البحرين والامن المنتزع... فقدان الاستقرار الاجتماعي

آل خليفة ودرع الجزيرة يستمرون في حملات تطهير شاملة واعتقال

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يرى معظم المتابعين للشأن البحريني ان تلك البلاد فقدت استقرارها الامني والاجتماعي الى ما لا نهاية حتى تتبدل الاوضاع بشكل جذري ان امكن، خصوصا بعد ان قامت السلطات البحرينية بخلق فتنة طائفية غير مسبوقة، شابتها العديد من الحالات الا انسانية والسياسات القمعية والتمييزية.

ويعاني سكان ذلك البلد الصغير خصوصا بعد الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح من هجمة شرسة شملت التطهير من مؤسسات الدولة وعمليات قتل واعتقال مع سبق الاصرار والترصد، بحق المدنيين العزل وناشطي حقوق الانسان.

يكلفها استقرارها فيما بعد

حيث يفضل الكثير من الشيعة التزام منازلهم بدلا من المرور بنقاط التفتيش المنتشرة في أنحاء العاصمة حيث يقولون انهم يخشون من التعرض للضرب او الاختفاء.

ويتبادل الناس رسالة على موقع تويتر تقول "أعد ارسال هذه الرسالة اذا كنت تشعر بأنك غير امن في بلدك." وتقول منظمة أطباء بلا حدود ان الشرطة قامت بعمليات تمشيط في المستشفيات بحثا عن اصابات تشير الى المشاركة في الاحتجاجات مما أثنى الناس عن الذهاب للعلاج وأضافت أن المنشات الصحية تستغل كطعم لتحديد هويات الناس واعتقالهم.

وقال مطر ابراهيم مطر عضو جمعية الوفاق الوطني أكبر جماعة شيعية معارضة ان الامر وكأن هناك رغبة في القضاء على الشيعة ليس من خلال القتل وانما يفصل الناس من وظائفهم ويخشون من أنهم اذا تركوا منازلهم فسيعتقلون. وتابع بأن الأمر وكأن هناك رغبة للخلاص من الشيعة في المجتمع.

لكن محللين يقولون ان الحملة التي شنتها لاستعادة الامن ربما تكون مقامرة تندم عليها الحكومة فيما بعد. وقال شادي حامد مدير مركز بروكينجز بالدوحة "استراتيجية النظام البحريني خطيرة على المدى الطويل... المعارضة اضطرت للرضوخ لكن هذا لن يدوم... البحرين تنزلق الى حرب اهلية منخفضة الكثافة وليس لها نهاية في المستقبل المنظور."

وقد يذكي التيار الطائفي المحتدم التوتر بين دول الخليج وايران. وردت البحرين التي كان ينظر اليها كمركز مالي مفتوح وليبرالي بعنف بعد أن منع محتجون الدخول الى المنطقة المالية بها في منتصف مارس. واستدعت قوات من دول خليجية مجاورة منها السعودية. وأذهلت الخطوة الشيعة الذين يمثلون 60 في المئة على الاقل من السكان وأغضبت ايران. بحسب رويترز.

وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان هذا "قد يقضي على الآمال في انتقال سلمي في البحرين ويحول حركة الجموع من أجل الاصلاح الديمقراطي الى صراع مسلح الى جانب تحويل صراع سياسي داخلي الى صراع اقليمي."

ويقول مواطنون من الاقلية السنية بالبحرين ومن دول مجاورة يقودها السنة ان التعامل بحزم كان لازما لاستعادة الامن. وتقول المعارضة ان هذا شكل من أشكال القمع ينطوي على مجازفة.

وقال مطر من جمعية الوفاق ان هناك مخاوف من احتمال أن يلجأ الناس للعنف مضيفا أنه حتى لو كان هذا ما يريدون أن يفعلوه فان الحكومة تقمع كل شيء.

ويقول محللون ان البحرين التي تكررت فيها الاشتباكات بين محتجين شيعة شبان على مدى سنوات لكنها لم تشهد احتجاجات بهذا الحجم تلعب لعبة خطيرة وحذروا من أن عواقب الضغط على الشيعة قد تكون وخيمة.

