
شبكة النبأ: تخلت اخيرا واشنطن عن دعم
بقاء علي عبد الله الصالح في السلطة بعد ان ايقنت ان رغبتها في ذلك
باتت تصطدم بصخرة الاحتجاجات الشعبية المتسعة في اليمن.
وهو ما انسحب على موقف الاخير بدوره معلنا مرونة اكبر في التعامل مع
مطالب التغيير المستمرة، فيما يرى العديد من المحللين ان الرئيس اليمني
بات بحكم المخلوع ولن تجدي محاولات بعض انظمة دول الخليج الهادفة الى
قمع التطلعات الجماهيرية في تلك الدولة.
والجدير بالذكر ان مخاوف الحكومات الخليجية في هذا الصدد تنبع
باعتبار النظام اليمني القائم آخر السدود التي تدرأ عنها السقوط اسوة
بالنظم العربية المطاحة مؤخرا.
مستعد لتسليم السلطة
فقد استغرب مصدر يمني مسؤول ما ورد في بيان صدر عن الممثلة العليا
لشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون حول الأوضاع في اليمن،
وجدد استعداد الرئيس علي عبد الله صالح لتسليم السلطة عبر الطرق
الشرعية والدستورية. وقال المصدر اليمني في بيان صحافي "من الواضح أن
السيدة آشتون قد استندت في معلوماتها عن الأحداث المؤسفة التي جرت في
على المعلومات المغلوطة المقدمة من جانب أحزاب المعارضة أو بعض وسائل
الإعلام التي دأبت على تزييف الحقائق وعدم نقل المعلومات بصورة صحيحة".
وقال المصدر كان على آشتون "أن تستوضح الحقيقة من جانب الحكومة اليمنية
حتى تكون الصورة أمامها واضحة وجليّة إزاء ما حدث". وأوضح أن سقوط عدد
من الضحايا يوم الأول من أمس في كل من مدينتي تعز والحديدة "ناتج عن
قيام عناصر فوضوية مسلحة بمهاجمة واقتحام عدد من المنشآت الحكومية وفي
مقدمتها مبنى القصر الجمهوري ومقري المحافظتين في تعز والحديدة ومحاولة
اقتحام فروع البنك المركزي وعدد من الممتلكات الخاصة في المحافظتين،
مما أدى إلى حدوث مواجهات وسقوط عدد من الضحايا من المواطنين من
المؤيدين والمعارضين وبعض جنود الشرطة". وقال المصدر "إن مهاجمي تلك
المنشآت والممتلكات العامة والخاصة قد خالفوا حق التعبير عن الرأي
سلمياً وخرجوا من ساحات الاعتصام إلى ارتكاب أعمال عنف وفوضى وخروج على
النظام والقانون".
وأكد أن "حرية الرأي والتعبير سلمياً مكفولة لكل اليمنيين طبقاً
للدستور، ولكن بعيداً عن الفوضى والعنف والتخريب كما حدث". وحول ما ورد
في بيان آشتون عن الانتقال السلمي والمنظم للسلطة قال المصدر إن صالح "أكد
مراراً استعداده لتحقيق انتقال سلمي وآمن للسلطة في إطار الدستور
والديمقراطية، وشدد على أن تنتقل السلطة إلى أيادٍ أمينة يثق فيها
الشعب وقادرة على حماية وحدة اليمن وآمنه واستقراره والحفاظ على النهج
الديمقراطي التعددي ومكافحة التطرف والإرهاب". وجدد المصدر إلتزام
الجمهورية اليمنية باحترام وحماية جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية
المكفولة في الدستور والقوانين النافذة في البلاد والحرص على نهج
الحوار لمعالجة كافة القضايا الخلافية ومواصلة جهود الإصلاحات وبما
يحقق تطلعات الشعب اليمني.
