اثرياء جياع... الى ما يمتلكه الفقراء

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: خلال سنوات طويلة من العناء والتعب والاستثمار الناجح استطاعوا جمع ثروات تقدر بالمليارات ميزتهم عن الاخرين بالثراء والذكاء، كما دخلوا التأريخ وتصدروا قوائم اغنى اغنياء العالم وهم معدودون وسط المليارات السته من البشر.

برغم الازمات الاقتصادية التى يمر بها الاستثمار العالمي فأن الدراسات تشير الى تضاعف اعداد الاغنياء وزيادة ثرواتهم، وكذلك دخول دول عديدة الى قائمة الدول التي تحوي الاغنياء مع احتفاظ روسيا بالصدارة وتفوقها في هذا المجال على الولايات المتحدة الامريكية التي احتلت المرتبة الثانية.

ويشار الى ان اغنياء العرب ليسوا بعيدين عن المنافسة في مضمار الثراء، فقد احتل بعضهم مواقع متقدمة وتميز بحسن ادارة الاستثمار حتى فاقت ثروة البعض منهم العشرين مليار دولار مما أهلتهم لحجز مقعدهم مع اغنياء العالم.

ثروة بالمليارات

حيث يذكر ان الثروة الصافية لمليارديرات العالم قفزت بنسبة 25 بالمئة على مدى عام الي 4.5 تريليون دولار، ووفقا لقائمة سنوية لاغنى اغنياء العالم فان موسكو اصبحت الان موطن أكبر عدد من المليارديرات اذ يوجد فيها 79 ملياردير، تليها نيويورك وبها 58 ملياردير، واحتل رجل الاعمال المكسيكي البارز كارلوس سليم المرتبة الاولى في القائمة للعام الثاني على التوالي بعد أن تمكن من كسب 20.5 مليار دولار على مدى الاثني عشر شهرا الماضية ليصل اجمالي ثروته الي 74 مليار دولار.

كما ان عدد المليارديرات في العالم زاد الي 1210 في فبراير شباط 2011 من 1011 مليارديرا قبل عام، وانضم ستة أشخاص إلى القائمة من المرتبطين في بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ومنهم مؤسس الموقع مارك زوكيربيرغ، اضافة إلى عدد من المستثمرين في الموقع، ان عدد المليارديرات في الصين تضاعف تقريبا ليصل الي 115 مليارديرا في حين زاد عدد المليارديرات في روسيا والبرازيل بمقدار الثلثين الي 101 و30 مليارديرا على الترتيب، وهذه هي المرة الاولى التي يظهر فيها 100 ملياردير في دولة اخرى خارج الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وبالعودة الى المكسيكي كارلوس سليم الذي حافظ على موقعه كأغنى اثرياء العالم بحسب تصنيف مجلة فوربز للسنة الثانية على التوالي مع زيادة كبيرة في ثروته في غضون عام معتمدا في ذلك على "وصفة" تقضي بالاستثمار ومن ثم الاستثمار فيما تبقى هوايته الرئيسية جمع الاعمال الفنية، وقد ابتعد الملياردير المكسيكي من اصل لبناني (71 عاما) كثيرا عن اقرب منافسيه فتقدر ثروته بحوالى 74 مليار دولار ليتقدم باشواط على الاميركيين بيل غيتس      (56 مليارا) مؤسس مجموعة مايكروسفوت والمستثمر وارن بافيت (47 مليارا)، والتكتيك الرئيس لصاحب شركتي الاتصالات العملاقتين "تيليميكس" (للهاتف الارضي) و"تيليسيل" (النقال) الذي يؤخذ عليه راهنا تصرفاته الاحتكارية، يبقى الاستثمار دونما توقف رغم موجة العنف التي يمارسها تجار المخدرات في بلاده.

