السلفيون يكشرون عن انيابهم في مصر ويهددون بهدم ضريح الحسين

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: من حسنة النظام المصري المخلوع أخيرا، انه كان يتعامل بحزم وجزم مع المجاميع السلفية التي كانت تتوزع في مخابئ تحت الارض في مصر، دون ان يترك لهم اي هامش يمكنهم من الحاق الاذى من خلال فكرهم المتطرف بالمجتمع او الدولة المصرية حتى عهد قريب.

الا ان الاجواء الديمقراطية التي باتت تسود تلك الدولة ساعدت تلك المجاميع من اخراج رؤوسها لتسعى في الارض فسادا كيف ما يحلو لها ذلك، فارضت بالاكراه والعنف اجندتها على بعض المجتمعات المسالمة، وانطلقت لمحاولة تدمير تراث تلك الدولة التاريخي، في سيناريو بربري لهدم بعض الاضرحة الدينية، والمقامات الطاهرة، الى جانب سعيها الدؤوب لهدم الاثار المصرية العريقة في المستقبل كما حدث في افغانستان.

كما وردت العديد من الانباء عن تشكيل تلك الجماعات تنظيمات خاصة شبيه بما يسمى هيئة الامر بالمنكر والنهي بالمعروف السعودية، لتفرض على العشب المصري المتحضر اسلوبها المتخلف بكل اشكاله، ابتداءا من الزي والمأكل والمشرب ايضا.

وتعيدنا تلك السلوكيات الهمجية التي تقوم بها الجماعات السلفية بالذاكرة الى بداية فترة سقوط النظام الديكتاتوري في العراق عام 2003، عندما انتهزت فرصة غياب سلطة الدولة من قبل تلك الجماعات للترويع والقتل، الذي لم يستثني حتى الاطفال والنساء، والاعتداءات المنظمة على المساجد والاضرحة الطاهرة.

هدم ضريح سيدنا الحسين ليلة المولد

فقد هدد أعضاء وقيادات سلفية بمظاهرة مليونية تسير لهدم ضريح سيدنا الحسين أثناء الليلة الكبيرة اليوم الثلاثاء. فى المقابل وجّه الصوفيون الاتهام بشكل مباشر للسلفيين بأنهم يقدمون صورة سيئة للإسلام.

وفى مكتب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، جاء الشيخ عبدالقادر الشيخ الزاكى أحمد البشير، شيخ الطريقة القادرية الكباشية، يستنجد بالإمام الأكبر أن ينقذ أضرحة الشهداء بالمنوفية، وبالتحديد فى مركز الشهداء فى مسجد سيدى محمد شبل الأسود ابن سيدى الفضل ابن سيدنا العباس عم النبى صلى الله عليه وآله سلم.

شيخ الطريقة أكد لشيخ الأزهر أنه تم إزالة الأضرحة والبالغ عددها ما يقرب من أربعين ضريحا، ووضعوا مكانها حمامات ودورات مياه، وعلى الفور اتصل شيخ الأزهر بوزير الأوقاف، مطالبا بسرعة التحرك العاجل وإرسال لجنة من الوزارة لبحث الأمر.

من جانبه حذر الدكتور عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، من استمرار معاناة البلاد من الانفلات الأمنى، وتداعيات استمرار هذه الحالة، مؤكداً أن المجتمع الآن فى حاجة ملحة للحفاظ على القيم الأخلاقية الصوفية المعتدلة. بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية.

وأكد القصبى أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية فى حالة انعقاد دائم نتيجة لما تشهده البلاد. وأضاف شيخ مشايخ الطرق الصوفية أنه سيتم تنظيم مولد الحسين «استقرار الرأس»، وأنه سيتم إعلان كلمة حق، مشدداً على أن الطرق الصوفية لا تبغى حكماً ولا منصباً دنيوياً، وأن المتصوفة يبغون الخير لمصر والأمة، وقال إن المتصوفة لهم أعداء منذ القدم، وإن هذه التحديات لن تؤثر على المسيرة الصوفية.

أما الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، فأكد أنه لا أحد يستطيع أن ينال من الأضرحة، لأن الله يدافع عنها، وأنه يجب أن تتوحد الطرق الصوفية جميعاً لمواجهة أعداء الصوفية.

وطلب هاشم من شيخ المشايخ بأن يمد يده لكل من اختلف معه، وأن يدعو كل الإخوة الذين ينتمون للتصوف، ليتحدوا فى هذه المسيرة لتحقيق المراد، مناشداً المسؤولين ومن سيأتى رئيساً لمصر أنهم لا بد أن يعرفوا أن التصوف لم يخرج من عباءته إرهابى واحد.

