحدة دوما موضع اتهام بتصنيع الأسلحة التي تصدر الى المكسيك وتستخدم في حروب عصابات المخدرات، ولكن لم يكن هناك توقع بحجم كميات الأسلحة التي تهرب عبر الحدود. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/نيسان/2011 - 9/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م