وقال سليم في كانون الثاني/يناير الماضي بمناسبة عرض مشاريع جديدة بقيمة 8،3 مليارات دولار في 19 دولة غالبيتها في اميركا اللاتينية "من لا يستثمر لاسباب مختلفة تتعلق بالخوف او الحذر او اي دافع اخر سيتراجع، ان من لا يستثمر في الاتصالات مثلا سيقول اننا نهيمن ونمارس الاحتكار، لذا يجب الاستثمار"، ويملك سليم كذلك مجموعة "كارسو" التي تضم مراكز تجارية وشركات بناء ومناجم ونفط وغيره، وهو نجل لبناني وصل وحيدا الى المكسيك في مطلع القرن العشرين في سن الرابعة عشرة، ويتميز سليم بنمط عيش متقشف ويتمحور على العائلة، ويكرس سليم جزءا كبيرا من ثروته للفن، فقد افتتح بابهة كبيرة في مكسيكو متحف "سمية" تيمنا باسم زوجته التي توفيت العام 1999 ويضم 60 الف عمل فني ومجموعة من منحوتات رودان هي الاكبر خارج فرنس، ويضم المبنى ايضا لوحات لرسامين كبار امثال غريكو وموريو وروبنز ومونيه ورينوار وديغا والدخول اليه مجاني.

وفي عائلة منخرطة في الاساس في مجال الاعمال، اسس سليم لثروته الطائلة في تسعينات القرن الماضي بعدما فاز باستدراج عروض لتخصيص شركة "تيليفونوس دي مكسيكو"، وحصة سليم الحالية من هذا القطاع تصل الى 85 % في الهواتف الارضية واكثر من 70 % في الهواتف النقالة، وظهر سليم للمرة الاولى في تصنيف الاغنياء العام 2000 وحل في المرتبة السابعة عشرة مع 13،9 مليار دولار وقفز في السنة التالية الى المرتبة الرابعة (23،8 مليار دولار) ليحتل في 2010 صدارة التصنيف، وهو كان اول مواطن غير اميركي يتصدر التنصيف منذ 16 عاما. بحسب فرانس برس.

وفي السنوات الاخيرة دخل سليم في مواجهة مع اثرياء مكسيكسيين اخرين امثال اميليو اثكاراغا مالك اكبر شبكة تلفزيونية ناطقة بالاسبانية في العالم "تيليفيسا" وريكاردو سالينا صاحب "تي في ازتيكا" ثاني محطة تلفزيونية في المكسيك، فكلاهما يملكان شركات للهاتف الارضي والنقال ويحاولان التوسع في هذا القطاع الا انهما يتواجهان في حرب تعريفات مع "تيليميكس"، من جهته اكد سليم انه ينوي ولوج قطاع التلفزيون في مقابل اجر الذي تسيطر عليه "تيليفيسا" وتقديم خدمة "تريبل بلاي" التي توفر خدمات الهاتف والانترنت والتلفزيون.

قائمة اغنياء العرب

من جهتها أعلنت مجلة أريبيان بزنس قائمتها السنوية عن أغنياء العرب وتضمنت القائمة هذا العام هيمنة سعودية تمثلت بدخول 24 اسما سعوديا جديدا بالإضافة إلى احتفاظ بعض الأسماء بمراتبهم من السنة الماضية، وقال حسن عبد الرحمن رئيس تحرير المجلة " تصدر الأمير الوليد للسنة السابعة على التوالي، حيث واصل الأمير الوليد بشكل ملفت السباحة عكس التيار وزيادة ثروته خلال الأشهر 12 الماضية  بأكثر من 2 مليار دولار لتبلغ ثروته 20.4 مليار دولار مقابل 18 مليار دولار في العام الماضي، على الرغم من الفترة الحرجة التي يمر فيها الاقتصاد العالمي، والتي تعتبر الأخطر في التاريخ الحديث، فان الأمير الوليد يبدوا أنه سيتصدر قائمة الأغنياء لعدة سنوات قادمة نظراً لانجازاته المميزة في عالم المال والأعمال على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي.

كما احتفظ رجل الأعمال السعودي محمد بن عيسى الجابر بالمرتبة الثانية بزيادة تقارب 3 مليار دولار، بعد أن استطاعت شركة ام بي آي الجابر استحواذها على مجموعات فندقية جديدة، وزادت عدد فنادقها في عموم أوروبا وأمريك، وتضم بعضا من أشهر المعالم التاريخية في أوروبا مثل اوبري كول تريموال هوتيل وأوتيل بلازا الشهير ويتواجد الاثنان في قلب مدينة باريس،  وستعلن المجموعة قريباً عن استحواذها على شركة فندقية ضخمة تضم فنادق في ثلاث مدن أوروبية جديدة، وقد استطاع كل من الوليد والجابر زيادة ثروتهما على الرغم من تأثير الأزمة العالمية على مختلف الأسواق، والسبب هو اقتناص بعض الفرص الجديدة المتوفرة في أكثر من سوق عالمية.