من جانبه أبدى السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، دهشته مما يتردد حول هدم أضرحة ومقامات آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولياء الله الصالحين المنتشرة بمدن وقرى ونجوع وربوع مصر، محذراً من المساس بهذه الأضرحة المباركة، لأن هذا الأمر يمكن أن يؤدى إلى فتنة كبرى بين أبناء الوطن.

وطالب نقيب السادة الأشراف بجمع الشمل للوصول بالوطن إلى بر الأمان، كما طالب أيضاً باحترام الجميع لعقائد ومشاعر الآخرين، داعياً إلى مناقشة الفكر بالفكر، والحوار بالحوار، والرأى بالرأى، إعمالاً لقول الحق تبارك وتعالى {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.

من جانبه قال الشيخ طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية، إنه على الصوفيين متمثلين فى المشيخة العامة للطرق الصوفية إقامة مؤتمرات فى جميع محافظات الجمهورية، للتعريف بالمنهج الصوفى والانخراط فى المجتمع المصرى بصورة أكثر إيجابية، مؤكداً أن أتباع الصوفية كفيلون بالمشاركة الفعالة فى بناء مصر، وأنهم قادرون على الحفاظ على الأضرحة.

الدكتور عمار على حسن، مدير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط، أكد أن الصراع بين الصوفية والسلفية بدأ من الجزيرة العربية، وانتقل منها إلى مصر مع التنظيمات السلفية التقليدية، لاسيما من جماعة أنصار السنة المحمدية، وزاد الأمر مع ظهور السلفية غير المنظمة التى أنتجها الإعلام الجديد من خلال الفضائيات والمواقع الإلكترونية، حيث تقوم تلك الوسائل بتوجيه انتقادات لاذعة للصوفيين، فى حين ترد الصوفية بانتقادات لاذعة للسلفيين.

من جانبه قال الشيح محمد الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، إن عدد السلفيين بمصر ليس كبيراً، مقارنة بعدد الصوفية الذى يصل لـ15 مليوناً، مؤكدا أنهم لا يستطيعون المساس بالأضرحة، وأن الصوفيين قادرون على حمايتها.

وأوضح الشبراوى أن عمل السلفيين بالسياسة لن يؤثر على الصوفيين الذين يعملون على خدمة الصالح العام على المستوى الاجتماعى والقيمى، مؤكدا أنهم يرفضون وصول السلفيين لرئاسة الجمهورية، لأن لديهم مواصفات معينة فى الحاكم غير موجودة بهم.

مولوتوف أعلى الضريح المحترق

الى ذلك كشفت معاينة النيابة للحريق الذي شب فى ضريح سيدى عز الدين بمدينه "تلا" عن وجود زجاجة مولوتوف أعلى سطح الضريح، الذي تم حرقه، فيما اتهم إمام المسجد مجموعة من السلفيين بارتكاب الحادث في مذكرة رسمية لمديرية الأوقاف بالمنوفية.

يأتي ذلك استمرارا لمسلسل حريق الأضرحة بمحافظة المنوفية، بعد محاولة إحراق ضريح العارف بالله سيدى أبو مشهور ببركة السبع وهو ما أثار استياء العديد من رواد المسجد والمجاورين له وزوار الضريح من مراكز المحافظة المختلفة.

وسادت حالة من الرعب بين أبناء المحافظة خوفًا من فزاعة السلفيين وقيامهم بتطبيق الحد بأنفسهم مثلما فعلوا مع إحراق منزل سيدة "سيئة السمعة" بمدينة السادات وإبعادها عن المدينة.

وقال الشيخ أحمد رضوان إمام وخطيب مسجد سيدي عز الدين إن حريقا هائلا نشب بالضريح قضى على محتوياته بالكامل، وامتد إلى مصلى النساء.

ويرجع تاريخ الضريح إلى أكثر من 150 عامًا، حيث يأتى اليه الناس من كل المحافظات، ولكن منذ عامين توقف إقامه المولد بسبب الترميمات الموجوده بالمسجد، منوهًا إلى سابقة قيام السلفيين منذ 7 سنوات بتكسير متعلقات والأباريق الخاصه به، وتم القبض على أحدهم وتوفى داخل السجن. بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية.

