
شبكة النبأ: بينما تغرق بعض الدول
التي تخطط للحرب في ليبيا بحسابات الربح والخسارة، تقع الحرب بين ثوار
يفقتدون للخبرة العسكرية و قوات القذافي المدربة عسكريا، وهناك تساؤلات
حول ما يمكن فعله في حرب غير متكافئة. وما هي الخيارات المتاحة امام
الثوار؟ خاصة لم يكن هناك حسم للأمر من قبل الغرب بعد. وماذا لو لم يتم
إيجاد حل لدعم الثوار؟ أو أنه انسحبت بعض القوى الكبرى من الحرب؟
رصد خبراء عسكريون أحوال الثوار الليبيين حيث إن معظمهم من صغار
السن ويفتقرون إلى الخبرة، ولكنهم يتسمون بالتصميم على التخلص من
العقيد معمر القذافي. فإن أعمار معظم هؤلاء الثوار تقع بين العشرينيات
والثلاثينيات، ولا يعرفون شيئا إلا القذافي الذي يستولي على كرسي
السلطة منذ أربعة عقود، ولكنهم مصممون على ألا يبقوا حبيسي الدولة
البوليسية كما حدث مع آبائهم، ومعزولين عن العالم الخارجي ويخشون
التعبير عن آرائهم. حسب قول صحيفة لوس انجلس تايمز.
الثوار انخرطوا في قتال ليس من أجل الحرية من القذافي وحسب، بل من
أجل إنقاذ حياتهم لأن عودة القذافي للسلطة يعني فناءهم، ومع ذلك لم
تمنع حداثة أعمار الثوار أو قلة خبرتهم من تشجيع أمهاتهم للانخراط في
هذه الحرب.
بينما يجري التفكير من قبل بعض قادة الحرب في بريطانيا في استئجار
شركات امن خاصة، يعتمد بعضها على عناصر سابقة من القوات الخاصة
البريطانية، لمساعدة قوات المعارضة. على ان تتحمل دولا عربية دفع كلفة
هذه الشركات الخاصة.
ويقول تقرير نشرته صحيفة الغارديان من ان هناك تقديرا عاما الان ان
قوات المعارضة غير المنظمة لن تحرز تقدما وحدها، لذا ينظر اعضاء حلف
شمال الاطلسي الناتو في الطلب من دول عربية مثل قطر والامارات القيام
بتدريب قوات المعارضة او دفع تكاليف التدريب. ومعروف ان قطر والامارات
تشاركان عملية ناتو العسكرية في ليبيا حاليا.
ويتوقع ان تأخذ عملية تدريب مقاتلي المعارضة الليبية شهرا على الاقل
كي يصبحوا قادرين على المناورة وتحقيق تقدم على الارض. ويرى الكاتب
والمحلل السياسي سيمون جينكينز إن الغرب يطيل عمر الحرب الأهلية في
ليبيا بتسليح الطرف الضعيف في الصراع، وأوضح أن المخططين يغرقوننا
يوميا بحسابات الربح والخسارة، لأن غارات حلف الناتو عوضت ضعف معارضي
القذافي.
مؤكدا أن الموقف الغربي يتناقض بشكل صارخ، فهو يؤكد عدم شرعية
استهداف القذافي، ويطبق حظرا على السلاح إلا إذا كان السلاح متجها إلى
أصدقائه في شرق ليبيا لأنه يعد في هذه الحالة وسيلة لحماية المدنيين
الأبرياء، أما المدنيون الموجودون في صف القذافي فيمكن قصفهم.
ويمكن الاستنتاج من خلال ذلك بأن إستراتيجية الغرب تتمثل في إطالة
الحرب بهذه الطريقة، فلا يتمكن القذافي من الاستيلاء على بنغازي، ولا
يستطيع الثوار التقدم غربا، فيما الحرب الأهلية تشتعل، مما قد سيشوه
دور الأمم المتحدة في حفظ السلام وفي الواقع يمكن تسميته بالحفاظ على
الحرب، كما أنه مخالف لهدف إنشاء حلف شمال الأطلسي، وهو الدفاع عن
الغرب.
فبعد أن امتد الصراع من أسابيع إلى أشهر وبدا التقدم في ساحة
المعركة يراوح مكانه، فإن المنطقة التي يسيطر عليها الثوار تستعد لتكون
دولة مستقلة بحكم الأمر الواقع.
ودعا محللون سياسيون وعسكريون الغرب إلى حسم موقفه تجاه ليبيا بدلا
من التردد في موضوع تسليح الثوار أو عدم تسليحهم. وإنه لا بد من إنهاء
مسلسل الكر والفر الذي يميز المشهد الليبي بين قوات القذافي والمعارضة.
وربما سيسبب انسحاب القدرات الأميركية فقدان الدعم الهام للثوار.
فان التحديات التي تواجه الثوار عدم المغامرة بتسليح مقاتلين هواة
وغير مدربين، بحيث إذا أقدم أوباما على تسليح الثوار الليبيين فعليه أن
يكون مسؤولا عن تحمل قتالهم، لأن قبول مسؤولية تمكين طرف لهزيمة طرف
آخر في حرب أهلية، يعني أن الولايات المتحدة مُجبرة على تحديد مسار
الأمور في المرحلة التالية. وربما حتى لو لم ترسل واشنطن جنودا إلى
ليبيا، فسيكون هذا ثالث تورط للولايات المتحدة في حرب أخرى. |