وقال عبد الرحمن "إن دخول 24 اسما جديدا إلى القائمة ليس لأنها لم تكن تستحق الدخول في العام الماضي أو في القوائم الماضية، بل لأن هناك الكثير من الأسماء والعائلات الاقتصادية لم تجمع اللجنة معلومات كافيه عنها من قبل، ولأن هناك مئات الأسماء الأخرى التي يمكن أن تكون في قائمة الأغنياء العرب"، واضاف" إن الأسماء الجديدة التي دخلت القائمة هذه السنة في معظمها من العائلات الاقتصادية المعروفة والتي كونت ثرواتها على مدى السنوات الماضية مع تطور المملكة العربية السعودية وازدهارها الاقتصادي"، وأكد إنه ليس من السهل وضع قائمة تضم كل أسماء الأغنياء لان أعدادهم تفوق الآلاف، ولكن لأسباب تقنية وبيانية لا يمكن الوصول إليها جميعا، وهي ستظهر تباعاً في قوائم جديدة.

وقال إن لدينا مئات الأسماء التي تستحق أن تكون في القائمة، وأن أرقام الثروات الواردة لبعض العائلات هي أكبر مما هو مسجل في القائمة، ولكن لا توجد بيانات أو معلومات تمكّن من الوصول إليها"، كما قال" أن هناك الكثير من الأسماء التي تصل ثرواتها إلى مليار دولار ولم ترد في قائمة هذا العام، وذلك لأن المستوى الذي اعتمدته القائمة لهذه السنة كان مليار دولار فما فوق، وهناك قائمة خاصة بهذه الأسماء التي هي في معظمها من الشخصيات المستقلة التي لا تستند إلى تاريخ عائلي في تكوين ثروتها".

العرب ينافسون اغنياء العالم

من جهة اخرى فأن أربعة إماراتيين قدرت ثرواتهم بـ25.3 مليار درهم (6.9 مليارات دولار) من بين 29 شخصية عربية ضمتها قائمة اغنى اثرياء العالم، وبلغت ثرواتهم مجتمعة 398 مليار درهم (108.2 مليارات دولار)، وقد حل عبدالعزيز الغرير في المركز الأول إماراتياً، و420 عالمياً، بثروة تقدر بنحو 9.93 مليارات درهم (2.7 مليار دولار)، وهو يقود مجموعة (المشرق المصرفية) منذ عام 1991 حتى الآن، تراجعت ثروته بنحو 800 مليون دولار (نحو ثلاثة مليارات درهم) مقارنة بالعام الماضي، الذي بلغت فيه ثروته نحو 12.88 مليار درهم (3.5 مليارات دولار)، عازية هذا التراجع إلى خسائر القطاع العقاري المحلي الذي يسهم فيه معظم الشركات والمستثمرين الإماراتيين، فضلاً عن القروض السيئة والمعدومة التي سجلها البنك خلال الفترة الماضية.

وجاء سيف الغرير وعائلته، وهي إحدى أقدم العائلات التجارية في دبي، في المركز الثاني إماراتياً، والمرتبة 736 عالمياً، بثروة تقدر بنحو 6.25 مليارات درهم (1.7 مليار دولار)، ويشغل سيف منصب رئيس «مجموعة الغرير»، ولدى المجموعة نشاط في مجالات عدة، مثل مراكز التسوق، والتصنيع، والخدمات المصرفية، ويذكر أن سيف الغرير أفاد أخيراً بأن أعمال العائلة التجارية ليست بمنأى عن أزمة الائتمان، وأن الالتزامات البنكية وضعت مزيداً من الضغوط على المجموعة، التي تمتلك نحو 40٪ من (بنك المشرق).

وحاز عبدالله الفطيم المرتبة الثالثة إماراتياً، و938 عالمياً، بثروة بلغت 4.7 مليارات درهم (1.3 مليار دولار)، ليكون بذلك الإماراتي الوحيد في القائمة الذي ارتفع حجم ثروته بنحو 700 مليون درهم، مقارنة بعام 2010، والفطيم يمتلك العديد من الوكالات الحصرية للسيارات مثل (تويوتا، وهوندا) وغيرها، فضلاً عن كونه المطور الرئيس لـ(دبي فيستيفال سيتي) ومطور واحد من أكبر المشروعات العقارية في مصر (كايرو فيستيفال سيتي).