وأضاف أن الذى قام بإحراق الضريح هم السلفيون نظرًا لموقفهم الواضح من الأضرحه والمقامات وعدم قيامهم بالصلاة فى المسجد وامتناعهم عن الدخول اثناء صلاه الجنازة، فيفضلون البقاء خارج المسجد وعدم الصلاة به لاحتوائه على الضريح ووصفهم بأنهم لديهم فكر خاطئ ويخالف شرع الإسلام لأن التغيير باليد وإقامه الحد بأنفسهم مسئولية الوالى وليس الأفراد واصفا إياهم بأنهم أظلم الناس لقوله تعالى "ومن اظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها" مؤكدًا قيام حرب بين أصحاب التيارات الدينية إذا ثبت تورط السلفيين حيث سيقوم السنيين وباقى التيارات بالدفاع عن الأضرحة، مما سيشعل نار الفتنه بين الأطراف، وتتحول مصر إلى إيران ثانية، وهذا ما يخشاه الجميع.

واشار إلى قيامه بعمل مذكره رسمية الى مديرية الاوقاف بالمنوفية تتضمن اتهاما صريحا للسلفيين بانهم وراء الحريق . وأضاف سعيد عبد الحميد (57 سنه) وصلاح مصطفى جبر( 59 سنه) وهما عامان بالمسجد أنهما فوجئا أثناء قيامهما بتنظيف حمامات المسجد فى السابعه صباحا باشتعال النيران بالضريح وتصاعد السنه اللهب والادخنه بجميع جوانب الضريح وامتدادها إلى مصلى النساء، وإستمر الحريق أكثر من ساعة ونصف الساعة. وقام الأهالى بمحاولة اطفاء الحريق إلا أن النيران أتت على جميع محتويات الضريح موكدين على عدم رويتهم لأى شخص تسبب فى الحريق.

واشار عبد المنعم احمد 59 سنه بالمعاش انهم استيقظوا على صرخات الاهالى واصوات الاستغاثة حيث فوجئوا باشتعال النيران داخل الضريح موكدا ان المسجد تابع الى وزراه الاوقاف وقبه الضريح اثريه وتم تسجيلها بوزاره الاثار مشيرا الى وجود مكثف من الجماعه السلفيين داخل مركز ومدينه تلا وانهم هم من لديهم المصلحه فى هدم واحراق الاضرحه كما حدث فى الايام السابقة.

وعلى الجانب الآخر وبعد انتشار التصريحات الرنانة للجماعة السلفية حاول الكثير منهم تحسين صورتهم بتعليق لافتات مكتوب عليها " لا لترويع الامنين " " والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنه " و " لا للاعتداء على حقوق الاخرين " مدونين باسفلها الدعوة السلفية بشبين الكوم.

لجان شعبية لحماية والأضرحة بالإسكندرية

في سياق متصل شكلت القوات المسلحة ورجال الشرطة بالتعاون مع مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية وائتلاف شباب الثورة، 18 لجنة شعبية لحماية الأضرحة الصوفية بالإسكندرية، والتى يبلغ عددها 70 ضريحا ومسجدا ينتشر بمختلف مناطق وأحياء المحافظة.

كما تم الاتفاق على تأمين مولد (أبو الإخلاص الزرقاني) والذى يتوافد عليه الآلاف من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى 6 لجان أخرى تضم الصوفيين وائتلاف شباب الثورة ونخبة من المثقفين والمفكرين لحماية المولد.

وصرح وكيل المشيخة الصوفية بالإسكندرية الشيخ جابر قاسم بأنه أبلغ القوات المسلحة والشرطة بإقامة مولد (أبو الإخلاص الزرقاني) حيث تبدأ فعاليات الاحتفال فى 7 أبريل الحالى وتستمر لمدة أسبوع، مشيرا إلى أن الاحتفال حضره العام الماضى نحو 10 آلاف شخص.

وأشار إلى أنه تقدم ببلاغ إلى المنطقة الشمالية العسكرية حول تعدى السلفيين على ضريح ومسجد سعد الدين اللاذقى بمنطقة (الورديان)، بالإضافة إلى هدم الجمعية الخيرية التابعة للمسجد، كما تقدم ببلاغات مماثلة إلى الجهات المختصة ومنها وزارة الأوقاف. بحسب الاستوشد برس.

وقال قاسم "إن الأضرحة والمساجد يجب حمايتها من جميع أفراد الشعب والعلماء والمثقفين، مؤكدا أن الاعتداء يعد جرما يحاسب عليه اجتماعيا وقانونيا".

يقبلون نتنياهو ولا يصالحون السيد البدوي

من جهته هاجم د. أحمد الطيب شيخ الأزهر السلفيين الداعين لهدم الأضرحة وقال: "إن هؤلاء على استعداد أن يتصالحوا مع نتنياهو ولا يتصالحون مع السيد البدوى رضى الله عنه، فهؤلاء خارجون عن إجماع المسلمين". مؤكداً أن الدعوات التي صدرت من البعض بهدم الأضرحة، إنما صدرت "من أصحاب مذاهب وأفكار دموية ولو تركت سيكون الدم فى الشوارع". وقال الطيب خلال لقائه بوعاظ السويس والقليوبية "إن سبب صعود التيارات الدينية المتشددة، يأتى نتيجة لتلاشى الفكر الوسطى للأزهر بين الجماهير"، مطالباً كل أزهرى أن يقوم بما عليه لمواجهة تلك الأفكار المتشددة.