وكانت آشتون دعت إلى انتقال سياسي منتظم يبدأ دون أي تأخير من أجل
حل الأزمة الراهنة في اليمن و لتمهيد الطريق للإصلاحات. وقالت آشتون في
بيان وزع اليوم "إنني قلقة بشكل كبير للتقارير الواردة حول القمع
العنيف بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في بعض كبرى
المدن اليمنية يومي 3 و 4 أبريل الأمر الذي أدى إلى وقوع الكثير من
الوفيات والإصابات". وأضافت "وخلافا للالتزامات السابقة، فإنه لم يتم
ضمان حرية التعبير وأمن المتظاهرين سلميا. لقد تحدثت إلى الرئيس صالح
الأسبوع الماضي وحثثته على احترام هذه الالتزامات وتوجيه القوات
المسؤولة بوقف كافة أشكال العنف فوراً. يجب القيام بذلك ودون أي تأخير.
يجب على الحكومة و قوات الأمن احترام وحماية جميع حقوق الإنسان
والحريات الأساسية". وتابعت "أنني قلقة من تدهور الوضع الأمني
والاقتصادي، وأشدد هنا على دعوتي إلى انتقال سياسي منتظم يبدأ دون أي
تأخير من أجل حل الأزمة الراهنة ولتمهيد الطريق للإصلاحات، و هذه هي
الرسالة التي أبلغتها للرئيس صالح الأسبوع الماضي.. يجب أن يبدأ
الانتقال الآن".
واشنطن تحث على انتقال السلطة
من جهتها قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان الولايات
المتحدة تحث على انتقال السلطة من خلال المفاوضات في اليمن "بأسرع ما
يمكن" لكنها لم تقطع حتى الان مساعدتها العسكرية التي تعتبر حيوية في
القتال ضد تنظيم القاعدة.
وقال موريل للصحفيين في البنتاجون "من الواضح ان الموقف الان عصيب.
وكلما استمر على هذا النحو صار اكثر صعوبة." واضاف "ذلك هو السبب الذي
دفع الحكومة الى المطالبة بانتقال السلطة من خلال التفاوض بأسرع ما
يمكن." لكنه لم يطرح اطارا زمنيا كما لم يعط تفاصيل لما يعنيه بانتقال
السلطة في اليمن.
وقال مسؤولون امريكيون اخرون طلبوا عدم ذكر اسمائهم انهم يريدون ان
يتوصل صالح لاتفاق مع المعارضة يؤدي في نهاية المطاف الى تنحيه عن
السلطة ولكنهم لم يصلوا الى حد القول ان واشنطن تريد تنحيته فورا.
وقال موريل ان صالح لايزال يسيطر على الجيش واكد ان القيادة اليمنية
لاتزالت ملتزمة بقتال تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ووصف
مايكل ليتر رئيس المركز الوطني لمكافحة الارهاب التنظيم بانه اكبر
تهديد للولايات المتحدة.
وقال موريل "خلاصة القول هي انه رغم ما يحدث فالحقيقة هي ان صالح
لايزال رئيس ذلك البلد ولايزال يسيطر على قواته العسكرية. بحسب رويترز.
وبسؤاله عما اذا كانت واشنطن علقت مساعدتها العسكرية لليمن في ضوء
الاضطرابات الحالية قال موريل "على حد علمى لم يتم تعليق (المساعدات).
"نحن نراقب الموقف عن كثب. انه متغير. ونحن نتخذ قراراتنا وتقيماتنا
بناء على كيفية تطوره."
ميدانيا، قال شهود إن الشرطة ومسلحين في زي مدني فتحوا النار على
متظاهرين مناهضين للحكومة في مدينتي تعز والحديدة يوم الاثنين بينما
تكتسب جهود المعارضة للاطاحة بالرئيس اليمني على عبد الله صالح مزيدا
من القوة.
ففي تعز جنوبي العاصمة صنعاء قالت مصادر طبية ان الشرطة أطلقت النار
على محتجين كانوا يحاولون اقتحام مبنى المحافظة فقتلوا 15 شخصا على
الاقل واصابوا 30 اخرين بجراح.