وقالت جالا رياني من مؤسسة (اي.اتش.اس) جلوبال انسايت لاستشارات المخاطر في لندن "سيسهم هذا في شكوى الشيعة من التمييز ويوفر لهم دليلا واضحا على أن النظام يفرق بينهم وبين الموالين." وأضافت "اتباع هذه الاستراتيجية ينطوي على مخاطرة شديدة."

وحذرت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات من أن حرص السعودية على اخماد الاحتجاجات الشعبية في البحرين لكسر شوكة سكانها الشيعة بشرق المملكة المنتج للنفط يمكن أن يفاقم التهديد الذي تريد سحقه. ونظم الشيعة في العراق والكويت والمنطقة الشرقية بالسعودية عدة تجمعات حاشدة تضامنا مع شيعة البحرين.

وقالت رياني "الحملة الوحشية التي شنتها البحرين والتدخل السعودي يشعلان النيران التي تريد الدولتان اخمادها... باختصار فان التدخل جاء بنتائج عكسية على الأرجح."

وقال حامد من مركز بروكينجز ان الولايات المتحدة التي يتمركز أسطولها الخامس في البحرين "أخطأت خطأ جسيما في حساباتها" عندما اكتفت بالانتقاد ولم تساند مطالب المحتجين كما فعلت مع الانتفاضات التي اجتاحت شمال افريقيا. وأضاف "نتيجة لعدم مساندتها لمطالب المحتجين ستظل البحرين مهددة بالصراع والازمة والفوضى باستمرار. هذا غير مفيد للاستقرار او الامن بالمنطقة ومن المؤكد أنه غير مفيد للمصالح الامريكية."

ولن تفوت ايران التي كانت زعمت أحقيتها بالبحرين فيما مضى الفرصة للضغط على السعودية والولايات المتحدة. وتعتبر الرياض وواشنطن أن البحرين وأسرتها الحاكمة حائط الصد ضد ايران الشيعية وهي منطقة عازلة تريدان الحفاظ عليها.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في الرياض الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة تملك "أدلة" على أن ايران تحاول استغلال الوضع في البحرين.

وشبت حرب كلامية بشأن ما وصفته دول الخليج بتدخل ايران بعد أن حذرت لجنة برلمانية بايران من أن السعودية "تلعب بالنار" بارسالها قوات الى البحرين.

وقالت رياني من مؤسسة اي.اتش.اس جلوبال انسايت "لا يستطيعون (الايرانيون) أن يفعلوا شيئا يذكر بشكل صريح لكن ما يحذرون منه هو احتمال وجود مشاكل اطول مدى." وأضافت "اذا وصلت البحرين الى وضع يكون فيه نوع من التمرد على مستوى منخفض فمن المحتمل أن تحاول عناصر بالحرس الثوري الايراني دعم تلك العناصر" في اشارة الى دعم ايران لجماعات ناشطة مثل حركة حماس في غزة وحزب الله اللبناني.

ويتفق المحللون على أنه لا توجد مؤشرات بعد على أن البحرينيين تحركوا في هذا الاتجاه. لكنهم يحذرون من أن التطرف بين بعض الجماعات يتسلل ببطء مع استمرار الحكومة في الالقاء بثقلها ضدهم.

وبدأت احتجاجات البحرين بالدعوة الى اقامة نظام حكم ملكي دستوري واجراء اصلاحات. ومع اشتداد الحملة بدأ المحتجون يرددون هتافات تنادي باسقاط أسرة ال خليفة الحاكمة والنظام حتى خلال الجنازات التي شيعت في الفترة الاخيرة.

هذه المطالب الاكثر حدة فضلا عن انسحاب جمعية الوفاق المعتدلة من البرلمان احتجاجا على استخدام القوة تهدد الحوار السياسي الموضوعي وتفتح الباب امام خيارات اكثر تطرفا.