ودعا الطيب الأزهريين للنزول إلى الجوامع بل والمقاهى ليعرفوا الناس حرمة هدم الأضرحة والتعريف بسماحة ووسطية الإسلام، وأضاف :"أن من يحرمون الصلاة فى المساجد التى يوجد بها أضرحة هم أصحاب فكر فاسد ولا يقاوم إلا بالفكر"، مؤكداً أن الصلاة فى مساجد أولياء الله الصالحين والتى يوجد بها أضرحة ليست باطلة وإلا كانت الصلاة فى المسجد النبوى باطلة ولأبطلت صلواتهم أيضاً والمسلمين منذ 1400 عام.

وكان قد توافد المئات فى مظاهرة تأييد لشيخ الأزهر من العاملين بمناطق السويس والقليوبية، مرددين هتافات "السوايسة  بيحبوك جايين يؤيدوك"، مؤكداً لهم أنه يزداد ثباتاً فى موقفه يوماً بعد يوم بفضل دعمهم له.

علي الجانب الآخر تم تشكيل لجان شعبية بالتعاون مع الجيش والشرطة لحماية الموالد والأضرحة بالإسكندرية بينما تمت سرقة ضريح المدين بأشمون وحرق ضريح سيدي عز الدين بتلا.

وفي مشهد اهتزت له جدران الجامع الأزهر الشريف بكى مفتي مصر د.علي جمعة في خطبة الجمعة الماضية وشن هجوما حادا على السلفيين الذين قاموا بهدم بعض الأضرحة في عدد من محافظات الجمهورية وقال وهو يذرف الدموع «إنهم يخططون لهدم ضريح الحسين.. لأن الحسين وثن في رأيهم»!

وأضاف المفتي: «من فعل هذا يعد خارجا عن الدين والعقل والإنسانية لأن أضرحة أولياء الله الصالحين رموز للدين»، واحتد عند روايته عن مناقشة سابقة دارت بينه وبين عدد ممن يرون أن الأضرحة وثن، وانفعل باكيا للدعوة لهدم ضريح الامام الحسين (ع)، قائلا لمحاوره: «اخرس أيها اللئيم، أيها الوغد الخبيث، قطع الله رجلك ويدك ورقبتك أيها الزنيم، حسبنا الله ونعم الوكيل»، فردد جميع المصلين وراءه في مشهد اهتزت له جدران الجامع الأزهر.

وأضاف مفتي الجمهورية خلال خطبته في جامع الأزهر، أن هؤلاء يستدلون بحديث لم يفهموا معناه، وهو «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد من دون الله»، فهم لم يفهموا أن المسجد هو الذي يتخذه الساجد وجهة له، أما المسلمون فلا يتخذون قبور أوليائهم وجهة يسجدون لها، مستدلا بحديث آخر للرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد»، مؤكدا أنه بذلك الدعاء عصمة لأمة الإسلام من عبادة القبور، كما فعلت بعض الأمم السابقة التي اتخذت قبور أوليائها مسجدا.

ووصف د.علي جمعة من يريدون هدم قبور أولياء الله الصالحين بأنه تطرف وعمى قلب، مشيرا إلى أن مجمع البحوث الإسلامية أصدر بيانا، أكد فيه على تجريم وتحريم هدم الأضرحة، الذي يهدد البلاد والعباد ويضعهم في فتنة لا يعلم مداها إلا الله.

وأكد مفتي الجمهورية، أن هؤلاء بالرغم من حفظهم القرآن الكريم والسنة، إلا أنهم ليسوا علماء وعلمهم مغشوش، مستدلا بحديث ذكر فيه كلمة قطع الأذن في إشارة إلى حادثة قنا، وأن تلك الكلمة لم تكن من الحديث، قائلا: إن أخوف ما أخافه عليكم رجلا من أمتي قرأ القرآن حتى إذا رويت عليه بهجته مال على جاره بسيفه (فقطع أذنه)، وقال له أشركت، فقال له الصحابة: يا رسول الله أيهما أحق بها الرامي أم المرمي؟ قال لهم الرسول بل الرامي».