وقال عضو البرلمان محمد مقبل الحميري لتلفزيون الجزيرة ان النظام
فاجأهم بهذا القدر من اعمال القتل وانه يعتقد ان الناس لن يفعلوا شيئا
سوى الخروج بصدور عارية لتجريد الحكومة من كل ذخيرتها.
واظهرت صور بثها التلفزيون عددا من ضحايا غاز مسيل للدموع على ما
يبدو تمددوا متراصين دون حراك ويقوم مسعفون بعلاجهم على أرض مستشفى
مؤقت في تعز.
وفي مدينة الحديدة الساحلية على البحر الاحمر قالت مصادر طبية ان
الشرطة ومسلحين في زي مدني أطلقوا الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع
على مئات من المتظاهرين كانوا يشاركون في مسيرة باتجاه القصر الرئاسي.
وتعرض ثلاثة أشخاص لاصابات بطلقات نارية بينما تعرض 30 لطعنات بمدي
وعاني 270 اخرون من استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وفي وقت لاحق قال أطباء ان ستة متظاهرين على الاقل قتلوا بالرصاص
واصيب كثيرون بجروح اثناء الاجتماعات الحاشدة وان عدد القتلى سيرتفع
على الارجح.
وحث ائتلاف المعارضة في اليمن في بيان الامم المتحدة ومنظمات حقوق
الانسان والهيئات الدولية الاخرى على "سرعة التدخل لمنع الرئيس صالح
وانصاره من اراقة مزيد من الدماء." وأظهر الرئيس اليمني تحديا في كل
مرة تصعد فيها المعارضة تحركاتها.
وقال صالح لمئات من رجال القبائل الذي هتفوا رافضين التنازلات انه
سيرد على ثقتهم به بالصمود "كالجبال" وأنه سيظل وفيا للشعب الذي ظل
وفيا " للشرعية الدستورية".
وكان صالح قال انه لن يسعى للترشح لفترة رئاسية جديدة في انتخابات
2013 وانه قد يتنحى في أعقاب انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة في غضون
عام. ودعا المعارضة لانهاء الاحتجاجات والمساعدة في انجاح المحادثات.
ومن بين الاقتراحات التي تقدمت بها المعارضة اعادة هيكلة الجيش
وقوات الامن على يد نائب رئيس يقوم بأعمال الرئيس مؤقتا قبيل اصلاحات
سياسية وانتخابات. ويرى الحزب الحاكم أنه من الضروري أن يبقى صالح في
منصبه للاشراف على التغيرات.
وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح ان دولا عربية
خليجية دعت الحكومة اليمنية وممثلين للمعارضة لاجراء محادثات في
السعودية في محاولة لانهاء الازمة لكن لم يتحدد موعد بعد. وتبنت بلدان
الخليج العربية نهج الترقب والانتظار وقاومت جهود صنعاء لحثها على
القيام بمساعي وساطة.
وقال وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد
ال نهيان يوم الاثنين انه فيما يتعلق باليمن فان هناك مقترحات سيتم
نقلها الى الجانبين في اليمن وانه لا يريد استخدام لفظة وساطة لانهم
الان في مرحلة جس النبض.
وتنبأ محللون ودبلوماسيون بمزيد من الضغط الغربي غير المعلن على
صالح لانهاء الازمة. وقال شادي حميد المحلل في مركز بروكينجز الدوحة في
قطر "الخطوة التالية ستكون طرح اغاثة اليمن على مائدة البحث والقول ان
هناك عواقب وخيمة في حال واصل صالح استخدام العنف ضد شعبه."
ولم تصدر حكومة اوباما بيانا علنيا حتى الان تحث فيه صالح على
التنحي. وكانت دعوات كهذه اساسية في انهاء حكم الرئيسين التونسي زين
العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.
