الأبعاد المرئية في شخصية المرجع الديني

السيد صادق الشيرازي دام ظله

العلاّمة الشيخ عبد الله أحمد اليوسف

مدخل:

يتميّز المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (حفظه الله) - ضمن ما يتميّز به - بأخلاق رفيعة وراقية جداً، حيث تتجسّد فيه الأخلاق الإسلامية، فتراه يتواضع لكل الناس، ويحترم الكبير والصغير، ويقبل على كل من يجالسه باهتمام، ويستمع بكل إنصات لكل من يتحدّث إليه، ويهتم بتقديم كل مساعدة وخدمة لكل محتاج وفقير.

كما أنه (دام ظلّه الشريف) واسع الصدر، لين الجانب، دائم الابتسامة، حلو المعشر. كما تلمس فيه الزهد عن كلّ مباهج الدنيا وزخارفها. وقد عرف عن سماحته أيضاً الورع الشديد، والأخذ بالاحتياط في كلّ الأمور.

أمّا عن علمه فكتبه خير شاهد على غزارة علمه؛ حيث أَلَّف أكثر من ثمانين كتاباً في مختلف العلوم الإسلامية وبالخصوص في علمي الفقه والأصول، ففي الفقه له موسوعة استدلالية في (شرح العروة الوثقى) وتقع في عدّة مجلدات، وقد طبع منها كتاب (الاجتهاد والتقليد) في أربعة مجلدات ضخمة، كما له الكثير من الشروح العلمية على متون الكتب الفقهية المعروفة ككتاب (شرائع الإسلام) للمحقّق الحلّي. وفي الأصول له موسوعة استدلالية تحت عنوان (بيان الأصول) ويقع في عشرة مجلّدات. طبع منه - لحدّ الآن - كتاب (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام)، وكتاب (الاستصحاب) في ثلاثة مجلّدات كبيرة، وكتاب (التعادل والترجيح)، وكتاب (القطع والظن)، وقد شهد له بالمتانة العلمية لهذه الكتب الأصولية كلّ من قرأها من أهل الاختصاص والفن.

وقد وفّقني الله تعالى لحضور بحثه الخارج في الفقه مبحث (الاجتهاد والتقليد) بقُم المقدسة لبعض الوقت في العامين 1422هـ و1423هـ، كما استمعت لبحوثه في الأصول، ويمكن القول بأنّ بحوثه (حفظه الله) تتميّز بسهولة العبارة، وبعمق الاستدلال، واستعراض أكبر قدر من الأدلة، والاستشهاد بكثير من الأمثلة مما يساعد طالب العلم على استيعاب المطالب العلمية بكل وضوح وتركيز.

مكانة أهل البيت صلوات الله عليهم:

ثمّة أمر آخر يجب الالتفات إليه حين الحديث عن سماحة المرجع الديني المحقّق السيد صادق الشيرازي(دامَ ظِلُّهُ) وهو اهتمامه الكبير بمسائل العقيدة، والدفاع عن مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم, والتعريف بحقوقهم ومكانتهم في الإسلام. وقد ألّف في هذا الجانب الكثير من الكتب منها:

1- الإمام عليّ صلوات الله عليه في القرآن: (مجلّدان).

2- فاطمة الزهراء صلوات الله عليها في القرآن.

3- المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) في القرآن.

4- المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) في السنة.

5- أهل البيت صلوات الله عليهم في القرآن.

6- حقائق عن الشيعة.

7- الشيعة في القرآن.

ومن خلال الاطلاع على هذه الكتب القيّمة يجد القارئ الكريم اهتمام المرجع الديني السيد صادق الشيرازي(دامَ ظِلُّهُ) بالتأصيل للقضايا العَقَدِية، و بيان أحقية أهل البيت صلوات الله عليهم بالإمامة، والتعريف بهم (سلام الله عليهم) من خلال ما ورد في حقّهم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

كما يدعو سماحته دائماً للاهتمام بقضية الإمام الحسين صلوات الله عليه وإحياء مصيبته، وإقامة العزاء عليه، والتعريف بأهداف نهضته، وربط الأجيال بتلك النهضة المهمة في التاريخ الإسلامي.

يقول سماحته عن ذلك ما نصه:

أن يجهد كل واحد منكم في إقامة مجالس العزاء والمشاركة فيها على مدى السنة، فهذا الجهد المبارك، لن يذهب سدى حتى قدر رأس إبرة منه؛ وسيكون ذخراً لكم، ويثبت في سجل حسناتكم، إن شاء الله تعالى.

