بحثاً عن الترفيه... من سياحة الارض الى سياحة الفضاء

 

شبكة النبأ: تراهن في الكثير من الاحيان الدول السياحية على تنشيط وتنمية مرافقها على هذا الصعيد من خلال توفير ما لا يتوفر في بلدان اخرى، فمنها من تتمتع بالطبيعة الخلابة، واخرى بمواقع اثرية فريدة، وهناك من هي تنشأ مرافق خاصة تتسم بالفخامة والرونق والتطور الشاسع.

فيما تنتهز دول اخرى بعض الاوضاع السياسية والاجتماعية في نظيراتها من الدول لاستقطاب السياح ايضا، وهو ما تجلى مؤخرا في الدول الاوربية التي استفادت من الاضطرابات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا للترويج عن تجارتها السياحية.

السياحة الأسبانية تنتعش

حيث تشتهر شواطئ الكناري والباليار الأسبانية بكونها وجهة مميزة ودافئة للسياح خلال فصل الشتاء... وهذا العام تشهد تدفق أعداد غير متوقعة من السياح الذين اضطروا لتعديل مشاريع عطلهم على خلفية الثورتين الشعبيتين المصرية والتونسية.

يعتبر هذا الأمر حظا غير متوقع لصالح اسبانيا التي كانت قد تراجعت في العام 2010 من المرتبة الثالثة في لائحة الوجهات السياحية في العالم، لتحل المرتبة الرابعة وقد تخطتها الصين.

وتعاني اسبانيا بشكل خاص من المنافسة الشديدة مع المنتجعات السياحية المصرية على البحر الأحمر وشواطئ المتوسط التونسية، التي تقدم عروضا بأسعار أفضل والتي لا تتطلب رحلة جوية أطول، للآتين من ألمانيا أو بريطانيا.

لكن الثورة التي تفجرت في تونس بداية كانون الثاني/يناير الماضي ومن ثم تلك التي هزت مصر، قلبتا مشاريع عدد كبير من السياح الذين وجدوا أنفسهم يتوجهون إلى اسبانيا، خصوصا إلى أرخبيل الكناري قبالة المغرب.

وخلال شهر كانون الثاني/يناير المنصرم، زار أسبانيا 2,66 مليون سائح أي بزيادة بلغت 4,7% مقارنة مع كانون الثاني/يناير 2010 بالإضافة إلى أنها الأولى من نوعها منذ 18 شهرا، بحسب وزارة السياحة.

واعتبرت جزر الكناري الوجهة الأولى مع 866476 سائحا، أي بزيادة بلغت 8,8% مقارنة مع كانون الثاني/يناير 2010. كذلك شهدت منطقة فالنسيا على البحر المتوسط قفزة سجلت 20%.

ويعلق وزير السياحة ميغيل سيباستيان قائلا "استفدنا بشكل أو آخر من الأزمة التي حلت في كل من مصر وتونس، إذ أنها جعلت السياح يغيرون وجهة أسفارهم مسقطين هذين البلدين" من حساباتهم. بحسب فرانس برس.

يضيف "لكنه لا يجب أن يكون هذا هدفنا. فسياستنا تقتضي بتعزيز منافستنا، خصوصا في الأسواق السياحية المستقبلية التي تشكلها روسيا والصين والهند".

وتنتظر وكالات السفر 300 ألف سائح إضافي في جزر الكناري خلال فصل الشتاء الذي ينتهي في أواخر نيسان/أبريل، بحسب ما تفيد الحكومة المحلية.

شواطئ الباليار على البحر المتوسط تستفيد أيضا من هذا الوضع القائم، مع منتجعات سياحية تقدم عروضات وخدمات مماثلة لتلك التي تقدم على الشواطئ المصرية أو التونسية.

بالنسبة إلى ماني فونتيلا-نوفويا مدير "توماس كوك" ثاني أهم وكالة سفر أوروبية فإن "أكثر البلدان التي استفادت من الوضع المصري هي أسبانيا، حيث سجلت الحجوزات في الباليار ارتفاعا بنسبة 30% مقارنة مع العام الماضي، بالإضافة إلى اليونان مع زيادة بلغت 20%".