وقالت مصادر وثيقة الصلة بالمحادثات ان واشنطن منحت صالح مهلة
الاسبوع الماضي للموافقة على صفقة توسط فيها سفير الولايات المتحدة في
صنعاء لضمان مخرج سلمي وانتقال للسلطة والا ستدعو علنا لتنحيه. وتقول
مصادر بالمعارضة ان المحادثات توقفت لان صالح يراوغ ليضمن ألا يواجه هو
واسرته المحاكمة بتهم الفساد التي اثارتها المعارضة.
وقال دبلوماسي في صنعاء ان التركيز الان لا يزال على المحادثات وان
الدعوات العلنية للتنحي والتي جاءت حتى الان من فرنسا لا تزال سابقة
لاوانها.
واضاف الدبلوماسي "الامر يتوقف على التطورات في الايام القادمة وهذا
أحد الخيارات لدى كل العواصم." وقال "في الوقت الحالي تعمل الاطراف
الدبلوماسية من وراء الكواليس للوصول الى اتفاق حول انتقال سياسي بين
الاحزاب اليمنية. باقي الخيارات محفوظة حاليا في الادراج." واضاف اذا
دعت واشنطن صالح للرحيل "فلا أدري هل سينصاع على الفور."
أبين «إمارة إسلامية»
على الصعيد ذاته أعلن «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب محافظة
أبين بجنوب اليمن ««امارة اسلامية». وجاء بيان اعلان المحافظة «امارة
اسلامية» عقب سيطرة الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة على القصر
الرئاسي والاذاعة بالمحافظة وعلى مصنع للذخيرة، أدت محاولة استيلاء
الأهالي عليه أمس الأول الى مقتل 150 شخصا وجرح المئات.
ودعا بيان القاعدة الذي بثته الاذاعة «النساء الى عدم الخروج الى
الشوارع الا للحاجة الضرورية». وقال البيان «على النساء اللاتي يخرجن
للأسواق لقضاء الحاجات الضرورية ان يرافقهن أحد أقاربهن، وان عليهن
اصطحاب ما يثبت هويتهن من بطاقات شخصية أو عائلية أو جوازات سفر وما
شابه ذلك». بحسب يونايتد برس.
من جهة أخرى اتهم البرلماني على عشال من حزب الاصلاح المعارض الرئيس
على عبدالله صالح بـ «توجيه تلك الجماعات المتطرفة لكي يظهر للعالم
بأنه القادر على مقارعة الارهاب».
بدوره قال الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك ياسين سعيد نعمان في
تصريح «ما يحدث الآن من انسحاب لقوى الأمن في أبين وتسليم مواقعهم
لعناصر مسلحة قريبة من النظام كانت تتهم في يوم من الأيام من قبل
النظام بالارهاب يؤكد ان هناك خطة لاحداث فوضى عامة».
ومنذ سقوط المحافظة بأيدي عناصر القاعدة تجري وساطة بين شخصيات
اجتماعية وأئمة مساجد في المنطقة بهدف تسليم القصر الجمهوري والاذاعة
المحلية للجان الشعبية التي تم تشكيلها في المنطقة.
وكانت أحزاب المعارضة اليمنية «اللقاء المشترك» دعت اثر اعلان
القاعدة أعضاءها وأنصارها، «وكل شباب اليمن وقوى التغيير والثورة
الشعبية السلمية، وكافة أبناء الشعب اليمني الى تشكيل لجان شعبية «من
أجل» حماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة من الفوضى التي يخطط
لها النظام بهدف بقائه أطول فترة ممكنة وتشويه نقاء وسلمية هذه الثورة
الشعبية العظيمة».
من جانب آخر، أعلن «اللقاء المشترك» ان نظام صالح تقدم بمبادرة الى
السفير الأمريكي بصنعاء، الأربعاء الماضي، تنص على ان يُسلم الرئيس
سلطاته لرئيس الحكومة المقالة علي محمد مجور بعد تعيينه نائبا له، على
ان تُشكل بعد ذلك حكومة وحدة وطنية انتقالية، لكن السلطة تراجعت عنها.