وأرجو أن توصوا الآخرين بذلك، وتتواصوا فيما بينكم، وهو أنّ كلاً منكم - سواء كان ربّ أسرة وعنده عائلة، أم ما زال فتى يافعاً - عليه أن يخصّص ساعتين أو ساعة واحدة، أو حتى نصف ساعة، لأجل الإمام أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه.

في منزلك الشخصي اعقد مجلساً لسيد الشهداء صلوات الله عليه، وابدأ من الصفر.

وإذا كان أحدكم فقيراً ولا يملك شيئاً، فليعمل على النحو الذي يتناسب مع وضعه الاقتصادي، كأن يشعل شمعة أو ينير سراجاً باسم الإمام الحسين صلوات الله عليه لمدة دقائق كل أسبوع، وسط الأفراد الذين يكونون معه في بيته.

وإذا أتيحت لكم فرصة أفضل، وحالفكم التوفيق، فادعوا جيرانكم وأقاربكم وسائر المؤمنين لمثل هذا الأمر.

اسعوا لئلا يمضي عليكم أسبوع، دون أن يكون في بيوتكم ذكر لمصيبة الإمام الحسين صلوات الله عليه؛ ففي هذه بركة الدنيا والآخرة.

وحتى إذا كنت عضواً أو مسؤولاً لهيئة حسينية، وينعقد كل ليلة وكل يوم، مجلس ذكر لمصيبة أبي عبد الله صلوات الله عليه في هيئتك، فلا تدع منزلك يخلو من سراج باسم الإمام الحسين صلوات الله عليه. اسع لتحقيق هذا الأمر، و أن يكون لك مثل هذا التوفيق الدنيوي والأخروي.

إنّ مجلس ذكر أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه، هو رأس الخيط الذي أوصل ويوصل إلى الكثير من التوفيقات .

ودائماً ما يوصي سماحته (دام ظله الشريف) زائريه بالاهتمام بإحياء مصيبة الإمام الحسين صلوات الله عليه، وإقامة الشعائر الحسينية في كل مكان، بل دعا في محاضرة جديدة له في عام 1430هـ بتأسيس قناة فضائية باسم الإمام الحسين صلوات الله عليه لربط الناس بمنهج الإمام الحسين صلوات الله عليه وتعريف العالم بقضيته، وتحقيق الشعارات التي ثار من أجلها، والتي أبرزها تحقيق العدل ومقاومة الظلم والفساد والدكتاتورية، والتعريف كذلك بمكانة أهل البيت صلوات الله عليهم، ونشر فضائلهم ومناقبهم بين الناس، وهذا الهمّ الذي يحمله سماحة السيد المرجع السيد صادق الشيرازي(دامَ ظِلُّهُ) نلحظه في كتبه ومحاضراته وتوصياته وإرشاداته، ونجده دائم التفاؤل بانتشار مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم فقهاً وعقيدة وثقافة في أصقاع الدنيا.

التركيز على طلبة العلم:

يولي سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي(دامَ ظِلُّهُ) الكثير من الاهتمام بطلاب العلوم الدينية، وهذا الاهتمام والتركيز يشمل عدة جوانب، منها: جانب التوجيه والإرشاد حيث يحظى علماء الدين والطلاب بالإرشادات الصادقة النابعة من قلب صادق، وهو ما يترك أثره في قلوب مستمعيه.

ومنها: التربية الأخلاقية حيث يركز سماحة السيد صادق الشيرازي (حفظه الله) على التربية الأخلاقية للعلماء وطلاب العلوم الدينية، بل كان له درس أخلاقي يلقيه يوم الأربعاء من كل أسبوع على طلاب العلوم الدينية، وقد صدر في كتاب جميل ومفيد جداً عنوانه (العلم النافع سبيل النجاة). وكتاب آخر بعنوان (يا أبا ذر).

ومنها: قضاء حوائج العلماء والطلبة، فيومياً - كما رأيت ذلك بنفسي - يأتي في مجلسه المبارك العشرات من العلماء والطلبة، بعضهم للسلام عليه، وبعضهم للمناقشة العلمية، وبعضهم لقضاء حاجة من حوائج الدنيا، فلا يردّ أحداً، بل يأمر بقضاء حاجته بقدر المستطاع.

العناية بالشباب:

لسماحة السيد صادق الشيرازي(دامَ ظِلُّهُ) عناية خاصة بالشباب، فتراه يستقبل جيل الشباب بكلّ أريحية، ويتبادل معهم أطراف الحديث، ويوجّه لهم نصائحه وإرشاداته وتوصياته بكل لطف.