وقال حامد "كلما استمرت الاضطرابات لفترة أطول كلما زاد احتمال أن يتطلع المزيد من البحرينيين الى الحصول على دعم من ايران."

توسع من دائرة الخوف

كما يسود الخوف في المملكة الخليجية الصغيرة، خاصة بعد اختفاء أكثر من 400 شخص حتى الآن إثر اعتقالهم، العديد منهم اعتقلوا لدى تلقيهم العلاج في المستشفيات بعد إصابتهم بجروح في المظاهرات.

وقفت الدكتورة نهاد الشيراوي في منتصف شباط/فبراير الماضي في غرفة العناية الفائقة في مستشفى السلمانية في المنامة أمام سرير مريض فقد وعيه. وشرحت الطبيبة حينها الوضع الصحي للمصاب، قائلة إنه أصيب برصاصة في رأسه، وإنه عندما وصل إلى المستشفى كان دمه ينزف بشدة من فمه وأنفه وأذنيه.

اليوم تقبع الطبيبة المذكورة في السجن مثل العديد من زملائها العاملين في مستشفى السليمانية. إذ تتهم الحكومة الأطباء والممرضين بأنهم عالجوا المتظاهرين فقط دون أن يهتمّوا بأفراد الشرطة الجرحى. ووضع الجيش يده على مستشفى السلمانية، ويشاهد المرء مسلحين مقنعين في ردهاته.

وصرّحت منظمة "أطباء بلا حدود" أن المتظاهرين المحتجين الذين أصيبوا بجروح في الأسابيع الماضية لم يجرأوا على الذهاب إلى المستشفى أو العيادات الطبية لكي لا يتعرضون للاعتقال بعد أن انتشر خبر قيام القوى الأمنية باعتقال العديد منهم. بحسب الاذاعة الالمانية.

وفي المنامة يهيمن الخوف بالفعل، فشوارع العاصمة هادئة وحركات الاحتجاج انحسرت إلى أماكن صغيرة محاصرة. وفي كل ليلة تجري عمليات دهم واعتقالات عشوائية. إذ خطف مقنعون في نهاية الأسبوع الماضي الناشط في حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجه من منزله ليلا  بعد أن تعرض للضرب على أيديهم كما صرّحت ابنته زينب التي قالت إن أبيها يطالب بالديمقراطية، ويتهم النظام بقتل أناس وتعذيبهم ويطالب بمحاكمة المسؤولين عن ذلك. وأضافت: "إن المطالبة بالديمقراطية في بلد تسود فيه الدكتاتورية جريمة".

وتجهد حكومة البحرين لتصوير النزاع فيها وكأنه نزاع موجّه من إيران لتقسيم البلد، وأن الشيعة فيه يشكلون طابورا خامسا لطهران. وإبراهيم الشريف هو من الأوائل الذين اعتقلتهم الحكومة بعد إرسال الدبابات إلى ساحة اللؤلؤ أواسط الشهر الماضي. وشريف سنّي ويعتبر أحد أهم سياسيّي المعارضة في البحرين. وقبل أيام من اعتقاله أوضح بأن النزاع القائم ليس نزاعا مذهبيا. وأضاف أنه يمثل كل من يريد حقوقا متساوية وديمقراطية. ولفت إلى أن هذه المطالب قيم عالمية لا شيعية.

وتنظيم الوعد الذي مُنع مؤخرا ويقوده شريف هو يساري الاتجاه، ومنفتح، وغالبية أعضائه من السنّة. وواضح أن ضرب الحركة الديمقراطية في البحرين شامل حاليا، وهذه الحالة مستمرة يوميا، وتظلّلها بعد أربعة أسابيع من إعلان حالة الطوارئ  الأحداث الجارية في ليبيا أو في مصر. وفي آخر التطورات اعلن مصدر بحريني مسؤول الاثنين انه تم الإفراج عن 86 شخصا من موقوفي الاحتجاجات الأخيرة في البحرين وفق ما نقلت وكالة انباء البحرين الرسمية.