ويشير محرك البحث الإلكتروني "ويتش بادجيت دوت كوم" إلى "زيادة كبيرة" في عمليات البحث عن رحلات إلى اسبانيا، في حين تراجعات الطلبات على تونس بنسبة 50% ومصر بنسبة 30%.

والزيادة الأكبر والتي سجلت 22% طالت خلال كانون الثاني/يناير الماضي الرحلات المتوجهة إلى برشلونة، تتبعها الرحلات إلى جزيرة تينيريفيه في الكناري مع زيادة بنسبة 12%.

ويشدد ألفارو بلانكو مدير عام "توريسبانيا" وهو الجهاز المكلف الترويج للسياحة الأسبانية في الخارج، على أن اسبانيا "استعارت" هؤلاء السياح من مصر وتونس. ولا بد من اكتساب ولائهم.

ويلفت إلى أن "هؤلاء هم سياح ما كانوا ليختاروا اسبانيا كوجهة" في ظروف أخرى... "لذا علينا أن نبين لهم ان اسبانيا وجهة قريبة وموثوق بها".

وعلى الرغم من هذه النتائج الإيجابية المسجلة، يعبر بعض أصحاب الفنادق عن قلقهم إزاء عدم الاستقرار والعنف اللذين يسجلان في عدد من البلدان العربية. كذلك يخشون من ارتفاع أسعار بطاقات السفر المرتبطة بالارتفاع الكبير في أسعار النفط.

ويلفت خوان أنطونيو فوستر المتحدث باسم اتحاد الفنادق في مايوركا في جزر الباليار، إلى أنه "في اقتصاد عالمي مترابط قد يهدد عدم الاستقرار في حوض البحر الأبيض المتوسط بتبعات اقتصادية سلبية مع ارتدادات على السياحة في أسبانيا".

اسرائيل قلقة على سياحتها

وعلى العكس من ذلك اطلقت اسرائيل حملة تسعى من خلالها الى الحد من الاضرار في قطاع السياحة التي تسببت بها الاضطرابات التي تهز منطقة الشرق الاوسط، محاولة جذب السياح المترددين في التوجه الى افريقيا الشمالية.

واكد وزير السياحة الاسرائيلي ستاس ميزيزنيكوف لدى زيارته الجناح الاسرائيلي في معرض برلين الدولي للسياحة، في بيان، "ان الازمة الاقليمية تمثل تحديا وفرصة للسياحة في اسرائيل".

واوضح الوزير ان حملة دعائية مدعومة بميزانية من تسعة ملايين يورو (12,7 مليون دولار) ستروج ل "اسرائيل كوجهة بديلة للسياح الذين يمضون عطلهم حتى لان في بلدان اخرى في المنطقة".

وقد انخفض عدد السياح في اسرائيل بنسبة 2% في شباط/فبراير الماضي قياسا الى الشهر نفسه من السنة الماضية. واكبر تراجع (-83%) يتعلق بالزائرين الداخلين الى اسرائيل عن طريق البر، خصوصا من شبه جزيرة سيناء المصرية، قرب البحر الاحمر.

واوضحت وزارة السياحة الاسرائيلية ان حملة الترويج ستطلق في الولايات المتحدة وروسيا والمانيا وفي البلدان الاسكندنافية. وستشمل العملية ايضا "اليهود الفرنسيين الذين يقصدون عادة خلال الصيف افريقيا الشمالية". وتوجه حوالى 3,45 مليون سائح الى اسرائيل في العام 2010.

واعلنت شركة كوستا كروازيير الايطالية، اكبر الشركات الاوروبية في هذا القطاع، اليوم الاربعاء تبديل محطات مقررة في مصر وتونس واسرائيل باخرى في البحر المتوسط طوال العام 2011 بسبب الاضطرابات في الشرق الاوسط. بحسب فرانس برس.