وحل رجل الأعمال الإماراتي ماجد الفطيم رابعاً، ليحتل المركز 993 عالمياً، بثروة تقدر بـ4.41 مليارات درهم، (1.2 مليار دولار)، متراجعاً بنحو 3.3 مليارات درهم، مقارنة بالعام الماضي، ويمتلك علامة (سيتي سنتر)، وهي إحدى أهم علامات مراكز التسوق في المنطقة، والممتدة من مصر إلى إيران، والتي تضم أكبر متاجر التجزئة في المنطقة، وكان ماجد الفطيم أعلن أخيراً عن خطط لبناء مول ضخم في مصر مع منحدر للتزلج على الجليد يصل إجمالي حجم الاستثمارات به إلى نحو 750 مليون دولار، فضلًا عن مجمع تجاري ضخم في دمشق.

وخرجت من قائمة العام الجاري ثلاث عائلات إماراتية، ضمتها قائمة العام الماضي، وهي عائلات (قرقاش ومهدي التاجر وكلداري) التي احتلت مراكز متقدمة خلال العام الماضي، يذكر أن قائمة العام 2011 شهدت كثيراً من التغيير في المراكز والأفراد، عازية هذا التغيير إلى جلاء تداعيات الأزمة المالية العالمية على الأثرياء بشكل كبير، ما نتج عنه صعود أفراد جدد واختفاء آخرين، وجاء في المرتبة الـ77 عالمياً، رجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي، بثروة تقدر بـ38.2 مليار درهم (10.4 مليارات دولار)، ثم رجل الأعمال السعودي سليمان الراجحي بثروة قدرها بـ28.3 مليار درهم (7.7 مليارات دولار)، ليحل في المركز 120 عالمياً، فيما حل رجل الأعمال المصري نصيف ساويراس في المرتبة الخامسة بثروة 20.6 مليار درهم (5.6 مليارات دولار).

الاغنياء يتضاعفون في الصين

في سياق متصل ربما كانت الصين تعاني من اختلافات واسعة في مستوى الدخول، لكن هذا لم يقف حائلا دون حدوث قفزة كبيرة في عدد أثريائه، وبفضل اقتصادها المزدهر، الذي هو الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تضاعف تقريبا عدد المليارديرات ليصل إلى 115 مليارديرا بحسب ما ذكرته القائمة السنوية لاغنى أغنياء العالم، وقال وانغ فو (23 عاما) الذي يعمل في توصيل الطعام في شنغهاي العاصمة التجارية للصين "اعتقد ان هذا امر جيد، انه يظهر ان الصين تزداد ثراء وان عدد الفقراء سينخفض."

واصبح هذا الامر حديث الساعة في موقع ويبو على الانترنت، وهو موقع صيني يقدم خدمة للتدوين الصغير بما يشبه موقع تويتر، وكتب هيبي جيد دراجون "المزيد من القوة للصينيين لصعودهم السريع الى المراتب العليا في قائمة الاثرياء"، كما جاء روبين لي الرجل الذي يقف وراء محرك البحث بايدو في القائمة حيث بلغت ثروته 9.4 مليار دولار ليعتلي قائمة أغنى الصينيين وهو ما ولد الكثير من الحماسة لدى مستخدمي الانترنت في البلاد حيث كتب بعضهم على موقع ويبو يمتدح ثراءه ووسامته بينما كتب بعضهم عن احلامهم بأن يصبحوا مثله يوما ما. بحسب رويترز.