وأضاف مفتي الجمهورية أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، إذا رأيتم خلافا فعليكم بالسواد الأعظم ومن شذ شذ في النار. لا تجتمع أمتي على ضلالة. ما رآه المسلمون حسن فهو عند الله حسن» لأن الإسلام لكل زمان ومكان يخاطب كل البشر، لذلك قال صلى الله عليه وسلم «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين، ومن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم الدين»، فأمرنا بأن نوسع على العالمين وأن يدخل الإسلام في كل البلاد وكل العصور، والأزهر الشريف الذي نفتخر به هو حصن أهل السنة والجماعة، وهو الذي علم العالمين والناس أجمعين في المشرق والمغرب.

وأضاف: افتقد بعض الناس هذا المذهب الوسطي مذهب الأزهر العلمي لأن الله أعلى من شأن العلم فبدأ وحيه بـ (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، الأزهر علم وتعلم وضع منهجا دقيقا للعلم يتلقى فيه الطالب عن شيخه عقيدة وشريعة وأخلاقا ويدرس العلوم التي تساعده على الإدراك، مضيفا: افتقد بعض الناس هذا العلم وجلسوا يتلقون العلم على سرائرهم في بيوتهم من غير شيخ ووقفوا عند الظاهر ولم يدركوا حقائق الأشياء.

شرطة تغيير المنكر

كما رفض علماء الأزهر ما تردد من دعوة الجماعة الإسلامية بإنشاء شرطة حسبة تتولي الأمر بالمعروف وتغيير المنكر، وقال د. عبدالمعطي بيومي: إن ذلك تقليد ممقوت لبعض النظم وابتداع من السلفية، كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يحتاج إلي شرطة وإنما إلي حكمة. وقالت د.آمنة نصير: إن مصر غنية عن تلك الدعوات، كما أن تطبيق ذلك النظام يشوبه كثير من المخالفات وهو ما دفع السعودية إلي إلغائه.

وأصيب 8 أشخاص في مشاجرة أمام مديرية أوقاف كفر الشيخ بين مؤيدي ومعارضي إمامين سلفيين بمسجدي عزبة الحميدية والكفر الجديد بسبب رغبة الأهالي تغيير الإمامين، وهو ما أدي إلي تبادل الشتائم بين الطرفين ثم تطور الأمر إلي مشاجرة بينهما.

من جانبها هاجمت الدعوة السلفية بالإسكندرية رجل الأعمال نجيب ساويرس بسبب ما أسمته دعواته بأن الأقباط مضطهدون وهجومه المستمر علي الشيخ محمد حسين يعقوب.

خطورة على آثار مصر

من جانبه أكد الدكتور محمد الكحلاوى، الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب، أن موقف السلفيين من الآثار المصرية، أصبح يمثل خطورة كبيرة على مستقبل مصر وتاريخها الأثرى، قائلا: أتصور أن السلفيين أصبحوا بمثابة خطر دائم على التراث المصرى بسبب آرائهم الغير راجحة والتى عادة ما تنظر لتاريخنا وتماثيلنا على أنها أصنام ورجس من عمل الشيطان، مؤكدا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لم يأمر بمحو الحضارات التى سبقت الفتح الإسلامى ولم يحث على هدم التماثيل وذلك إعمالا لقول الله تعالى "وقل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم".

وأضاف الكحلاوى ردا على تصريحات الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث الإعلامى باسم الجماعات السلفية والتى أعلن فيها رفضهم أن تكون هوية مصر فرعونية وليست إسلامية على اعتبار أن هذا مخالفا لنصوص الدستور، قائلا: أتفق معه فى نقطة رفض أن تكون هوية مصر فرعونية فقط لأن هويتنا مصرية مائة فى المائة فتاريخ مصر شهد العديد من الحضارات والحقب ومن الصعب أن يتم اقتصار هذا التاريخ على فترة أو حقبة بعينها.

وتابع: الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، دعا لترسيخ مبادئ الدولة المدنية، وليس معنى أننا هوية إسلامية أن نتناسى المسيحين واليهود فى مصر، ولابد للجماعة السلفية المتشددة أن تعى ذلك تماما فنحن لسنا طالبان لكى نحطم آثارنا وتماثيلنا.

ودعا الكحلاوى لضرورة عقد حوار شامل مع مجموعة من المثقفين والآثريين وأصحاب التيارات السلفية للنقاش.

أفغانستان ثانية

فيما قال الدكتور زاهى حواس، وزير الدولة لشئون الآثار، إن مصر لن تصبح أفغانستان ثانية، مؤكداً أن الشعب المصرى متحضر، ولن يسمح لأحد المساس بثروته الحضارية الفرعونية، باسم الدين.