وقال رئيس مجلس ادارة كوستا كروازيير-فرنسا لوكالة فرانس برس "بالرغم من ان الوضع السياسي في هذا البلد (اسرائيل) لا يطرح اي مشكلة، نشعر ببعض التخوف لدى الزبائن وبتراجع الحجوزات".

الهند والصين

في سياق متصل تشهد صناعة السياحة في منطقة دول آسيا والمحيط الهادئ انتعاشا على خلفية تنامي الطبقة الوسطى في الهند كما في الصين.. فأبناء هذه الطبقة متلهفون للسفر ولاكتشاف قارتهم الخاصة.

وتكثر أسفار الآسيويين... صينيون متقاعدون ميسورون يقضون الشتاء على جزيرة هاينان الاستوائية التي تعرف ب"فلوريدا الصين"... شباب يتولون مناصب رفيعة في بكين يذهبون في رحلة غطس إلى سيبو أو بالاوان (الفيليبين)... هنود يمضون نهاية عطلة أسبوع ممددة في هونغ كونغ أو سنغافورة...

وكانت حركة الوافدين إلى المنطقة قد سجلت ارتفاعا بلغت نسبته 11% في العام 2010، بحسب البيانات الأولية لاتحاد سفريات دول آسيا والمحيط الهادئ "باتا". ومن المتوقع أن يستمر الوضع على هذه الحال خلال العام 2011.

ويأتي معدل النمو "ليقارب ضعفي المعدل العالمي" بحسب ما يصرح جون كولدوفسكي نائب مدير اتحاد "باتا" لوكالة فرانس برس. يضيف "وهنا يجري كل شيء".

وكانت منظمة السياحة العالمية قد لحظت مؤخرا أن "مركز ثقل السياحة العالمية ينتقل باتجاه الصين، وبشكل عام باتجاه آسيا".

في العام 2010 ارتفعت حركة وصول المسافرين بنسبة 14% في شبه القارة الهندية (الهند وسريلانكا والمالديف...) وبنسبة 12% في جنوب شرق آسيا (تايلاند وفييتنام وسنغافورة والفيليبين...) ليسجل دخول 70 مليون زائر.

بحسب محللي مكتب "فوكوسرايت"، من المتوقع أن يحقق قطاع السفر في منطقة دول آسيا والمحيط الهادئ 212 مليار دولار هذا العام، أي بتسجيل ارتفاع بنسبة 5% خلال عام.

ويفسر هذا النمو الفعال من خلال توسع الطبقة الوسطى الميسورة في الصين والهند. وكان 46 مليون صيني وأربعة ملايين هندي قد اتجهوا خلال العام الماضي إلى خارج البلاد حيث مكثوا لبعض الوقت.

وخارج البلاد ينفق هؤلاء أموالهم من دون حساب. وتتخطى نسبة صرف الهنود بأشواط المعدل المسجل لدى السياح الآخرين، بحسب اتحاد "باتا".

ويلفت جون كولدوفسكي إلى أنه "بالنسبة إلى بعض الأسواق، يعتبر الهنود والصينيون عملاء فائقي الأهمية". ويشرح أن "السياح الهنود في سنغافورة مثلا يسافرون في مجموعات مؤلفة من أربعة أشخاص، مقابل معدل يبلغ 2,9 للجنسيات الأخرى. وهم يمضون في البلاد 5,8 أيام كحد وسط مقابل 4 أيام" لبقية السياح.

ويشير كارل جونز مدير فرع آسيا للخدمات الاستشارية لدى شركة "أميريكان إكسبرس بيزنس ترافل"، إلى أنه "وبشكل جيد تم استئناف رحلات السفر بعد الأزمة الاقتصادية العالمية".

ويوضح "بالنسبة إلى البلدان النامية التي تشكل جزءا كبيرا من منطقة دول آسيا والمحيط الهادئ، ما زالت تعتبر العطل القصيرة في البلدان المجاورة هي المخطط الرئيسي. لكن، ومع ارتفاع مستوى المعيشة، فإن وجهة هذه الرحلات ستتغير لتبلغ بلدان أبعد".