لكن المسكوت عنه في الصين التي يحكمها الحزب الشيوعي هو ثروات المقربين من الدوائر العليا للحكم في البلاد، فالحديث في هذا الامر من المحرمات، وكتب شخص على نسخة الانترنت من نشرة جامعة تسينجوا في بكين في اشارة الى الدائرة العليا الحاكمة في الصين "ماذا عن اعضاء اللجنة الدائمة، هل أقاربهم من المصنفين ايض، وكشفت قائمة الاغنياء عن زيادة عدد المليارديرات في تايوان التي تعتبرها الصين اقليما منشقا عنها من 18 الى 25 مليارديرا بفضل التقارب السياسي بينها وبين بكين في السنوات الاخيرة، وظل رأس القائمة في تايوان مقصورا على العائلات القديمة التي تسيطر على الشركات الكبرى في تايوان، لكن صرعة الهواتف الذكية التي اجتاحت العالم أفسحت المجال أمام ظهور شخصية جديدة على رأس قائمة الاثرياء اذ تصدرت القائمة رئيسة شركة (اتش.تي.سي) للهواتف الذكية تشير وانج وزوجها الذي يدير الشركة.

غيتس وبافيت واعمال الخير

الى ذلك التقي اثنان من اغنى الرجال في العالم هما بيل غيتس ووارين بافيت مع صفوة اغنياء الهند لاستخدام ثروة الجيل الجديد من المليارديرات لعمل الخير في العملاق الاسيوي الذي ينمو بسرعة وذلك بعد زيارة مماثلة للصين، واثارت الزيارة التي يقوم بها اغنى فاعلي خير في العالم نقاشا متجددا عن رغبة اغنياء الهند في المشاركة باموالهم لدعم مئات الملايين من أبناء الامة تحت خط الفقر، وقد انشأ غيتس (مؤسس شركة مايكروسوفت وثاني اغنى رجل في العالم) مؤسسة بمبلغ 37 مليار دولار امريكي تتركز أنشطتها على الصحة في الدول النامية وتستهدف عادة امراضا شائعة ذات معدلات وفيات عالية مثل الملاريا وشلل الاطفال ومرض نقص المناعة المكتسب (الايدز).

وتعهد بافت البالغ من العمر 80 عاما بمنح جزء كبير من ثروته للاعمال الخيرية، وسيذهب الكثير من هذه الاموال الى مؤسسة بيل ومليندا غيتس، ودفع عقدان من الازدهار الاقتصادي الصناعيين واقطاب البرمجيات في الهند الى مقدمة قائمة اغنياء العالم حيث يوجد اثنان من بين اول عشرة في قائمة فوربس لاغني أغنياء العالم هذا العام، وقال جيتس امام مؤتمر صحفي قبل لقائه بالمليارديرات الهنود " انها تجربة جميلة ان تجتمع مع اشخاص للحديث عن عمل الخير سيسمعون سبب التزام اشخاص اخرين بما يفعلون، وسيشجعهم هذا على عمل المزيد"، وعلى نحو منفصل سيقوم بافيت بزيارة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، وفي بلد يعيش فيه اكثر من 450 مليون شخص في فقر فان 50 مليارديرا يبلغ نصيبهم 20 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي للهند، وفي العام المنصرم كان يوجد ستة من رجال الصناعة الهنود في قائمة لاغني 50 مليارديرا في العالم، وطبقا لدراسة اجرتها براين اند كو فقد بلغ حجم المنح الخيرية في الهند حوالي 7.5 مليار دولار في عام 2009 ما يعادل حوالي 0.6 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي للبلاد، ويقول التقرير ان هذه النسبة اعلى من البرازيل التي بلغت فيها 0.3 بالمئة ومنافستها الصين التي بلغت 0.1 بالمئة لكنها تتراجع بعيدا عن الولايات المتحدة التي سجلت 2.2 بالمئة و1.3 بالمئة في بريطانيا. بحسب رويترز.

ولم يقتصر جهد بيل غيتس ووارن بافيت في الهند فقط، بل توسع ليشمل أثرياء أميركا والعالم من أصحاب البلايين وحثهم على التبرع بالنصيب الأكبر من ثرواتهم لأعمال البر والإحسان، فقد أطلق بيل غيتس ووارن بافيت حملتهما تحت شعار "عهد العطاء" لدعوة أغنى الأثرياء من أفراد وأسر في الولايات المتحدة إلى التعهد بالعطاء والتبرع بنسبة 50 بالمئة على الأقل من ثرواتهم للأعمال الخيرية، وقد وقّع العهد ستيف كيس، مؤسس شركة الإنترنت إي أو إل (AOL) وزوجته جين الرئيسة المشاركة لمؤسسة كيس فاونديشن، وأعلن ستيف وجين كيس في بيان لهما بالمناسبة قائلين "لقد تعلّمنا الكثير على مر السنين سواء  من خلال نجاحنا في مناصرة البر والخير وفشلنا، ونعتقد أننا بعملنا معا وتبادل الدروس التي تعلمناها يمكن زيادة التأثير الذي يمكن أن يحدثه مؤيدو عهد العطاء"، وأضاف البيان قولهما "إننا لهذا السبب ننضم إلى بيل ومليندا ووارن والكثيرين غيرهم في إعلان هذا الالتزام العلني."

