ليبيا... فشل الناتو قد يحبط الثورة ويفقد الثقة بالغرب

نظرية المؤامرة وإثارت الشكوك

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: تكابد ليبيا ألم الاقتتال الداخلي، بينما تلهث الدول الكبرى وراء مطامعها النفطية على مايبدو، فان ليبيا تعيش مرحلة حرجة بعد ان تحولت الثورة إلى صراع مسلح يفتقر فيه الثوار إلى التنظيم والخبرة، وهو ما قد يجعل النظام باقياً في السلطة.

فإن تجدد الاشتباكات بين كتائب العقيد معمر القذافي وقوات المعارضة في مدن ليبية متعددة لم تحسم الأمر بعد لصالح أحد،  وتشير المعلومات إلى أن التقدم الذي حققه الثوار على الأرض جاء فقط بمساعدة ضربات الحلف الجوية وبعد أن ولت كتائب القذافي الأدبار، فالحرب الحقيقية على مايبدوتدور بين قوات القذافي والناتو.

أما مساعدة بريطانيا للثوار من حيث التدريب وتقديم الأسلحة لن تجدي نفعا لدى قوات تفتقر إلى القيادة والتنظيم، ولا سيما أن قوات القذافي تمكنت من التكيف مع الضربات الجوية وعمدت إلى إخفاء دباباتها واستخدام عربات صغيرة وسريعة.

ويعتقد محللون وخبراء عسكريون في صحيفة غارديان أن الضربات الجوية التي يقوم بها حلف الناتو ربما ساهمت في تقليص قدرة قوات القذافي إلى درجة تحد من تهديدها لبنغازي، ولكن الأمر يستغرق وقتا طويلا قبل أن ينسحب القذافي من طرابلس.

في أطار كل هذا الحراك مازال عنصر القيادة في الحرب غائبا وهناك أحباط على مايبدو من الناتو ف قبل أسابيع قليلة كان المتظاهرون في بنغازي يحملون الأعلام الفرنسية ويرفعون أصواتهم عاليا يحيا ديفد كاميرون أما في الأيام الأخيرة فهم يتساءلون أين الناتو؟.

هكذا حال الثوار الليبيين، بعدما خفت الهجمات الجوية الغربية على قوات القذافي، بل إنها أخطأت وقتلت عددا من الثوار بغارات خاطئة. وتقول الصحيفة إن هذا الوضع دفع الثوار للبحث عن قادتهم فهم لا يجدونهم.

فأن فشل الناتو في لجم كتائب القذافي أحبط الثوار وأفقدهم الثقة بالغرب، بل إن نظرية المؤامرة بدأت تطفو وتثير الشكوك، لأن البعض بدأ يعتقد أن الغرب يريد ليبيا مقسمة كي تسهل السيطرة على نفطها، بينما يقول البعض الآخر إن تركيا تعرقل غارات الناتو لأنها تؤيد القذافي.

لكن الناتو برر تراجعه بتغيير كتائب القذافي تكتيكاتها، فبدلا من التحرك في المدرعات والدبابات والآليات الثقيلة، راحت هذه القوات تتنقل في عربات سريعة رباعية الدفع مما يجعل استهدافها أمر صعبا.

وتتحدث معلومات عن غضب الليبيين بالمناطق التي لا تخضع للقذافي، إنهم يريدون من قادتهم في المجلس الانتقالي التحدث مع الغرب، لكنهم لا يجدونهم، باستثناء عبد الفتاح يونس الذي انتقد الناتو وقال إنه أصبح مشكلة الليبيين بدلا من مساعدتهم.

وتؤكد معلومات أن الحادث كشف اختفاء هذه القيادة عن أناس تقول إنها تقودهم، وهذا الأمر لم يكن موجودا في البداية، مما عزز المخاوف من أن التراجعات الأخيرة تعكس وجود ضعف ثقة وأن ليبيا تواجه حربا أهلية قد تطول.

ويقول مسؤول تبدو عليه علامات الاحباط  ويتعامل مع أعضاء المجلس الانتقالي يوميا قوله إنهم لا يتفهمون ضرورة معرفة أسس التعامل مع الشعب الليبي ويضيف إنهم لا يعرفون أن لا أحد لا يعرف من هم، وهؤلاء المحامون والأطباء لا يدركون أهمية الحاجة لشرح ما يفعلون للناس.

وأضاف يقول إنهم يتحدثون كثيرا لكنهم لا يتطرقون إلى المواضيع الهامة ولا يخططون للمستقبل بحجة أنهم يريدون تفادي اتهامهم بفرض قراراتهم على المنطقة الغربية بعد ذهاب القذافي، ويقولون إن القرارات المصيرية تتطلب نقاشا وطنيا، وهذا غير ممكن في الوقت الراهن.

ويحاول مستشاري المجلس الضغط الدفع نحو أمور عديدة من شأنها معالجة ثلاثة مواضيع رئيسية وهي:

- الإشادة بالمقاتلين، وحثهم على الانضباط.

- والتأكيد للسكان بالمدن التي لا تزال تحت سيطرة القذافي على أنه لن يكون هناك انتقام بعد إسقاط القذافي.

- طمأنة المجتمع الدولي أنه رغم أن الليبيين أرغموا على حمل السلاح فإن حركتهم سلمية وتتجنب التطرف الديني.

اما المبادرات التي أطلقت من تركيا مثلا تمثلت بعنصرين فقط كانا محل ترحيب لدى المعارضة:

- وقف إطلاق النار بالمدن التي تحيط بها قوات القذافي.

- توفير ممر آمن للإمدادات الإنسانية، وهو ما قد يجعل القذافي يرفضها.

ولكن العنصر الثالث: مفاوضات تفضي إلى انتخابات، شكل مصدر قلق لدى قيادة الثوار في بنغازي لأن العملية قد تطول كثيرا.

ويعتقد محللون أن المبادرة التركية قد تجدي نفعا إذا ما كان سيف الإسلام نجل القذافي يعمل بجد نحو إستراتيجية خروج لا تشكل إهانة لوالده.

واستخلص خبراء إلى أن الخيار العسكري في ليبيا لا يبدو مشجعا، وأن النظام –رغم الانشقاقات في صفوفه- لا يبدو منهارا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/نيسان/2011 - 9/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م