ويستفيد هذا القطاع أيضا من حركة شركات الطيران ذات الكلفة المتدنية، لا سيما في جنوب شرق آسيا. وتأتي الشركة الماليزية "آير آيجا" والفيليبينية "سيبو باسيفيك" من بين الشركات الأكثر شهرة، وقد استحدثت رحلات جوية باتجاه مواقع سياحية جديدة تنمو بسرعة.

وكانت حركة المسافرين الوافدين إلى منطقة دول آسيا والمحيط الهادئ من أوروبا وأميركا الشمالية قد سجلت أيضا ارتفاعا بنسبة 11% لتبلغ 24 مليون (للوافدين من أوروبا) وبنسبة 10% لتبلغ 13 مليون (للوافدين من أميركا الشمالية). أما خدمة الحجز عبر الإنترنت فتشكل عاملا إضافيا يعزز نمو هذا القطاع. بحسب فرانس برس.

ويعتزم العملاق الأميركي في مجال حجوزات السفر على الإنترنت "إكسبيديا" إطلاق خمسة مواقع في آسيا على أقل تقدير، وذلك بعد افتتاحه موقعا في سنغافورة.

وأوضح متحدث باسم مجموعة "إكسبيديا" أن "إحدى أولوياتنا للعام 2011 تقضي بتعزيز تواجدنا في منطقة دول آسيا والمحيط الهادئ. ونحن نخطط للاستثمار بشكل موسع في المنطقة، إذ نرى أن الفرص هنا ضخمة وهي ما زالت غير مستثمرة في بعض الحالات".

وكانت "إكسبيديا" قد ابتاعت مؤخرا مؤسسات تطور تطبيقات خلوية في مجال قطاع السفر مثل "إفري ترايل" التي تقدم دليل سفر محدث وتفاعلي يمكن تشغيله من خلال الهواتف الذكية.

تركيا

من جانبه قال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان يوم الجمعة خلال كلمة القاها في مدينة ارضروم الشرقية ان عائدات السياحة في تركيا بلغت 22 مليار دولار في عام 2010. واضاف قوله ان عدد السائحين الاجانب الوافدين الى البلاد بلغ 29 مليونا العام الماضي.

وسجلت عائدات السياحة تحسنا طفيفا عن مستويات عام 2009 حينما بلغت العائدات 21.25 مليار دولار لكن عدد السائحين الوافدين انخفض عن رقم 32 مليونا الذي سجل في عام 2009.

وتتضمن بيانات مكتب الاحصائيات التركي المواطنين الاتراك الذين يعيشون في الخارج ويزورون وطنهم.

سنغافورة تكسر حاجز المليون

وفي الصدد ذاته أعلن مجلس تنشيط السياحة في سنغافورة أمس الجمعة، أن معدل توافد السائحين على سنغافورة نما بنسبة 1ر24 بالمئة سنويا، خلال شهر تموز/يوليو وبلغ مليونا و95000 سائح، ليتجاوز بذلك حاجز المليون زائر خلال شهر واحد، للمرة الاولى.

وقال المجلس إن عوائد الغرف الفندقية في المدينة ارتفعت بنسبة 2ر37 بالمئة خلال تموز/يوليو، لتبلغ 173 مليون دولار سنغافوري(6ر127 مليون دولار).

وأضاف أن معدل شغل الفنادق بلغ نحو تسعين بالمئة في تموز/يوليو بزيادة تبلغ 2ر10 بالمئة مقارنة بنفس الفترة العام الماضي. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وعزا المجلس هذا النمو إلى إقبال السائحين على السفر وعوامل الجذب الجديدة كالمنتجعات وايضا العروض الخاصة التي تقدمها شركات الطيران والفنادق. 

ذكريات الطفولة

وقد تكون العودة لمكان ما كنت تقضي فيه عطلاتك صغيرا، أمرا مثيرا، بيد أنها قد تكون مخيبة للآمال أيضا. كريستوف دريسن خطرت بباله الفكرة ونفذها وعاد لجزيرة تيكسل الهولندية في بحر الشمال بعد مرور خمس وعشرين سنة علي آخر مرة زار فيها الجزيرة. هاهي ثانية، صيحات طيور نورس البحر وهي تدور فوق سطح عبارة، تلك الذكريات كانت مختبئة طوال ربع قرن، لكنها عادت تطل برأسها ثانية الآن، لطالما كانت النوارس بشائر عطلات تيكسل.