وقال الرئيس الدوري لأحزاب المعارضة «اللقاء المشترك» ياسين سعيد
نعمان نعمان ليومية «الأولي» المستقلة امس الثلاثاء أنه لم يكن هناك
حوار بين «المشترك» والسلطة، بل مبادرة تقدمت بها الأخيرة الى السفير
الأمريكي.
وأضاف «الأمريكيون سألونا في أحزاب المشترك عن رأينا بهذا الموضوع،
فقلنا لهم: ان مسألة نقل السلطة والاستقالات مسألة تخص السلطة، وعليها
ان تتجه الى الشعب».
وتابع قائلا «بعدها تراجعت السلطة عن هذا الأمر».مشيرا الى ان»هناك
استياء عاماً لدى الأمريكيين والأوروبيين بسبب تراجع السلطة عن مبادرة
نقل السلطة في البلاد، لأن النظام أصبح غير قادر على ضبط الأمور، أو
تقديم حل سياسي للخروج من الأزمة المتفاقمة».
تدهور الوضع الامني
في سياق متصل ارتفع عدد ضحايا انفجارات في مصنع للذخائر في بلدة
بجنوب البلاد أخرج الاسلاميون فيما يبدو قوات الحكومة منها الي 140
قتيلا على الاقل في تذكير بعدم الاستقرار الذي يخشى حلفاء صالح
الغربيون ان ينتشر في البلد العربي الفقير.
وحمل بيان أصدره تكتل اللقاء المشترك -وهو الائتلاف الرئيسي
للمعارضة اليمنية- صالح وحاشيته المسؤولية عن وجود الجماعات المتشددة
ومنها تنظيم القاعدة في محافظة أبين حيث وقع الانفجارات.
وقال الائتلاف في بيان "اننا اذ ندين ونستنكر هذه الجريمة البشعة
فاننا نحمل الرئيس وحاشيته المسئولية الكاملة عما حدث من تواطؤ مع
تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة بتسليمهم مؤسسات الدولة والياتها
العسكرية في محافظة أبين." وأضاف أن الفوضى مخطط لها من قبل السلطة.
وقال البيان "في ظل هذا السلوك الاجرامي الخطير الذي ينتهجه الرئيس
صالح وحاشيته فان اللقاء المشترك وشركاءه يعتبرون بقاءه واستمراره يشكل
خطرا على اليمن وشعبها والمصالح الدولية ويهدد أمن واستقرار المنطقة
ويدعون الاشقاء والاصدقاء والمجتمع الدولي عموما بالوقوف الى جانب
مطالب ملايين اليمنيين في ساحات التغيير وميادين الحرية باسقاطه
للانتقال الى دولة مدنية ديمقراطية تلبي طموحات وتطلعات اليمنيين كافة
وتكون شريكا جديا للمجتمع الدولي في محاربة الارهاب."
وقال سكان في أبين في الايام القليلة الماضية ان قوات الامن تركت
بلدة جعار التي وقع بها الانفجار. وغادر محافظا الجوف وصعدة في الشمال
كذلك ربما خوفا من مواجهات مع قبائل معارضة للرئيس. وفي وسط اليمن تعرض
محافظ مأرب للطعن بسكين بعد محاولته تفريق احتجاج في وقت سابق هذا
الشهر.
محاولة قتل اللواء علي محسن الاحمر
من جهة اخرى حاول الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "على ما يبدو" ان
يستخدم السعوديين من غير علمهم للقضاء على اللواء علي محسن الاحمر الذي
انضم مؤخرا الى المحتجين، كما كشفت صحيفة نروجية الاثنين استنادا الى
مذكرة دبلوماسية سربها موقع ويكيليكس.
ففي شتاء 2010 تم توجيه طائرات مقاتلة سعودية كانت تشارك في قصف
التمرد الزيدي الذي تشهده اليمن منذ 2004 الى مبنى قدم للسعوديين على
انه مقر مهم للمتمردين، بحسب صحيفة افتنبوستن نقلا عن مذكرة سرية صادرة
عن السفارة الاميركية في الرياض.