بحرينية تعلن الاضراب عن الطعام

من جهتها تقول ابنة ناشط بحريني بارز انها بدأت اضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقال والدها وزوجها واقارب اخرين لها في اطار حملة مستمرة لسحق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية بدأت قبل أسابيع.

وكتبت زينب الخواجة خطابا موجها الى الرئيس الامريكي باراك أوباما على مدونتها أنجري أرابيا (عربية غاضبة) تعلن فيه بدء اضراب عن الطعام مساء الاثنين وحثته فيه على المطالبة باطلاق سراح أقاربها.

وقالت في الخطاب "اخترت أن أكتب لك وليس لحكومتي لان نظام ال خليفة أثبت أنه لا يعبأ بحقوقنا أو حياتنا." وأضافت "أطالب بالافراج الفوري عن أفراد أسرتي. أبي عبد الهادي الخواجة وزوجي وافي الماجد وزوج شقيقتي حسين أحمد. وعمي صلاح الخواجة."

وبدا ان هذه هي المرة الاولى التي يبدأ فيها ناشط اضرابا عن الطعام في البحرين منذ أن بدأت الحكومة حملتها على المحتجين الشهر الماضي.

ووجهت الولايات المتحدة التي تستضيف البحرين أسطولها الخامس انتقادا هادئا لحملة الحكومة وقال محللون انها أحجمت عن دفع البحرين الى تخفيف حملتها الامنية بسبب خوفها من تدخل ايران. بحسب رويترز.

وقال مركز البحرين لحقوق الانسان ان الناشط عبد الهادي الخواجة اعتقل مع زوجي ابنتيه وكان الخواجة أمضى 12 عاما في المنفي وسجن لفترة وجيزة بسبب المعارضة السياسية في عام 2004 بعد عودته.

وعرضت مجموعة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي عن البحرين باسم "معا سنكشف الخونة" صورا للمظاهرات في المنامة وكبرت وجوه المتظاهرين الذين يحملون لافتات تطالب بسقوط الملكية. وقام التلفزيون الحكومي كذلك بتكبير صور المحتجين لتأكيد مشاركة بعض الاشخاص. وأبدت الوفاق قلقها على مدى الاسبوع الماضي من القصاص من الشيعة الذين يشتبه في مشاركتهم في الاحتجاجات. وعثر على جثث بعض المفقودين في الاسابيع القليلة الماضية وكانت تحمل اثار ضرب.

استجواب ثلاثة صحفيين

كما استجوب المدعي العام في البحرين ثلاثة صحفيين كبار عزلوا من مناصبهم بالصحيفة المعارضة الوحيدة في البلاد بسبب اتهامات بتلفيق أخبار عن حملة قمع حكومية ضد محتجين.

ومنعت صحيفة الوسط البحرينية من الصدور يوم الثاني من أبريل نيسان بسبب اتهامات بنشر أخبار كاذبة لكنها استأنفت الصدور في اليوم التالي بعد ان وافق رئيس تحريرها منصور الجمري ومدير التحرير البريطاني وليد نويهض ومدير الاخبار المحلية عقيل ميرزا على تقديم استقالاتهم.

وفي الرابع من ابريل تم ترحيل صحفيين عراقيين يعملان في الوسط هما رحيم الكعبي وعلي الشريفي دون محاكمة.

وقال النائب العام البحريني علي بن فضل البوعينين ان الجمري ونويهض وميرزا قد أفرج عنهم انتظارا لمحاكمتهم بتهم جنائية بمجرد استكمال التحقيق. وأضاف في بيان نشرته وكالة أنباء البحرين "وجهت اليهم تهمة نشر اخبار كاذبة باحدى طرق العلانية من شأنها اضطراب السلم العام والاضرار بالصالح العام للدولة وواجهتهم (النيابة) بما كشفت عنه تحقيقاتها من ادلة وما اسفرت عنه تحريات ادارة مكافحة الجرائم الاقتصادية."