يقول كريستوف، إن أسرته اعتادت القيام برحلة سنوية منذ عام 1969 ، من دن هلدر بهولندا وحتى أكبر جزر أرخبيل الفرايز ، تيكسل " كانت جزيرتنا..مألوفة لنا من كل النواحي". هبات من الرياح المحملة برائحة الملح أو النسائم الرطبة كانت دائما في استقبال كل القادمين لتيكسل ، " كان أول شئ نفعله بعد تفريغ الامتعة ، هو التجوال بين الكثبان الرملية وصولا للشاطئ..كانت هناك دائما منافسة لمعرفة من يمكنه الوصول للكثبان أولا ليرى بحر الشمال من الجبال".

"كنا نشعر برغبة محمومة لمعرفة ما إذا كان المد مرتفعا أم لا، إذاكان المد منخفضا كنا نسير بصعوبة فوق الرمال المتموجة ، في بعض الأحيان يكون القاع بصلابة الصخر.. لكنه في أحيان أخرى يكون ناعما للغاية لدرجة أن قدميك تغوصان في الرمال".

عندما يرتفع المد، تلقي المياه بالأعشاب البحرية وقطع الاخشاب وقناديل البحر والزبد وبقايا الحبال على الشاطئ "قد نسير للساحل مثل أفراخ سلحفاة ونترقب بأمل لا ينقطع أبدا وصول رسالة في زجاجة ..بينما يمتد قاع البحر البكر ممهدا أمامنا".

كانت هناك أيام يبدو فيها بحر الشمال مثل البحر المتوسط، في هدوئه، الهواء ناعم والبريق هادئ . مظلتنا تلقي بظلال واضحة المعالم تماماعلى الرمال المتوهجة، ولا يكتمل يومنا على الشاطئ مطلقا دون تناول المثلجات وشرائح البطاطس". حانات الوجبات الخفيفة المنثورة على الشاطئ ،لا تزال تبيع شرائح البطاطس المقلية تحت أعلام حمراء وزرقاء وبيضاء تتهادى، مدرجات أصوات تيكسل لم تتغير مع الزمن، وقع الأقدام الحافية على الجسور الخشبية، اصطكاك أدوات المائدة بالأطباق، الضحكات وأطراف الحديث.

شاب وسيم اعتاد ان يعمل نادلا في حانة "بال 9" على شاطئ هوردنسلاج. كان يتمتع بمهارة خاصة في حمل طاولة الطعام وهي محملة بفناجين القهوة ويقفز بين الموائد بحركات خفيفة رشيقة. ذلك الرجل لا يزال هنا ، هو الآن في أواسط الأربعينيات من عمره ، لقد أصبحت الحانة هي كل حياته.

"عندما تسافر بشكل متكرر لقضاء عطلاتك في نفس المكان ، يصعب تذكر الزيارات المنفردة... بعض التجارب المتكررة تختزل نفسها في ذهنك: الأرض الملساء تحت أشجار الصنوبر، تلك الطقطقة التي تسمعها وأنت تسير فوق أصداف بلح البحر المتكسرة ، موجة تتحطم فوق الصخر، مجبرة سربا من النوارس على التحليق لأعلى في ضوء المساء الفضي، أو غمس أقدام مبتلة بالفعل في الماء بعد أن أغرقها المطر وأنت تقود دراجة صوب الفنار...غير أن شيئا لا يعلق بذهني مثل رائحة موقد الغاز في منزل عطلاتنا..معظم الناس يرون أنها كريهة..لكن حتى يومنا هذا لا تزال مرتبطة في ذهني بالعطلة في تيكسل".

أغلى فنادق العالم

كما أظهر مسح عالمي ان فنادق كابري وجنيف ونيويورك هي أغلى فنادق العالم وان أسعار الغرف الفندقية ارتفعت لاول مرة منذ ثلاث سنوات مع تعافي الاقتصاد العالمي من الازمة المالية التي ألمت به.