وكان 57 بليونيرا قد انضموا إلى حملة العهد، ويقدّر أن قيمة التبرعات بموجب هذا التعهد ستبلغ 600 بليون دولار، وصرح بافيت بقوله إن "فكرة الثروة الأسرية فكرة شاذة، فالفكرة القائلة بأن لا تكون قادرا على فعل شيء في العالم بقية حياتك وحياة أبنائك وأحفادك لا تبدو في الحقيقة أنها أميركية فعلا"، وقال بافيت الذي يبلغ الثمانين من عمره إن ثروته تكونت من مجموعة من عوامل الحظ بما فيها أنه ولد ذكرا أبيض وفي الولايات المتحدة حيث يوجد نظام سوق حرة، وسبق لبافيت أن صرح في مناسبات عديدة بأنه استطاع جمع ثروته الضخمة نتيجة لبراعته في التعرف على الأسهم ذات الأسعار الأدنى من قيمتها في حين كان أناس آخرون يؤدون أعمالا أكثر نبلا وكرما في حياتهم دون مقابل أو نفع مادي يذكر، ولإيضاح ما يعنيه قال إن الجنود الذين ينقذون أرواح رفاقهم في ساحات المعارك يكافأون بالأوسمة ويتلقى المعلمون القديرون رسالات شكر، أما هو فقال إنه ممتن جدا لما وهبته الحياة ولذا فإن هدفه الآن هو استغلال ثروته بذكاء بحيث تفيد أكبر عدد من الناس. بحسب اي بي سي.

وأضاف بافيت قائلا "أريد أن أفعل شيئا يكون أكثر ما أستطيع من عقلانية وذكاء بغض النظر عن مكان وجود المستفيدين وسواء أكانوا ذكورا أو إناثا، سودا أو بيضا أو أميركيين أو أفريقيين أو كائنين من كانو، فأنا أريد أن يكون لأموالي أكبر الأثر في تحسين حياة معظم الناس"، وينوي بافيت أن يهب نسبة 99 بالمئة من ثروته لأعمال الخير يخصص منها نسبة 75 بالمئة لمؤسسة بيل ومليندا غيتس التي تسعى من عملها إلى تحسين الوضع الصحي العالمي ونظام التعليم في الولايات المتحدة، وقالت مليندا غيتس زوجة بيل غيتس "إن الثروة الكبيرة تجلب معها مسؤولية جسيمة" نحو رد الجميل إلى المجتمع، وتشارك مليندا في رئاسة مؤسسة غيتس الخيرية.

يذكر ان تشين غونغبياو، رجل أعمال صيني جمع ثروة تقدّر بمئات ملايين الدولارات استجاب لنداء بافيت وغيتس الخيري، وقالت وكالة أنباء الصين الرسمية إنه أقنع 100 غيره من الصينيين الأثرياء بالانضمام إليه في التبرع بمعظم ما يملكون من ثروات لأعمال الخير والبر، وقال بافيت إنه دهش لأوجه الشبه في الخبرة والتجارب التي عرفها في أقطاب الأعمال الصينيين الذين قابلهم، وأضاف قوله "لقد تحدث هؤلاء الناس عن أبنائهم، وتحدثوا عن أعمالهم، وتحدثوا عن الدور المختلف الذي تؤديه الحكومة هناك من حيث الأعمال الخيرية"، وأشار غيتس إلى أن الصينيين لا يزالون في مرحلة مبكرة بالنسبة لمشاريع الخير بالمقارنة مع الأميركيين، لكن الصينيين "سيتركون بصماتهم عليها"، وأكد أنه وبافيت لم يحاولا حفز الصينيين على تبني الأفكار الخيرية على الطريقة الأميركية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/نيسان/2011 - 5/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م