إعادة إنتاج ملف التبشير الشيعي

د. أحمد راسم النفيس

عادت الصحيفة المعروفة لممارسة دورها القذر الذي كانت تتعيش من ممارسته في عهد الديكتاتور المقبور في غسيل الأفكار المشبوهة وإعادة تدويرها لتبدو كأنها أحداث طبيعية يجري التقصي بشأنها وتبادل الحوار والتعليقات والشتائم حولها لأننا كنا نعيش (أزهى عصور الديموقراطية) في عهد المقبور حسني مبارك.

اتصلت بي تلك المحررة الصحفية غير المتحررة من الرق والعبودية صباح اليوم لتسألني عن (خبر) نشرته إحدى (وكالات الأنباء) عن اتساع رقعة التشيع في قطاع غزة.

كان ردي: أنكم تعيدون إنتاج سياسات النظام المقبور في التهييج ضد ما كان يسميه زبانية النظام (ملف التبشير الشيعي) ولست مستعدا للدخول في هذا الجدل مرة أخرى.

في نفس الوقت الذي نشرت فيه هذه الصحيفة على موقعها الالكتروني مقالا لأحد محرريها تحت عنوان (عودة الملالي إلى مصر) أبدى فيه تحفظه على عودة العلاقات المصرية الإيرانية مستندا إلى قاعدة فلسفية من ابتكاره وهي القاعدة التي تقول (أنه لا يجب عودة العلاقات على أرضية أن كل ما كان يفعله نظام مبارك لابد أن نفعل عكسه، فهذا خطر كبير، لأن معناه أن نهد كل ما هو إيجابى فى الثلاثين عاماً الماضية، وإلا معناه مثلاً أن نهد مكتبة الإسكندرية ومشروع القراءة للجميع لأنها كانت تحت إشراف السيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق).

تحدث الفيلسوف الكبير وهذا هو المهم بلسان سادته الخلايجة الممولين الجدد لصحيفته المشبوهة متضامنا مع تهديداتهم لبلده مصر قائلا (وهذا ما جعل دول الخليج كلها لا تتعامل بارتياح مع النظام الحاكم الإيرانى، وتنظر بريبة إلى المشروع النووى الإيرانى الذى سيغير موازين القوى ويهدد هذه المنطقة، والدولة المصرية لها مصالح كبرى مع دول الخليج. باختصار عودة العلاقات مع نظام الملالى مهم، لكن دون اندفاع يضر بمصالح الدولة المصرية).

إنه تهديد للنظام الحاكم في مصر ينطق به شخص يفترض أنه مصري عبر تحذيره من الخطر الذي يحمله عودة العلاقات المصرية الإيرانية على (المصالح المصرية الكبرى في دول الخليج).

إنه ليس خطرا إيرانيا بل تهديدا خليجيا حمله مبعوثو هذه الدويلات على هامش زياراتهم الأخيرة لأم الدنيا!!.

في نفس الوقت نقل موقع (النفيس) تصريحات المشير حسين طنطاوي الذي قال فيها (إن المجلس العسكري يواجه ضغوطا كبيرة من دول عربية ذات وزن كبير لعدم محاكمة مبارك، وأي من أولاده) وعن (أكثر من محاولة انقلاب منذ تخلى الرئيس السابق عن السلطة، لكننا واجهناها بكل قوة وحسم. كما أشار إلى وجود (أيادي كثيرة تعبث بالأمن القومي المصري).

الآن اكتملت الصورة وبدا واضحا معالم التحركات الهادفة لإبقاء مصر تحت القدم الخليجية السعودية العاملة في خدمة المشروع الصهيوني والحيلولة دون إقدام مصر على إعادة العلاقات مع إيران الذي هو حق طبيعي من حقوق السيادة ومن هنا جاءت ضرورة إعادة تدوير ملف التبشير الشيعي تزامنا مع التهديدات الخليجية بمنع المساعدات وإعادة ملايين العاملين في هذه البلدان إلى مصر من أجل خلق أزمة اقتصادية كبرى في بلد قام الديكتاتور وزبانيته بسلب ونهب ثرواته وتدمير اقتصاده بالتعاون مع أصدقائه الخلايجة.

فقط نقول للناطقين باسم النظام الخليجي (نظام الشركات الصهيونية متعددة الجنسيات) الساعين للحفاظ على مصالحهم الدنيئة ولتحترق مصر وشعبها والداعين لإعادة إنتاج نظام الديكتاتور الذيلي الذليل العميل الذي كان موظفا في خدمة هذه الشركات أن الأيام القادمة ستحمل لكم بشرى تضعضع وانهيار هذه النظم العاجزة عن إيجاد أي حلول لأزماتها المتفجرة ليحل محلها نظم تقوم على أساس العدالة واحترام حقوق البشر.

(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ). صدق الله العلي العظيم.

www.elnafis.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/نيسان/2011 - 7/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م