وكشفت قائمة أسعار الفنادق نصف السنوية التي يعدها موقع هوتيلز دوت كوم ونشرت يوم الثلاثاء انه على الرغم من ان متوسط اسعار الفنادق انخفض الى أدنى مستوياته خلال ست سنوات الا ان هناك مؤشرات على التعافي. وقال فيكتور أوينز المتحدث باسم الموقع في بيان "نشهد زيادة في حجز الرحلات في شتى انحاء العالم."

وارتفعت الاسعار بشكل اجمالي نحو اثنين في المئة في الربع الثاني من عام 2010 مقارنة بالعام الماضي وهي أول زيادة من نوعها منذ اواخر عام 2007 مع بدء زيادة رحلات رجال الاعمال والسياح مجددا.

ورصد المؤشر وهو الان في عامه السابع ويستند الى نحو 91500 فندق في 15750 موقعا زيادة في معدلات أسعار الفنادق في الربع الثاني من العام بلغت واحد في المئة في أوروبا ودول الكاريبي وثلاثة في المئة في الامريكتين بينما استقرت الاسعار في اسيا.

وارتفعت الاسعار في جزيرة كابري الايطالية سبعة في المئة لتصبح فنادقها بذلك أغلى الفنادق متفوقة على مونت كارلو التي تصدرت القائمة عام 2009 .

وفي جنيف وسويسرا بشكل عام ارتفع متوسط أسعار الفنادق ثمانية في المئة ليصل الى 254 دولارا للغرفة بينما كانت فنادق نيويورك أغلى فنادق المدن الامريكية حيث ارتفعت الاسعار 14 في المئة عن العام الماضي.

وضمت قائمة المدن العشر التي كانت فنادقها الاغلى الى جانب كابري وجنيف ونيويورك كلا من دوبروفنيك في كرواتيا والبندقية وريو دي جانيرو وباريس وبالي ولندن وموسكو. وأشار اوينز الى ان ارتفاع اسعار الفنادق لم يكن على مستوى العالم.

وقال "هناك حاجة بالطبع الى ابرام مزيد من الاتفاقات خاصة في مدن تعتبر من الوجهات الدولية مثل ابو ظبي ودبي وريكيافيك التي شهدت كل منها انخفاضا كبيرا في أسعار الفنادق خلال الربع الاول من عام 2010 ."

وانخفض سعر الغرفة في فنادق أبو ظبي بنسبة 46 في المئة في المتوسط. وفاقم من انخفاض الاسعار في ابو ظبي زيادة في عدد الغرف مع بناء فنادق جديدة وانخفاض في عدد رجال الاعمال الزائرين نتيجة للازمة الاقتصادية العالمية.

وقال اوينز "هذه المدينة التجارية المؤثرة تأثرت بانخفاض رحلات الاعمال الدولية مثلما حدث مع جارتها الاكبر دبي التي شهدت انخفاضا بلغ عشرة في المئة."

اشهر مراحيض برلين

فيما تقدم مرشدة سياحية في برلين شيئا مختلفا تماما للسياح الذين سئموا الجولات السياحية التقليدية.. جولة في مراحيض برلين العامة.

ارادت المرشدة السياحية انا هاس في خروج زوار برلين عن المسار المألوف وتقدمت بفكرة جديدة وهي ان تعرض لهم بعض اكثر مراحيض العاصمة الالمانية شهرة.

وتأخذ هاس مجموعات حول مراحيض المدينة وتقص عليهم تاريخ تطور المراحيض منذ العصور الاولى وحتى العصر الحالي تعرض لهم مراحيض تتراوح من الاقدم والاكثر بدائية الى الاحدث والاكثر تقنية.

وتقدمت هاس بفكرة القاء نظرة اقرب على "مراحيض" برلين بعد حضورها يوم الارشاد السياحي الدولي السنوي في 2005 في برلين حيث كان الموضوع "واحات الهدوء."