ودائماً ما يوصي وكلائه بالعناية بالشباب، والانفتاح عليهم، والاقتراب منهم، وحل مشاكلهم، وذلك لإدراكه (حفظه الله) بأهمية جيل الشباب، ودورهم الكبير في صناعة المستقبل.

يقول سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي(دامَ ظِلُّهُ) في وصاياه للمبلغين عن الشباب: (الاهتمام الوافر بالشباب والأحداث، وعقد جلسات خاصة بهم، وتعليمهم أصول الإسلام وعقائده وأحكامه وآدابه وأخلاقه، وتعريفهم بسيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والمعصومين من أهل بيته صلوات الله عليهم، والإجابة عن مختلف الأسئلة التي تجول في خاطرهم وذلك بأسلوب حديث وسهل وجميل. وتشجيع الشباب على إقامة النشاطات والفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية في سبيل إحياء أمر أهل البيت صلوات الله عليهم، وحفظهم من خطر الغزو العقائدي والتيارات المنحرفة والفئات الضالة والأخلاق الفاسدة. فإن الإمام الصادق صلوات الله عليه يقول: عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير).

وفي مناسبة أخرى يوصي سماحته (دامَ ظِلُّهُ) العلماء والدعاة بالاهتمام بجيل الشباب، وتربيتهم تربية إيمانية، قائلاً:

صونوا شبابكم وفتيانكم، واعملوا على أن يكونوا مؤمنين ومعتقدين بالله والرسول صلى الله عليه وآله وأهل البيت صلوات الله عليهم.

ومهما بلغوا من اعتقادهم، فاعملوا على زيادة هذا الاعتقاد لديهم، بل وفروا وسائل وأسباب ذلك.

علينا أن نعرّف الشباب والفتية بنبي الإسلام صلى الله عليه وآله وأهل بيته صلوات الله عليهم، بالنحو والكيفية التي عرفوا بها أنفسهم صلوات الله عليهم، وبالطريقة نفسها التي عرف بها القرآن الكريم شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله، وحقيقة الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، وليس عبر كلمات الإفراط والتفريط، التي تصدر من بعض الجهات المضللة وهي تريد أن ترفع مقام الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم إلى أكثر من الحد الواقعي، أو تهبط بهم إلى ما دون ذلك، لا يجوز أن تنسبوا حتى صفة واحدة من صفات الله عز وجل الثبوتية إلى الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم.

اطلعوا الشباب على حقيقة مسألة العصمة، ومسألة علم الغيب، والمسائل التي تعد من المسلمات والقطعيات المتعلقة بمقام الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم .

وفي هذه الوصية عن الشباب يشير سماحته لمسألة في غاية الأهمية وهي رفض الغلو في أهل البيت صلوات الله عليهم، لأن ذلك يخدش في العقيدة، كما أن عدم الاعتراف بمقاماتهم الشريفة يخدش في سلامة العقيدة أيضاً، والمطلوب هو إعطاء أهل البيت صلوات الله عليهم المكانة التي أرادها الله تعالى لهم، وأرادوها لأنفسهم من غير إفراط ولا تفريط، والسير على نهجهم والاقتداء بسيرتهم المباركة، وضرورة ربط الشباب بهم وجدانياً وعاطفياً وثقافة وسلوكاً.

الاهتمام بالزوّار:

يحظى زوّار العتبات المقدسة في قم ومشهد برعاية خاصة من قبل سماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي (دامَ ظِلُّهُ)، فلدى مكتب سماحته برنامج خاص بالزوّار، إذ تُدعى حملات الزوّار للالتقاء بسماحة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي (حفظه الله)، وعادة ما يلقي سماحته محاضرة توجيهية للزوّار، كما يتم توزيع الكتب والأقراص المدمجة عليهم، ثم يفتح المجال للإجابة على تساؤلاتهم الشرعية، وهذا الاهتمام قلّ نظيره بهذا المستوى للزوّار، إذ يعد مكتب سماحة السيد صادق الشيرازي، وبتوجيه ورعاية منه، رائداً في هذا المجال، بل ومتميزاً فيه. ولو سألت أيّ زائر لقم المقدسة فستجد عنده ذكريات مع سماحة السيد صادق الشيرازي، ومجموعة من الصور التذكارية، لدرجة أنّ بعض الزوّار يطلب من سماحة السيد أن يمسك بولده كي يصوّره معه!! ويستجيب سماحة السيد مبتسماً!