وقال حواس، إن السلفيين إذا كانوا غير متحضرين ولا يعلمون قيمة الحضارة الفرعونية، وأرادوا تخريب هذه الحضارة فسيمنعهم الشعب المصرى كله.

وأضاف حواس، رداً على ما قاله شيوخ السلفية، بأن الحضارة الفرعونية حضارة عفنة، وأن الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ قام بتكسير كل التماثيل التى كانت موجودة أمام الكعبة، وأن هؤلاء الشيوخ لا يعلمون عظمة هذه الحضارة التى قادت كل حضارات العالم وسبقتها، لذا يجب عليهم أن يدرسوا هذه الحضارة جيدا قبل الحديث عنها.

وأكد حواس أن هناك عدداً من المفاهيم الخاطئة عن حياة الفراعنة، مثل أنهم كانوا يتزوجون من أخواتهم وأن جميعهم كانوا كفاراً وظلمة، موضحا أن هذا غير صحيح، نافياً أن الفراعنة كانوا يتزوجون من أخواتهمـ إلا فى حالات محددة جداً، كانت تحدث مع الملوك، الذين كانوا بمثابة نصف آلهة. بحسب صحيفة اليوم السابع المصرية.

وأكد حواس، فى تصريحاته، اعتزازه بأن مصر دولة إسلامية الهوية، فرعونية التاريخ والحضارة، مضيفا أن هذا التاريخ وهذه الحضارة يجب أن تظل محل فخر المصريين، خاصة أنها دعت لعدد كبير جداً من المفاهيم والحقوق الإنسانية السامية التى أكدت عليها بعد ذلك الديانات السماوية الثلاث.

يجب تطبيق الحدود

من جهته أكد الداعية السلفى المتشدد الدكتور سيد فريد أثناء خطبته بمسجد اليسر بمدينة الغردقة، أن أرض مصر مفروشة بالورود وممهدة للسلفيين، لأن معظم المجتمع من السلفيين على حد قوله، وطالب فريد بتطبيق الشريعة الإسلامية على السارق بقطع يده بدلا من حبسه وخروجه مرة أخرى وعودته للسرقة.

وعلق فريد على اضطهاد المنتقبات على حد وصفه متسائلاً: "لماذا تقوم الدولة بمحاربة المنتقبات؟" وأوضح أنه يتمنى إقبال النساء جميعا على ارتداء النقاب، مؤكدا على ضرورة تطبيق الشريعة أيضا على الزانى فى جرائم الزنا، وعدم اقتصار العقوبة على حبس المرأة الزانيه فقط.

كما هاجم فريد بشدة الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء، وقال لا يصح أن يبدى برأيه، وأدان ضربه المثل بأن الله لو دخل استفتاء لحصل على 70%، كما اتهم بعض رجال الأعمال الأقباط الذين يمتلكون قنوات فضائية وصحف خاصة بأنها عملت على تضليل الرأى العام ضد السلفيين، وطالب بضرورة تكاتف السلفيين والإخوان والجماعات الإسلامية.

الاستيلاء على الجمهورية المصرية الثانية

وفي تعليق على الاحداث الاخيرة يرى المدون المصري جمال الملاح ان السلفية باتوا يسعون الى الاستيلاء على منجزات ثورة الشباب ، فيقول، إذا كان صعود جماعة الإخوان المسلمين السياسي بعد ثورة يناير مثًل مفاجأة للكثيرين في ظل ما بدا للبعض خفوت صوت الأحزاب الرسمية مع تنحي الرئيس مبارك، إلا أن ظهور التيار السلفي بشكل مكثف خلال الأيام الماضية أحدث لدي الكثيرين من الشعب المصري صدمة امتزجت بحالة من التوجس والخوف. ومرجع الصدمة هنا الصورة المخيفة التي ظهر أو أُريد أن يظهر بها التيار، الذي طالما ابتعد عن الانشغال بالسياسة، واتخذ منحى انعزاليا عن قضايا المجتمع السياسية ، بل إن بعض فصائل ذلك التيار كانت تنادي بطاعة الحاكم وعدم الخروج عليه، وإن كان فاسقاً!

وكغيره من التيارات السياسية والدينية في مصر استفاد التيار السلفي من نتائج ثورة 25 يناير بصورة لم يتوقعها أحد، وهو ما مثّل مفاجأة حقيقية للمراقبين، ربما فاقت ما اكتسبه التيار الوسطي المتمثل في جماعة الأخوان المسلمين، خاصة وأن التيار السلفي لم يشارك في الثورة، ولم يكن له وجود يذكر داخل ائتلاف شباب الثورة، بيد أنه وبعد نجاح الثورة وتنحي مبارك، استطاع التيار أن يجذب الأضواء وإن كان بشكل صادم ومخيف. إلا أنه وبحسب المتابعين أوجد لنفسه أرضية على الساحة المصرية فاقت الوجود السياسي للتيارات والحركات الإسلامية الأخرى، خاصة في الأقاليم والمدن الريفية المصرية.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يعتبر التيار السفلي أبرز الرابحين من سقوط نظام مبارك، فقد تم إطلاق سراح الكثير من معتقلي التيار، وعاد الكثيرون منهم ـ وهم الأكثر عدوانية بحسب الصحيفة ـ إلى فرض آرائهم المتشددة بجرأة لم يكونوا يتمتعون بها في عهد مبارك.