وقالت "رأيت ان زملائي قد يقومون جميعا بجولات في المتنزهات والكنائس لكنني اردت كسر المحظور وشرح ثقافة برلين في الصحة العامة والمراحيض."

وتشمل تركيزات الجولة على زيارة مجموعة مراحيض يعود تاريخها الى القرن التاسع عشر ورحلة الى حمام قيصر الذي اعيد ترميمه بالكامل في بوتسدام بلاتس.

وتريد ايضا استخدام الجولة لجذب الانتباه الى افتقار المجموعات السياحية الى مراحيض في برلين.

وقالت هاس ان هناك طلبا على جولات المرحيض وخاصة من نواد وجمعيات بالاضافة الى اشخاص ذوي اهتمام خاص او ذوي اهتمام مهني في الموضوع.

أول فندق في الفضاء

من جهته قال المقاول الروسي الرئيسي للمحطة الفضائية الدولية ان الشركة تعتزم بناء أول فندق في الفضاء للاستفادة من سوق متنام للسياحة للاثرياء. وقال الكسندر ديريشين نائب كبير المصممين بشركة انرجيا المملوكة جزئيا للدولة ان الشركة تبحث عن مستثمرين لاقامة محطة فضاء خاصة تستوعب ما يصل الي سبعة اشخاص وتستخدم كفندق.

واضاف ديريشين قائلا "يجرى بناء سفن فضاء تجارية حول العالم.. سيتعين ان تطير الى مكان ما." والفندق مشروع مشترك بين انرجيا وشركة اوربيتال تكنولوجيز التي ستعمل على تدبير الاستثمارات وتسويق الخدمات.

وشهدت السنوات الماضية زيادة في حماس الاثرياء للسياحة الفضائية. وقالت شركة فيرجين جالاكتيك وهي فرع لفيرجين اتلانتك ايرويز المملوكة للملياردير ريتشارد برانسون في وقت سابق من هذا العام انها تهدف الى اجراء تجارب على اطلاق رحلات الى الفضاء في 2011.

وقالت اوربيتال في بيان ان الفندق سيقدم تسهيلات للابحاث العلمية ومشاريع لوسائل الاعلام ووسائل للترفيه وسيكون بمقدوره الالتحام بمركبة الفضاء الروسية المأهولة سويوز وسفينة بروجرس الفضائية. بحسب رويترز.

وقال ديريشين ان مستثمرين من القطاع الخاص تعهدوا بتقديم ما بين 100 مليون دولار ومليار دولار. وقالت اوربيتال ان بضعة زبائن وقعوا عقودا بالفعل.

وقال ديريشين "لا اعتقد انه سيكون بمقدرونا الانتهاء منه (الفندق) قبل 2015 لكنني لا اعتقد اننا يجب ان ننتظر كثيرا بعد الموعد. المنافسة تحتدم ونحتاج ان نسرع الخطى."

واضاف ان المشروع الروسي سينافس بيجيلو ايروسبيس وهي شركة مقرها لاس فيجاس يرأسها روبرت بيجيلو مالك شركة بادجيت سيوتس اوف امريكا التي تعتزم ايضا بناء مجمع في الفضاء.

وقالت روسيا في وقت سابق من هذا العام انها ستعلق مؤقتا رحلات سياح الفضاء لانها ليس لديها اماكن اضافية على رحلات سويوز بعد توسيع حجم المحطة الفضائية الدولية لاستيعاب طاقم فضائي دائم من ستة افراد.

حماية البيئة في آسيا

من جانب آخر كان أبنر أبريغو يلتذ في السابق بتناول لحم السلاحف والدلافين على الطريقة الفيليبينية، الى ان لاحظ هذا الصياد أن هذه الأجناس يمكن ان تشكل مصدر رزق له كوسيلة جذب سياحية.

كان طبقه المفضل الأدوبو بلحم الدلافين، وهو كناية عن لحم منقوع بمرق الثوم والصويا مستوحى من الاطباق الاسبانية ورائج جدا في الفيليبين.