بقي أن نقول: إنّ هذه مجرد إشارات وملاحظات عابرة عن بعض الأبعاد المرئية في شخصية سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دامَ ظِلُّهُ) وإلا فإنّ الإحاطة بكلّ جوانب شخصيته (حفظه الله) مما يحتاج إلى كتابة الكثير من الصفحات عن سيرته المباركة.

* مجلة المرشد الدورية/ العددان: 23و24 ـ 1431 للهجرة/ ص95-99.

www.s-alshirazi.com

............................................................

* ولد الشيخ عبد الله بن أحمد بن كاظم بن محمد بن يوسف اليوسف بتاريخ 20/8/1383 هـ الموافق 6/1/1964م في>حلة محيش<، القطيف. تعلم القرآن الكريم في الكتاتيب الأهلية. ثم التحق بالمدارس النظامية، ودرس بمعهد الإدارة العامة بالدمام (السكرتارية ) 1402هـ. وبكالوريوس لغة عربية من الجامعة الأمريكية بلندن عام 1427هـ/2006م. ماجستير في الشريعة الإٍسلامية من الجامعة الأمريكية بلندن عام 1428هـ/2007م، وكان عنوان رسالته (الرأي الآخر في الفكر الإسلامي). ونظراً لولعه للدخول في سلك علماء الدين فقد توجه في شهر رمضان المبارك عام 1402 هـ إلى إيران لدراسة العلوم الحوزوية في حوزة ( القائم ) ، وقد درس فيها المقدمات و السطوح العالية ، ثم بعد رجوعه إلى بلاده عام 1409 هـ ، واصل دراسته عن طريق التثقيف الذاتي ، والمباحثة العلمية ، والاستماع إلى البحوث الفقهية والأصولية. ومن نشاطاته الثقافية والاجتماعية: تدريس العلوم الشرعية. المشاركة في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية. إلقاء المحاضرات الدينية والثقافية. المشاركة في الندوات (الثقافية) والفعاليات الاجتماعية. إمام الجماعة في مسجد الإمام الهادي × بالحلة. إلقاء البحوث الفقهية والمحاضرات التوجيهية كل يوم جمعة في المسجد. قام بتأسيس (مؤسسة الأعمال الخيرية بالحلّة) عام 1415هـ. ساهم ورعى العديد من الأنشطة الثقافية والدينية والخيرية. له مجلس (ديوانية) في منزله العامر كل ليلة اثنين وليلة خميس يحضرها لفيف من الشباب الواعي والمثقف... وغيرها من الأعمال الثقافية والعلمية والخيرية. ومؤلفاته المطبوعة هي: 1- الإمام علي الهادي ×.. قراءة تحليلية للسيرة الفكرية والسياسية في حياة الإمام الهادي ×. 2- الشخصية الناجحة. 3- الصعود إلى القمة. 4ـ شرعية الاختلاف. 5- فلسفة الفكر الإسلامي. 6- الخمس.. فلسفته وأحكامه. 7- الشباب.. هموم الحاضر وتطلعات المستقبل. 8- الاجتهاد والتجديد.. قراءة لقضايا الاجتهاد والتجديد في فكر الشيخ محمد مهدي شمس الدين. 9- مسائل التجديد... قراءة لقضايا التجديد في فكر الإمام الشيرازي. 10- الحوار الإسلامي - الإسلامي.. رؤية من أجل إنماء السلم الأهلي. 11- ثقافتنا في عصر العولمة والإعلام. 12- خصائص الشباب.. من أجل أن يعرف الشباب أنفسهم. 13- المرأة في زمن متغيّر. 14- قواعد النجاح. 15- أخلاقيات الرسول الأعظم’. دراسة تحليلية للسيرة الأخلاقية للرسول الأعظم. 16- ثقافة العمل التطوعي. 17- كيف تتعامل مع أولادك المراهقين: قواعد في فن التعامل مع المراهقين. 18- فقه النفقات الواجبة: دراسة في المفاهيم والأدلة والآراء الفقهية. 19- تساؤلات الشباب الجديدة. 20- العلامة الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني: رجل العلم والأخلاق والسياسة. 21- الوصول إلى الأفكار الساخنة.. حوارات صريحة في الثقافة والفكر والسياسة. 22- العدالة الاجتماعية في القرآن الكريم. 23- الجنس في حياة الشباب. بالإضافة إلى الكثير من الدراسات والمقالات المنشورة في العديد من المجلات الفكرية والثقافية المختلفة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/نيسان/2011 - 6/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م