ويتمتع السلفيون بنفوذ قوي في القرى الزراعية النائية منذ فترة طويلة لجهل سكانها، إلا أن هذا النفوذ تزايد وأضحى أكثر وضوحا منذ اندلاع ثورة يناير على حد قول كرم صابر، المدير التنفيذي لمركز الأرض لحقوق الإنسان في القاهرة، الذي قال إن "السلفيين استفادوا من السنوات التي تم حظر الجماعة فيها عن طريق توسيع نفوذهم في القرى، وهذا صحيح لا سيما جنوب القاهرة.. ويكفي أن نقول إن هناك بعض القرى التي يسيطر عليها السلفيون سيطرة كاملة.. ورأينا لأول مرة السلفيون يتحدثون علنا في السياسة".

وقد أثارت الشائعات المفزعة التي تم ترويجها على بعض مواقع الإنترنت والفضائيات حول تهديد السلفيين باستهداف السيدات غير المحجبات، حالة من الهلع والخوف لدى الكثيرين. وعلى الرغم من إصدار التيار السلفي بيانا نفى فيه هذه الدعوات إلا أن الشائعة وجدت لنفسها مكانا على أرض الواقع، بعدما تطور الأمر إلى ظهور حالات وإن كانت فردية قام بها بعض أعضاء التيار لمحاولة تغير ما أسموه المنكر باليد في بعض المحافظات والمدن المصرية.

وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام المصرية أجبر التيار السلفي طالبات المدينة الجامعية بجامعة أسيوط علي ارتداء النقاب عن طريق إرسال رسائل تهديد نصية مجهولة المصدر علي هواتف بعض الطالبات كما قُتل شخص وأصيب 8 آخرون في محاولة إغلاق مجموعة من الإخوان لمحلات تقدم الخمور بمحافظة الفيوم، كما شهدت عدة مدن أخرى حوادث فردية من قبل بعض السلفيين لتغيير ما وصفوه المنكر باليد. ففي قليوب قامت مجموعة من السلفيين بهدم 6 أضرحة بدعوى أنها «حرام شرعا»، بل وهدد بعضهم بأن هدم الأضرحة لن يقتصر على الأقاليم وحدها، وإنما لابد أن يطول الأضرحة الكبرى فى القاهرة، مثل مسجد الحسين والسيدة نفيسة وغيرهما، فـ«هذه بدعة».

وكانت قرية الإسراء والمعراج بوادي النطرون شهدت جريمة قتل شاذة وغريبة بعض الشيء، بعد أن قام مزارع ينتمي لجماعة السلفيين بالقرية بقتل عامل زراعي شاب بعد أن هشم رأسه بالفأس إثناء استغراقه فجرا في النوم لتركه الصلاة، بحسب موقع أخبار مصر التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.

بدا التيار السلفي من خلال الحوادث السابقة ومثيلاتها وكأنه نصب نفسه حاكما شرعياً على المجتمع، وإنه عزم على إقامة دولة دينية في مصر مستغلاً الأوضاع غير المستقرة التي تمر بها البلاد، وهو ما رفضه أزهريون وسلفيون معتدلون. وأرجع الشيخ جمال قطب من كبار علماء الأزهر ما يحدث من ظهور دعوات سلفية لتغيير المنكر وظهور من ينادي بالدولة الدينية إلى تراجع الأزهر في المقام الأول، معتبرا أن مقولة دولة دينية اصطلاح مكذوب علي الإسلام لا يعرفه القرآن ولا السنة وأن دولة الإسلام دولة مدنية أي تقوم علي مجتمع المدينة السلمي المعتمد علي الشفافية والإخوة الإنسانية. وعلي الجانب السلفي قال أسامة القوصي إمام وخطيب وداعية إن كوني سلفياً لا يعني موافقتي على إنشاء دولة دينية لأن ذلك يعني أن من يتولي شئون الدولة لن يقبل الرأي الآخر.

