الثورة الليبية...  تسليح المعارضة وضمان الحق الأمريكي

استعراض المواقف الدولية

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: مع استعادت قوات الرئيس الليبي معمر القذافي مواقعها على بعض أراضي الميدان، يواجه الثوار نكسة جديدة، قد يفقدون بذلك المدن النفطية التي اعلنوا السيطرة عليها في وقت سابق، والتي أصبحت تحت قيادة حلف شمال الأطلسي، في وقت برز خلاف دولي حاد بين قوات التحالف الغربي، حول مسألة تسليح الثوار، بالرغم من التسريبات التي تقول أن الرئيس باراك أوباما وقع أمراً سرياً لتقديم الدعم للمعارضين الليبيين.

في هذا الوقت، قال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي إن الناتو بدأ رسميا في تولي قيادة العمليات العسكرية في ليبيا. وقال مسؤول في الحلف إن قيادة الأطلسي بدأت وتقوم بمهامها الآن لقد تلقينا جميع التعهدات التي نحتاجها.

وإنه لا يستيع احد التكهن بالمدة التي ستستغرقها المهمة العسكرية في ليبيا، وأن الحل لا يمكن أن يكون عسكريا فقط. وان الأمل في وجود حلا سياسيا للمشاكل في ليبيا في أسرع وقت ممكن.

في هذا الوقت، تباينت المواقف الدولية بشأن إمكانية تسليح الثوار الليبيين. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بريطانيا لا تستبعد تسليح الثوار الليبيين، إلا أن القرار بذلك لم يتخذ بعد. إلا أنه لم يستبعد اتخاذ قرار بالقيام بذلك، فأن القرار 1973 الصادر عن الأمم المتحدة يسمح باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية المدنيين، ومن وجهة نظرنا، هذا لا يستثني بالضرورة مساعدة الذين يحمون المدنيين في بعض الظروف.

لكن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ قال إن بلاده لا تخطط في الوقت الحالي لإرسال أسلحة إلى ليبيا، كما أنها ترى أن الإمكانيات محدودة للغاية لهذا الأمر في إطار قرار مجلس الأمن الدولي.

كذلك، استبعدت النروج، التي تشارك في التحالف الدولي، تسليح الثوار الليبيين، وهي فكرة طرحتها خصوصا الولايات المتحدة وفرنسا لتسريع سقوط الزعيم الليبي.وقالت وزيرة الدفاع غريت فاريمو في ما خص النروج فان تزويد الثوار الليبيين بأسلحة ليس مطروحا.

وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما قال إنه لا يستثني فكرة تسليح الثوار، لكنه أوضح لا أقول أيضا أن هذا سيحصل، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن باريس مستعدة للبحث مع حلفائها بشأن مساعدة عسكرية للثوار، معترفا في الوقت نفسه بأن هذا الأمر ليس مدرجا في القرارات الأخيرة للأمم المتحدة.

وقال مسؤولون في الإدارة الاميركية إن أوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم دعم حكومي أميركي سري لقوات المعارضة الليبية، موضحين أن هذا الأمر وقع خلال الأسبوعين أو الثلاثة الماضية. وأضافوا أن هذه الأوامر شكل أساسي من التوجيهات الرئاسية التي تستخدم للسماح بعمليات سرية للاستخبارات المركزية الأميركية.

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه لا يحق لأي دولة أن تسلح الثوار في ليبيا بموجب التفويض الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن وزير الخارجية الفرنسي قال إن فرنسا مستعدة لكي تبحث مع شركائها في التحالف مسألة تزويد المعارضة الليبية بالسلاح ومباشرة بعد ذلك أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن العملية في ليبيا تم التحضير لها لحماية الشعب وليس بهدف التسليح. ونحن نوافق تماما الأمين العام للأطلسي على هذا الأمر.

من جهته، قال الرئيس الصيني هو جينتاو، خلال استقباله نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، إن الضربات الجوية على ليبيا يمكن أن تشكل انتهاكا لروح قرار الأمم المتحدة. وأوضح أن الهدف من القرار هو وقف أعمال العنف وحماية المدنيين ولكن إذا كانت الأعمال العسكرية تسيء إلى المدنيين الأبرياء وتزيد من خطورة الأزمة الإنسانية، فإن ذلك يمكن أن يشكل انتهاكا لروح نص قرار مجلس الأمن الدولي.

وفي مونتيفيديو، دافع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن القذافي، قائلاً إن الرئيس الليبي يقوم بما يتوجب عليه القيام به، وهو مقاومة عدوان امبريالي، وإنه لا ينوي مغادرة بلاده منفيا الى اي مكان.

وأضاف سواء كنا نشاطر ما يفعل القذافي او يفكر به ام لا، فإن (الرئيس الكوبي) فيدل (كاسترو) كتب بوضوح: لا اشاطر كل ما يقول او يفعل، ولا يمكن أن نرد عما يفعل هناك. ولكن، حتى ولو كان رئيس دولة اسوأ الطغاة، فمن غير المبرر لمجموعة دول قصفه والبدء بقتل أبرياء باسم السلام.

وفي أطلار التدخل الامريكي فهناك معلومات عن انتشار عناصر من وكالة المخابرات المركزية الامريكية في ليبيا للاتصال مع المسلحين المناهضين للعقيد معمر القذافي وارشاد ضربات الائتلاف.