لكن العملية الغيت عندما ادرك الطيارون السعوديون انهم يوشكون على
قصف المقر العام لعلي محسن الاحمر. وافادت الصحيفة ان علي محسن الاحمر
هو "اخ غير شقيق وحليف مقرب ومنافس كبير لرئاسة" علي عبد الله صالح.
وتابعت "على ما يبدو حاول صالح التخلص من خصم محتمل"، مؤكدة انها
تملك الوثائق الدبلوماسية ال250 الفا التي حصل عليها موقع ويكيليكس.
وعلى عكس عادتها لم تنشر الصحيفة نسخة الفاكس للمذكرة الدبلوماسية
على موقعها على الانترنت. وتحدثت المذكرة التي لم يحدد تاريخها عن لقاء
"سري" تم في 6 شباط/فبراير 2010 بين دبلوماسيين اميركيين ونائب وزير
الدفاع السعودي خالد بن سلطان.
والجنرال علي محسن الاحمر هو قائد المنطقة الشمالية الشرقية لكتيبة
المدرعات الاولى، وذاع صيته في 21 اذار/مارس عند اعلان انضمامه الى
الاحتجاجات ضد صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما.
وطلب الاحمر في بيان قرأه المتحدث باسمه الاحد من الرئيس اليمني ان
يرحل "باسم ثورة" الشعب اليمني ووعد بانجاح الثورة السلمية للشباب بكل
السبل الممكنة ومهما كان الثمن.
النازحون بحاجة الى الغذاء والماء
من جانبها قالت الامم المتحدة ان قرابة ثلث اليمنيين الذين يبلغ
عددهم 23 مليون نسمة لا يجدون الطعام الكافي ومن الصعب على جماعات
المعونة الوصول اليهم في ظل الاضطرابات التي تعم البلاد.
وقالت نائبة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري
اموس في مقابلة ان اليمن سيحتاج في 2011 الى 224 مليون دولار للمعونة
الانسانية التي ستحسن الغذاء والصحة والماء والصرف الصحي للنساء
والاطفال. واضافت "كما هو الحال في ليبيا المشكلة الاساسية بالنسبة
الينا هي الوصول الى السكان الذين تأثروا بالاحداث. هذا امر له اهمية
مطلقة بالنسبة الينا."
ويمثل اليمن تحديا معقدا بالنسبة الى اي جماعة تأمل في تخفيف قسوة
ظروف المعيشة مع وجود انفصاليين في الجنوب ومتمردين في الشمال وجناح
نشط للقاعدة وعشرات الالاف الذين يتظاهرون في الشوارع مطالبين بوضع
نهاية لحكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما.
وقالت اموس "اليمن من بين البلدان التي يوجد بها اصلا عدد كبير من
النازحين داخليا بسبب الوضع الامني هناك. وبالاضافة الى ذلك هناك الان
بواعث قلق بخصوص امكان ان يقع الناس في غمرة العمليات العسكرية. بحسب
فرانس برس.
وتقول الامم المتحدة ان اليمن يعاني من نقص الغذاء والماء ويفتقر
قرابة 31.5 في المئة من السكان الى "الامن الغذائي" ويعاني زهاء 12 في
المئة من "النقض الحاد في الامن الغذائي". ويعيش 40 في المئة من السكان
على دولارين في اليوم او اقل ويعاني ثلثهم من الجوع المزمن.
وسئلت اموس ما الذي ينبغي ان تقوم به الحكومة اليمنية فقالت "ان
تدرك انه ينبغي حماية الابرياء... فحماية المدنيين هي بالتأكيد مسؤولية
اساسية للحكومة."
وتابعت "نتيجة للمعاناة الطويلة والمزمنة في البلاد ما زالت المعونة
الانسانية مطلوبة بالحاح" مضيفة ان الامم المتحدة تجري محادثات مع
الحكومة والمتمردين الحوثيين في الشمال للوصول الى من هم في أمس
الحاجة. |