ويرى مراقبون أن التحركات الأخيرة لبعض عناصر التيار السلفي تأتي في إطار رغبه عناصر التيار ـ كمثيله من التيارات الأخرى ـ في اختبار تأثيره على الشارع وعلى السلطة، ، مستغلاً حالة الترهل التي تعاني منها مؤسسات الدولة حالياً.

ويرى الباحث المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية، حسام تمام أن مجمل التيار السلفي سلمى غير عنيف، لكن مسألة الحسبة ومحاولة تغيير المنكر باليد واردة وستتعاظم مع انكشاف الدولة وعدم وجود سلطة واضحة للقانون. ويشدد تمام على ضرورة الإسراع بإدماج السلفيين في النقاش الاجتماعي والسياسي وعدم إقصائهم، لأن هذا هو المدخل الوحيد لتعديل أفكارهم واستيعابهم داخل الحياة العامة دون أن تتكرر أزمة الثمانينيات، مع الجامعات الإسلامية التي سعت لتغيير المنكر باليد.

المثير في الأمر أن التيار السفلي بدا وكأنه عقد العزم ليس فقط على مواجهة ما يصفه بالتيار العلماني الذي يحاول الاستيلاء على مصر بحسب ما يرى التيار، ولكن أيضا على مواجهة التيارات والحركات الدينية الأخرى، وهو ما ظهر من خلال العمليات المنسقة لهدم الأضرحة، واعتبار السلفيين الحركة الصوفية شرك، واتهامها بتلقي دعم من أميركا لإحياء احتفالات الصوفية، مما حدا بوكيل المشيخة الصوفية بالإسكندرية جابر قاسم إلى التحذير من أن تكفير السلفية للصوفيين، هو نذير خطير يهدد المجتمع.

أما أكثر التصريحات قوة فهو ما جاء على لسان مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة، الذي اتهم أولئك الذين يهدمون الأضرحة ـ في إشارة مبطنه للسلفيين ـ بأنهم "أصحاب فهم ضيق ويحدثون فتنة في المجتمع ويؤثرون سلبا في أمن البلاد والعباد".

ولا يخفي على أحد حالة السخط والغضب التي يبديها مفتي مصر تجاه التيار السلفي، الذي اعتبره خلال مقابلة صحفية "أقرب ما يكون إلى العلمانية منه إلى الإسلام". وقال جمعة في حوار مع موقع "أون إسلام"، نشره في أكتوبر الماضي، أن "العلمانية لا تنكر الدين، لكنها تنحي الدين عن سير الحياة، والسلفية المتشددة تريد أن تنعزل بالدين عن سير الحياة". ويرى جمعة أن: "السلفية تقبلها العلمانية؛ ولذلك رأينا العلمانية وهي تبارك السلفية إلى أن لُدغت منها في المصالح، ولكن الفكر السلفي هو الوجه الآخر للفكر العلماني وهو لا يدري" على حد قوله!

أزمة التيار السلفي مع المجتمع تكمن في قاع الهرم وليس قمته، وهو ما يواجهه أعلام ورموز الاعتدال في التيار حالياً، كالشيخ محمد حسان وغيره، فالتيار رغم انتشاره بين ربوع الأقاليم والمدن المصرية، إلا أنه لا يملك هيكل تنظيمي ومؤسسي واضح كتلك التي تتميز بها الحركات الإسلامية الأخرى مثل جماعة الأخوان المسلمين، وهو أمر جد خطير، فمن شأن عدم وجود قنوات اتصال بين قمة الهرم السلفي وقاعدته التي تنتشر في المدن والأحياء الفقيرة أن يفرز تيارات فرعية ذات فكر متشدد، مغلق، سيتصدم بكل تأكيد مع المجتمع وهو ما بدأت بوادره تظهر بالفعل.

وربما جاءت محاولة أعلام التيار، كالخطوة الأخيرة التي أعلن عنها الشيخ محمد حسان، والخاصة باتجاه السلفيين إلى تشكيل حزب سياسي تكون "الدعوة السلفية في الإسكندرية" -وهي أهم الجماعات السلفية المصرية- النواة الرئيسية له، خطوة جيدة لإدماج عناصر التيار في الحياة السياسية والمدنية في مصر، إلا أنها تظل غير كافية إذا لم تشمل القطاع الأوسع في التيار، وهو القطاع الأكثر انتشار وتشددا تجاه العمل المجتمعي والمدني ويحتاج لمتسع من الوقت لإقناعه بجدوى الاشتغال والاندماج في الحياة السياسية، وإن كان من الأولى والأجدر أن يكون هناك إطار تنظيمي واحد يشمل كافة التيارات السلفية على غرار الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم التفكير في حزب سياسي يضم التيارات السلفية كلها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 6/نيسان/2011 - 2/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م