ولم يتضح ما هو الحكم الذي يمكن أن يصدر في ظل الاحكام العرفية المعلنة في البلاد. وقال المتهمون انه أتيح لهم الاتصال بمحامين.

وقال الجمري الذي تم استجوابه أولا انه اعترف بنشر ستة تقارير اخبارية غير صحيحة وهو ما اتهم به. غير انه قال ان الاخبار الكاذبه أرسلت بالبريد الالكتروني للوسط من نفس رقم بروتوكول الانترنت في اطار حملة فيما يبدو لبث أخبار مضللة.

وقال ان هذه الانباء تسربت عبر شبكة التحرير في وقت كانت الصحيفة تعمل بطاقم محدود للغاية بعد تعرض مطابعها لهجمات بلطجية يوم 14 مارس اذار. وتقع مكاتب الصحيفة منطقة حظر التجوال الذي فرض في نفس الاسبوع.

وقال الجمري  بعد الجلسة التي استمرت أكثر من ساعتين "كانوا يسألون كيف ندير عملنا ومن المسؤول وقلت انني المسؤول لاننا خفضنا عدد العاملين ونعمل تحت ظروف استثنائية."

وقال في اتصال هاتفي "سألونا لماذا تعاملنا مع هذه التقارير الاخبارية الستة. قلت انها كانت مكتوبة بشكل خادع ووصلت في المساء وجاءت من العنوان نفسه الذي اكتشفناه بعد برنامج التلفزيون البحريني." وكان يشير الى برنامج وجه التلفزيون الحكومي من خلاله لاول مرة اتهامات ضد الصحيفة. وتابع الجمري "الخطأ وقع دون قصد. تم الايقاع بنا."

ولم يتضح متى ستبدأ المحاكمة. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش انه ينبغي اسقاط هذه القضايا.

وقال نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان ان الصور الخاصة باحد شخصين توفيا اثناء احتجازهما يوم السبت الماضي تبين انه تعرض للتعذيب. وذكرت وكالة انباء البحرين ان الصور بها تلاعب. واضافت الوكالة "صرح الوكيل المساعد للشؤون القانونية بوزارة الداخلية بأن المدعو نبيل رجب قد قام بنشر صور مخالفة للواقع على موقعه للتواصل الاجتماعي "تويتر" للمدعو (علي عيسى صقر)."

وتقول جماعات معارضة انها ترتاب بأن الاثنين توفيا جراء التعذيب اثناء اعتقالهما. وتنفي حكومة البحرين حدوث تعذيب لكنها تقول ان كل هذه المزاعم سيتم التحقيق فيها.

ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله ان "الصور المنشورة تختلف عن تلك المأخوذة للمتوفي بمعرفة الطبيب الشرعي عقب الوفاة". وأضاف أنه سيتم احالة رجب الى النائب العام العسكري. ولم تذكر الوكالة طبيعة التلاعب في الصورة أو اهميته.

وقال رجب الذي لم يجر استجوابه بعد في رسالة على موقع تويتر ان استدعاءه يهدف لتقويض مصداقيته. واكد ان الصور ليس بها تلاعب. وان الحكومة تخفي أو لا تبين العلامات التي تظهر على الجثة وتوضح اثار التعذيب. وأدان مرصد حماية المدافعين عن حقوق الانسان ومقره جنيف استجواب رجب.

وبدأ صدور الوسط عام 2002 بعد أن أطلق الملك الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة سراح السجناء السياسيين وسمح للمقيمين في المنفى بالعودة الى البحرين ووعد ببدء برنامج للاصلاح السياسي يشمل تعديلات دستورية واسعة النطاق.

وعاد الجمري وهو كاتب بحريني بارز يعد القوة المحركة وراء صحيفة الوسط من منفاه ليؤسس الصحيفة. وكان الجمري الذي تلقى تعليمه في بريطانيا واحدا من الاصوات المعتدلة الرائدة في البحرين خلال الاحتجاجات التي دامت أسابيع.