اليوم عندما يرى صيادو جزيرة بالاوان، الواقعة في غرب الفيليبين، حوتيات في البحر يعمدون الى ارشاد سفن السياحة إلى أماكن وجودها، ويجنون 25 بيزو (اربعون سنتا من اليورو) عن كل راكب.

يقول هذا الصياد النحيف البالغ من العمر 28 عاما "أحيانا يكونون اكثر من 20 راكبا، فنجني مبلغا كبيرا. المال الذي نكسبه من هذه الرحلات يحدث فرقا كبيرا".

لقد اصبحت السياحة وسيلة اساسية لحماية البيئة في آسيا، بدءا من غابات المنغروف في الفيليبين مرورا بسلاحف ماليزيا، ووصولا الى المنتجات "العضوية" التي تبيعها أقلية كيانغ للسياح في جبال جنوب غرب الصين.

في اندونيسيا، ترشد "مستجمات بيئية" الزوار الى مواطن قردة الأورانغوتان المهددة بالانقراض بسبب ازالة الغابات واستخراج المعادن.

ويتكيف القطاع السياحي والحكومات مع الطلب المرتفع على السياحة الخضراء. وتقترح شركات السياحة على زبائنها شراء ارصدة كربون للتعويض عن تنقلاتهم في الطائرات أو الاقامة في فنادق تجمع بين الفخامة ومراعاة البيئة.

ويشرح جون كولدوسكي، احد كبار المسؤولين في جمعية السياحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ان "السياحة البيئية تبقى ضيقة النطاق لكنها تثير اهتماما متزايدا".

وقد اصبحت كمبوديا مؤخرا أول بلد في جنوب شرق آسيا يلتزم بمبادئ الهيئة الدولية للسياحة المستدامة التي تريد، برعاية الأمم المتحدة، الترويج لسياحة تحترم البيئة وتوفير المزيد من المنافع الاقتصادية للمجتمعات المعنية.

وتعمل الحكومة والمنظمات غير الحكومية والسكان على تطوير السياحة البيئية في جزيرة بالاوان التي تتميز بأجمل الشواطئ في آسيا وتضم موقعين مصنفين بين مواقع التراث العالمي لليونيسكو. وتنظم رحلات لرؤية الدلافين والحيتان منذ سنتين في اطار برنامج بايانيجوان.

ادوارد هاجدورن، رئيس بلدية بويرتو برينسيسا، لطالما كان يؤمن بأن حماية الطبيعة يمكن ان تكون ايضا مصدر رزق.

حينما منع قطع الخشب واستخراج المعادن عند تسلمه منصبه في العام 1992، كان مقتنعا بأن حماية البيئة ستجذب السياح وعلى المدى الطويل ستؤمن معيشة ابناء مدينته.

وقد ارتفع عدد السياح من 12 الفا في العام 1992 الى 425 الفا في العام 2010. ويشرح ادوارد هاجدورن انه "مع ارتفاع عدد الزوار، ترتفع ايرادات الشعب. لكن لو لم نحظر ازالة الغابات واستخراج المعادن، لكانت تلك الوظائف موقتة ليس الا".

طوال سنوات، استعمل ادوين بيرميخو (43 عاما) في خليج هوندا الخلاب شباكا ووسائل صيد مدمرة وتضر بالمرجان والتنوع البيئي كالديناميت والسيانيد. ويقر اليوم "لم نكن ندرك عواقب أفعالنا".

مع تضاؤل مخزون الاسماك، بدأ وغيره من الصيادين يستعملون زوارقهم لنقل السياح من جزيرة الى اخرى. وهم يتعاونون ايضا مع الحكومة المحلية لحظر طرق الصيد المدمرة ويجوبون البحار ويبلغون السلطات بأي مخالفات. ويشرح بيرميخو ان "مخزون السمك بدأ يزداد. لما كان حصل ذلك لو تابعنا مسارنا السابق".

ونشاطاته الجديدة ناجحة جدا لدرجة ان هذا المجتمع الصغير ينوي الاقتراض لمضاعفة أسطوله المؤلف من 66 زورقا في مواجهة الدفق الكبير من السياح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/نيسان/2011 - 28/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م