فان أوباما أعطى موافقته على تقديم مساعدة سرية للمعارضين الليبيين المسلحين، وأعاد البيت الأبيض التأكيد دون الرد مباشرة على هذه المعلومات، أنه لم يقرر بعد تقديم أسلحة للمعارضة الليبية التي تقاتل كتائب العقيد معمر القذافي.

فعناصر المخابرات الأمريكية ينتشرون في مجموعات صغيرة منذ عدة أسابيع على الأرض في ليبيا بغرض إقامة علاقات مع المسلحين وتحديد أهداف العمليات العسكرية.

أن عشرات العناصر من القوات الخاصة البريطانية وعناصر جهاز المخابرات الخارجية (ام آي 6) البريطاني يعملون في ليبيا خصوصا من أجل جمع معلومات حول مواقع القوات الموالية للقذافي.

وتشير معلومات عن وجود مذكرة  تتضمن عددا من الطرق التي يمكن بموجبها مساعدة المعارضة الليبية وتسمح بتقديم المساعدة اعتبارا من الآن وتضع إطار النشاطات التي سيتم دعمها في المستقبل.

إلى أن هذه الموافقة لا تسمح بتسليح المناهضين لحكم القذافي على الفور ولكن تحدثت عن إمكانية حصول هذا الأمر مستقبلا.

ومن ناحيته وفي رد على هذه المعلومات، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بعد ظهر أمس الادلاء باي تصريح حول مسائل الاستخبارات.

استنتاجات من ارض الواقع

- حضور دول حلف الناتو، ودول الاتحاد الأوروبي، والدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى مجموعة منتقاة من دول الجامعة العربية، مع الحرص على استبعاد مشاركة الاتحاد الإفريقي والذي كشفت المصادر بأنه كان يسعى لجهة القيام بانقلاب داخل المؤتمر.  على أساس أن الاتحاد الإفريقي هو المعني بالإمساك بزمام الملف الليبي لأن ليبيا دولة إفريقية، وعضو في الاتحاد الإفريقي إضافة إلى أن ليبيا تستضيف أبرز مقرات رئاسة الاتحاد الإفريقي.

- حدثت خلافات بين أمريكا وفرنسا وبريطانيا حول كيفية السعي لتبرير القيام بعملية تسليح المعارضة الليبية، وذلك لأن القرار الدولي 1973 لم ينص صراحة على القيام بعملية التسليح. وطالبت فرنسا بأن تتم عملية التسليح بشكل واضح وعلني كإجراء إضافي قررته دول التحالف.

أما بريطانيا فقالت بضرورة أن تتم عملية التسليح تحت غطاء أن القرار الدولي قد طالب بحماية المدنيين. وبالتالي يتم تبرير عملية التسليح باعتبارها تهدف إلى تزويد المواطنين الليبيين بالسلاح الكافي لكي يدافعوا عن أنفسهم. وفي هذا الخصوص، تجدر الإشارة إلى أن أمريكا قد صرحت على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون، والسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس قائلة بأن أمريكا لم تنظر حتى الآن في موضوع تزويد المعارضة الليبية بالأسلحة.

وما هو واضح هنا يتمثل في أن أمريكا ترغب في ترك محور باريس ـ لندن لجهة القيام بإصدار قرار تسليح المعارضة الليبية، بما يوفر لواشنطن الغطاء اللازم لجهة الانخراط في تزويد المعارضة الليبية بإمدادات الأسلحة.

تحدثت التسريبات عن قيام قطر بالمزيد من الأدوار الخفية وراء الكواليس. وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى أن قطر قد مارست ضغوطاً على مثلث واشنطن ـ باريس ـ لندن، لجهة القيام باعتماد وجهة النظر القطرية التي تطالب بالسماح بتنفيذ مبدأ النفط الليبي مقابل إمدادات السلاح للمعارضة الليبية، وذلك بحيث تقوم الأطراف الدولية بالسماح للمعارضة الليبية بتصدير شحنات النفط الليبي. وبالمقابل تقوم بعمليات شراء احتياجاتها من الأسلحة والعتاد العسكري.

هذا وإضافة لذلك فقد قررت قطر القيام باستضافة فعاليات مجموعة اتصال ليبيا، والتي قرر مؤتمر لندن الدولي تشكيلها، بحيث تضم ممثلين عن: حلف الناتو ـ الدول الكبرى ـ الدول العربية (قطر) ـ إضافة إلى المعارضة الليبية.

وأضافت المعلومات بأن فرنسا سحبت تمثيلها الدبلوماسي لدى نظام القذافي. وبدلاً عن ذلك قامت بتعيين سفير فرنسي جديد هو انطوان سيفان لجهة تولي منصب السفير الفرنسي المعتمد لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي. الذي اعترفت به باريس رسمياً كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي. وتقول التسريبات بأن السفير انطوان سيفان قد غادر فرنسا يوم الأحد 27 آذار (مارس) 2011 م إلى مقر عمله الجديد في مدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة الليبية. والتي وصلها عبر الأراضي المصرية . وتحدثت التسريبات عن قيام واشنطن رسمياً بتعيين مبعوث أمريكي خاص لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/نيسان/2011 - 27/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م