وفي الفترة السابقة على الحملة عندما أعدت الوفاق قائمة طويلة بالشروط من أجل اجراء حوار مع الاسرة الحاكمة دعا الجمري - وهو ابن رجل دين شيعي يحظى بالاحترام قاد حركة المعارضة البحرينية في التسعينات - الى الحوار في عموده الصحفي اليومي.

ولم تؤيد الوسط دعوات المتشددين للاطاحة بالاسرة الحاكمة ودعت بدلا من ذلك الى اجراء اصلاحات سياسية. وغير ظهور الوسط منذ نحو عشر سنوات من شكل الساحة الاعلامية في البحرين ما أدى الى نشر موضوعات كانت تعتبر سابقا من المحرمات والى ازعاج العديد من الوزراء.

وفاة اثنين من الموقوفين بالاحتجاجات

الى ذلك توفي اثنان من السجناء الذين تحتجزهم سلطات الأمن البحرينية، في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها المملكة الخليجية مؤخراً، حيث أفادت وزارة الداخلية بأن أحدهما توفي نتيجة إصابته بمرض "السكر"، أما الآخر فقد لفظ أنفاسه متأثراً بجروح أُصيب بها خلال اشتباك مع أفراد الأمن.

وجاء في بيان صدر عن الوكيل المساعد للشئون القانونية بوزارة الداخلية البحرينية، أنه تم صباح السبت، العثور على المدعو زكريا راشد حسن، البالغ من العمر 40 عاماً، متوفياً في مركز التوقيف، مشيراً إلى أنه تم إخطار النيابة العامة، وتم نقل جثته إلى المستشفى، حيث أكد تقرير الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة يعود إلى إصابته بمرض السكلر.

وكان زكريا حسن قيد التوقيف، منذ الثاني من أبريل/ نيسان الجاري، بتهمة "التحريض على كراهية الحكم، ونشر أخبار كاذبة، والدعوة إلى الطائفية، وقلب نظام الحكم"، من خلال المنتديات.

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أعلن مدير عام شرطة محافظة "المحرق"، وفاة شخص آخر، يُدعى علي عيسى صقر، يبلغ من العمر 31 عاماً، قيد التوقيف منذ 13 مارس/ آذار الماضي، بتهمة "الشروع في قتل رجال الأمن بدهسهم بالسيارة، والاصطدام بأحد المتظاهرين."

وأفاد المسؤول الأمني البحريني بأن صقر "قام بإحداث فوضى بالتوقيف، مما أضطر رجال الأمن إلى التدخل لإعادة الوضع إلى طبيعته بالتوقيف، إلا أنه قام بمقاومة رجال الأمن، مما أضطرهم إلى التعامل معه، حيث أصيب بإصابات متفرقة."

وأضاف أنه "على إثر ذلك تم نقله إلى المستشفى لإسعافه، حيث وافته المنية بالمستشفى، وقد تم إخطار النيابة العامة بالواقعة، التي انتدبت الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على المذكور، والوقوف على ملابسات الوفاة."

يُذكر أن مجموعات من شباب "14 فبراير"، نظموا عدداً من الاحتجاجات في مناطق متفرقة من البحرين، في تحد للحظر الذي تفرضه السلطات البحرينية على الاحتجاجات، وبهدف "التأكيد على حقهم في التظاهر، الذي كفله الدستور"، بحسب رأيهم.

البحرين تطلب من 16 لبنانيا مغادرة اراضيها

من جهة اخرى طلبت السلطات البحرينية من 16 لبنانيا، بينهم 14 ينتمون الى الطائفة الشيعية، مغادرة اراضيها من دون ان تعطي اي ايضاحات لذلك، بحسب ما افاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اللبنانية وكالة فرانس برس الاثنين.

وتأتي هذه الخطوة وسط استمرار انتقادات حزب الله اللبناني الشيعي لطريقة تعاطي المملكة مع المعارضة البحرينية، والحملة التي تشنها المنامة على الحزب.

