صيد الطيور... هواية تثير قلق المواطنين

عدسة وتحقيق: سلام الحسناوي

 

شبكة النبأ: بينما يجهز بندقيته (الكسرية)، ترتسم على وجه الصياد صادق صياح تعابير السرور قبيل موعده الموسمي لصيد الطيور، والذي ينتظره بفارغ من موسم الى آخر مع جمع من اصدقائه.

وصادق صياح الذي يبلغ من العمر ما يوازي خمسة وثلاثون عاما، يعد من الصيادين البارزين في منطقة الجدول الغربي احدى اقضية محافظة كربلاء المقدسة في العراق.

حيث يقول صياح، "أخرج للصيد بين الحين والاخر، في مواسم خاصة، سيما عند فصل الربيع حيث تعج السماء بالطيور المهاجرة". ويضيف لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "اقوم بذلك لغرض الترفيه والتسلية مع بعض الاصدقاء والاقارب".

وهذه الممارسة التي يقوم بها صياح متداولة منذ عهد طويل، وقد توارثها الابناء عن الاباء عبر الاجيال، فيتابع قائلا، "ورثت الصيد كصفة من ابي كما ورثت بندقيته القديمة".

اما الصياد علاء عبد الحسين فيؤكد على انه يحبذ صيد نوع واحد من الطيور، لغرض تناوله لما له من طعم لذيذ حسب رأيه. فيقول علاء، "غالبا ما اخرج بعد فترة الظهيرة، كونه الوقت المناسب الذي تظهر فيها طيور الدراج بين المزروعات". ويتابع، "في هذه الفترة من النهار يخرج الدراج من مخبئه، لتناول الغذاء من المزروعات، وهو يطلق اصوات عالية يتميز بها عن باقي الطيور، لذا يسهل اصطياده حينها". ويضيف لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، " كما هناك بعض الطيور التي يقوم الآخرون باصطيادها الى جانب طير الدراج مثل، الحمام المحلي وطير الحبارة".

فيما يرى عادل الموسوي احد اعضاء جمعية الصيادين العراقيين التي شكلت مؤخرا ان الصيد بحد ذاته غريزة لدى معظم الناس، نظرا لما لها من ابعاد نفسية، فيقول، كما تعرفون ان الصيد ممارسة قدم الحياة، وكانت وسيلة اساسية لحياة الانسان، قبل ان تهجر بشكل تدرجي عبر التاريخ مع التمدن الحاصل".

ويضيف الموسوي، "باتت ممارسة الصيد محصورة ببعض الاشخاص فقط، خصوصا في المناطق الريفية والصحراوية بعيدا عن المدن والاماكن المأهولة بالسكان".

الا ان الموسوي يشدد خلال حديثه على ان بعض الصيادين لا يتمتعون بالخبرة والثقافة التي تؤهلهم لممارسة الصيد، معللا ذلك بممارسة البعض للصيد الجائر دون تمييز.

فيقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "ما يحدث عمليات جائرة احيانا، وقد منع القانون ممارسة الصيد العشوائي الذي قد يضر بالبيئة".

ويشير، "اغلب من يقوم بذلك هم غير منتمين الى جمعية الصيادين، وهي الجهة التي يجب ان تأذن لهم بممارسة ذلك بعد ان يتعهدوا بالتعليمات واللوائح الصادرة منها".

اضرار بيئية واجتماعية

الى ذلك طالب بعض المواطنين الجهات المسؤولة متابعة ومنع من يقوم بالصيد دون مراعاة الاعتبارات البيئية والاجتماعية، حيث قال المزارع فراس عباس، "هذه الظاهرة تؤثر على البيئة الحيوانية ويعتبر انتهاك بحق المجتمع المحيط بنا".

ويضيف، "بعض الصيادين يستخدمون البنادق في الصيد مما يتسيب في الكثير من الاحيان بفزع الناس وازعاجهم".

فيما يرى عبد الخالق الياسري أن هذه الظاهرة ظاهرة قديمة وغير حضارية ولا يجوز استخدامها، فيقول، انها كانت وسيلة للعيش اما الان فهي تسلية غير مبررة، وتهد حسب رأيي انتهاك لحقوق الحيوان والبيئة". ويتابع، "هناك اثار بيئية غير مرئية تقوم الطيور فطريا بها تساعد على خدمة الانسان".

ويستشهد الياسري لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "قامت الصين بحملة لقتل الطيور في بلدها والقضاء عليها لكي يزداد المحصول في بلدهم، وازداد المحصول في نفس العام ولكن في العام الذي اعقبه انقرض المحصول وتردى الى حد كبير، فاتضح ان السبب الرئيسي تفشي وانتشار الديدان والحشرات لكون الطيور كانت تقتاد على الحشرات والديدان وتقضي على اعداد كبيرة منها".

من جهته اكد الدكتور محمد ابراهيم الوكيل قال لنا ان هذه الظاهرة غير صحيحة ومن الجانب الصحي هي التي تكون سببا في نقل وانتشار للأمراض، سيما الطيور المهاجرة لأنها تمر ببلدان بعد ان تمر ببلدان مصابة بالأمراض مثلا أنفلونزا الطيور والحمى والحساسية.

ويشير الوكيل خلال حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، "ليس فقط الطيور المهاجرة وانما كل الطيور وبالخصوص مربي الطيور يوجب عليهم تنظيف اماكن الطيور كل يوم لأنها سريعة المرض وأما بالنسبة الى الصيادين كان في زمن السابق لهم اماكن محددة للصيد والان ينتشر في كافة انحاء البلاد والسبب الرئيسي لذلك هو تنشيف الاهوار والمستنقعات من قبل النظام البائد مما أدى الى انتشار الطيور في كل مكان واضاف قائلا ان في بعض البلدان يمنع عندهم الصيد لانه يؤثر على البيئة العامة هذا ونرشد عن ترك هذه الظاهرة".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/نيسان/2011 - 27/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م