وقال المصدر ان "وزارة الخارجية تبلغت من سفير لبنان في البحرين عزيز قزي ان السلطات البحرينية طلبت من ستة لبنانيين الاحد مغادرة البلاد". وكانت طلبت من عشرة لبنانيين آخرين الامر نفسه. ولم تعط البحرين اي معلومات او ايضاحات عن اسباب هذا الطلب.

واشار المصدر الى ان بين المغادرين، مواطنا سنيا وآخر درزيا، اما الاربعة عشر الآخرين فهم من الشيعة. الا ان البرقية لم تتضمن اي معلومات عن اسمائهم او المدة التي امضوها في البحرين او الاعمال التي يتعاطونها.

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله دعا السبت حكومة البحرين الى عدم طرد لبنانيين يعملون على اراضيها او الضغط عليهم. وقال "هناك تقارير تفيد بان حكومة البحرين تريد طرد لبنانيين، ونحن نرى ان هذا اسلوب خاطئ (...) ويعود الى العصور الوسطى ويدل على ضيق صدر حكومة البحرين". واضاف "ادعو حكومة البحرين الى عدم الاقدام على هذه الخطوة الخاطئة التي لن تحقق اي هدف من اهدافها سوى انها ستؤدي الى تعقيد الوضع المعقد اصلا".

وتابع نصرالله "اللبنانيون الموجودون في البحرين ودول الخليج لا علاقة لهم لا بموقفنا السياسي ولا بسلوكنا السياسي ولا يجوز ان تعاقبونهم". وكرر نصرالله دعمه للمطالب المحقة للمعارضة البحرينية.

وكان دعا في 19 آذار/مارس المعارضين في البحرين الى الثبات حتى تحقيق مطالبهم "والانتصار على الطواغيت". ودانت البحرين تصريحات نصرالله الذي قالت انه "يمثل منظمة ارهابية". بحسب فرانس برس.

وانهت السلطات البحرينية في 16 آذار/مارس تحركات احتجاجية للمطالبة بالاصلاح تركزت خصوصا في دوار اللؤلؤة في العاصمة. وبلغ عدد ضحاياها حتى الاحد 24 شخصا بينهم اربعة من رجال الامن. الا ان الامور لم تهدأ بعد في المملكة، وسط استمرار حملة الاعتقالات في صفوف المعارضين، وطرد المئات ممن شاركوا في الاحتجاج من وظائفهم.

عدم تدخّل إيران

في السياق ذاته نفى وزير الخارجية خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة خبراً نشرته وكالة 'فارس' الإيرانية ونسبت فيه إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قولهما ان إيران لا تتدخّل في شؤون البحرين.

وقال الوزير لوكالة أنباء البحرين بأن الخبر الذي نقلته وكالة أنباء 'فارس' بتاريخ 10 نيسان (أبريل) الجاري حول ما نسب إلى الملك وولي العهد هو 'كلام لا معنى له، وليس له مصداقية لا من قريب أو بعيد'.

وذكرت 'فارس' في الخبر ان ملك البحرين 'اعترف' بعدم تدخل إيران في شؤون بلاده الداخلية، وذلك في تصريح قالت انه 'لم ينشر' أدلى به في مؤتمر وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي الأخير الذي عقد في الرياض بالسعودية. بحسب يونايتد برس.

ونسبت إلى الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة تصريحا مماثلا 'بشأن عدم تدخل ايران في الشؤون الداخلية لبلاده لكنه لم ينشر بسبب الضغوط التي مارسها عليه وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس'. وأكد وزير خارجية البحرين انه لم يصدر من الملك ولا ولي العهد مثل هذا الكلام.

وكان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي أصدروا بياناً الأحد الماضي اتهموا فيه إيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة.

وانتقد كبار المسؤولين الإيرانيين تعامل الحكومة البحرينية مع المظاهرات الأخيرة المطالبة بالإصلاح في البلاد كما انتقدت إرسال دول خليجية قواتها إلى هذا البلد للمساعدة في إحلال الأمن هناك وهو ما اعتبرته البحرين رسمياً تدخلاً في شؤونها الداخلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/نيسان/2011 - 9/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م